كلمة بمناسبة المولد النبوي وأسبوع الوحدة عبر يوتيوب التوعية – 2012م
في كلمة بمناسبة المولد النبوي وأسبوع الوحدة عبر يوتيوب التوعية
آية الله قاسم : المسلم لا يسعه أن يغفل عن أهمية الوحدة الإسلامية وعن ضرر الفرقة
للمشاهدة :
اعتبر آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم أن “المسلم لا يسعه أن يغفل عن أهمية الوحدة الإسلامية وعن ضرر الفرقة في الصف الإسلامي،موضحاً أنه “لا يمكن لمسلم أن يدعو لما يُضعِفُ الأمة والإسلام”،مؤكداً على أن” الدعوة إلى الفرقة فيها قضاء على الأمة وقضاء على الإسلام”،وبيّن بأن ” رفع صوت الدعوة بالوحدة ومخالفة ذلك في السر لون من النفاق، التخاذل عن الدعوة للوحدة الإسلامية، والتخلف عن المواقف المنسجمة مع هذه الدعوة، والتراخي في هذا السبيل فيه لون من خذلان الإسلام كذلك”.
وفي كلمة خاصة مصوّرة عبر قناة جمعية التوعية على اليوتيوب بمناسبة المولد النبوي وأسبوع الوحدة،صنّف سماحته أن هنالك بإزاء موضوع الوحدة الإسلامية من أبناء الأمة من هو ملتفت لأهمية الوحدة وهناك من هو غير ملتفت،مقسّماً الملتفين والمهتمين بالوحدة إلى أقسام ونماذج:أحدها يحرص على وحدة الأمة ويعمل من أجلها ويبذل كل المحاولات الممكنة لثبيتها وترسيخهها،والقسم الآخر ملتفت لأهمية الوحدة وضرر الفرقة ولكنه لا يحمل من همّ الإسلام شيئاً ويتفرغ لشؤونه الخاصة واهتماماته الذاتية.
وفي استعرض سماحته للأقسام والنماذج المنادية بالوحدة،بيّن أن هنالك من يرفع عقيرته بالوحدة ويطالب بها،إلا أنه في المستوى العملي يعمل ضدها و”لا يترك فرصة دون أن يثير النعرات”.وهناك من “يعي مدى أهمية الوحدة وضرر الفرقة، وينادي بأعلى صوته بالفرقة ويعطي لها مبرراتها، وهو منسجم مع خط دعوته في محاولة دؤوبة جادة في تحطيم وحدة الأمة وتشتيت كلمتها”
وشدد سماحته أن” الموقف الإيماني الوحيد من بين هذه المواقف هو موقف الدعوة العلنية الجادة لوحدة الأمة والانسجام في كل المواقف وفي كل التحركات علنا وسرا مع هذا النداء وهذه الدعوة”
وخلص سماحته إلى القول ” لا يسعنا من ناحية إسلامية إلا أن نتحمل جميعا مسئولية الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، وإلى العمل في سبيلها وإلى التنازل كما سبق كلما سمح الدين بالتنازل عن مصالح الذات، وعن المصالح الفئوية وكل المصالح الأخرى من أجل هذه الوحدة الإسلامية.”
نص كلمة سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
التي وجهها عبر يوتيوب جمعية التوعية الإسلامية،
بمناسبة المولد النبوي وأسبوع الوحدة الإسلامية (1433هـ – 2012م ):
بالنسبة لموضوع الوحدة الإسلامية هناك من أبناء الأمة من هو ملتفت إلى أهمية الوحدة وتأثيرها الكبير على مستقبل الأمة والإسلام، وهناك غير ملتفت، لا كلام لنا مع غير الملتفت لهذا الموضوع. أما الملتفت فهو منقسم بين من يحرص على وحدة الأمة وتماسكها من أجل أن تكون هذه الأمة قوية ورائدة، ومن أجل عز الإسلام ومجده وظهوره وانتصاره، يلتفت إلى هذا ويحرص عليه ويعمل من أجله، ويبذل كل محاولة ممكنة من أجل وحدة الأمة وتثبيتها وترسيخها.
ملتفت آخر لأهمية الوحدة وضرر الفرقة لا يعير أي اهتمام لهذا الموضوع، ولا يحمل من هم الإسلام شيئا، ويدير بظهره لهذه المسألة متفرغا لشؤونه الخاصة واهتماماته الذاتية. نموذج آخر يعي المسألة ومدى تأثير الوحدة الإسلامية على الحاضر والمستقبل الإسلامي، ويرفع عقيرته ونداءه مطالبا الأمة بالوحدة إلا أنه يسعى جادا ضددها، ولا يألو جهدا في تحطيم كيان الأمة وبعثرة وجودها، لا يترك فرصة دون أن يثير النعرات، ويثير الدفائن التي تعطي إثاراتها تأجيجا لوضع الفرقة والشتات. نموذج رابع يعي مدى أهمية الوحدة وضرر الفرقة، وينادي بأعلى صوته بالفرقة ويعطي لها مبرراتها، وهو منسجم مع خط دعوته في محاولة دؤوبة جادة في تحطيم وحدة الأمة وتشتيت كلمتها. هذه النماذج كلها موجودة في داخل الإطار الإسلامي.
الموقف الإيماني الوحيد من بين هذه المواقف هو موقف الدعوة العلنية الجادة لوحدة الأمة والانسجام في كل المواقف وفي كل التحركات علنا وسرا مع هذا النداء وهذه الدعوة. لن يكون المؤمن مؤمنا حقا، وصادقا مع إيمانه ومحبا للإسلام بصدق ومشفقا على هذه الأمة حتى يحمل الدعوة إلى وحدتها جهرا ويكافحَ من أجل هذه الوحدة ويتنازل ما سمح له الدين أن يتنازل من أجل هذه الوحدة وتثبيتها، المواقف الأخرى الثلاثة كلها مجافية للإسلام.
المسلم لا يسعه أن يغفل عن أهمية الوحدة الإسلامية وعن ضرر الفرقة في الصف الإسلامي، ولا يمكن لمسلم أن يدعو لما يُضعِفُ الأمة والإسلام، والدعوة إلى الفرقة فيها قضاء على الأمة وقضاء على الإسلام.
رفع صوت الدعوة بالوحدة ومخالفة ذلك في السر لون من النفاق، التخاذل عن الدعوة للوحدة الإسلامية، والتخلف عن المواقف المنسجمة مع هذه الدعوة، والتراخي في هذا السبيل فيه لون من خذلان الإسلام كذلك، لا يسعنا من ناحية إسلامية إلا أن نتحمل جميعا مسئولية الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، وإلى العمل في سبيلها وإلى التنازل كما سبق كلما سمح الدين بالتنازل عن مصالح الذات، وعن المصالح الفئوية وكل المصالح الأخرى من أجل هذه الوحدة الإسلامية.
أسأل الله لهذه الأمة أن تتحمل مسئوليتها الإيمانية، وأن تجتمع على كلمة الله سبحانه وتعالى، وتعتصم بحبله المتين، فإن في ذلك عز الأمة وسؤددها وظهور الإسلام وكرامة الإنسانية والأمن والأمان، والحمد لله رب العالمين.