خطبة الجمعة (191) 7 صفر 1426هـ – 18 مارس 2005م
مواضيع الخطبة:
كيف أصبحت؟ + ذكرى وفاة سبط المصطفى + الشيعة وإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام+ ما أشدّ يوم الحلة + الجمعيات الشبابية والمال الأمريكي + أسبوع الشهداء
الإنسان المغرور المستكبر الطاغي لو وقف وقفة تأمل في نفسه في بداية يومه وتفكّر وتعقّل لوجد نفسه أنه لا أفقر منه ولا أضعف، فإذا استكبر كان واهماً، وإذا طغى كان ظالماً، وهو من وهمه وطغيانه إلى خسار.
الخطبة الأولى
الحمدلله الذي خلق الأشياء بقدرته، وقدَّر الأقدار بحكمته، وهدى مخلوقاته إلى غاياتها، وسلك بها إليها سبلها، ودل عباده على المراشد، وحذّرهم من المداحض.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيراً.
اللهم صل صلاة مباركة نامية دائمة، وسلم أكرم وأتم سلام على عبدك المصطفى محمد بن عبدالله الصادق الأمين وآله الطاهرين.
أوصيكم عبادالله ونفسي الأمارة بالسوء بتقوى الله، وعدم الاستسلام للشهوات، والتوقّي عند الشبهات، فمن استسلم للشهوة بلاحساب أفقده ذلك عقلَه ودينه، ومن استسهل الشبهات أقحمه ذلك في المحرّمات، ثم هانت عليه الكبائر.
وفي الكلمة عن أمير المؤمنين عليه السلام “عند حضور الشهوات يتبين ورع الأتقياء”(1).
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وأعذنا من غياب العقل عند الشهوة، وفقد الدين عند المحنة، ورقّة التقوى عند الفرصة، واجعلنا ممن هديته، ووفّقته، وقبلته، وفي عبادك الصالحين أدخلته يارحيم ياكريم.
أما بعد أيها الإخوة والأخوات فتحت عنوان كيف أصبحت نقف مع بعض النصوص الهادية المربية.
1. “قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: كيف أصبحت؟ قال: لا أملك ما أرجو، ولا أستطيع ما أُحاذر، مأموراً بالطاعة، منهياً عن الخطيئة، فلا أرى أفقر مني”.
– وقفة تأمل في النفس، في الكون، في الحياة، في الممات عند كل صباح حتى لايضيق الأفق، ولا تُسجن النفس في النظرة الضيقة، ولا يضلّ السبيل، ولا تصغر المشاعر، ولا يتفه الهدف، ولا تُباع الذات بالرخيص.
– وبمثل فكره وشعوره عليه السلام يُقابل الإنسان كبره، وغروره، وعُجبه بنفسه، وروح الطغيان فيه.
والإنسان لنقصه يرجو خيراً، ولضعفه يحاذر شرّاً. وهو من محدوديته ومقهوريته لايملك ما يرجو، ولا يقدر ما يُحاذر.
وإننا لنرجو الكثير، ولكن لانملك في ذاتنا سبيلا إلى ما نرجو. ونحذر الكثير، ولا نملك في ذاتنا القدرة التي ندفع بها ما نحذر.
ولمحكومية الإنسان وقصوره فهو محتاج لأن يهدى ويؤمر بما يصلحه، وإلى أن يحذّر ويُنهى عما يفسده. ومن أولى بذلك من ربه العليم الخبير. وعليه أن يشعر بالمسؤولية، وأنه لم يترك هاملاً، وأن يتيقن أن وراء كلّ عمل جزاء من مثوبة أو عقوبة.
فهذا الإنسان المغرور المستكبر الطاغي لو وقف وقفة تأمل في نفسه في بداية يومه، وتفكّر وتعقّل لوجد نفسه أنه لا أفقر منه ولا أضعف، فإذا استكبر كان واهماً، وإذا طغى كان ظالماً، وهو من وهمه وطغيانه إلى خسار.
وهذه نظرات ثلاث يمكن أن ينظر بها الإنسان إلى نفسه:-
نظرة إلى الذات في وجودها وغناها النسبي مع الغفلة عن المعطي المغني. ويترتب عليها الغرور والكبرياء والانفصال عن القيم، والاستخفاف بالحقوق، وعدم الشعور بالمسؤولية، واستباحةُ كل ما حل وما حرم.
نظرة إليها فاقدةً معدومةً وجودُها من باب الصِّدفة. ويترتب على هذه النظرة شعور بالدونية والانحطاط واليأس، وتشارك النظرة الأولى في بقية المشاعر الساقطة.
نظرة ثالثة إلى النفس في غناها النسبي مع الالتفات إلى المعطي المغني وكماله. ويترتب عليها التواضع والشكر والأمل والحيوية والجدّية والنشاط والشعور بالمسؤولية والتشبّع بالقيم واحترام الحقوق، وانضباط السلوك.
