سلمان: المساس بآية الله قاسم سيغير وجه ومستقبل البحرين، والشعب قادر على قلب المعادلة
في جمعة الوفاء التاريخية والحضور الأكبر بمشاركة مئات الآلاف من البحرينيين
سلمان: المساس بآية الله قاسم سيغير وجه ومستقبل البحرين، والشعب قادر على قلب المعادلة
الدراز :
شارك مئات الآلاف من البحرينيين في التجمع الجماهيري الكبير شهدته البحرين اليوم الجمعة 24 مايو 2013 استنكارا للاعتداء الآثم على منزل سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، وسط حضور كبير جداً من مختلف الفئات والفعاليات والجهات السياسية والدينية.
وأقيم التجمع وسط الدراز وفي ميادين مختلفة على طول خط الاعتصام، واكتظت الشوارع والساحات بالمواطنين في تجمع تاريخي وسط الدراز تحت عنوان “رجل بقامة وطن”، فيما امتلأت ساحات الاعتصام قبل ساعات من بدئه.
وبعد الانتهاء من التجمع الأكبر في تاريخ البحرين بأكثر من ثلاث ساعات، لازال شوارع البحرين مكتظة بالسيارات بسبب تدفق عشرات الآلاف من السيارات من مختلف محافظات البحرين، ولازالت الازدحامات مستمرة بسبب الأعداد الكبيرة التي تخرج في وقت واحد من المنطقة.
وبدأ بكل سلمية وتحضر وانتهى كذلك بسلمية وتحضر معهود في تجمعات شعب البحرين، إذ بدأت الحشود العملاقة بالتدفق منذ الصباح من جميع محافظات البحرين ومن كل المناطق والبلدات.
وألقيت عدد من الخطابات كان أبرزها كلمة الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، بالإضافة إلى كلمة العلماء للسيد محمد هادي الغريفي، وكلمات عن شباب ونساء وشهداء البحرين وجرحى الثورة وقصيدة.
وشارك في التجمع الجماهيري كبار علماء البحرين والشخصيات السياسية والنشطاء والأطباء والمهنيين والمعلمين وعدد من الشخصيات الاقتصادية والناشطة في مختلف المجالات، إلى جانب حضور نسوي حاشد وواسع ملأ الشوارع الرئيسية والجانبية، إلى جانب حضور من مختلف الفئات العمرية والانتماءات.
بعض الأمور أكبر من الخطوط الحمراء
بدوره أكد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان على أنَّ “بعض الأمور هي أكبر من الخطوط، وأكبر من الحديث عن الخطوط الحمراء المعتادة، وبعض الأمور بطبيعتها تفرض تغييرات جذرية وكبرى لا يمكن التحكم فيها، والتعدي على سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم هو من هذه الأمور”، مشددا على أنَّ “أن أي مساس بسماحة آية الله قاسم سيتحمل مسؤوليتها النظام وسيتحمل مسؤوليتها الملك شخصياً فلا يمكن أن يتم التعدي على شخص مثل سماحته بدون علم القيادة السياسية في البلد”.
وتابع سلمان: “لقد مس نظام العراق المرجع الصدر الأول فغيّر ذلك وجه ومستقبل العراق، والمساس بسماحة آية الله قاسم سيغير وجه ومستقبل البحرين”، داعيا “المجتمع الدولي أن لا يقف متفرجاً على استمرار الانتهاكات الممنهجة والجسيمة لحقوق الإنسان في البحرين وأن يتناسب موقفه في دعم المطالبين بالديمقراطية في البحرين مع المثل والقيم التي يرفعها عنواناً لسياسته الخارجية”.
جربتم صمود الشعب وهو قادر على قلب المعادلة
وشدد سلمان بالقول: لقد جربتم ثبات هذا الشعب على مدى أكثر من سنتين والعالم يعرف أن هذا الشعب قادر على قلب المعادلة، لم ولن يفلح القمع ولا المناورات السياسية في اخماد هذه الثورة أو الهروب من الاستحقاقات على النظام والتي يجب أن يدفعها للشعب فورا عبر إعادة حقوق الشعب المصادرة في التشريع والتنفيذ والقضاء والأمن والتصرف في الثروة الوطنية.
وأكد على أن الحكومة التي لا تنتخبها إرادة الشعب فاقدة للشرعية الشعبية، فهي وأجهزتها وقرارتها محل رفض شعبي وهي بحكم الميتة لا يُتعاطى معها إلا بقدر الضرورة.
وشدد الأمين العام للوفاق على التمسك بالثوابت في السلمية والوطنية، وتقييم المشهد السياسي بشكل عام للقيام بكل ما يلزم لحصول هذا الشعب على حقوقه المصادرة.
ولفت إلى أنه في الجانب السياسي رسخت مدرسة الشيخ عيسى قاسم السياسة التي بدأت في المجلس التأسيسي وثم المجلس الوطني …وما بعدها وصولا إلى ثورة 14 فبراير 2011 المجيدة معالم سياسة انطلقت من الوطنية البحرينية التي يتساوى فيها المواطنون على قاعدة المواطنة واعتمدت السلمية أسلوبا والإصلاح الحقيقي والجاد في تحقيق إدارة الشعب لشئونه هدفا واختارت دائما مد اليد لإيجاد حل ينبع من أبناء الوطن وعدم ربط الحل والحراك بالأبعاد الإقليمية و الدولية.
وقال سلمان: أن العاقل ليفهم أن الحفاظ على مثل هذه المعالم يمكن أن لا يتنسى حال غياب مثل هذه الشخصية العملاقة والمؤثرة. وعندما يعرف قدر الرجل ودوره الذي قام به لوجه الله وشكل صمام أمان للبلاد والعباد، وهذا تشخيص موضوعي وليس تهديد لأحد.
قامة وطنية علينا أن نفخر بها ونستثمرها
وأردف: لقد عايشنا سماحته من قرب طوال سنوات وبشكل شبه يومي في هذه السنتين فوجدنا اصرار على المضي في الحركة المطلبية المطالبة بالإصلاح الجاد وأن كلف ذلك التضحيات الجسام لما للإصلاح من ضرورة للوطن ولحفظ مصالح ابناءه اليوم وغداً وكان هذا الإصرار على المواصلة في الثورة وإكمال الشوط لنهايته مصحوبا بقلب رحيم وعقل متفتح على الآخر ويد ممدودة للتعاون على الخير من أجل هذا الوطن، وحتى الأمس عندما كنا نقترح بعض الخطوات كان يؤكد على السلمية والرأفة بالناس والوطن.
ولفت سلمان إلى أن الأوطان والأمم الراشدة لتفخر بمثل هذه القامة الوطنية الإسلامية وتستثمرها من أجل بناء واقعها ومستقبل أبنائها وأن الأوطان الظالمة وهي التي تسجن نسلن مانديلا و تسجن وتقتل غاندي ومارتن لوثر كنج.
وأردف: لقد تشرب الشعب عبر خطابات و مواقف أمثال هذا الرمز الوطني الكبير و القامة الشامخة وعيا كبيرا تجاوز مقدرة أي نظام في أن يلتف على مطالبه العادلة أو أن يركعه عبر أدوات القمع المختلفة.
النظام فشل في اسكات حركة المطالبة بالتغيير
وقال سلمان: لقد فشل النظام طوال عقود في اسكات الحركات المطالبة بالتغيير وكان فشله ذريعا وواضحا أكثر في ثورة 14 فبراير الوطنية والمستمرة لأكثر من سنتنين. أن حركة الثورة السلمية الإصلاحية مستمرة متوهجة ولن تتوقف تحت أي ظرف من الظروف حتى يتحقق التغيير ويسقط الاستفراد بالقرار السياسي تشريعا وتنفيذيا وأمنا وقضاءً. وحتى تتحقق القاعدة الدستورية الرئيسية لأي نظام سياسي حديث ” الشعب مصدر السلطات جميعا”.
وأكد على أنه لم ولن يفلح القمع ولا المناورات السياسية في اخماد هذه الثورة أو الهروب من الاستحقاقات المستحقة على النظام والتي يجب أن يدفعها للشعب فورا عبر إعادة حقوق الشعب المصادرة في التشريع والتنفيذ والقضاء والأمن والتصرف في الثروة الوطنية.
على المجتمع الدولي عدم التفرج
وأكد سلمان أنه على المجتمع الدولي أن لا يقف متفرجاً على استمرار الانتهاكات الممنهجة والجسيمة لحقوق الإنسان في البحرين وأن يتناسب موقفه في دعم المطالبين بالديمقراطية في البحرين مع المثل والقيم التي يرفعها عنواناً لسياسته الخارجية.
وقال: إلى متى ستتركون مصداقيتكم في دعم الديمقراطية تتآكل بسبب مساندتكم لنظام مستبد وتخاذلكم عن دعم شعب يطالب بحقوقه الانسانية البسيطة والضرورية لاي بلد في القرن الحادي والعشرين. إن الجانب الصحيح من التاريخ هو في الوقوف الجاد مع مطالب شعب البحرين بالحرية والديمقراطية والمساواة، وأنتم تحت المجهر، وسيحدد الشعب موقفه منكم مستقبلاً على أفعال اليوم.
