آية الله قاسم في الملتقى الأخلاقيّ الأوّل: الفكر الإسلاميّ معه صوت الفطرة

بحضور جمع من طلاب العلوم الدينيّة..
آية الله قاسم في الملتقى الأخلاقيّ الأوّل: الفكر الإسلاميّ معه صوت الفطرة

حلّة العبد الصّالح- المجلس الإسلاميّ العلمائيّ

أشار سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم إلى أنّ: “الغزو الفكريّ حين يكون غزوًا لمثل الفكر الإسلاميّ يصطدم بقضيّة هي قضيّة أنّ الفكر الإسلاميّ معه صوت الفطرة، معه المرتكزات الفطريّة التي تقود النفس البشريّة للارتباط بالله سبحانه وتعالى”.

وأضاف أثناء افتتاحه للملتقى الأخلاقيّ الأوّل أمام جمع من طلاّب العلوم الدينيّة: “الفكر الآخر يحتاج إلى نوع من الالتفاف، ونوع من المغالطة والفنّ الحاذق؛ من أجل مغالطة الفطرة والالتفاف عليها”، موضحًا بأنّ الغزو السلوكيّ على عكس ذلك “فمعه الفطرة الحيوانيّة، ومعه الغرائز والدوافع”.

وأردف: “كلّنا نعيش الدوافع التي يعيشها الكافر، نعيش دوافع حيوانيّة، من دافع أكل وشرب ودافع جنس وما إلى ذلك، هنا الغزو السلوكيّ يتحدث مع رصيد في الداخل، مع أرضيّة مهيأة تعرف هذه اللغة، وأنت في الاستعداد الكامل للاستجابة لهذه اللغة والاستثارة، بينما الفطرة الصافية ليس فيها أيّ استعداد للاستجابة لنداء الكفر، ولكلمة الكفر، وهذا فرق هائل أيضًا بين الغزو الفكريّ والغزو السلوكيّ”.

وأوضح سماحته “أنّ الغزو السلوكيّ يناغي الغرائز، ويداعب الدوافع، ويغازلها، ستقول لي هناك قيم عالية، رفيعة، خلقيّة في النفس البشريّة، إلاّ أنّي أؤكد لك أنّ هذه القيم على وجودها الحقّ أخفت صوتًا من الدوافع الغريزيّة، وأقلّ ضغطًا، وأقلّ دفعًا، فهي تحتاج إلى معاونة فكر، وعقيدة سليمة، وما إلى ذلك”.

وتسائل سماحته: “من هو صفّ الدفاع الأوّل عن الدين، والخلق، والأمّة داخل أمّتنا؟، النجّارون؟، الحدّداون؟، البنّاءون؟، المدرّسون؟، المثقّفون؟، لا، مجيبًا بعد ذلك “الصفّ الأوّل للدّفاع، والذي يعتمده الدّين وتعتمده الأمّة، وهو الصفّ التاريخيّ الأوّل من بين كلّ صفوف الأمّة لمسألة التصدّي ضد أيّ نوع من الغزو هو صفّ العلماء، وطلاّب العلوم الدينيّة، هذا مسلّم به، وهو أنّ هذا الصّف يتحمّل مسؤوليّة خاصّة”.

وأردف: “هذه العمامة لإن كان فيها شرف فيما يراه الناس، فإنّ فيها مسؤوليّة أكبر، فليس لها من شرف مع إهدارهذه المسؤوليّة؛ فصفّ الدّفاع الأوّل عن دين الأمّة، وهويتها، وأصالتها، وخطّها الإلهيّ هم أنتم أيّها الإخوة الكرام”.

وشدّد سماحته على “أنّ انهيار هذا الصفّ، يعني انهيارًا لبقيّة الصفوف، فأيّ حالة ضعف، خلخلة، تراجع، اهتزاز، اضطراب، وانحدار في هذا الصف سينعكس بصورة مكبّرة، وخطيرة وواسعة على كل شرائح الأمّة في الأكثر، ..أمّا دخول الخلل الأخلاقيّ عليه فهو فجيعة مؤلمة جدًا، انسحابنا انسحاب للأمّة”.
وأوضح سماحته “أنّ وجود طالب العلوم الدينيّة في القرية، أو المحلّة يعني وجود دور وشخصيّة فاعلة، ومشروع تربويّ مخطّط، وهادف، وفاعل، وحراسة واعية، تكفي البقيّة ولو بمقدار قليل عن ملاحظة هذه القرية ومراقبتها، مضيفًا ” الطالب يجب أن يعني وجوده وجود ترمومتر حسّاس لكلّ منكر يدخل القرية، ولكلّ فكرة جديدة تدخل القرية، ولكلّ سلوك غريب يدخل القرية، يجب أن يكون العين الحارسة، والأذن السامعة المتيقّظة، واليد الفاعلة والرجل الساعية لخدمة الإسلام في هذه القرية والمدينة”.

جاء ذلك أثناء افتتاحه للملتقى الأخلاقيّ الأوّل الّذي نظّمته دائرة الثقافة والتبليغ في المجلس الإسلاميّ العلمائيّ و ذلك في حوزة الإمام زين العابدين (عليه السلام) ببني جمرة صباح يوم الأربعاء 7 ربيع الآخر 1431هـ الموافق لـ: 24 مارس 2010م، بحضور جمع من طلاّب العلوم الدينيّة في البحرين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى