خطبة الجمعة (127) 7 شعبان 1424هـ – 3 أكتوبر 2003م.

مواضيع الخطبة:


صراط الله المستقيم – أنوار لا تنطفئ ولا تُطفئ – الوحدة الإسلامية الكبرى

“من كان هدفه الإسلام كانت الوحدة هدفه. فلست تجد عالماً يفهم الإسلام يأخذ بخيار الفرقة ويهمل
شأن الوحدة”

الخطبة الأولى

الحمد لله الخالق الرازق المدبِّر. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ربّ دونه، ولا معبود سواه. وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله اصطفاه وكرَّمه وحباه. صلّى الله عليه وآله الهداة.

أوصيكم عباد الله ونفسي الأمّارة بالسوء بتقوى الله، والتمسك بدينه وتولي أوليائه، والتّبرّي من أعدائه، فالخير كلّه بيده، ولا نفع إلا بإذنه، ولا حقّ في ما قابل رسالتَه، ولا هدىً في ما جافى شريعته.

والحذرَ الحذرَ من ذهاب العمر في توافه الأمور، وفي ما لا يبقى، وإن بقي أشقى وأذلَّ وأخزى.اللهم إنّا نعوذ بك من متابعة الهوى، والاغترار بالدنيا، ونسيان الآخرة. اللهم ارزقنا وإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين مغفرتك، وذُدنا عن معصيتك، وثبِّتنا على طاعتك وصلِّ على محمد وآله الطاهرين يا كريم يا رحيم.

عباد الله لا تختلف بكم السبلُ عن صراط ربكم المستقيم، ودينه القويم القيِّم فقد قال سبحانه “وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”(1) نعم إنّ النّاس محتاجون أن يبيّن لهم خالقهم الصراط المستقيم الموصل في حياتهم حتى يبلغ بها أكرم درجة، وأرقى منزلة تطيقها هذه الحياة،
ويُعدّهم فيها أحسن إعداد لحياة السعادة والخلود الكريم. وقد بيّن عزّ وجل لهم هذا الصراط، ووضعه بين أيديهم، ودعاهم للأخذ به، والسير على
هداه في كل خطوة وحركة وسكون.

وتبقى السبل الأخرى بمختلف عناوينها وشعاراتها وواجهاتها غير موصلة ولا منجية. والتخلي عن صراط الله الذي منَّ على عباده ببيانه لازمهُ أن تتفرَّق بهم السبل الضالّة منحدرين وإياها عن ذلك الصراط الصاعد الباني المزكّي فيتيهوا، وينصَبوُا، ويشقَوا، ويتَّصل شقاؤهم في الآخرة بشقائهم في الدنيا.

فليست من حياة سعيدة بحق – لا في دنيا ولا في آخرة – في ظل منهج غير منهج الله سبحانه.وصراطُ الله في صورته الناظرة لتطورات الزمن كلّه، وحركة المستقبل في امتدادها المساوق لبقاء الحياة هو الذي جاء به خاتم رسله، وبيّنه كتابُه الكريم بمنهجه القويم، وأطروحته التامة، وأسُسه الرصينة، وتوجيهاته المضيئة، وما لَحقه من سنّة شارحة مفصِّلة من
المعصومين من النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله، والأئمة من أهل بيته عليهم السلام أجمعين.

يقول سبحانه في سياق الآية السابقة “وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”(2) ومن صفة هذا الكتاب ما أفاده قوله عز من قائل “… فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ” (3) فهو دالّ على أنه – أي كتاب الله – من عند الله وحده، مبيّن لما تحتاجه المسيرة البشرية على طول المدى إذا أُخِذَ عنه من حَمَلَة علمه(4)، وهو هاد لا يضل متّبعه، ورحمةٌ لا تشقى حياة أمة سلكت منهجه، وتأدبت بأدبه، ولا تنقطع بأهلها عن سعادة الآخرة ونعيم الأبد.

والصراط المستقيم الذي تكفّل ببيانه كتاب الله الكريم ومَثَّلَه هو دين التوحيد دين كلّ نبيّ ورسول والذي يرتفع بالإنسان عن العبودية لغير الله في العقيدة والشعور والسلوك، ويتجاوز بانشداده وتمحوره الأصل عن كل المحدودين إلى من لا تحدُّه الحدود. إنه الدين الذي هدى إليه الله رسولَه الخاتم وحمَّلَهُ الدعوة إليه، وتكميلَ الناس على طريقه “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.

ودين التوحيد الخالص في كل مساحة الحياة الذي عاشه إبراهيم عليه السلام وما مال عنه هو الذي أُمِرَ به النبي الخاتم الكريم صلَّى الله عليه وآله واستقام عليه ” قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ “.والحياة الراقية المتسامية النظيفة الطاهرة المثمرة البنّاءة القادرة على تقديم السعادة للإنسان…. الحياة الخالصة لوجه الله الكريم المنطلقة على طريقه، الملتزمة صراطه هي ما كتب على الأفراد والأمم أن يجاهدوا من أجلها والارتفاع إلى أفقها المفتوح، ومداها
الذي يستحث النفس البشرية دائماً على الكمال.

وهي حياة تفقد من صفائها ورقيّها وهناءتها بقدر ما يشوبها من شركٍ ظاهر أو خفي. أمّا حياة بُنيت أساساً على الشرك فهي حياة ساقطة خاسرة لا تُعقِبُ إلا سوءاً، وحسرة وندامة.

ولا أساس أبداً لأن تُقام الحياة على الشرك بالله(5)، وأن تأخذ منهجا غير منهجه ” قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ” فعبادة الرب المطلق في ربوبيته لكل شيء، وفي كل شأن، ومَن إليه المعاد، وبيده الحساب، ويملك الثواب والعقاب واضحةُ الأساس، بيّنة الوجه، تامّة العلة، أما المملوك المربوب المعوز في ذاته، المحتاج في كل شأن من شأنه، والذي أمره ليس بيده فمن أين الوجه لعبادته، وبمَّ تُبرر هذه العبادة وعلى أي أساس تكون؟!(6) فكل شيء من الممكنات لا تكون العبادة له، وإنما هي للخالق غير المخلوق، والرب غير المربوب.

أما احترام من أمر الله باحترامه كالأنبياء والأئمة المعصومين عليهم السلام ومن تابعهم، وكاحترام الأب والمعلّم الذي لا يُعلّم إلا حقا، والأخذ ممن وجب الأخذ منه، وطاعة من ألزم بطاعته إنما هو من التوحيد الخالص، والعبادة الصادقة لله، والتذلل له، والتسليم لأمره مهما كان، ومن خالف كان مستكبرا على الله عز وجل، متمردا على طاعته والعبودية له.

اللهم صل على محمد وآل محمد، ووفّقنا لطاعتك، وارزقنا خالص توحيدك، والكفر بربوبية من سواك، والأخذ بما جاء به الأئمة الداعون إلى سبيلك ممن أقمتهم حججا على عبادك، ووفّقنا للرد لما يأتي به الأئمة الداعون إلى النار. اللهم اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، ولمن كان له حق خاص علينا منهم ووالدينا وأرحامنا وأزواجنا وجيراننا، ومن علّمنا علما نافعا يقرّبنا إليك، ومن أحسن إلينا منهم يا كريم يا رحيم.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ(4))

الخطبة الثانية

الحمد لله العلي الأعلى الأعز الأجل الأكرم، بديع السماوات والأرضيين، مالك الخلائق أجمعين. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.

عليَّ وعليكم عباد الله بتقوى الله، وهل من العقل، أو الإشفاق على النفس أن يتكبّر العبد الذليل الذي لا يجد حولا ولا طولا على الرب العزيز، والملك الجبار الذي بيده الحول والطول كله، ولا رادَّ لقضائه، ولا دافع لأمره، ولا مفر من قدره؟! وهل من الحق أن يُعصَ الله بنعمه؟! وهل من العدل أن يقابل الإحسان من الرب بالإساءة من العبد؟!

أيها المؤمنون أعدُّوا عدتكم ليوم لقاء بارئكم، ولا عُدة ليوم لقائه إلا طاعته والإستكانة له، وطلب مرضاته. أعاننا الله على أنفسنا وكفانا الغفلة وسوء المصير.

اللهم اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وصل وسلم على البشير النذير، والسراج المنير محمد النبي الصادق الأمين، رسول رب العالمين، وآله الطاهرين. وصل وسلم على عبدك الإمام الرضي أمير المؤمنين عليٍّ أخ النبي، والوصي. وصل وسلم على فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة النوراء. وصل وسلم على السبطين الكريمين، والإمامين الرشيدين الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب وأخيه الحسين. وصل وسلم على الأئمة الهادين، والقادة الميامين علي بن الحسين السجاد، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر
الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري الخاشعين الزاهدين.وصل وسلم على القائد المبشَّر، والحجة المنتظر، محمد بن الحسن القائم المظفّر.

اللهم عجل فرجه، وسهل مخرجه، وانصره نصرا عزيزا، واقهر به الكفر والنفاق والطغيان، وانشر به الأمن والسلام.الموالي له، المعادي لأعدائه، المناصر لأوليائه، الممهد لدولته، والفقهاء العدول والعلماء الأخيار، والمجاهدين في سبيلك، والذائدين عن حمى بلاد الإسلام أيِّدهم وسدد خطاهم وانصرهم وأظهر بهم دينك الحق يا قوي يا عزيز.


أما بعد أيها الأخوة والأخوات في الإيمان فللحديث بعض محطات، ولا كلام لي في الشأن الداخلي لانقطاعي عن متابعة هذا الشأن بالسفر:-

1. أنوار لا تنطفئ ولا تطفأ:-

هناك أنوار لا تنطفئ ولا تطفأ هي من أنوار الله سبحانه وتعالى، والأئمة الهادون من آل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين هي من تلك الأنوار التي لا تنطفئ ولا تطفأ.من هم الأئمة؟ … الأئمة إسلام أصيل قويم لا شوب فيه، عطاء دائم متدفّق على طريق الله، طريق التوحيد، أضرحتهم كلما وجدت وجد الإيمان والعلم والتقوى والجهاد، فإذا لم يكن مانع فليس لهم من ضريح إلا ومعه حوزة علمية مشعّة، وإشعاع الحوزة العلمية في جوار أي ضريح من أضرحتهم إنما هو من إشعاع الضريح نفسه، وإذا كانت الحوزة العلمية المجاورة لأضرحتهم عليهم السلام تشعّ إيمانا وعلما فإنّ ما تشعه الأضرحة من حيث النور الإلهي الذي يلامس الروح مباشرة هو أشدّ وأكثر.


أضرحتهم عليهم السلام مدارس لتخريج الأجيال، ولم تتوقف تلك الأضرحة الشريفة الموصولة بنور الله عن إمداد الأمّة وتموينها بزاد الفكر، وزاد الروح، وزاد النفس. وقد حافظت على صلابة الإيمان، ونهوض الذات، وسموّ الإرادة في من يجاورُ جواراً واعياً أو يتّصل بإشعاع تلك الأضرحة المباركة.

عطاؤها لا يحتاج دائماً إلى جوار، إذ يستطيع أقصى من في الدنيا أن يسترفدها عطاء في الفكر، وعطاء في الروح، وسموا في الذات، وصلابة في الموقف، وقدرة على المقاومة الصلبة.

مدارس من ميزتها أنها لا تغلق أبوابها ولا يوما واحداً، وهي تتلقى الملايين من الناس على مختلف مستوياتهم لتصنعهم صنعا جديدا على خط الله، تلاميذها الفلاسفة، والفقهاء، وصنّاع الفكر، والفلاح، والعامل، والشيخ الطاعن في العمر، والطفل والصبي الذي لم يفارق زمن الرضاع بكثير.مدرسة هي القرآن، وهي الإٍسلام الذي يجد من داخل ذات الإنسان المفطورة على حب الله والحق والعدل ما يستنطقه وما يستثيره وما يدخل إلى النفس بصناعة جديدة قوية من خلاله.

نعم، تجد على عتبات الأئمة عليهم السلام عباقرة الفكر يستعطون، ويسترفدون، ويتربون، ويصنعون ذواتهم على خط أئمة أهل البيت عليهم السلام الذي لا يقف بأحد عندهم عليهم السلام، إنما يتجاوز بالناس كل الناس دائما إلى الله سبحانه وتعالى.دروس تلك المدارس دروس فكر، وهي بالدرجة الأولى دروس روح، دروس تختصر الطريق إلى الله، لا تمرّ بك عبر مجادلات الفلاسفة وإنما ترفع عن روح الإنسان الرّين لتجد الروح نفسها عارفة بالله، طيّعة له، سائرة على طريقه.

من أراد فكرا قويما، وروحا سامية، وضميرا طاهراً، وإرادة صلبة فليرحل إلى أضرحة الأئمة عليهم السلام وهو يستهدف أن يصنع نفسه، متهيّأً بقلب متعطّش، وروح متفتّحة على عطاءات الأئمة عليهم السلام، على التأمُّل فيما آل إليه أمرهم وأمر أعدائهم، ليعرف أنّ الحقّ أبقى، وليعرف أنّ مشاغبات طريق الله لا تقطع هذا الطريق، وأن الذين أخلصوا لله لا تتخلى عنهم عناية الله حتى من بعد الوفاة، ويبقون يُعطون لينضاف إلى حسناتهم حسنات، حتى لا ندري أن حسنات المعصوم عليه السلام في حياته تتدفق بصورة أربى أم هي بعد وفاه، وإن كان التأسيس لها حال جهاد.

