خطبة عيد الفطر المبارك 1 شوال 1433هـ – 19 اغسطس 2012م
مواضيع الخطبة:
الخطبة الأولى: استغلال العمر في طاعة الله عزوجل
الخطبة الثانية: يوم العيد…يوم من أيام التواصل الإجتماعي
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي لا مخلوق إلاَّ مَنْ خَلَقَ وما خَلَقَ، ولا مرزوق إلا من رَزَق، ولا حياة إلا لمن أحيا، ولا ممات إلا لمن يُميت، ولا مرجع إلاَّ إليه، وهو الباعث بعد الموت، ومجزي كلِّ نفس بما كسبت وهم لا يُظلمون.
أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
عباد الله علينا أن نحتميَ من غضب الله، ونطلب رضاه بتقواه؛ فغضب الله لا يُطاق، ورضاه لا يبلغ خيرَه خيرٌ، ولا يدنو من شرف مَنْ ناله شرف، ولا سبيل للفِرار من غضب الله، وللفوز برضاه إلا بتقواه، والتضرُّع إليه، والتذلّل بين يديه.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين. اللهم اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم أعذنا من أن يعدل حبّ شيء أو خوفه عندنا حبّك وخوفك، أو نتلكّأ في طاعتك لطاعة من سواك، أو نزهد في رضاك برضا غيرك. اللهم اجعل حبّنا لمن أحببت، وبغضنا لمن أبغضت، وتقديمنا لمن قدّمت، وتأخيرنا لمن أخّرت، وموالاتنا لمن واليت، ومعاداتنا لمن عاديت ياحنّان، يامنّان، ياكريم.
أما بعد أيها الأعزاء من المؤمنين والمؤمنات:
فكما تمرُّ الساعات تمرّ الأيام والشهور والسنونَ والعمر، وليس من العمر إلاَّ ما يتقضّى، وتذهب به الأيام. وما يبقى بعد العمر إلا العمل. وبقدر ما نعمل، وحسب جنس ما نعمل يكون المصير، فإنّما تبيَضُّ وجوه، وتسودّ وجوه غداً بما قدّم الإنسان لنفسه من عمل خير أو شر، وبقدر ما كان في حياته من هذا أو ذاك.
وإنَّ من ساعات الحياة عند الإنسان وأيّامها لما يذهب هدراً، ويمضي ضياعاً، ومنها ما يُعبّئه الإنسان فساداً، ويملأه شرّا، ومنه ما ينتج خيراً على يده، ويزيد من حركة الصلاح والإعمار الكريم، ويُنقّي أجواء الحياة، ويزيد من هدى الأرواح والعقول والنفوس، ويعيد للأوضاع صوابها واستقامتها.
من ساعاتنا هنا في الحياة ما نقضيه في لذّة تهدم من ديننا وإنسانيتنا، وتنقص مما نحن عليه من رصيد روحي ونفسي نستعين به على الاستقامة على الطريق، والتغلُّب على التحدّيات.
وهذه الساعات تُعقِب بزادها الرديء، وحطِّها لقوى الخير في النفس شقاءً يومَ القيامة، وعذاباً قد لا يكون منه لصاحبه خلاص.
ومنها ما نُمضيه في طاعة الله سبحانه، ونجاهد فيه النفس ونحملها على ما لا تشتهي جهلاً وضعفاً منها طلباً لصلاحها، ونمنعها مما تشتهي درءاً لها عن التَّردِّي، فتلقى من ذلك المعاناة(1)، وثقل المكابدة ونصبر عليه، إلاَّ أنَّ هذه الساعات هي ساعاتُ بناء الذات، وتصحيح الحاضر، وكسب المستقبل، وهي الساعات التي تبقى مُشرِقة من حياتنا(2)، وذخراً لا ينفد، وتكون منجاة من النار، وسبيلاً إلى الجنّة، وتُحقّق لنا غاية الحياة(3).
الساعات الأولى تذهب لذَّاتها(4)، وتبقى تبعاتها، والساعات الثانية يذهب تعبها، ويبقى ما تُعقِب من نعيم.
ولا شكَّ أن العقل والفطرة، والأمانة على الذات كلّ ذلك يدعو للساعات من النوع الثاني لا للساعات من النوم الأول المضيّع لها.
والساعات التي لا يملأها الإنسان خيراً أو شرّاً، وإن لم تمثِّل تبعة مضافة إلاّ أنها تُمثِّل تقصيراً، وتذهب ضياعاً، وتنتج يوم القيام ندماً وحسرة.
