بيان كبار العلماء بشأن المساس باستقلالية الوضع الديني للطائفة
بيان كبار العلماء
بشأن المساس باستقلالية الوضع الديني للطائفة
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وأصحابه الميامين، وبعد:
إنّ استقلالية الشأن الديني لدى الطائفة أمر لا جدال فيه، وهي حقيقة مقوّمة للخطاب الديني وغيره من الممارسات الدينية، وانتفاؤها يعني انتفاءه من الأساس. ومن هذا المنطلق نرفض رفضاً قاطعاً القرار المرتبط بمكبّرات الصوت في المساجد والحسينيات، وكافة الإجراءات المرتبطة بتفعيل ضوابط الخطاب الديني، ونرى في ذلك استهدافاً مباشراً للطائفة بكل مكوّناتها، وتعدّياً سافراً على حقوق طبيعية، ومصادرة واضحة لحرّية ممارسة الشعائر الدينية المكفولة شرعاً وقانوناً.
وكما هو واضح ليس من حقّ مسؤولي الحسينيات أو قيّمي المساجد أن يوافقوا على خلاف ذلك، والتعرّض بالأذى لأيّ واحد من هؤلاء يعتبر تعرّضاً لجميع الأسرة الحسينيّة والمسجديّة، وتعرّضاً للطائفة جمعاء.
ونؤكّد أن هذا الموقف يأتي انطلاقاً من تكليف شرعيّ، وليس من خلفية سياسية. وإن حرصنا الشديد على حماية هذا الوطن من كلّ التوترات الطائفية والمذهبية يفرض علينا أن نرفض هذه الإجراءات الاستهدافية كونها تشكّل استفزازات خطيرة، ونخشى أن تنفتح بالساحة على أزمات جديدة لها تداعياتها الصعبة، ونخشى أن تزجّ بها في معترك لن يعود بأيّ خير على هذا البلد.
ولا يعني هذا أننا لا نؤمن بدولة القانون والمؤسسات، وإنما في هذه القرارات ما يصادر حرّية الممارسات الدينية، وما يفرض مزيداً من الوصايا على مؤسسات الدين، وخطابه وعلمائه، بما يهدّد الدين وحرّيته ومصلحته واستقلاليته.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
حرّر بتاريخ
10 ذو القعدة 1431هـ
السيد جواد الوداعي
الشيخ عيسى أحمد قاسم
الشيخ عبد الحسين الستري
السيد عبد الله الغريفي
الشيخ محمد صالح الربيعي