والنفس الإنسانية معرَّضة لأن تعتوِرها مشاعر سلبية عديدة تعيقها عن الكمال، وتحول بينها وبين السعادة، وتفقدها اللذة الحقيقية للوجود والحياة… مشاعر منها الاستكبار والغرور، الأمل الدنيوي الكاذب، الدونية، اليأس القاتل، الضعف الآسر، الخوف المقلق، الحزن المهلك.
وكل أمراض النفس في كتاب الله وكلمات المعصومين من رسل وأنبياء وأئمة عليهم السلام روائع تقي منها وتَشفيها إذا تلقّتها النفس بوعي، واستلهمتها، وكانت صياغتها في ضوئها؛ فلا استكبار ولا غرور عند من قال لاحول ولاقوة إلا بالله بفقه وجدٍّ، ولا ضعف يأسر، ولا خوف يقلق عند من قال توكّلت على الله، وتحصنت بالله صادقاً، ولا حزن يُهلك في ضوء المعنى الرائع لهذا القول الذي نردده عند كل مصيبة “إنا لله وإنا إليه راجعون”، ولا دونية تفترس الذات لمن يقرأ قوله تبارك وتعالى “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” بحق وصدق وإن اجتمع عليه أهل الدنيا ليثلموا من كرامته.
ومن حقّ القول أن مشكلة الإنسان أنّه ينسى الاستقواء بربه ويحسب القوة من غيره فيضعفُ وييأس ويتأزم.
2. عن عبدالله بن جعفر الطيَّار: دخلت على عمي علي بن أبي طالب عليهما السلام صباحاً وكان مريضاً فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: يابنيَّ كيف يصبح من يفنى ببقائه، ويَسْقُمُ بدوائه، ويؤتى من مأمنه؟
كل يوم يبقاه الإنسان هو خطوة إلى أجله، وكل دواء يتناوله الإنسان ربما انعكس بداء من جهة أخرى، والإنسان في مأمن وفي غفلة لايدري من أين يأتيه البلاء، ومن أين تدخل عليه المصيبة، ومن أين يكون مهلكه. فتأتيه ساعة الهلاك وهو لايدري، وتدخل عليه المصيبة من حيث يأمن.
حينما يقول أمير المؤمنين عليه السلام كيف يصبح من يفنى ببقائه، ويسقم بدوائه، ويؤتى من مأمنه فهو يريد أن يقول لنا: يصبح متواضعاً، مسارعاً للخيرات قبل فوات الأوان، كافّاً عن المعصية خوفاً من المؤاخذة والمعاجلة. مستخفاً بأمر الدنيا، معظماً لأمر الآخرة. عمله في الدنيا ونظره إلى الآخرة وهمه فيها، وأمله بها.
3. و”قيل للحسن عليه السلام: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ قال أصبحت ولي ربٌّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أُحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفا عني. فأي فقير أفقر مني؟”.
هذا هو الحسن عليه السلام أو كل إنسان؟ إنه كل إنسان، مهما طغى، مهما تكبر، مهما تجبر.
1) ولي رب فوقي: فلا استقلالية لي تكويناً ولا تشريعاً.
2) والنار أمامي والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي: ضواغط كافية لاتسمح بالتساهل والتغافل والخطأ. ومصيري من نوع عملي وهذا أمر يجعل عيني على عملي واهتمامي به..
3) والجمل الأخيرة نتيجة العبودية وهي الفقر التام، وفيها انكسار كامل أمام الرب الحق، أما أمام غيره فلا تضعضع ولا استكانة إنما هو التواضع لله ثم للمؤمنين.
4) فإن شاء عذبني بعدله، وإن شاء عفا عني بإحسانه وفضله. فهو التواضع التام والإحساس العميق بالمسؤولية، والخيار السلوكي الواعي.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا وعليهم إنك أنت التواب الرحيم. اللهم اجعل نفوسنا مطمئنة بذكرك، شاكرة لفضلك، راضية بقسمك، مشتاقة إليك، راغبة في ثوابك، ساعية لرضوانك ياكريم يارحيم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)}
الخطبة الثانية
الحمدلله الخالق، وكلُّ شيء مخلوقٌ له، المعطي وليس من شيء قائمٍ إلا بعطائه، المغيث الذي لاغوث إلا من قِبَلِه، الرحمن الرحيم الذي لارحمة إلا من جهته، الكريم الذي لاخير إلا بكرمه.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيراً كثيراً.
أوصيكم عباد الله ونفسي الأمَّارة بالسوء بتقوى الله التي فيها مهربُ المذنبين، وطُمأنينة الخائفين، وتحقّق رجاء الراجين.
