آية الله قاسم يلتقي بمسئولات التعليم الدينيّ
آية الله قاسم يلتقي بمسئولات التعليم الدينيّ
” المشروع الإسلاميّ يهدف خلق الشخصيّة المؤمنة على مستوى الفرد والمجتمع والأمّة..”
أبو قوة :
نظمّت الإدارة النسويّة بالمجلس الإسلاميّ العلمائيّ مساء الجمعة 19رجب 1431هـ الموافق لـ الثاني من يوليو 2010م لقاءً أبويًّا مع سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، وذلك بمأتم الإمام علي “عليه السّلام” بقرية أبوقوة. حضراللقاء 82 مسؤولة ومعلّمة في مشاريع التعليم الدينيّ.
هذا وقد تحدّث الشيخ قاسم حول خمسة محاور تمثّلت ِفي: ماهيّة المشروع الإسلاميّ، ملامح الشخصيّة المؤمنة، أخلاقيّات العمل الإسلاميّ وملامح فريق العمل الإسلاميّ .
وقد أوضح سماحته أنّ المشروع الإسلاميّ هو “المشروع الذي يهدف خلق الشخصيّة المؤمنة على مستوى الفرد والمجتمع والأمّة، وهذه الشخصيّة من سماتها أنّها تؤمن بالله ولا تشرك به شيئًا. إنّها الشخصيّة التي يتبلور فيها واقعنا واقع إيمانٍ مطلق ٍ بالله عزّ وجلّ، وواقع كفرٍ مطلقٍ بما دونه؛ فالموجود والحيّ والمدبّر هو الله وحده وكلّ من سواه عدم .” وعن مرجعيّة الشخصيّة المؤمنة تحدّث قائلاً ” مرجعيّة هذه الشخصيّة هي مرضاته ؛ فحركتها متمحورة ومستقطبة حول مرضاة الله سبحانه وتعالى فهي التي تفرّ من سخط الله إلى رضاه ولاحساب عندها للآخرين إلاّ لله تعالى، هو المشروع الذي يعتني بالبعدين معاً، المعرفة الإسلاميّة والإرادة التي ترتفع إلى مستوى التكليف.. ”
وأكّد الشيخ قاسم على ملامح الشخصيّة المؤمنة التي يجب أن تكون عارفة واعية بذاتها وحجم إنسانيّتها .. واضحة كلّ الوضوح غايتها من الحياة، على وعيٍ كافٍ من الدنيا ووزنها، وتعرف ربوبيّة الله عزّ وجلّ ولا تهمل أمر دنياها ولا تنسى أمر آخرتها .
أشار أيضاً إلى أنّ المعرفة والوعي ضروريان؛ إلّا أنّهما لا يكفيان فلابدّ من وجود إرادة تؤهّل الشخصيّة المؤمنة لحمل المسؤولية؛ فالإنسان المسلم إنسان مريد لأنّ الإسلام مسؤوليّة وجهاد وطريق صعودٍ، وبما أنّ الإسلام تحريك وسمو فهو يحتاج إلى إرادة قويّة تصنع من خلال المواقف، المكابدة، المعاناة والمجاهدة .
وأوضح أنّ للعمل الإسلاميّ أخلاقيّات منها: إخلاص النيّة، الإحساس بالمسؤوليّة أمام الله، تقدير وتوقير دين الله، الإحساس بضرورة الدين، الإحساس بمسؤوليّة الدين وتوصيله إلى العقول والنفوس وتحويله إلى واقع حياة، تقدير الإسلام والشعور بعظمته وأهميّته، احترام زملاء العمل والفريق، تنافس على البذل والعطاء. وأشار إلى أنّه قد تخلق مشاكل العمل الإسلاميّ من منافسة الآخرين على الدنيا .
أما فريق العمل الإسلاميّ: فهو الفريق المتناصح الذي يسعى لخيره وخير غيره ودرء السوء عنه وعن غيره، يعمل على راحة البعض، والذود عن البعض، والتنبيه عن الخطأ بروح تناصحيّة. فمن سماته الجدية، الحرص على نجاح العمل، يشعر بالسعادة إذا وفّق للعمل الصالح وبالأخصّ إن كان عملاً لا يعلمه أحد، الانضباط في العمل، التوزيع الدقيق للمهام، لاشعور بالخسارة لديه مع كثرة البذل وقلّة الثناء، ويوم طاعة الله عنده يكون يوم عيدٍ له فهو يفرح له .
واختتم اللقاء بمداخلات مهمّة كان منها سؤال ٌعن كيفيّة جعل النفس تتّقي العجب والرياء في العمل الإسلاميّ، وكان جواب سماحته: إنّ ذلك يكون بالمجاهدة واستحضار لحظة المصير وذل العبوديّة. كما أوضح من خلال ردّه على مداخلة لإحدى الأخوات: إنّ تعدّد المشاريع الذي يوجب التشتّت هو حالة مرضيّة تنشأ من الزعامة، فقدرتنا على العمل ضمن فريق واحد لازالت هابطة .