بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ…) – البقرة ١٩١
صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
إنَّ التَّطاول على العقيدة والمُقدَّسات والرَّموز الدِّينية صار من سِمات النّظام الدّيكتاتوري في البحرين، بما جرّأ النكرات لأنْ تتطاول بكلِّ وقاحة، وبأقذع الكلمات، وبقمِّة الإنحطاط والتّسافل، على طائفة بأكملها، وفي أقدس عقائدها، ورموزها الكبرى المعظّمة، وهو إمامنا الثَّاني عشر بقية الله الأعظم الإمام الطّاهر الطّهر المهدي المنتظر -أرواحنا لتراب مقدمه الفداء-.
إنَّ فتح باب السُّباب والشَّتم للمقدَّسات سيفتح نيران جهنم على كلِّ البحرين، ولنْ يسلم أحدٍ من سعير تلك النّيران، وإنَّ النّظام ليتحمَّل كامل المسؤولية عنْ هذا المنحى المدمّر الذي أُسّس أساسه.
إنَّنا في الوقت الذي ندعو فيه الجميع إلى تجنّب الإنزلاق إلى مستنقع الفتن المذهبية، وإلى حفظ حرمة جميع الرَّموز الدّينية والمقدّسات لدى جميع الطّوائف والمذاهب الدّينية، فإنّنا نحذّر بكلِّ جدّية منْ المآلات المدمّرة التي تنّتظر البلد إنْ لم يُضرب على فم دعاة “السَّب الطَّائفي” بأسرعِ وقت، فهذا النّمط مِنْ القضايا يبلغ مِنْ الحساسية ما لا يملك أحدٍ أنْ يوقف زلازله أو يخمد براكينه.
إنَّنا نُدين ونشجب الصَّمت الرَّسمي كما ندين ونستنكر هذا التَّطاول الخطير، ونُطالب بما طالب به كبار علمائنا الأعلام على لسان سماحة العلّامة السَّيد عبد الله الغريفي (دام ظلّه)، ونؤكِّد على ضرورة تقديم المعتدي الآثم إلى مُحاكمة ينال بها ما يستحق من العقوبة المُشدّدة على جرمهِ المشهود.
كما نؤكِّد مرارًا وتكرارًا على أنَّنا سنبقى دائمًا وأبدًا من دعاة مبدأ الوحدة الإسلامية في البحرين وعلى مستوى كلِّ الأمَّة، وإنَّ أيَّ مشروع للفتنة الطَّائفية في وطننا سنعمل على إفشاله ووضعه تحت أقدامنا؛ فالبحرين بلد عزيز بسنته وشيعته.
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا
علماء البحرين
١٧ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ
٥ يناير ٢٠١٨م