وربما أصابت من ضيّع فرصةً من فرص الرّبح في الدنيا(5) ندامة قاتلة لا يعالجها شيء(6). وذلك لا يساوي شيئاً من ندامة الآخرة.
لا العقل، ولا الدّين، ولا الفطرة والوجدان ولا الأمانة على النفس مع تضييع الحياة(7)، أو وضع ولو ساعة من ساعاتها في شقاء الإنسان وسقوطه وعذابه الأخروي(8).
وليس من العقل ولا الدّين، ولا الحكمة أن يبخل الإنسان بشيء مما ملّكه الله بجوده وكرمه على نفسه وإصلاحها(9)، ولا أن يحتفظ بشيء من دنياه يحتاجه دِينُه، وبناءُ ذاته، وربحُ مستقبله.
تقول الكلمة عن الإمام عليّ عليه السلام:”أسهروا عيونكم، وأضمروا(10) بطونكم، واستعملوا أقدامكم(1)، وأنفقوا أموالكم، وخذوا من أجسادكم(12) وجودوا بها على أنفسكم(13)، ولا تبخلوا بها عنها(14)؛ فقد قال الله سبحانه {… إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(15)، وقال تعالى {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}(16) فلم يستنصركم من ذلّ، ولم يستقرضكم من قُلّ…”(17).
سلامة نفسك الإنسانية، هداها، زكاتها، سموّها، معرفتها، تبلورها، كرامتها، شرفها، أُنسها، سعادتها أولُ ما يستحق اهتمامك، وجسمك، وقواك، ومواهبك، وأشياؤك، وفرصك، وحياتك؛ كل ذلك من أجل النفس وكمالها وهي الهدف.
والحياة الدنيا منقضية، والبدن منته، والقوى تذهب، والأشياء تتقادم وتتلف، وما يبقى منك نفسك الإنسانية التي بها تسْعَدُ وتشقى؛ فلا بُخل عليها مما ملكتَ بشيء.
هذا هو منطق العقل والدّين والفطرة، فلا يَبيعنَّ أحدُنا نفسه بالرَّخيص(18)، ولا يذهب منه عمره سدى.
والحمد لله أوّلاً وآخراً.
وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. اللهم اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعلنا من الصالحين الأخيار الأبرار، وأدخلنا الجنّة، وانأ بنا عن النّار برحمتك ومنّك يامنّان، يارحيم، يارحمان.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ للَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } (19).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا يَردُّ من دعاه، ولا يُخيّب من رجاه، ولا يؤيس من أمَّله، ولا يخذل من نصره، ويعطي من استعطاه، ويُرفِد من استرفده، ويتفضّل بالعطاء، ويبدأ بالإحسان، ولا يبلغ امتنانه امتنان، ولا إنعامَه إنعام.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
عباد الله لا صغير، ولا كبير في الخلق يملك أن يستغني عن خالق الخلائق أجمعين، أو يخرجَ عن سلطانه ولو أقل من طرفة عين، ولا مفر من الانتهاء إليه، ووقوف العباد للحساب بين يديه. فلا يطغينَّ طاغ، ولا يستكبرن مستكبرٌ عن طاعة الله وعبادته؛ فإنه إن يفعل فإنما يُهلِكنَّ نفسه، ويختارُ لها الشقاء المقيم الذي لا مخرج له منه من دون الله العليّ القدير.
فلنُباعد عباد الله بين وُجُوهنا وبين لهب النار، ولنطلب لنا مقاماً كريماً في الجنّة بطاعته، وإخلاص العبادة لوجهه الكريم.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعلنا ما أحييتنا على ذكر دائم من منّك وإحسانك، وارزقنا شرفَ حمدك وشكرك، وأخلص منّا الطاعة والعبادة لك، ولا تفرّق بيننا وبين الإيمان يا رحيم، يا متفضّل، يا كريم.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله خاتم النبيين، الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة، وعلى الهادين المعصومين؛ حججك على عبادك، وأمنائك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وعجِّل فرج وليّ أمرك القائم المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيّده بروح القدس ياربّ العالمين.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهِّد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين، وفِّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم وانصرهم نصراً عزيزاً مبيناً مقيما دائماً.
أما بعد أيها الأعزاء من المؤمنين والمؤمنات:
فالحمد لله الذي وفّقنا لأداء فريضة الصَّوم للشهر الفضيل، وبلَّغنا يوم عيد الفطر المبارك يومَ الشُّكر على الانتصار على النفس والشيطان، وعوامل الضلال في الأرض، ويوم الطاعة، وطلب الزُّلفى إلى الله سبحانه، يومَ عيد الأولياء، وشقاء الأعداء، وبهجةِ أهل الطاعة، وَبُؤسِ أهل المعصية.