وبالتقوى ينفع الاجتهاد، ومن عمل بلا ورع خاب مازرع، ومن رضي بالدنيا عن الآخرة فقد أزرى بنفسه، ورضي لها دون القَدْر الكبير الذي أُهِّلت له، ومن أقعده عن العمل طولُ الأمل فقد غلبه وهمُه، وكذّبه واقع الليالي والأيام، وما تُفاجِئ به الآمنين من أهل الصحة والقوَّة والحول والطول، وتُباغت به السادرين في الخيال من النكبات والكوارث، والتعجيل بالرحيل.
اللهم أعذنا وإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين من طول الأمل، وإهمال العمل، وغلبة الهوى، وسبات العقل، والانصراف للدّنيا، ونسيان الآخرة، واغفر لنا ولهم ولوالدينا وأرحامنا وجيراننا، ومن أحسن لنا إحساناً خاصاً منهم ياكريم يارحيم.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة المعصومة الطاهرة.
وعلى الأئمة الهادين؛ أئمة المسلمين الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن القائم المنتظر المهدي.
اللهم عجل فرج ولي أمرنا القائم المنتظر، وحفه بملائكتك المقربين، وأيده بروح القدس يارب العالمين. اللهم انصره نصرا عزيزا، وافتح له فتحا مبينا.
عبدك وابن عبديك، الممهد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفقهم لمراضيك، وسدد خطاهم على طريقك.
اليوم يوم ذكرى وفاة الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه سبط المصطفى صلَّى الله عليه وآله.
وبهذه المناسبة الأليمة نتذكر أن أهل البيت عليهم السلام قد صالحوا وسالموا، وجاهدوا وحاربوا، وضحّوا وبذلوا، وما كانوا في سلمهم غير حربهم، ولا في حربهم غير سلمهم، كانوا دائما لله، ومن أجل الله، وعلى طريق الله.
لم يكونوا يسلّون السيف إلا اضطرارا، وما كانوا يستكينون في أي ظرف من الظروف، يحميهم من ذلك العزة بالله وحده.
ما كانوا في صلحهم ليستكينوا، وما كانوا في حربهم ولا نصرهم ليستكبروا، وهذا هو المسلم، وعلى هذا الطريق لابد أن تكون شيعتهم وإلا فليسوا هم بشيعة.
الشيعة وإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام:
تلقى أتباع أهل البيت عليهم السلام منهم الأمر بإحياء ذكرهم، وما كان ذكرهم في أنفسهم ولأنفسهم ليهمّهم أحياءاً فضلا عن كونهم قد انتقلوا إلى جوار ربهم.
وإنما كان أمرهم بإحياء ذكرهم لأن في ذكرهم ذكر العقيدة، حياة الدين، حياة المؤمنين.
ذكر أهل البيت عليهم السلام وهم الثقل الأصغر بعد القرآن الكريم، الذي هو الثقل الأكبر، مرهون به بقاء الإسلام، ولذلك كان أمرهم بإحياء ذكرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وبقي الشيعة أوفياء لدينهم بإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام.
على أننا لانُنزّه الاجتهاد من الخطأ، ولانقول بأن كل ما قيل عنه بأنه إحياء لأمر أهل البيت عليهم السلام هو مما يحيي أمرهم حقاً عليهم السلام.
والشيعة أينما سكنوا أقاموا التعزية، وفي كل منزل من منازلهم مأتم، هذا هو ديدنهم طوال التاريخ.
ذهب الشيعةُ إلى أمريكا فأقاموا العزاء، وذهبوا إلى أوروبا فأقاموه، وإلى أي مكان ذهبوا ووسعهم أن يُقيموا تعزية أبي عبدالله عليه السلام بادروا إلى ذلك.
والشرط على الشيعي في إعطاء وحدة سكنية أن ينسى مقتضى من مقتضيات مذهبه الشريف من أبشع ألوان الظلم والسخرية والاستبداد.
واقتراحه غريب من أخ مسلم فاضل، أيهودي هذا الشيعي، نصراني تُطبّق عليه شروط الذّمة؟! إلى هذا الحد يبلغ به الهوان أن يُعطي مذهبه من أجل وحدة سكنية؟! أليست الأرض أرضه؟ أليس الوطن وطنه؟ ووطن آبائه وأجداده؟
وكم أُقيم من مأتم لطوال عشرين سنة للرجال والنساء في مدينة حمد حتى يُكتفى بها عن البيوت؟ ولا مأتم واحد.
ولو قيم ألف مأتم فإن البيت ملك صاحبه، والمنزل تحت تصرّفه صاحبه يقيم فيه عرسه، ومناسبات أفراحه وأحزانه. نعم، ليس له أن يزعج الآخرين بمثل الأصوات الصاخبة.