فلا زال المعصوم عليه السلام يستقبل الملايين ليأخذ بهم على طريق الله، وليشدّهم إلى التوحيد، وليحاكم منهج الطغاة، وليسقط حكومات شرسة، وليعطي لهذه الأمة مقاومة قادرة على الثبات.نعم، كان الأساس هو الحياة ولكنّ تدفّق رحمة الله عليهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ليس مقصورا على الحياة حيث أن عطاءهم مستمر.

2. الوحدة الإسلامية الكبرى:

من كان هدفه الإسلام كانت الوحدة هدفه. فلست تجد عالماً يفهم الإسلام يأخذ بخيار الفرقة، ويهمل شأن الوحدة. ليس أنه لا يدعو للفرقة فقط وإنما يكون من همّه دائما أن يعمل على الوحدة بين المسلمين، بل إنه يستهدف الوحدة الإنسانية الكبرى.

الوحدة الإسلامية الكبرى لا لتعزل باقي البشرية وتلقي بهم إلى النار وتجهّلهم وتسلبهم وعيهم وتقتل فيهم طموحاتهم. الوحدة الإسلامية الكبرى من أجل أن تتمدّد وتتعملق لتكون وحدة إنسانية كبرى على خط الله ليس فيها ظالم ولا مظلوم.

هدف الوحدة علامة الوعي والفهم الحقيقي للإسلام؛ فمن لم يهدف هذا الهدف دلّ بموقفه على نقص في الوعي والفهم للإسلام ودعوته. الوحدة الإسلامية الكبرى منطلقها الحرص على مصلحة الإسلام والإخلاص له، وعدم المتاجرة به، مسؤولية علماء الدين أولا،ً ثمّ هي مسؤولية النخبة الإسلامية المثقّفة، على أنّها مسؤولية أمّة بكاملها.

والأمة بعمومها ترضى من ساستها اليوم عدم الوقوف مع عدوها في خندق واحد، وأن تنسّق الأنظمة بينها من أجل المصلحة العامة وأن لا تكون عينا ولا يدا على بعضها البعض من أجل الأجنبي.

ومن يأتي من عند الأئمة عليهم السلام لا يستطيع إلا أن يطرح شعار الوحدة ويخلص له، وأن يعيش همَّ المسلمين جميع المسلمين بلا نظر إلى مذهب وآخر.

اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلنا وإخواننا المؤمنين المؤمنات والمسلمين والمسلمات من أهل السداد والرشاد، واغفر لنا ولهم، ولمن كان له حق خاص علينا منهم، ووالدينا وأرحامنا وأزواجنا وجيراننا. اللهم وحّد صفوف المسلمين، واجمع كلمتهم على التقوى، واكفهم شرّ الكفار، والمنافقين، وكل كائد يا قوي يا متين يا عزيز يا شديد.

“إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
 – سورة الأنعام (153)
2 – سورة الأنعام (155)
3 – سورة الأنعام (156)
4 – وحملة علم الكتاب هم جماعة مخصوصون قد جاءت الإشارة إليهم في الكتاب وجاء النص عليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، فليس كل عالم يُعدُّ من حَمَلَة الكتاب، وليس أفقه الفقهاء من غير المعصومين معدودا من حملة الكتاب الأصليين، حملة الكتاب هم أولئك
النفر الخاص الذين أعدّتهم العناية الإلهية لهذا الموقع الهائل الكبير؛ موقع قيادة البشرية.
5 – هل من أساس معقول مقبول يمكن أن يكون ركيزة لحياة الشرك؟ لا. الأساس المنطقي والمعقول يفرض دائماً أن تقوم في الناس
حياة التوحيد لا حياة الشرك، ونحن لا نقصد بحياة التوحيد هي كلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله مفصولة عن الفاعلية في
مساحة الحياة، حياة التوحيد تعني هذه الكلمة الأصل، بحيث تكون الأصل والمنطلق لحركة الحياة وامتداداتها
6- ونحن نعرف أنّ مناهج الحياة ومنها المنهج السياسي والاجتماعي والاقتصادي إنما يفرضه الربّ، فحين تفرض أي حكومة في
الأرض منهجا سياسيا أو منهجا اقتصاديا فهي تقيم نفسها بذلك مقام الرب، وتقدم نفسها للآخرين على أنها رب يشرع لهم ويرسم طريق حياتهم
وهذا الأمر فاقد للأساس المنطقي، فنحن نطالب كل نظام في الأرض يريد أن يختطّ لحياة الإنسان دربا غير درب الله سبحانه وتعالى نطالبه
بالدليل المنطقي على ربوبيته وحقّه في حاكمية الحياة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى