خطبة الجمعة (406) 22 جمادى الأولى 1431هـ – 7 مايو 2010م
مواضيع الخطبة:
* متابعة موضوع المعاد * قبل أن يتسع الخرق على الراقع.
إن المجتمع يمكن أن ينسى ذاته، وعلاقته بأخلاقيته، وصلته بدينه، وأن ينسلخ من هويته، ويتنكر لها إذا تراخى في قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي لم يفوّض لأحد أمر خلقٍ ولا تدبير، ولم يتخلّ لأحد في أمر من الكون من كبير أو صغير، فلا شيءَ خارج قدرته، ولا وضع ولا رفع إلا بإذنه، وكل شيء تحت علمه، وخاضع لسلطانه، ولا يملك أحد أن يضادَّ ما قضى، وأن يخالف إلى غير ما قدّر. ولا شريك له في قضاء ولا تقدير، ولا جعل ولا تشريع.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
أوصيكم عباد الله ونفسي المقصِّرة وهو موجِدُنا ومحيينا ومميتُنا ومالكُ أمرنا وأمرِ كلّ شيء بتقواه، والرجوع إليه في الأفعال والأقوال والمشاعر والأفكار، والأخذ بما أمر، والارتداع عمَّا ردع كما نرجع إليه في كل الحاجات، ونستصرخه في كل الشدائد، ونجأر إليه في جميع النوازل، ونستغيثه في كل المضائق والمزالق، ولا نجد من دونه ملجأ، ولا من غيره موئلاً.
ولا يبارز الله إلا من كان له سلطان كسلطانه، وعلوٌّ كعلوّه، وجبروت كجبروته، وقهرٌ كقهره؛ وأنّى لأحد بشيء من ذلك والكل مملوك له، خاضع لسلطانه، منقاد لقدرته، مقهور لمشيئته؟!
عباد الله فلنتّق الله ولا يغرّننا عن تقواه شيطان مريد، أو جبَّار عنيد، أو غافلٌ ساهٍ، أو لاهٍ مأسور لنفسه، مغلوب لهواه؛ فإنَّ الأمر جدّ، والمصيرَ خطير، والهولَ عظيم؛ وبالله المستعان.
اللهم صلّ وسلّم على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات، ولوالدينا وأرحامنا وأولادنا وأزواجنا وجيراننا وقراباتنا وكل من أحسن إلينا من مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، اللهم وفّقنا للتوبة النصوح، واجعلها مقبولة منا.
اللهم اجعلنا لا نعدل بك أحداً، ولا نتّخذ معك إلاهاً آخر، ولا تجعل لقلوبنا عنك مصرفاً، ولا فيها وهماً بأنّ لها منك مهرباً، ولا لها دونك ملجأ. اللهم خذ بقلوبنا إلى حبّك، واملأها بالشوق إليك، واشغلها بعشقك، وأسعدها بالنظر إليك، واحمها عن الميل إلى من سواك، وصل على محمد وآل محمد وأتحفهم بأسنى مننك، وشرِّفهم بأعلى كراماتك وصلّ على جميع ملائكتك المقرّبين وأنبيائك ورسلك الطاهرين، وزِدهم من عطائك الجزيل، وكرمك الذي لا ينقطع.
أما بعد فلا يزال الحديث في موضوع المعاد:
هناك موقفان سلبيّان من قضيّة المعاد هما موقف التكذيب من بعض، والتشكيك من بعض آخر، والقرآن الكريم يتحدّث عن المناشئ العقلية والنفسية وغيرها للموقفين ويوضّح وَهْنَ هذه المناشئ وفقدها للعلميَّة، وقدرة الصمود أمام المناقشة:
1. منشأ عدم القدرة:
وذلك بتصور أنه ممتنع على القدرة الإلهية المطلقة إعادةُ الأنفس بعد موتها، وبعث الأموات أحياء.
وتتصدّى مجموعة من الآيات الكريمة لإبطال هذا التصوُّر، ولإيضاح وهميته، وبعده عن النظر العلمي، وبراءة العلم والنظرة الفاحصة منه.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ}(1).(2)
تطرح الآيات الكريمة قضية الرَّيب الذي قد يعتري بعض النفوس في مسألة البعث، وتُحيل أصحاب هذا الريب على النظر في قصّة وجودهم فهم يعرفون من أنفسهم أنهم لم يكونوا ثم كانوا، وأنَّ وجودهم حادثٌ لا قديم، وأنّهم كانوا أمواتاً ثم صاروا يغنون بالحياة؛ فما من أحد منهم ولا من غيرهم إلا ويعلم من نفسه أنّه لم يكن وجوداً ولا حياةً ثمَّ كان.
