مقال : أب كريم اسمه… عيسى قاسم
كنت أشق مع ولداي الطريق للوصول الى جامع الدراز… ولعل هبات باردة جميلة طيبة، بطيبة تراب مملكة البحرين الغالية، كانت تستقطب ولداي (محمد وعلي) وغيرهما الكثير من الصغار والناشئة والشباب، حتى لتجد الطابق العلوي من الجامع يعج بالعشرات، إن لم يكن بالمئات حتماً، من هذه الفئة… إنها الهبات الطيبة التي تنعش عقولهم وأفئدتهم تلك القادمة من أب كريم اسمه الشيخ عيسى بن أحمد قاسم.
من يريد أن يعيش هذه اللحظات على حقيقتها، فليس عصياً عليه أبداً أن يعيشها يوم غد الجمعة.
الشيخ يمثل في الحقيقة حالة بحرينية خالصة صادقة في خدمة الوطن، وأما من يقول غير ذلك، ممن ملأوا الصحف والخطب والمواقع الإلكترونية بالأكاذيب الحاقدة والافتراءات الفاسدة، فهم تماماً كأولئك الذين قالوا إن الخطر قادم قادم… حتى بعد أن يكتشف الناس أكاذيبهم وفساد أفكارهم يصرون على البقاء في موقع القابض على فساده ومرضه، ويلقي بالتهم تارة تلو الأخرى على الخارج، وانتماء الخارج وولاية الخارج، وتصبح لديهم الكلمة الخالصة لمصلحة البلاد وكأنها نذير حرب!
الشيخ قاسم… فقيه عالم عامل… أب عطوف كريم… ومواطن يدرك تماماً مسئوليته في خدمة وطنه وأهل وطنه، وهو يحمل هم الوطن والعمل على رفعة شأنه، ولهذا، حين يلتف حوله الناس، فإنه إنما يذكرهم بالوالد الراحل الشيخ عبدالأمير الجمري، رحمه الله، الذي قبل أن يكون قائداً محباً للوطن، كان أباً محباً لكل أبناء البحرين.
هذه الأدوار التي يلعبها العلماء الأفذاذ في البلد هي صمام الأمان، وحري بنا الإشارة إلى أن جلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، يحترم علماء البلد ويضع لهم مرتبة رفيعة المكانة، وحري بنا أيضاً الاقتداء بمنهج جلالته الذي يثمن مكانة العلماء ويقدر دورهم أيما تقدير، ولحظنا ذلك في أكثر من مشهد وموقف، كان من بينها زيارة جلالته للاطمئنان على صحة الشيخ قاسم في مرضه الأخير، ذلك لأن خطاب أولئك العلماء المعتدلين الصادقين المحبين للوطن، إنما هو خطاب بناء وتعمير ومحبة وتكافل… هؤلاء النموذج من العلماء، سنة كانوا أم شيعة، هم من يجدر بنا التمسك بمنهجهم لتحقيق مصلحة الوطن والمواطنين، واستشارتهم والاستماع إلى وجهات نظرهم كلما ألمت بنا ملمة، واخراس أصوات القبح التي ما أن تصمت حتى تعود من جديد لتبث السموم.
الشيخ الدرازي، وكل مخلص من علماء وشخصيات ووجهاء من كل نواحي البحرين، حين يقولون كلمة، فإنها صادقة خالصة للبلد وقيادة البلد وأهل البلد.