يقف بنا يومُ العيد على حقيقة أنَّ من اغتنم الفرصة، وأطاع الله سبحانه، وأدَّى ما أوجبه عليه، ودعا إليه من عبادته حقَّ له أن يفرح، وأن يشكر الله عز وجل أن أعانه على النفس فغلّبه عليها، ودحر عنه الشيطان، وكما يقف بنا يوم العيد على وجوب الشكر بتوفيق الطاعة، يقف بنا على وجوب الاستفادة من العمر فيما يبقى، ويُضمنُ به النجاح.
وهذا اليوم أيها المؤمنون يوم من أيام التواصل الاجتماعي، والتلاحم بين أهل الإسلام والإيمان، وهو يوم زكاة الفطرة التي لا يَحِلّ لقادر مستجمِع للشروط التخلّفُ عنها، ولا التساهل فيها، والتأخير لها عن وقتها. وهذه الفريضة منطلقها الأُخوّة الإيمانية، وما يجب أن يكون عليه المؤمنون من حسّ مشترك في الآلام والآمال، ومن المسارعة في سدّ الفراغات التي قد تُسبّب المتاعب في حياة بعضهم، وقضاءِ حاجة كل محتاج منهم بما يدفع ضيقه، ويرضي الله تبارك وتعالى.
وحياةُ المسلمين والمؤمنين وأيامهم كلها ينبغي أن تكون حياة تواصل بينهم وتراحم وتكاتف، وتعاون في الخير، ودرء للشرّ(20).
وما أعظمها من كلمة عن الإمام علي عليه السلام في التعامل الاجتماعي البنّاء القائم على العدل والإحسان واحترام إنسانية الإنسان، ومعرفة حقّ الأُخوّة الإيمانية وقيمتها العالية تقول الكلمة عنه عليه السلام:”ابذل لأخيك دمك ومالك، ولعدوّك عدلك وإنصافك، وللعامّة بشرك وإحسانك”(21).
ومما يُمتّن العلاقات الاجتماعية ويوثّقها التزاور والتهادي وتفقُّد حاجات من كنت تظنُّ حاجته، ويومُ العيد من أنسب الأيام التي تنشط فيها هذه العلائق والصلات.
وما العيد إلا عيد الصائمين والصائمات حيث قد جاء عن خطبةٍ لأمير المؤمنين عليه السلام في عيد الفطر “عباد الله إنَّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله؛ فقد غُفِر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون”(22).
وما كان العبد عبداً إلاّ لما وُفِّق إليه من وُفِّق من معصية الشيطان، وطاعة الرَّحمان، والتغلّب على النفس الأمَّارة بالسوء.
وكلّ يوم يختمه العبد وقد وُفِّق فيه لمثل ذلك فهو عيد، وما من يوم يقضيه العبد في معصية لربّه إلاّ وكان يوم معصيبته وفشله الذريع.
جعل الله خاتمة أمرنا خيراً ليكون يومُ مماتنا عيداً، وساعة رحيلنا فرجاً.
اللهم صل وسلّم على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم أعدنا والمؤمنين والمسلمين على مثل هذا اليوم في صحة وعافية ونصر وعز وكرامة وأمن وسلام يا قوي يا عزيز، يا رحيم، يا كريم.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (7).
أيها الأخوة الكرام أبارك لكم هذا العيد المجيد، وأعزّيكم وكل هذا الشعب بالشهيد السعيد، ونشكر الحكومة على هديتها للشعب، وعلى إصرارها على أن تقدّم ضحايا من أبناء هذا الوطن في كل عيد من أعياده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – نحن نعاني في جهادنا كلما جاهدت نفسك، كلما لقيت معاناة، وكلما تحملت تعبا في الصراع مع النفس، لكن هذا له نتيجة ضخمة حميدة.
2 – ساعات جهادنا مع النفس، ساعات الصبر على مواجهة النفس عن المشتهيات، الصبر على الواجب، الصبر عن المحرم، الصبر على المصيبة، كل هذه الساعات؛ ساعات الصبر وساعات الجهاد هي الساعات التي تبقى مشرقة إلى الأخير.
3 – من دون هذه الساعات لا تتحقّق لنا غاية الحياة؛ غاية أن نسمو، أن نكمُل، أن نكسب رضا الله، أن ندخل الجنّة.
4 – الساعات المضيعة، ساعات الشهوات، ساعات اللذات المحرّمة.
5 – كربح تجاري مثلاً.
6 – رب تضييع لفرصة أعقب وفاة صاحب ذلك التضييع حسرة وندامة.
7 – كل ذلك لا يقول لك ضيّع حياتك.
8 – إذا استحضرنا العقل، إذا استحضرنا الفطرة، إذا استحضرنا الوجدان، إذا فكّرنا في المصلحة هل يسمح لنا شيء من ذلك أن نضع لحظة واحدة من لحظات وجودنا في سبيل شقائنا الأخروي؟! يقول لك: ادخل بعمرك، بجزء من عمرك النّار؟!
9 – مالك رخيص تحت إصلاح نفسك، دمك رخيص عند علاقتك بالله عز وجل، عند احتفاظك بإنسانيتك، عندما تتذكر الآخرة وقيمتها.
10 – تعبير عن الجوع. أقدِم على الجوع في سبيل الهدف.
11 – اسعوا في الأرض جادّين.
12 – أتعب جسدك، أجهد نفسك. لماذا؟ لم كل ذلك؟ من أجل تربية النفس وصلاحها.
13 – لديكم شيء أهم من الأموال وأهم من الأجساد هي نفسك التي إن صلُحت ربِحَت، وإن فَسَدت شقِيَت. سلامتها تُسعِدك، فسادها يُشقيك. نار أبدية، أو جنة أبدية.
14 – كل الأشياء الدنيوية لا تبخلو بها عن إصلاح أنفسكم.
15 – 7/ محمد.
أكبر نصر أن تربح سلامة نفسك، أي نفس؟ النفس العارفة بالله، النفس المؤهَّلة لحياة سعيدة أبدية في جوار الله، النفس التي هي نفخة من روح الله، هذه النفس. ابذل في سبيل إبقائها على نورها كل ما في يدك، وحتى آخر قطرة من دمك.
16 – 11/ الحديد.
الساعة التي تبذلها في سبيل الله قرضة يتقبلها الله عز وجل، الكلمة الطيبة قرضة، المال الذي تبذله لليتيم قرضة، إلخ.
17 – نهج البلاغة ج2 ص113 ط1.
لا توجد قلة غنى عند الله حتى يستقرضكم، إنما يستقرضكم إكراما لكم، الله عز وجل له شأن بفلسين في جيبي؟! إنه يريد أن يرفع هذه النفوس، يحوّل هذه الدنانير هذه الدراهم إلى مشاعر كريمة، إلى نفس عالية، إلى روح مضيئة ببذلك في سبيل الله، وأفقك تضيء بطاعة الله سبحانه وتعالى.
18 – بيعك نفسك، بيعي نفسي على ملك يتّسع لنصف الأرض، بل لكل الأرض بيع للنفس بالرخيص، لو بعت نفسك لأن تكون ملكاً على كلّ الدنيا لاسترخصت نفسك، حين يكون في هذا الملك غضب الله عز وجل ودخولك في النار، فاحذر.
19 – سورة التوحيد.
20 – يجب أن يكون المؤمنون كلّهم يداً واحدة في سبيل الخير، وفي مواجهة الشر.
21 – بحار الأنوار ج75 ص 50 ط2 المصححة.
هل يوجد فوق هذا التعامل الإيجابي، البنّاء تعامل آخر؟! قمّة التعامل مع الأخ أن تبذل له دمك ومالك، وقمّة في التعامل مع العدو أن تعدل معه وتعامله بإنصاف، وللعامّة منك بشرك وإحسانك.
22 – الأمالي للشيخ الصدوق ص60 ط1.
وقد ودّعنا شهر رمضان الكريم ونسأل الله أن نكون ممن غفر الله ذنوبهم. فلننظر إلى ما بعد هذا الشهر، لا يكن تراجع عن خط الطاعة، وإنما يصح هو أن نواصل طريق الطاعة في صعود دائم.
هل ستتراجعون؟ هل ستواصلون بجد ونشاط؟ يقول الإمام لنا: فانظروا كيف تستأنفون.
حاولت أن تلتزم بالصدق أكثر مما كان، فهل ستبقى على هذا الطريق؟ حاولت أن تكون أكثر أمانة، أكثر جدية في الخير، أكثر طاعة وعملا صالحا، فهل ستواصل الطريق أم ستتراجع شيئاً من خطوات؟ نبقى إن شاء الله على الطريق.
23 – 90/ النحل.