وها هو الإنسان يشهد انبثاقة الحياة في ما لا يُعدّ ولا يُحصى من الحالات يوميّاً بل في اللحظة الواحدة في النوع الإنساني وفي الحيوان والنبات؛ والبداية مادّة التُّراب الخالية من نبضة حياة، ومن مظهر نموٍّ وحركة، وغنىً فكريٍّ وشعور.(3)
ويشهد الإنسان من نفسه كيف تنقله يد القدرة الإلهية من غير أن يملك من أمره شيئاً من حال إلى حال، ومن طور إلى طور فمن التراب إلى النطفة إلى المضغة المخلّقة وغير المخلّقة، ومن مقر الرحم والحياة الجنينية التي في الوقت المكتوب المحدَّد إلى مرحلة الطفولة الدارجة على وجه الأرض حتى بلوغ الأشُد(4)، ونهاية الوفاة التي قد تتقدم، وقد تتأخر حتى أرذل العمر وإلى أن يخسر الإنسان في حياته الدنيا كل ما علم ويسقط منه أكثر الإدراك، وأكثر الشعور.
وأمام الإنسان منظرُ الأرض الهامدة الجامدة الخاشعة الساكنة فيتنزّل عليها الماء بمقدار فتهتزّ بروح الحياة، وتنهض بها وتتفزَّز وتنبت من حياتها من كل زوجٍ بهيج، وصنفٍ نضير من أصناف الزَّرع والشجر.(5)
ولابد من تفسير لظاهرة الحياة المتجدِّدة في الأرض في عالم الإنسان والنبات ومثلهما الحيوان في كل آن من آنات الليل(6) والنهار في أمثلة ومصاديق لا يُحصيها النّاس ولو اجتمعوا جميعاً على إحصائها.(7)
ونجد تفسير كلّ ما قام ويقوم من شيء، وما كان ويكون من حياة في الكون كلِّه في قوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ(8) وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.(9)
فالله هو الحقُّ عين الحقّ، وحاقّ الحقِّ، ومحض الحقِّ، وذات الحقِّ والوجود الخالص المطلق.
إنّه سبحانه ذات حقيقة الوجود، وكلّ شيء آخر موجودٌ إنما هو شيء متصف بالوجود(10) وليس هو ذات الوجود. وكل ما هو ليس ذات الوجود إنما يتصف بالوجود المفاض عليه من خارجه.
إن الله سبحانه لو لم يكن وجوده بذاته لما كان يوجد أبداً، لأنه لا يقابله إلاّ العدم المطلق، والعدم المطلق لا يمكن أن يعطي الوجود، ولما كان يوجد شيء على الإطلاق(11) من رحم العدم المطلق. ولكنَّ الأشياء والحياة موجودة وما ذلك إلا لأن الله سبحانه موجود بذاته غنيٌّ عن الإيجاد، منزّه عن الحدوث. والموجود بذاته، وما هو حقّ الوجود، ومحض الوجود لا يمكن أن يفنى(12).
ولأن الله عز وجل هو ذات الحقّ، والوجودُ المطلق فكل شيء غير ممتنعِ الوجود، وقابلٍ للوجود لا يخرج عن قدرة إيجاده، وإعادة إحيائه من قبله سبحانه. وكيف يخرج ذلك عن سَعة الوجود المطلق، والإرادة المطلقة، والقدرة المطلقة، والفاعلية المطلقة لله؟!
والله الحقّ بلا شَوب من باطل لا يصدر منه لعب ولا لهو ولا عبث(13)، والإيجاد للإعدام بلا غاية بقاء لشيء عبث ولعب فكان لابدَّ من غاية بقاء لمحور الأشياء في الأرض ومن سُخِّر له الكون وهو الإنسان وذلك ببعثه بعد الموت ليُحاسب ويُجازى، ويخلُد في نار أو جنة تبعاً لعمله.
فالحقّ كما تقرّر الآية الكريمة {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ}.
