الحديث القرآني الرمضاني – 12 رمضان 1435هـ / 10 يوليو 2014م
سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
في إضاءات قرآنية في رحاب (سورة الشورى)
الحلقة الحادية عشر
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
قوله تعالى ” وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ”[1]، المظلوم الذي يدفع الظلم عن نفسه ويمنعه عن أن يصل إليه، فيقابل الظالم بالخشونة التي تردعه عن الظلم وترفع ظلمه فهذا لا لوم عليه في دين أو عقل ولا في عرف صحيح. كل اللوم وكل النصرة وكل المواجهة مما يجب أن تجتمع عليه الكلمة الرادعة وينهى عن منكره إنما هو الظالم، فالظالم هو الذي يجب أن يلام ولومه من الدين ومن العقل ومن العرف العقلائي، فلا غبار على موقف المظلوم حين يوقف الظلم عن نفسه، ويوقف منبع العدوان عن أن يصل إليه شره.
“إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ”[2]، أؤلئك الذين يسعون فسادا ويبطشون ويظلمون وينهبون ويستأثرون بغير الحق، أؤلئك الذين يجب أن يواجهوا في دين الله وعدله الذي لا شوب فيه، هذا موقف الدين منهم في الدنيا أن يحشد في وجهوهم كل قوة الخيّرة لإيقاف الشر وقطع الظلم، وهذا ما مع يجلب عليه من تكالب القوى ومن الرد الرادع ومن الخسائر في الأموال والأنفس كل ذلك هو الجزاء الأقل في حق من ظلم وبغى، العذاب الأليم “أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ”[3] العذاب الأليم المقيم في الآخرة.
“وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ”[4]، تكررت هنا مسألة الصبر من المؤمنين، وتتكرر الدعوة من المؤمنين بأن يرتقوا إلى مستوى المغفرة ليس بما يبقي الظلم، ولا بما يغري بالظلم، ولا بما يدع للظالم أن يأخذ حريته في الاستمرار في ظلم العباد ونشر الفساد، وإنما هي المغفرة التي تمثل خلق عاليا ونفسية رفعية، وتقف ورائها قوة كافية لا تنطلق من موقع ضعف، ولا من موقع مجاملة للباطل، ولا إنكسار أمامه، ولا طلب جزاء دنيوي، وإ،ما هو الخلق الرفيع السامي العالي الذي يعطي للنفس أن تتعفف عن روح الانتقام، وإنما كل همها أن تعدل في الأرض وأن تسد منباع الظلم، وتقطع يد الظالم عن ظلمه.
“وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ”[5]، فلا مغفرة بلا صبر، لأن مورد العدوان يثير في نفس المعتدى عليه روح التشفي والانتقام والأخذ بالثأر، ومواجهة هذا الشعور السلبي الذي لا يرضاه الإسلام، والشعور الضار تحتاج إلى صبر مواجهة للنفس، وتحتاج إلى علو همة وإرادة قوية، فلابد من صبر حتى يتكون تقدم النفس وتلين لمسألة المغفرة للجانب الآخر.
“وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ”[6]، همة كبيرة، وروح عالية، وأمر حازم ومهم، هذا الصبر وهذه المغفرة في هذا المورد من كبار الأمور وعظامها، ومن العزائم الشديدة، ومن الإرادة القوية، ومن موقف شخصية متينة متماسكة وشخصية منضبطة. “وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ”[7]، الأمور المهمة والكبيرة ذات الموقع المؤثر.
“وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ”[8]، ومواقف اللين ومواقف التسامح وموقف المغفرة، إنما يؤثر فيمن أراد الله عز وجل له الهداية، وقد تفقد نفوس صالحية الهدى، وتسد على نفسها كل منافذ النور والعودة إلى الله سبحانه وتعالى، والاستكانة بالحق، نفوس استولى عليها الكبر الجاهلي والغرور والطيش ونسيت بفعل ما تمادت فيه من المعاصي لله عز وجل، ونسيت حضها من الصلة بالله عز وجل وحاجتها لله عز وجل واستكانتها وضعفها وانقطاعها ومحكوميتها لإرادته، فهذه نفوس لا تهتدي “وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ “[9]، الله لا يضل أحدا، وحاشاه أن يضل أحد ظلما.