وأما الشتم والسبّ لأزواج رسول الله صلى الله عليه وآله ولصحابته الكرام فيُشين مذهب أهل البيت عليهم السلام أن يرتكبه أحد من شيعتهم، وأين هذا الشيعي من قولهم سلام الله عليهم بما معناه كونوا زينا لنا، ولا تكونوا شينا علينا وكونوا دعاة صامتين.
وعلينا أن نتذكر ما يتعرض له مذهب أهل البيت عليهم السلام في هذا البلد العزيز ومن الإنتاج المحلي من تهجّمات سيئة في كل يوم.
ما أشدّ يوم الحلّة:
ما أشده على المؤمنين! فتل وثكل وتيتّم، وآلام وأحزان وخوف وقلق. أبرياء مسالمون لا صلة لهم بحرب ولا مواجهة يتحولون إلى أشلاء ودماء.وما أشده على المعتدين! فيوم المظلوم على الظالم أشد منه على الظلوم، وويل للظالمين من عذاب النار.
وما أشده على الأمة المناصرة للعدوان، الراضية به، أو الساكتة عليه! فالمرء يُحشر مع من أحب، والسكوت على المنكر منكر.
أحداث دلالاتها مرّة، فهم متخلّف ساقط للإسلام أحدثه الانفصال عن المرجعية الحقيقية له، جفاف روحي، وسقوط خلقي، لاتكاد تعرفه الأمم البهيمية، خلفية من تربية سيئة قائم على عصبية مجنونة.
ومتى يكون الإرهاب الظالم جريمة؟ في ميزان الحق الإرهاب الظالم جريمة دائما، ويجب أن تُدان، لكن سنوات وسنوات مرّت وأرواح الأبرياء من المصلين والمتعبدين في باكستان يحصدها هذا الإرهاب ولا أسف ولا ضجّة ولا استنكار.
نعم، عندما مسّت نار الإرهاب أمريكا ضجّت الحكومات العربية والإسلامية فضلا عن العالم الآخر. وعندما يصل الإرهاب بأذاه لأي حكومة يكون جريمة، وإذا احترق به الآمنون من أبناء الشعوب كان خبراً للتفكّه أو الشماتة.
هذا واقع منذر للعذاب، وأين هذه الأمة من موقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كان يحترق فؤاده لامرأة مسلمة أو ذمّية تُغالب على قلبها نوع من السوار؟!
الجمعيات الشبابية والمال الأمريكي:
للمال الأمريكي والخبرات الأمريكية والصناعة الأمريكية للإنسان حضور فاعل في أوساط جمعيات شبابية ونسائية في الوطن العزيز.
هل هذا لدعم الولاء الحضاري الإسلامي، لدعم الولاء الوطني أو القومي، أو التوجه الديموقراطي الحقيقي الذي يخدم شعوب الأمة؟
هذا المال، هذه الخبرات أليست على حد المال والخبرات التي دخلت العراق لتُنصّر، وتُعلمن، وتُعولم؟ أليست هذه الأموال والخبرات لصناعة ولاء أمريكي أجنبي، وللتهويد والتنصير؟ ولمسخ الهوية؟ واستبدال الإنسان إلى إنسان آخر؟
سؤال لو سمحت السياسة: أمريكا دولة أجنبية أم لا؟ فكيف يُسمح لأموالها أن تصوغ الأوضاع العقلية والنفسية والإرادية لشبابنا وشاباتنا، وأن توجد التوجهات التي ترغبها في الأوساط الشبابية لهذا الوطن؟ كيف يُسمح بصناعة هذا الولاء الأجنبي بكل المقاييس؟
أسبوع الشهداء:
عنوان عُلم أن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية تبنّت إطلاقه على عدد من الفعاليات المتصلة بموضوع الشهداء الأبرار للوطن العزيز، وهو أسبوع يبدأ من الرابع والعشرين من مارس إلى الحادي من أبريل، والفكرة في حدود كونها اختيارا لوقت لا إثارة فيه من حيث المزاحمة لمناسبات وطنية أخرى تحتفل بها المملكة، ومن حيث ما تستهدفه من الوفاء لشهداء الوطن بفعاليات ذات طبيعة هادئة ومنضبطة، وفي هذه الحدود تُعدّ فكرة موفّقة إن شاء الله، ويحسن بالمؤمنين الاهتمام بها مع الابتعاد عن كل ما يؤثر على الناحية الأمنية التي تهم الجميع.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وزدنا هدى ياكريم. اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين من الكافرين والمنافقين.
اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة، وأرنا يوم النصر في القريب، اللهم اجعلنا ممن يرعى حرماتك، ويتقي غضبك، ويعرف حقك، وحق كل من خلقت يارحمن يارحيم.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
ــــــــــــــــــــــــ
1 – ميزان الحكمة ج10/ ص646.