وكيف يستبعد مسبتعدٌ، ويستصعب مستصعب عودة الحياة بعد الموت وهو يقرأ قوله سبحانه وتعالى {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}(14).
فأيّ استبعاد على القدرة التي أوجدت العظام ابتداء بلا سَبْق وجود لها على الإطلاق وأجرت فيها الحياة لأن تعيدها، وأن تُعيد لها الحياة؟! فلو كانت أولوية ولا أولوية بالنسبة لقدرة الله العظيم لكانت للإعادة لا الابتداء.
وما أكثر ما ينسى الإنسان، وتغيب عنه الحقيقة، ويبني استغراباته ودهشته، أو استقرابه وقبوله على غير أساس. ومن هذا ما تتحدث عنه الآية الكريمة الآتية من إبداء الإنسان الدهشةَ والاستكثار العظيم لعودة الحياة بعد الموت استبعاداً واستصعاباً في غفلة عما هو عليه في دنياه من وجود غير مسبوق، وحياة وُهب إيَّاها ابتداء {وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً، أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}(15).
وما أكثر الآيات القرآنية التي لا تدع لاستبعاد البعث واستصعابه واستكثاره على القدرة الإلهية مكاناً وبطريقة سهلة ميسَّرة ولغة جليَّة. ومن ذلك قوله تعالى { أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}(16).
وهل يمكن أن يعتري القدرة الإلهية المطلقة عجز يتأخر بها عن إتمام البناء الأول للعالم ونظامه، وإقامة النشأة الأولى على تمامها وكمالها ليمكن أن يفرض هذا العجز عن إنشاء عالم الآخرة وإحكام نظامه وإعطائه لخصائصه؟! إن إطلاق القدرة يحيل تخلفها عن أي مراد إلاهي في دنيا وآخرة، ويسقط أي تصور بالعجز.
وهل يمكن أن تفرض مقاومة من شيء من الممكنات وامتناع منها وهي عدم وفقر تام أمام القدرة المطلقة للخالق المالك المرفِد بالوجود والحياة والذات والأثر، والقاهر المهيمن على الحول والطول لكل شيء حتى يفرض التعب والنصب في ما كان من شؤون النشأة الأولى، حتى يفرض في ما هو من شؤون النشأة الآخرة؟!
تعالى الله علواً كبيراً عن أن يقف في وجه قدرته شيء، وأن يقاوم إرادته شيء، وأن يناله تعب أو نصب، أو أن تقصر يده عن شيء، وترتد مشيئته أمام شيء.
ولكنه عمى النفوس المترجسة، وما تتركه متابعة الهوى من رين، وما تخلّفه مضادة الحق عن علم من لبس من خلق جديد، وحوائل نفسية من معانقة القلب للحقيقة، واستقرارها فيه.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اشرح صدورنا للإيمان وبه، وارزقنا اليقين بدينك الحقّ، وثبّتنا عليه، ولا تعدل بنا عنه، ولا تُمتنا إلا على هداك، واجعل خاتمتنا خاتمة رسلك وأنبيائك وأوليائك والصالحين من عبادك والمقرّبين إليك، ولا تشمت بنا الشيطان الرجيم، ولا تحقق أمنيته فينا يا أقوى من كلِّ قوي، ويا أكرم من كل كريم، ويا أرحم من كل رحيم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ، يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ، وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ، فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ}
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا مُذلّ لمن أعزّ، ولا معزّ لمن أذلّ، ولا كاسر لما جبر، ولا جابر لما كسر، ولا مضلّ لمن هدى، ولا هادي لمن أضلّ، ولا مُفقِر لمن أغنى، ولا مُغني لمن أفقر، ولا واضع لمن رفع، ولا رافع لمن وضع. ذلك أنّ الله على كلِّ شيء قدير، وهو بكلّ شيء عليم خبير، ولا قادرَ إلا بقدرته، ولا عالمَ إلا بتعليمٍ منه، ولا حركة ولا سكون لشيء إلا بإذنه.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
نحن عبادَ الله المخلوقين بيده، المملوكين له، الصائرين إليه، المفتقرين إلى رزقه ما أحوجنا إلى تقواه شُكراً له، ونيلا لرضاه فعلينا بالتقوى التي لا تعمر القلوب بحب الخير بدونها، ولا تتهذّب ولا تزكو بعيداً عنها، ولا تشِفّ ولا تصفو على غير طريقها، ولا تأمن حياة النّاس، ولا تستقيم علاقاتهم، ولا تسلم مصالح المجتمعات إلا في ظلّها.
