آية الله قاسم: التسبّب في حرب طائفية يعني خرْقاً لأكبر سفينة نجاة لهذه الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اللهم صلّ على محمد وآل محمد خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين وآله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المنتجبين.

 

إرحموا أمّتكم.. إرحموا أنفسكم

 

يعلم الكل أن الأمة الإسلامية ودينها القويم مستهدَفان لمخطط عدواني يوجّه لهما ضربة قاصمة يصعب التخلص من كارثتها.

 

ولا يُظنّ بأنّ شيئاً أفعل وأسرع وأقسى وأبقى لتنفيذ هذا الهدف المشؤوم المدمّر من أن تنشأ في هذه الظروف حرب طائفية في هذه الأمّة على مستوى دول أو أحزاب.

 

ولا يصح للأمة كلّها أن تتسامح مع من يتجه بأوضاعها لمثل هذه الحرب أيّاً كان. إنه مصير أمة بكاملها، ومصير دين لا انقاذ للإنسانية كلّها من دونه. لو حدثت لا سمح الله حرب من هذا النوع فلن يعالجها شيء، ولن يُخفّف من آثارها الثقيلة الباهظة المرَّة الشاملة المقيمة شيء.

 

إنها جريمة كبرى لا تغفرها الأمة ولا تغفرها الإنسانية الرشيدة كلّها للمتسبّب فيها. إن الفاعل لا يخرق سفينة صغيرة، وإنما التسبّب في حرب طائفية يعني خرْقاً لأكبر سفينة نجاة لهذه الأمة ولكل العالم.

 

وليس من حكومة من حكومات العالم الإسلامي إلّا وتدرك إلى أين سيكون مصير الأمة كلها، وبكل كياناتها من جراء هذه الحرب. وكل من له إلمام بالإسلام يدرك التأثير الهائل والخسارة الفادحة لغيَاب شمسه عن وجه الأرض ولو إلى حين. وأمتنا مسؤولة اليوم بكامل مكوّناتها عن درء هذا الخطر الذي يتهدّد وجودها، ويذهب بآمال العالم.

 

على الحكومات قبل الشعوب في أمتنا أن تتحمل مسؤوليتها بإزاء هذه المسألة ؛ وإذا فرّطت في ذلك فعلى الشعوب أن تعلن إنكارها.

 

لا يترك الأمر لأي حكومة، ولأي حزب، ولا أي فئة أن تفعل بالأمة شرَّ ما تتوقعُه أمه، ولا بدين الله شرَّ ما يُحْذَرُ على الدين.

 

على الأمة أن تتقي الله في نفسها فلا تقضي على وجودها، ومن لم يكن له تقوى من الله، ولا رحمة بالأمة فليرحم نفسه؛ فإن حرباً طائفية في الأمة ستأكل كل أطرافها، ولا سالم من هذه الحرب ولا مجال لأحد أن يتفرج عليها.

 

وليقف اللعب السياسي لكل الدول باستخدام الورقة الطائفية، والافتراءات المتصلة بها فإن هذا اللعب خاصة في هذه الظروف قد يفجر أوضاع الأمة كلها فلا يكون تدارك.

 

أقول قولي هذا راجياً أن أكون للأمة كلها ناصحاً أميناً من ناصحين أمناء كثيرين فيها.

 

والحمد لله رب العالمين.

 

عيسى أحمد قاسم

 

4 فبراير 2015 م

 

الموافق 14 ربيع الثاني 1436 هـ

 

زر الذهاب إلى الأعلى