هناك إضلالا من الله عز وجل بمعنى أن له سننا وقوانين حديه صارمة تكوينية تربط بين السبب والمسبب وبين العلة والمعلول، فلا يتأخر معلول عن علته التامة، فإذا ما صنعت علة الشقاء للنفسي وارتكبت أسباب الشقاء، وأسباب الشقاء تتمثل في المعاصي لله تبارك وتعالى وفي مخالفة نهجه والخروج عن إرادتة وإرتكاب المعاصي فلابد أن تستبع نتائجها، وهذه النتائج التي تستبعها نتائج خسارة، فلطاعة الله نتائج ولمعصيته نتائج، وللسم نتيجة وللدواء الشافي نتيجة، سببان مختلفان طبيعة مختلفان نتيجة.
معصية الله طريق الشقاء وسببه، وطاعة الله سبب النجاح وطريقه، أنا وأنت نسلك طريق النجاح فيؤدي بنا الطريق إلى النجاح، نسلك طريق الشقاء فيؤدي بنا طريق الشقاء إلى الشقاء، نشرب السم القاتل فنموت، ونشرب الدواء الشافي فنشفى، فإضلال الله للعاصين بهذا المعنى: أن أعصي فيستتبع عصياني مزيدا من الضلال، ومزيد من التدهور الروحي ومزيدا من الإرادة الخيّرة، ومزيدا من طمس معالم الفكر الصحيح، كل معصية تنحدر بوجودي عن درجته الفعلية التي هو فيها حتى أخس وأخس وأنحدر وأنحدر -لا سمح الله- وأفقد من بعد ذلك كل صلاحية النهوض، وكل صلاحية العودة إلى الله والتوبة إليه. فإضلال الله عز وجل لمن أضل، فهو إضلال لمن سلك طريق الضلال، وأخذ بطريق الضلال وطلب الضلال بعمله، واستدعى الضلال بفعله.
وفي قبال ذلك يهدي الله من طلب الهداية وسلكه، فأنا اليوم على مستوى من الهداية ينتظر المزيد، وأنت اليوم على مستوى من الهداية ينتظر المزيد، والطريق إلى زيادة هذا الهدى هو من عمل صالحا، وكلما عملت صالحا كلما أرتفع مستوى الهداية عندك، وكل ما أعطى ذلك نتيجة ايجابية جديدة تنضاف إلى رصيد الهدى في داخلك.
الله عز وجل جعل سلوك طريق الضلال مضلا، هل هناك ضل يستطيع أن يتصرف وأن يغير المعادلة والتركيب والسببية؟ وهل هناك ولي يمسك يمسك بأمر من أمور إمساكا تكوينا؟ وهل من مدبر وخالق ثاني ومنزل للوجود ثاني؟ وهل من سالب للوجود آخر؟ لا يوجد. فإذا أضل الله عبدا فلتجتمع الملائكة والأنبياء وكل من في الوجود فلا يفيد؛ لأن لا فاعل إلا الله عز وجل، واقتضى عدل الله عز وجل من الفعل السيء أن يؤدي إلى نتيجة سيئة.
“وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ”[10]، أنتهى الأمر فلعلم أنه ذاهب للنار ولقعر الشقاء بلا أدنى إشكال.
“وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ”[11]، في الدنيا لهو غرور وكبرياء وانتفاش وانتفاخ، وفي الدنيا انفلات وتمرد، وهذل كله يتبدل إلى انكسار وتضعضع في الآخرة، وإلى ألم وفجائع وإلى ذل وغزي وإلى شعور بالحقارة والدونية والانسحاق، والشعور بالانسحاق يعذب، والشحور بالدونية والحقارة يهلك، هناك حينما يكون اصطدام بالواقع المر الضخم الذي يكون خارج الحسبان،.
“وَتَرَى الظَّالِمِينَ”[12]، بمعنى تراها صورة مكشوفة، ولا يستطيع أن يكبت ويخفي حالته، ولا يستطيع إلا أن يعلن، “وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ”[13]، تكفي الرؤية الأولية، ويكفي الاطلاع، ولو اطلعنا اليوم على عذاب الآخرة لانكسرنا.
“وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ”[14]، هل هناك طريق أو فرصة أو من تسامح لنجرع ونصحح أوضاعنا كلها، ونرجع إلى الله، ونخرج من كل المعصية إلى الطاعة، ونكن أعبد العابدين وأزهد الزاهدين، ونطلق دنيانا، فهل من فرصة؟ الباب مسدود فلا مرد، والفرصة انتهت وانطوت.
“يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ”[15]، أمنية وتساؤل اشتياق، هناك انكسار وتضرع، “وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ”[16]، تراهم ويعرضون عليها في حالة خشوع ولكنها ليست خشوع تقوى، وليست خشوع من أدرك عظمة الله فقدرها في وقت السعة، وإنما خاشع من الذل، وأرضية هذا الخشوع والخضوع وهذا الانكسارذل غاص للأعماق ولم يترك للنفس أن تشعر بشيء من الاعتزاز والعزة والقوة، وذل كامل مسيطر.
“يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ”[17]، ينظرون عذابا شديدا ونار متلظية وشقاء أبديا ومنظرا مهولا، ومراء لا يترك للنفس شيئا من أمل، وشيئا من قوة على التمسك، فلا أستطيع النظر في عذابي لهوله لأني أخاف، ولا أستطيع أن أملئ عيني من عذاب لا تحمل لي به أصلا، فأنا لضعفي أنظر نظرا خفيفا مكسورا، نصف النظرة، ومن جهة ثانية لأنه يشدني إليه كل الشد، فلا ألتهي عنه ولا أستطيع إلا أن أنظر، ولا يترك لي فرصة أن أميل عنه فلقد أخذ كل قلبي، وسيطر على نفسي وكل مشاعري، فلا يترك لي فرة أن أغفل عنه، فمن هذا وذاك يكون النظر إليه خفيا، لا منقطعا ولا مركزا مفتوحا يملئ عين صاحبه، ووقته ليس لخمس دقائق ولا لساعة، فلنلتفت لأنفسنا فنحن الضعاف أمام سلطان الله وقوته تبارك وتعالى.
هؤلاء هم المستكبرون في الأرض، وكبار الأرض من الطواغيت والكفرة، وفريق آخر هو صاحب الكلمة يوم القيامة، وأي حصيف لا يقول كلمة تخرج عن مرضاة الله، ولا يحكم إلا بما حكم الله، ولا تميل نفسه إلا لما أراد الله.
“وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا”[18]، قمة أهل الإيمان من الأنبياء والرسل وأهل الأعراف وشهود الأعمال تلك الطبقة العالية الذين يأذن الله لهم بالكلام يوم القيامة ولا يأذن للكل.
“وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”[19]، وهذا عذاب ثان، ليس هناك معذور وهؤلاء يلومون واللوم في عذاب من لون آخر، لون العاقل ولوم العادل ولوم المحسن الذي لا يعرف منه إلا الإحسان وإلا الخلق الرفيق وإلا السمو، فلومه يأكل النفس، بالإضافة لما يرون من العذاب والذي لا يستطيعون أن يغفلوا عنه لحظة ولا أن يركزوا فيه لحظة لهوله وتعاظمه فإلى جنبه يأتي لوم نلك الطبقة المؤمنة الصالحة العادلة الرفيعة.
“وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”[20]، فخسارة الوظيفة ليست خسارة وإنما خسارة في الدنيا ولكنها ليست شيئا، فالخسارة الحقيقة هي أن يخسر نفسه في الآخرة، لتصير إلى عذاب مقيم وشقاء دائم وهذه هي أكبر خسارة وهذه هي الخسارة الحقيقة، وبأن يخسر نفسه وأن تعيش العذاب الأليم المقيم الذي لا فتور له. فهذه نفسه مؤهلة لدرجات عالية في الجنة ولسعادة أبدية، وإذا بها في قعر النار ومع أشقى الأشقياء وهذه الخسارة الكبرى.
وأما عن أهليهم فإذا كان لهم زوجات وأولاد وكانوا في الجنة فهؤلاء يخسرونهم ويعيشون مر فراقهم، وإذا كانوا في النار فلا ينسوهم فهم في فراق، ومنهم من فسر الأهل هنا بالحور العين وخدم الجنة؛ لأن لكل عبد من عباد الله قد أعد الله له مأوا وأهلا في الجنة من حور عين وخدم فهؤلاء يخسرهم فلا يلتقيهم ولا يلتقونه، فهي خسارة نفس وخسارة أهل.
“إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”[21]، المعني ليس أن ولدي خسر نفسه وسقط في المعركة، لا فالخسارة المعنية هي خسارة النفس يوم القيامة، وهذه خسارة البدن وربما مع خسارة البدن أكبر ربح للنفس، فخسارة النفس حيث تصير إلى النار.
“أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ”[22]، والذين في عذاب دائم مقيم وهم مخلدون أبدا المقطوع منهم أنهم الكفار، وهذا الظلم هو ظلم الكفر، ولا أكبر من ظلم الكفر، ولا ظلم يساوي ظلم الكفر، فأنا من يعطيني راتب مائة دينار مجاني شهريا فإذا حجدته كفرت، ولكن هل هو كما أكفر بعطاء الله؟ لا فكفري الله أكبر، وكفي بحق ولدي وحقي زوجتي أخف، وكفري بأي شيء آخر هو اخف من كفري بالله سبحانه وتعالى وجحدي وطمسي لنعم الله عز وجل.
“وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ”[23]، هناك لا يوجد مسدد، ولا يوجد ولي يعطي الهدى “وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ”[24]، لا يوجد أي أحد يعطي الهدى إذا لم نعطى الهدى من الله، وإذا أضل الله عبدا فلا يوجد ولي يملك من قلبه، ويملك من وجوده وحياته أن ينزل عليه الهدى ويعطيه الهدى، فلا يملك شيء في الكون أصلا، ولا يملك نفسه، فجبرائيل لا يملك هداه، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يملك هداه حتى يعطي الهدى لغيره، فلا شيء إلا بأذن الله تبارك وتعالى، وإبقاء لشيء إلا بإبقاء الله له.
“وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم”[25]، فهنا لا يوجد أؤلياء ينقذونهم ويخرجونهم من النار، وينقلونهم من الشقاء، فمن هذا الولي الذي ينصره؟ لا يوجد.
“وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ”[26]، هذا يكون ما كان لهم من الدين ولم يفيقوا، ومنذ أن اعتمدوا على ولي من دون الله وهم لم يكن لهم ولي من دون الله ينصرونهم وهذا ليس في يوم القيامة، “وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ”[27]، فلم يكن لهم الدنيا وإنما كانوا يعيشوا الوهم، وتحت سيطرة الخيال الغبي وإلى أقصى حد، والحقيقة أنهم “وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ”[28]، واليوم انكشف لهم تمام الانكشاف أنه ليس “لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ”[29].
فنحن نحسب أن لنا أؤلياء، وربما حتى المؤمن يحسب أن له أؤلياء في الدنيا، فكم يعتمد الإنسان على عشريته وأنصاره؟ وكم يرى أن عزه ونصره بهم؟ والحق أن النصر بالله وكل قلوب هؤلاء في لحظة وحدة ويذهبوا عنه وليسوا معه، فقد يرتكب حسنة فتترائا للجماهير أنها سيئة فينسفونه نسفا، فالاعتماد على الله تبارك وتعالى.
“وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيل”[30]، هناك ليس له ولي وهنا ليس له طريق، فطالرق والسبل كلها بيد الله عز وجل، فلا يستطيع أن يصحح فلقد انتهى الأمر، وهو من سد على نفسه باب التصحيح وباب الآوبة والتوبة.
هدانا الله وثبتنا على الهدى ولم يزل لنا قدم عن الصراط القويم. والحمد لله رب العالمين
[1] سورة الشورى، الآية 41.
[2] سورة الشورى ،الآية 42.
[3] سورة الشورى، الآية 42.
[4] سورة الشورى، الآية 43.
[5] سورة الشورى، الآية 43.
[6] سورة الشورى، الآية 43.
[7] سورة الشورى، الآية 43.
[8] سورة الشورى، الآية 44.
[9] سورة الشورى، الآية 44.
[10] سورة الشورى، الآية 44.
[11] سورة الشورى، الآية 44.
[12] سورة الشورى، الآية 44.
[13] سورة الشورى، الآية 44.
[14] سورة الشورى، الآية 44.
[15] سورة الشورى، الآية 44.
[16] سورة الشورى، الآية 45.
[17] سورة الشورى، الآية 45.
[18] سورة الشورى، الآية 45.
[19] سورة الشورى، الآية 45.
[20] سورة الشورى، الآية 45.
[21] سورة الشورى، الآية 45.
[22] سورة الشورى، الآية 45.
[23] سورة الشورى، الآية 46.
[24] سورة الشورى، الآية 44.
[25] سورة الشورى، الآية 46.
[26] سورة الشورى، الآية 46.
[27] سورة الشورى، الآية 46.
[28] سورة الشورى، الآية 46.
[29] سورة الشورى، الآية 46.
[30] سورة الشورى، الآية 46.