دم المشيمع فجر الثورة والمساس بالرموز سيغذيها أكثر
وقال سلمان: لقد فجر دم الشهيد علي المشيمع ثورة كبرى مستمرة منذ 14 فبراير وحتى الآن، فلتتأكدوا بأن المساس برموز هذا الشعب سغذي هذه الثورة بوقود لا ينفذ حتى تحقيق النصر، وسيدخل الثورة في منعطف لا عودة عنه..
وأردف: وسيكون ردة فعلنا هو فعل مستمر وباشكال ووتيرة مستمرة ومتصاعدة وفي أبعاد عدة، لقد جربتم ثبات هذا الشعب على مدى أكثر من سنتين والعالم يعرف أن هذا الشعب قادر على قلب المعادلة والاستمرار في ثورته اعتمادا على الله وعلى ذاته، فإن اجتزتم خطوط سنجتاز خطوط تعادلها.
وأضاف سلمان: لقد انطلقت الثورة سلمية وستستمر سلمية ولن تحتاج حتى إلى حجر أو الزجاجة، هذه عبارات سماحة الشيخ عيسى حفظه الله، وستستمر فعالياتنا سلمية لكنها مفتوحة على العاصمة، والاعتصام الدائم، والعصيان المدني، والمقاطعة المتصاعدة للنظام، وغيرها من الأدوات السلمية، بالوتيرة التي تخدم قضيتنا العادلة وتحقق مطالبنا المشروعة.
أي مساس بسماحة آية الله قاسم يتحمل مسؤوليتها الملك
نحن هنا ليس لوقفة تضامنية لمدة ساعات أو حركة احتجاجية كردة فعل لمدة اسبوع أو شهر.. بل نحن هنا لنؤكد استمرارنا في ثورة تجاوزت العامين.. نحن هنا لنقول أن فعلنا سيستمر شهور و سنين وعقود إن لزم الأمر، حتى نسترد حقوقنا المغتصبة والمسلوبة بالاستيلاء.
وأردف: رسالتنا إلى النظام.. أن أي مساس بسماحة آية الله قاسم سيتحمل مسؤوليتها النظام وسيتحمل مسؤوليتها الملك شخصياً فلا يمكن أن يتم التعدي على شخص مثل سماحته بدون علم القيادة السياسية في البلد.
كلمات بإسم آباء الشهداء والجرحى والنساء والشباب والأطفال
كما ألقيت كلمات بإسم آباء الشهداء وأخرى بأسم جرحى البحرين، وأخرى بإسم نساء البحرين وكلمة بإسم أطفال البحرين وأخرى بإسم شباب وشابات البحرين، وأكدت الكلمات على أن شعب البحرين لن يسلم آية الله قاسم، لأنه لا يسلم روحه للظالم، إذ لن يصلوا إليه إلا على هذه الأجساد والتي تمتد على هذا الطريق وتسجل أكبر حشد في تاريخ البحرين، لن يصلوا إليه إلا حين يفرغوا ما في العروق من دماء.
وشددت الكلمات على أن آية الله قاسم هو رجل البحرين الأول، وصاحب الخطاب الوطني، صفته الوطني تجعله صاحب موقف سياسي حكيم، ولا يمكن لشعب البحرين أن يفرط في هذه الشخصية الاستثنائية.
خطوة قذرة وجبانة
وقال السيد محمد الغريفي في كلمة باسم علماء البحرين أن الجماهير ترفض أشدَّ الرفض الخطوة القذرة والجبانة باستهداف منزل سماحة آية الله قاسم، ونرفض كل الرفض التبريرات الرسمية الواهية ولا نراها إلا نوعاً من الاستهتار والاستكبار والتهرب من تحمل المسؤولية تجاه الجريمة الكبرى.
وطالب باعتذار رسمي صريح عما وقع ومحاسبة من ارتكبوا الجريمة، وضمان عدم تكرارها، ووقف كافة أشكال الحملة الإعلامية المغرضة ضد سماحته، مشدداً على أن الحضور الجماهيري يمثل استمرارًا لحركة الثورة وإصراراً على تحقيق أهدافها ومطالبها ومن هنا يؤكد أبناء شعبنا أنهم ماضون في طريق المطالبة بحقوقهم السياسيية ولن يتراجعوا عنها قيد أنملة.