وقوّة بلا تقوى إنما هي للدَّمار، وعلمٌ بلا تقوى إنما هو آلة استكبار، ومال بلا تقوى إنما هو للفساد. التقوى ضابطة القوّة والعلم والمال، وضمانة الصّلاح والإصلاح.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم لا تسلبنا تقواك، ولا تحرمنا طاعتك، ولا تفرِّق بيننا وبين خوفك وشكرك ومحبّتك، وزيّن في قلوبنا عبادتك والجهاد في سبيلك، وكرِّه لها معصيتك، ولا تجعل فيها مودّة لأحدٍ من أعدائك، ولا ميلاً عن أوليائك، أو تصديقاً بما خالف دينك، ولا شكاً في الإسلام الذي أنزلته على خاتم رسلك صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا تزلّ لنا قدماً عن طريقك أبداً يا كريم يا رحيم.
اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة، وعلى الأئمة الهادين المعصومين؛ حججك على عبادك، وأنوارك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرج ولي أمرك القائم المنتظر، وحفه بملائكتك المقربين، وأيده بروح القدس يارب العالمين، واجعلنا من أنصاره وأعوانه في غيبته وحضوره.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفقهم لمراضيك، وسدد خطاهم على طريقك، وانصرهم نصرا عزيزا ظاهرا مبينا ثابتا مقيما.
أما بعد فإلى هذه الكلمة:
قبل أن يتسع الخرق على الراقع:
يعاني لباس الحشمة من حالة انحسار في كل أنحاء البحرين، وفي الأوساط المحافظة، ولهذا دلالاته السلبية، وآثاره السيئة. هذا أمر، وأمر آخر هو دخول ظاهرة التمشّي في طرقات القرى وأحيائها من قبل أجنبيات لا يستُرن شعراً، ولا سُوقاً(17)، ولا أعالي ولا أسافل في فتنة مثيرة، وعرض جسديٍّ بالغ الإغراء.
والظاهرة تأخذ في تثبّت، وتركّز، وانتشار. يحدث هذا بسوء قصد وهدف تخريبي، أو تمشّياً مع الذّوق المجافي للإسلام والرأي المتحرِّر من ضوابطه من غير أن يؤثّر ذلك الفارق على طبيعة النتائج المرعبة المخيفه لمثل هذا السلوك.
يغذي الظاهرة تيسُّر الشِّقق المؤجّرة، ورغبة الرّبح المادي، والجوُّ العام التحلّلي الذي تثيره سياسة السّياحة الحرة، والاستيرادُ التجاري لعناصر الفتنة الجنسية، وما يجري في الجامعات، والمدارس، والأسواق، والوزارات، وفي كل مرافق الحياة العامَّة من تحضير قائم على قدم وساق لحياة اجتماعية تتنكّر للإسلام وأخلاقياته وقيمه.
ويُعدُّ الموقف السلبي السكوتي عاملاً مهمّاً في فتح الطريق لهذه الظاهرة المتهتّكة المتحدّية، ويعطي إشارة ضوئية خضراء للعبور الحر لقاطرة الموبقات في جنبات المجتمع، وتخلُّل كل أوساطه.
عن موضوع شِقق الإيجار المفتوح(18) التي تنتشر في أحياء المدن، وبدأت تكثر في القرى وتستقبل كلّ من هبّ ودبّ لنا كلمة:
المؤمن يجب أن يُحب لأخيه المؤمن ما يحبّه لنفسه، وأن يفرح لخيره، ويضجر لشرّه(19). والغنى خيرٌ، والفقر شرٌّ، ونحن نحب الخير لإخواننا المؤمنين ونُسَرُّ له ان شاء الله(20). وإذا كنا لسنا على هذا المستوى فيجب أن نطلب بلوغه، ونسعى بأنفسنا للوصول إليه(21).
وبارك الله لكل مؤمن فرص النماء الحلال في الرزق، وزادهم خيرا، والمجتمع محتاج إلى المال، وهو سبب من أسباب قوته وتقدمه إذا أُحسن استعماله.
وعلى كلٍّ فليس لأحد أن يعترض على أحد لأنه يطلب التوسع في الرزق، ويبحث عن فرص استثمار للمال من الاستثمار الحلال؛ فان لم يفرح له، ويدعو له بالبركة فلا أقل من أن يكف لسانه عنه ولا يحسده أو يؤذيه.
كل هذا صحيح ومقرر في ديننا القويم ولكن لا ننسى أن للفرد حقه، وللمجتمع حقه، وللدين حقه الكبير، وإننا كلنا مسئولون عن حماية مجتمعنا وديننا وأخلاقنا وقيمنا، وأن أعراض المؤمنين كلها بمنزلة عرض الواحد منهم(22)؛ فالكل يذود عنه ويحميه ويحافظ عليه.
وعليه فيجب مراعاة هذه الأمور في تأجير الشِّقق وغيرها، وأن لا تطغى الرغبة في الربح المادي على ما هو الأهم من الحفاظ على سلامة النسيج الاجتماعي، والامن الخلقي، وبقاء المجتمع على خط الإسلام القويم، وفي أحضان أخلاقه الكريمة القويمة الراقية.
وليعلم الجميع بأن انهيار الأخلاق، وتركز ظاهرة التحلل السلوكي، وانتشار الرذيلة، وخسارة الأمن الخلقي تستتبع خسارة كل أمن آخر(23)، وتسلب الراحة والاستقرار من المجتمع، وتنشر الفوضى، وتسقط قيمة الرخاء، وتحوّل الدنيا الى عذاب، والحياة الى شقاء.
وكفى رادعا للمؤمن(24) من أن يطلب المال بخسارة دينه، ودين أسرته وأهله وعشيرته ومجتمعه، وبما يسبِّب نشر الفساد، وتلوّثَ الأعراض أن يكون في ذلك غضبُ الله وعقابه الأليم.
وعن موقف المجتمع مجتمع المدينة، ومجتمع القرية، والحي من هذه الظاهرة المجاهرة بالمعصية الفتّاكة بكل قوى الدين لنا كلمة:
قبل أن يتّسع الخرق على الراقع،
وقبل أن تخرج الأمور عن السيطرة،
وقبل أن يكثر أنصار التبذل الخلقي والانحدار السلوكي،
وقبل أن يطغى صوت الشيطان،
وقبل أن تشذ كلمة المعروف وتمجّ،
وقبل أن يكون المعروف منكراً والمنكر معروفا،
وقبل أن تأنس النفوس المنكرَ وتستحليه، وتستوحش المعروف وتنفر منه،
وقبل أن يعمّ التبذّل والتميع والانحدارة الخلقية،
وقبل أن نتحول إلى مجتمع آخر لا يقيم وزنا لأمر الدين،
وقبل أن تعلو كلمة الفساد، وتتوارى خجولة كلمة الصلاح،
وقبل أن تكون صرخة الأجنبية المتخلِّعة مدوِّية، وصاحِبة المبادرة في الشرِّ، والموقف القوي في ساحتنا،
وقبل أن نعيش معاناة الأحياء المؤمنة الشريفة في المنامة من فساد الأجانب والأجنبيات.
قبل ذلك كلّه لابد من كلمة، من المجتمع، لابد من إنكار، لابد من رعاية حقّ الدين والشّرف والكرامة، لابد من حماية للوضع الخلقي، لابدّ من مواجهة ظاهرة التحلّل واللباس الفاضح والعري السافر، وعرض الأجساد المخزي في الشّوارع، لابد من هذه الكلمة وهذه المواجهة في كلّ القرى والأحياء، ومن كلِّ ملتزم بإسلامه وملتزمة(25).
والكلمة قد تكون كلمة تنبيه ونصح وتوجيه، أو كلمة اعتراض ورفض، أو كلمة إنكار وتوبيخ. ولو تعالت الأصوات وتكثّرت بهذه الكلمة لأوقفت المنكر، وفرضت عليه التراجع والانسحاب من الساحة.
أما إذا تحوّلت أي عمارة أو أي بيت أو شِقة إلى وكر من أوكار الفساد والرذيلة فلابد من التحرك السريع من كل أهل المنطقة الغيورين على دينهم وعرضهم وطهارة أرضهم بسلوك القنوات الرسمية لرفع المنكر، وإلا فبالمواجهة المباشرة بعد ظهور اللامبالاة والتواني والتسويف من الجهة الرسمية التي يخصّها الأمر، مع الحرص على التجافي عمّا فيه ضرر وإضرار بكل ما أمكن.
