الإمام الحسين (ع) قدّم حياته لحفظ الإسلام… سماحة آية الله قاسم في هلال الحسين (ع) 1430هـ
الإمام الحسين (ع) قدّم حياته لحفظ الإسلام… سماحة آية الله قاسم:
بعد رأس الحسين.. يرخص كل رأس من أجل الإسلام
أبوصيبع – عاشوراء البحرين
قال سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم إن “ثورة الإمام الحسين ع في كربلاء تسجل وجوب حماية وجود الأمة على المستوى المادي وعلى المستوى المعنوي وبأي نسبة ممكنة من الحماية”. مؤكداً أن ذلك يأتي “بعد توفر الضوابط الشرعية وضمان شرعية التحرك”، و الذي به “لا تُدخر التضحية”. مضيفاً “فبعد رأس الإمام الحسين الذي قدمه تضحية للإسلام لا يبقى رأس يبخل به عن التضحية في سبيل حماية الإسلام”.
و قال سماحته في افتتاحه النسخة الخامسة من الأمسية السنوية “هلال الحسين (ع)” و التي عنونت بناعية (أبو الفضل العباس ‘ع’) “ثورة الإمام الحسين ع في كربلاء تسجل وجوب حماية وجود الأمة على المستوى المادي وعلى المستوى المعنوي وبأي نسبة ممكنة من الحماية”. مضيفاً “وجاء الامام الحسين ليوقع وثيقة كربلاء العملية بدمه الطاهر ودم ذويه الطاهر وصحبه الكرام ليقول للأجيال المسلمة كلها بأن عليها أن لا تضيع الإسلام أمام أي خطر قادم”.
الأمسية التي أقيمت في مأتم أبوصيبع الوسطي ليلة الاثنين الماضية شارك فيها كل من الخطيب الحسيني الملا إلياس الدرازي، والرادود الحسيني مهدي سهوان، والرادود الحسيني علي حمّادي.
و فيما يلي مقتطفات من كلمة سماحة الشيخ…
ثورة كربلاء .. ثورة إصلاح
ثورة إسلام قويم .. إسلام لامس من هوى الأرض ومن قصورها وجاهليتها فيه على صورة إسلام مزيف لو بقي يخدع المسلمين إلى زمن طويل من غير أن يتعرى واقعه لتغير واقع هذه الأمة ودخلت فيما دخل فيه النصارى واليهود من تحريفات في دين الله .
كان لابد من أن يوقف المد الجاهلي الأرضي الغازي للأمة الإسلامية حقيقة الإسلام واقع الإسلام.
الثورة كانت من ثورة سياسية. صحيح أنها أخذت صورة المواجهة لحكم يزيد وللحكم الأموي بصورة عامة ولكن كان نظرها أبعد من ذلك وكانت مهمتها أكبر من ذلك . كان الإسلام في خطر على مستوى النظرية والتطبيق فكان لابد من إنقاذ الإسلام بالنسبة الممكنة التي تسمح بها الظروف ويمكن أن تحققها الكلفة العالية .. وإن كانت أعلى التضحيات وأعلى الكلف وذلك ما يمثله دم الإمام الشهيد (ع).
ثورة كربلاء ليست ثورة قبيلة ولا ثورة مذهب ضد مذهب.. ما كان يزيد يمثل مذهباً من المذاهب الإسلامية.
وليس هناك مذهب من المذاهب الإسلامية اليوم يشرفها أن تنتسب إلى يزيد وأن تتخندق مع يزيد في مواجهة خندق فيه الإمام الحسين (ع).
لا يمكن لأي مذهب من المذاهب الإسلامية المعتد بها أن تربط رؤيتها بيزيد وأن تجعل واجهتها الإسلامية بيزيد أو بالحكم الأموي بصورة عامة. ومن من المسلمين ممن يفهم من الإسلام شيئا يسمح له وعيه .. ضميره.. فهمه للإسلام ولو بسيط بأن يعدل يزيد بالحسين (ع). أين ليزيد أن يعدل الإمام الحسين (ع). ليس لنا أن نؤطر ثورة كربلاء واستعادة حدث كبير ورؤية أصيلة في إطار مذهبي خاص. نحن هنا لا نحيي ذكرى مذهب وإنما نحيي ذكرى الإسلام ال2صادق المتجسد في الإمام الحسين عليه السلام.
إنها ثورة القرآن ثورة رسول الله ثورة كلمة السماء على الأوضاع الجاهلية. ثورة كربلاء تمثل وثيقة عملية غالية الثمن تغنى بالفكر المجتمعي والسياسي وتحسم مسألة مهمة من المسائل التي يمكن أ ن يختلف عليها كثيرا.
هناك نصوص في الجهاد وهي واضحة جلية ، ونصوص هي الأخرى في الأمر بالمعروف والنهي عنا المنكر وكلها وثائق إسلامية لا تنكر ولا ينكرها… وهناك حروب خاضها رسول الله ضد الكفر الصريح وهي وثيقة عملية تعطي للمسلمين إثباتا مسلمين في شرعية مواجهة الكفر تحت شروط خاصة.
وجاء الامام الحسين ليوقع وثيقة كربلاء العملية بدمه الطاهر ودم ذويه الطاهر وصحبه الكرام ليقول للأجيال المسلمة كلها بأن عليها أن لا تضيع الإسلام أمام أي خطر قادم.
ثورة الإمام الحسين (ع) في كربلاء تسجل وجوب حماية وجود الأمة على المستوى المادي وعلى المستوى المعنوي وبأي نسبة ممكنة من الحماية. وبعد توفر الضوابط الشرعية وضمان شرعية التحرك لا تدخر التضحية فيعد رأس الإمام الحسين الذي قدمه تضحية للإسلام لا يبقى رأس يبخل به عن التضحية في سبيل حماية الإسلام.
الرأس الذي يصنعه الإسلام لا يمكن أن يغلى على الإسلام .. الرأس والقلب اللذان يصنعهما الإسلام علما وسموا وشموخا وقيمة إسلامية عالية لا يمكن أن يعظما شأنا على الإسلام.
إحياء الشيعة للذكرى ابتلي مرة بأن قدم كربلاء مأساة خالصة، مستهدفاً أكبر سيل من الدموع.. واقفا عند هذا الحد حتى الدمع العاطفي الذي لا يعني من الثورة إلا أنها ثورة عدل على ظلم وأن إنسان السماء قتلته جاهلية الأرض لكن هذا الحد لا يقدم مشكلة للحياة ولا يتقدم بالدين ولا يضع هذه الأمة في موقع الصدارة من بين الإمام وكل هذا مطلوب في كربلاء.