آية الله قاسم يزور «العلمائي» ويفتتح مركز الإمام الحسين (ع) للدراسات والبحوث
آية الله قاسم يزور «العلمائي» ويفتتح مركز الإمام الحسين (ع) للدراسات والبحوث
الحلة – المجلس العلمائي
قام سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله) بزيارة لمقر المجلس الإسلامي العلمائي، يوم أمس الأحد 5 رجب 1433هـ الموافق 27/5/2012م، تم خلالها تحت رعاية سماحته افتتاح مركز الإمام الحسين (ع) للدراسات والبحوث التابع للمجلس.
وجاء تدشين المركز ثمرة من ثمار توصيات مؤتمر عاشوراء السادس بضرورة حفظ التراث الحسيني في البحرين ثقافياً وعلمياً وتوثيقاً للأجيال الحالية والمستقبلية، وطرح منهج علمي وأخلاقي وروحي متجدّد في تناول قضايا التراث الحسيني على مر العصور في البحرين.
وتشرف على إدارة مركز الإمام الحسين (ع) للدراسات والبحوث نخبة من الأكاديميين المختصين من ذوي الخبرة، إذ يرأس المركز الباحث والكاتب د. محمد السلمان، ويرأس قسم الدراسات والبحوث د. سيدعباس هاشم، كما يرأس قسم الرصد والتوثيق المهندس سيدهاشم سيد سلمان، ونائب مسؤول الرصد والتوثيق د. محمد الحمران، ومسؤول المكتبة علوي عاشور، بالإضافة إلى سكرتير المركز مرتضى الماجد.
وقد أكد آية الله قاسم على هذا الهدف والتوجه الذي يسعى إليه المركز في إنجازاته المستقبلية، لنثبت أننا أنصار الحسين (ع) بحق وإن بعُدت المسافة التاريخية بيننا وبين الإمام، ونستشرف من روحه وتعاليمه وأقواله وأفعاله علامات الطريق الذي نسلكه لجمع هذا التراث وتأمين مثل هذه المراكز الثقافية الجامعة.
وخلال الزيارة قام آية الله قاسم، يرافقه بعض أعضاء الهيئة المركزية، بجولة على دوائر وأقسام المجلس العلمائي، اطلع فيها على الخطط والبرامج التنفيذية لكل دائرة، وأبدى بعض الملاحظات والتوصيات الكفيلة بتحريك وتيرة العمل وترشيد الأداء.
وفي ختام الزيارة ألقى سماحته كلمة في جمع من إداريي وأعضاء ومنتسبي المجلس، قال فيها: «كل صاحب وظيفة رسمية كانت أو غير رسمية مما فيها خدمة عباد الله وتسهيل الأمور الحياتية على الأقل من غير ارتكاب محرم هو في عبادة أو ما يشبه العبادة لله عزوجل، أما أنتم بحسب ما اخترتموه من دور ومن انتماء لهذا المجلس وفاعلياته فأنتم في عبادة، وإذا كان أجر الآخرين دنيويًّا فأجركم أنتم أخروي».
وأضاف سماحته «وفاؤكم لوظيفتكم وفاءٌ لله، وتقصيركم مع وظيفتكم تقصير مع الله، أنتم تتعاملون مع قضية الدين مباشرة، فما أخلصتم فقد أخلصتم لدينكم وأنفسكم، وما قصّرتم فإنما تقصّرون مع دينكم ومع أنفسكم قبل ذلك».
وأشار إلى أنه «إذا كان الآخرون في وظائفهم يحتاجون إلى مراقب بشري، ومن يدفعهم، وإلى مكافآت وامتيازات تغريهم، فكل ذلك فيما ينبغي أنتم في غنى عنه بالله سبحانه وتعالى علمًا ورقابةً وجزاءً وحسابًا».
وأردف آية الله قاسم «أنتم تتحملون مسؤولية من مسؤوليات الرسل والأئمة (عليهم السلام) فانظروا كيف تكونون، عملك محرابك، وأنت في العمل أنت في المحراب، والمحراب اليوم من غير مثل هذا العمل وهذه المؤسسة وهذا الدور لا يمكن أن يقوم بالمسؤولية الإسلامية ويؤدي الطموح الإسلامي، ولا يبني الأمة المسلمة. رشد المحراب، ووعي المحراب، وفاعلية المحراب من دوركم أنتم هنا، فانظروا إلى حجم مسؤوليتكم، وكونوا بحجم ما اخترتموه لكم من مسؤولية».
وتابع «دوركم هنا فاعلية وانضباط، وفاعليتكم عبادة وانضباطكم عبادة، وما قام مجتمع بلا فاعلية وما قام مجتمع بلا انضباط. كل الدول لا تجد سبيلا لاستمرارها إلا بالفاعلية والانضباط، الكون كله قائم على الفاعلية والانضباط، لو لم تنضبط العلاقات الكونية ولو لم يخضع المسبَّب إلى الارتباط بالسبب ما قام كون، وحالة الانضباط هي حالة تنزّل أوامر ونواهي إما تكوينية أو تشريعية يستجيب لها الطرف الآخر. والائتمار في أمر الخير ومن أجل الله عبادة، والتمرد على أمر فيه مصلحة المسلمين، فيه مصلحة مؤسسة إسلامية، تقصير في الأخذ بهذا الأمر، تسويف، إهمال، استكبار، وإن كان استكبارًا على الآمر بصورة مباشرة لكن في الأخير يعود إلى كونه استكبارًا على الله سبحانه وتعالى وعلى الوظيفة الإسلامية».
وبيّن سماحته أن «المجتمع الذي لا يتعلم الانضباط ولا تقوم العلاقات فيه على آمر ومأمور، وعلاقات آمرية، هذا مجتمع لا يمكن أن يستمر، بناء الأسرة على هذا، بناء المدرسة على هذا، بناء المؤسسة على هذا، بناء الدولة على هذا، بناء الأمة على هذا؛ إذا استكبرُت على أمرِك، واستكبرتَ على أمرِ أخيك، عشنا أفرادًا، والأفراد حيث يستقل كل منهم برأيه، ويستقل منهم بجهده، ويستقل كل منهم بالطريق الذي يختار لا يبنون مجتمعًا. واضح هذا الأمر. فنحن نحتاج إلى علاقات انضباطية، الآمر لا يأمر بمشتهاه ولا يرى نفسه ربًّا، والمأمور لا يستكبر على أمرٍ فيه مصلحة مؤسسة إسلامية أو جهة إسلامية».