والمؤكد أن اجتماع الكلمة على إنكار المنكر لا يُبقي له أثرا أبداً(26).
وكلنا يعرف أن أي أخلاقية غريبة مستنكرة، وأي تسلل للسلوك الهابط يريد أن يجرب نفسه في بيئة جديدة، يبدأ تجربته في حذر، وتوجّس، وبالتدريج اختباراً للمزاج العام، وردّات الفعل وجوداً وعدماً، ومستوى ومدى، وسعة وضيقا، وصمودا وتراجعاً ونشاطا وفتورا.
وقد تأخذ التجربة حالة تراجع مؤقت بغرض تهدئة الأجواء المستثارة ثم تعاود الاختبار للوسط الاجتماعي المستهدف، وإذا وجدت المناخ مناسباً أو وجدت تريُّثاً في رد الفعل أبدت ظهورا أكبر، وتنشّطت بدرجة أعلى.
أما إذا اشتدّ عود الظاهرة وترسخت قدمها قاومت بشراسة، وواجهت بإصرار(27) حتى اذا غلبت صارت تطالب بطرد ما هو أصل ومقدّس عند المجتمع سابقاً والذي أوهن موقعه تخلي أنصاره، وتأخّر كلمة المعروف والنهي عن المنكر التي أمر الله سبحانه بها عن وقتها المناسب.
إن المجتمع يمكن أن ينسى ذاته، وعلاقته بأخلاقيته، وصلته بدينه، وأن ينسلخ من هويته، ويتنكر لها إذا تراخى في قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وإن ارتفاع صوت المنكر، وتشديده النكير على حالة المعروف أمر ليس ببعيد على أي مجتمع إسلامي تتراخى مواجهة المنكر فيه عن وقتها، ويُتاح فيه للمنكر أن يثبِّت قدمه، ولنا في الأصوات الجريئة الوقحة التي قد انطلقت من بعض أعضاء الشورى وغيره لحماية الخمرة وإسناد وجودها في هذه الأرض الإسلامية المباركة رغماً على دين الله والمؤمنين لعبرة كافية في هذا المجال(28).
وإنها لكلمات قاسية على الضمير الاسلامي والرؤية الشرعية وعلى دين الله قيلت في مجلس الشورى نصرة للخمرة؛ فقد جاءت كلمات تلقي بالفتوى بعيدا عن التدخل في ساحة الحياة وميدان التشريع لها وسن القوانين، وتحاسب القضايا وتحاكمها على أساس وضعي خالص ونظرة بشرية صرف من غير إقامة أي وزن أو قيمة للحكم الشرعي وإن كان ثابتا على مستوى القرآن الكريم وسنة الرسول صلّى الله عليه وآله وإجماع المسلمين(29).
وجاءت تُندد وتعيب على الرجوع إلى الفتوى ورأي الدين في قضايا الحياة، وما يمس حركة المجتمع وفي سياسته واقتصاده. إنها العلمانية الصارخة، وصوتها المجلل في مجلس الشورى، والذي يلاحق ويحارب ولو الشمة الدينية في مجال التشريع لحركة المجتمعات.
إنه صوت يلتقي مع إلغاء أمريكا هذه الأيام ليوم الصلاة الوطني الذي كان معمولا به عندهم منذ أوائل خمسينات هذا القرن خوفا من أن تمس قدسية الفصل بين الدين والدولة(30).
والظاهر أنه يُراعى في تشكيل مجالس الشورى المعيَّنة في عدد من البلاد الإسلامية أمران مهمّان للحكومات: ضمان تغليب الرأي الحكومي والمصلحة الحكومية على مصالح الشعوب، وضمان تغليب الرأي العلماني على الدين كلما احتيج إلى ذلك. وهي حاجة شبه دائمة في سياسة الكثير من الحكومات القائمة.
وعلى كلٍّ فقد أدّى مجلس الشورى دوره المطلوب في الإبقاء على إغراق الساحة في البحرين بالخمرة وكوارثها ومآسيها. فشكراً لك يا مجلس الشورى.
اللهم صلّ وسلّم على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين، ووفّقنا للعمل بما أمرت به من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإحقاق الحقّ وإبطال الباطل، وأعنّا على ذلك يا كريم يا رحيم.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(31).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- 5 – 7/ الحج.
2 – طبعا الكلام حول الآية طويل، وهي تحمل حقائق كثيرة، ولكن الموضوع موضوع خطبة وليس موضوع بحث.
3 – إنّه التراب الذي لا يغنى بحركة، وليس فيه شيء من حسّ، ثم تراه هذا الإنسان السوي بتفكيره الكبير، ومشاعره الزخّارة، وطموحاته وآماله، وهادفيته، وحركته في النفس، والفكر والهدف. أليس هذا إحياءا بعد الموت؟!
4 – هذه الرحلة رحلة إرادية؟! بإرادةأب، بإرادة أم، بإرادة دولة، بإرادة جبابرة الأرض، بإرادة الشخص نفسه؟! إنها بإرادة الله وحده سبحانه وتعالى.
5 – أيضاً هنا حياة بعد الموت.
6 – كم ولادة حياة في اللحظة الواحدة في عالمنا هذا؟ هل من قادر على الإحصاء؟ في كل لحظة تدخل حياة في نبات، في حيوان، في إنسان، وبما لا يعد ولا يحصى وهذا إحياء بعد الموت.
7 – كم من نبتة في العالم، كم من حيوان، كم من حشرة، كم من إنسان، كم من جنين تدخله الحياة في كل لحظة، والحياة تدخل الكثير الكثير من ميِّت هذه الأشياء كلّها في كل لحظة.
8 – لولا الوجود الحقّ، لولا وجود الوجود الغني بذاته ما كنت تجد شيئا في هذا العالم على الإطلاق، فإن شيئا من رحم العدم بما هو عدم لا يمكن أن يوجد.
ستبقى تبحث عن العلّة، ولن يرضى منك عقلك بأي علة تفترضها حتى تنتهي إلى الوجود الحق وهو الله تبارك وتعالى؛ الوجود في ذاته وبذاته ولذاته.
9 – وإلا من أين إحياء الموتى؟ إحياء ملايين الموتى من أين من إنسان وحيوان ونبات؟!
10 – أنا وأنت لسنا الوجود، أنا شيء اتّصفت بالوجود، ما كان لي وجود، ثم صار لي وجود، كنت موصوفا بالعدم ثم صرت موصوفا بالوجود، وكل شيء تضع عليه عينك من مادي وغير مادي غير الوجود الحقّ الذي هو وجود وليس شيئا له وجود إنما هو مفتقر إلى الوجود من خارجه.
11 – لو لم يكن الله سبحانه وتعالى وجوده بذاته ما كان يوجد هو ولما كان يوجد شيء آخر على الإطلاق.
12 – والله عز وجل لأنه الوجود الحق وليس شيئا له الوجود، كما أنه بذلك أزلي فكذلك هو أبدي لا يفنى.
13 – هذا منشأ آخر وهو أنه الله سبحانه وتعالى قادر على إحياء الموتى، ولكنّ الخلق يمكن أن يكون خلقا عبثا، وإذا كان الخلق يمكن أن يكون للعبث فلا يلزم أن يعيد الله عز وجل الأموات أحياءا، ولا أن يحاسبهم ولا أن يجازيهم لأن ذلك مرتبط بقضية الحكمة وأن لا يكون الخلقُ عبثا، فلو جاز العبث لما لزم أن يكون بعث. هذا تصور. وهو تصور باطل يتكفل القرآن بالرد عليه.
عليّ بن أبي طالب عليه السلام نراه لا يصدر منه عبث، الحسن والحسين عليهما السلام لا يصدر منهما عبث، حكيم من الناس لا يصدر منه عبث، بحيث نجده يلعب لعب الصبيان، يقيم بناية ويهدمها، ويقيم بناية أخرى ويهدمها، طول عمره يقيم بنايات ويهدمها، إنسان حكيم وعادل لا يفعل ذلك فضلاً عن المعصوم عليه السلام. أما الله وهو الحق المحض فيستحيل في حقّه عقلا أن يفعل ذلك. كما يستحيل في طول ذلك على من عصمه الله أن يكون فعله عبثا.
14 – 87، 79/ يس.
القدرة موجودة، والعلم موجود، القدرة أثبتت نفسها، وكيف يبقى الشيء الذي خلقه الله عز وجل وهو لا يعلم عنه، وهو محتاج له في وجوده، كل شيء محتاج في استمراره إلى الله كما هو محتاج له ابتداءا، فلو لم يعلم الله بك كيف يمدّك بالوجود؟! لو لم يعلم بالحبة في ظلمات الأرض كيف يمدها بالبقاء؟!
15 – 66، 67/ مريم.
ما كنت شيئا، وأوجدت الآن أنت شيئا، فكيف تستصعب إعادتك؟!
16 – 15/ ق.
أليس هذا العالم العظيم ونظامه المتقن يملأ علينا حسّنا ووجداننا وعقلنا فمن أين يأتي توهّم عجز القدرة الإلهية عن الإنشاء حتى يأتي هذا التوهّم في قضية الإعادة؟!
الله عز وجل لم يعي بالخلق الأول بمعنى أنه عجز عنه، والبرهان أنه أوجده. والإعياء بمعنى العجز أو بمعنى التعب.
أما العجز فاستحال على الذهن البشري بالنسبة لله عز وجل ذلك لأن الخلق قائم، فهذا الخلق يدل على أن الله لم يعجز عن النشأة الأولى، وأمّا الإعياء فغير وارد كذلك لأن قدرة الله سبحانه وتعالى مطلقة، وكل الأشياء غير الله عز وجل هي عدم، فكيف يقاوم المعدوم الموجود وجوداً مطلقاً لا حدود له، ولا قيد عليه حتى يفرض الإعياء والتعب؟
17 – جمع ساق.
18 – والذي لا يأخذ في حسبانه أيَّ شيء الا المادة.
19 – كان هذا الخير معنويا أو ماديا، وكان هذا الشر معنويا أو ماديا.
20 – لئن كنّا مؤمنين حقّاً فإننا نسرّ لإخواننا المؤمنين ونسأل الله ان يبلغنا ذلك إن كنا على قصور أو تقصير، وما أكثر ما يكون العبد.
21 – وندعو الله عزوجل أن يحققه لنا.
22 – فانظر كيف تعتز بعرضك، إذا كنا مسلمين بحق فسيكون اعتزازنا بأعراض الآخرين من المؤمنين والمؤمنات على حد ما نعتز به بأعراضنا.
23 – حتى الأمن المالي. فالبنوك المحصّنة يُسطى عليها، عندما تنتهي الأخلاق ويتحطّم بناء الأخلاق، وتتمرد النفس على قيم الله عزوجل لا تبقى أقفال ولا سدود إلا وتقتحم وتكسر.
24 – ما تقدّم نتائج دنيوية واضحة، ربما يكون لها أثر في النفوس، ولكن الأهم عند المؤمن شيء آخر.
25- هتاف جموع المصلين بـ (لبيك يا إسلام).
26 – نحتاج إلى اجتماع كلمة، وإلى إظهار هذه الكلمة، لا تكون الكلمة في المجالس الخاصة. أن تُعلن الكلمة، أن تصل الكلمة إلى مسامع الصغير والكبير، إذا وصلت الكلمة الهادئة المنكرة المتقيِّدة بضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا وصلت من الألف والألفين ومن العشرة الآلاف لاشك أن المنكر يتوارى حتى المنكرات الضخمة؛ الخمرة اليوم لو وقف الشعب موقفا جديا وكله يرفض الخمرة لانتهت، رأي الشورى يطير، راي أكبر واحد يطير.
27 – تبدأ خجولة متوارية حذره لكن إذا ثبت لها قدم على صوتها وأبدت مقاومة شرسة.
28 – لو استُنكرت الخمرة من أول يوم وواجهها المجتمع من أول يوم لما وجدت اليوم صوتا واحدا ولو ضعيفا خافتا يدافع عن الخمرة، هذه الأصوات إنما ولّدها جوُّ السكوت الطويل.
29 – بل صار يُعير من أبدى الرأي الشرعي في الخمرة بأن هذا فتوى ولا قيمة للفتوى.
30 – هو يوم صلاة وطني في الكنائس يجتمع فيه الناس بصورة ملحوظة لإحياء الصلاة، حرّم ذلك القانون وألغاه خوفا من تدخّل الدين البسيط في أي شأن من شؤون الاجتماع.
31 – 90/ النحل.