آية الله قاسم: صلاة الجماعة صُمِّمت لتصنع أمّة موصولة العقل والقلب والسلوك بالرب المتعال
في ختام موسم “صلاة الجماعة.. استثمارك مع الله”.. آية الله قاسم:
صلاة الجماعة صُمِّمت لتصنع أمّة موصولة العقل والقلب والسلوك بالرب المتعال
بوري :
استهلّ آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حديثه في ختام موسم “صلاة الجماعة.. استثمارك مع الله” بالتركيز على أهمية صلاة الجماعة، موضحاً أنّها “صناعة لأمّة الإيمان”. وأشار سماحته إلى أنّ صلاة الجماعة صُمّمت لتصنع أمّة موصولة العقل والقلب والسلوك بالرب المتعال، صناعة أمّة قويّة فولاذيّة، متماسكة، رساليّة، منتظمة..
وقال سماحة الشيخ إنّ “الإسلام نظام شامل وكامل، يقوم معجزةً كبرى على أنّه من الله تبارك وتعالى، وفي الوقت نفسه مجموعة من الأنظمة ومنها النظام العباديّ، والنظام العباديّ يتشكل من وحدات عباديّة ومنها صلاة الجماعة”.
وأوضح سماحته أنّ صلاة الجماعة تقدم برهاناً على سماويّة الإسلام، معتبراً أنّ صلاة الجماعة منذ تأسيسها في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) صُمّمت للزمن كلّه وللمجتمع في مراحل تطوره، مضيفاً أنّ خبراء الاجتماع وخبراء النفس وخبراء السياسة وخبراء كثيرين في حقول مختلفة لو طلب منهم تصميم لمثل هذه الشعيرة لأنتج تصميمهم شيئاً سيحتاجون لمراجعته بعد مدة من السنوات ليدخلوا عليه التعديل بعد التعديل.
واعتبر سماحته أنّ صلاة الجماعة “تشكّل حلقة من حلقات المجتمع المتماسك المترابط، حلقة اجتماعيّة يكون ترابطها على أساس من الوعي والنضج الفكري والنضج الروحي والنضج النفسي، والإنسانيّة الراقية والهادفيّة العالية والمعاني الكريمة، وتكبر حسب الدوائر الاجتماعية المختلفة حتى ينتهي هذا التنظيم إلى المجتمع الإيمانيّ الكبير المتماسك الرساليّ الهادف المتعاون على الخير والمتعاون في صدّ الشر والوقوف ضدّه”، مشيرًا إلى أنّ صلاة الجماعة
“مدرسة ومصنع؛ لتخريج مجتمع الأخوّة، مجتمع الوحدة ومجتمع الإيمان والمجتمع المتعاون والمجتمع الرسالي الهادف الفاعل الغني بالحركة الخيّرة الإصلاحيّة في الأرض، مجتمع الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر”.
وأكّد سماحة الشيخ في ختام حديثه على دور صلاة الجماعة في البعد السياسي، معتبراً أنها مدرسة للسياسة الصالحة، وأن المشرّع الإسلامي وضع شروطاً لإمام الجماعة تشمل العدالة وطهارة المولد والبلوغ والذكورة بالنسبة للذكور، ويُكرَه أن يتقدم للجماعة حتى من به عيوب بدنية منفّرة أو من أقيم عليه الحدّ، كل ذلك حماية لموقع إمام الجماعة الذي يعتبر أدنى مواقع الإمامة، وتساءل “فكيف بالإمامة الكبرى وكيف بالقيادة الاجتماعية العامة؟”. وأضاف “أرأيت كيف هذا التأسيس السياسي الواعي؟.. أرأيت كيف هذا التأسيس الراقي الواعي الثاقب للنظر ليؤمّن مجالاً من مجالات العلاقات العامة والسياسية بين الحاكم والمحكوم والقائد والرعية؟”….
يذكر أن مشاركة آية الله قاسم تأتي في ختام الموسم التوعوي الذي نظمه مشروع العمل الإسلامي في بوري تحت شعار “صلاة الجماعة.. استثمارك مع الله” مساء الجمعة29 جمادى الأولى 1431 هـ، الموافق لـ 14 من مايو 2010م، وتضمّن مجموعة من الفعاليات الإعلاميّة والميدانيّة افتتحت بحملة تنظيف شاملة لمسجد الإمام السجّاد (عليه السلام)، وحفل تكريم أئمة الجماعة، وغيرها من الفعاليات الإعلامية والإرشادية.