خطبة الجمعة(52) 15محرم 1423هـ – 29-3-2002م

مواضيع الخطبة:

الصبر-إحياء عاشوراء-الوضع المحلي العام-مجلة
الهداية-القضية الفلسطينية

الحياة الإصلاحية تقودنا إلى القول بأن التعديلات الدستورية تحتاج إلى تعديل، وهذا يجب أن يجدالآلية المناسبة والقناة الصحيحة من خلال مجلس وطني منتخب حر يمتلك صلاحية القرار وصلاحية تعديل التشريعِ غير المنسجم مع المصلحة ومع الدين.

الخطبة الأولى

الحمد لله بديع السماوات والأرض ، مسخّر الرياح ، فالق الإصباح ، مجري الفلك ، مدبر الأمور . أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، توحدّه الأشياء كلها في تكوينها وتدبيرها ، وما من شيء إلا ويسبّح بحمده ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً .
عباد الله أوصيكم ونفسي من قبلكم بتقوى الله والرجوع في دينه إلى حججه المعصومين عليهم السلام وخلفائهم المأمونين من الفقهاء المؤمنين العدول ، فإنه ليس للناس أن يأخذوا أحكام الله من أي طريق ، وأن يتلقوها من أي مصدر ، وما أكثر المفتين في هذا الزمان من غير فقه ولا تقوى ، ومن غير اجتهاد ، حتى ولا تقليد من طالب مبتدئ ، أو مثقفٍ مغترب .
أما بعد فإنّ من أعظم ما يطلب على طريق بناء الذات والمجتمعات الصبر ، فهو من أهم عدة هذا الطريق ، وأقوى أسباب النجح ، وأمضى سلاح في الاستمرار على المقاومة والكفاح . ولا شخصية عظيمة بلا صبر ، وليس من ظرف من ظروف الشدة والرخاء ، والنصر والهزيمة ، والقوة والضعف ، والغنى والفقر إلا ويحتاج إلى ثبات ، ولا ثبات حيث لا صبر . وما حبا طفل وما قام ، وما مشى إلا عن صبر ، وما بنيت المعارف وما شيدت الحضارات إلا بالصبر ، وهو شرط من شروط الحركة والبناء ، وأصل من أصول الرقي ، وقاعدة من قواعد الازدهار .
وهو أصل من أصول الأخلاقية الإسلامية ، ومقوّم من مقوّمات الشخصية المؤمنة ، ويجد له رافدا من قاعدة الإيمان ، ومموّناً من معرفة الله ، والتعلق به ، ومقوّياً من التربية الصالحة التي دلّت عليها الشريعة ، وبيّن معالمها الإسلام .
وما هو الصبر قبل أن يُتحدث عن قليل من أبعاده بصورة مقتضبة ؟ الصبر درجات متفاوتة من القدرة في النفس على تحمل الأحداث الضاغطة ، والمواقف الثقيلة التي تسبب الانهيار والسقوط بفقدها .

منابع الصبر:
1- الوراثة :
لا شك أن للوراثة نصيباً كبيراً في الاتصاف بالصبر ، فإن الوراثات النبيلة الكريمة لرافدٌ من روافد هذه الصفة الضرورية في تكوين الشخصية الإنسانية ، فهناك من يكون هشّاً في بنيته النفسية بحسب وضعه الوراثي ، وهناك من يكون على متانةٍ كبيرةٍ من حيث الوراثة في هذه الصفة والصفات الأخرى من الصفات النبيلة الكريمة ، وهي حظوظٌ يقسّمها الله عز وجل بين عباده من غير أن يكون في قسمته ظلمٌ ، إنما هي الحكمة، وهو الابتلاء ، وهو التدبير الدقيق .
2- الإيمان :
(أصل الصبر حسن اليقين بالله)
فمن حسن يقينه بالله ، من ترسّخ الإيمان في نفسه ، من تعمّقت رؤيته لعظمة الله عز وجل في داخله ، فهو يشعر بأنه مدعوم من الله عز وجل ، يشعر بالإستغناء بالله ، يشعر بالعزة بالله ، يشعر بالقوة من خلال الانتماء إلى الله ، يشعر بالوزن الثقيل عند كلّ الأزمات والمصائب والشدائد لأنّ الله معه وهو في خط الله ، فمن هنا تتوفر الشخصية المؤمنة على درجة عالية من الصبر ، يمدّها بها إيمانها وتقواها .
إنك حين تركن إلى ركن شديد ، وتعتمد سناداً قوياً تثبت وتصبر ، حين تشعر بأن وراءك جبهةً قوية تمدّك ، ومدداً كبيراً متصلاً لا تفتر عزيمتك ولا تهون نفسك ، وإنما تبقى ولو في الظروف الصعبة قوياً ثابتاً …. فكيف إذا كان الاعتماد على الله ؟ وكيف إذا كان اللجأ إليه ؟

(المؤمن يُطبع على الصبر على النوائب) عن البحار ج71
وذلك بصفة كونه مؤمناً ، فهوإنما يُطبع على الصبر على الشدائد والنوائب من منطلق إيمانه ، فالإيمان خلفيّة تمد الإنسان بالصبر، بالثبات ، وتعطيه دائماً الشعور بالدعم وبالقوة والمدد ، وبذلك يجد نفسه وإن كان في مواجهة الدنيا كلها قويّاً شديد العزم ، هكذا كان إبراهيم عليه السلام ، هكذا كان رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، هكذا كان كلّ الأنبياء الرسل والأئمة عليهم السلام .

3- اللجأ إلى الله عز وجل وقت الشدة :
اللجأ إلى الله وقت الشدة يفتح عليك باباً من الصبر . وتنالك عند الله عندئذٍ وأنت تنقطع إلى قوة الله ومدده ينفتح قلبك بابٌ من رحمة الله … وباب من فيض الله ، وتشعر بالقوة بعد الضعف ، وبالثقة بعد القلق ، وبالثبات بعد التردد و التلكؤ
تقول الآية الكريمة على لسان قومٍ يشعرون بالحاجة إلى الله ، وبأن من الله المدد الذي لا ينقطع :
((ربنا أفرغ علينا صبراً وثبّت أقدامنا))

4- التصبّـر :
قد لا يكون الإنسان على موفورٍ كبير من الصبر بحسب طبعه ، ولكنّه متاح له أن يكتسب ملكة الصبر ، ويتصف بهذه الصفة النبيلة ، من خلال المكابدة والمجاهدة ، مكابدة النفس ، مجاهدتها ، الوقوف في وجه لحظات الانهيار من النفس ، ذلك بلجأٍ من الله ، بتذكرِ إيمان ، بتذكر المصير ، بتذكر أمورٍ أخرى فيها التصبر والتثبيت.
(عوّد نفسك التصبّر على المكروه فنعم الخُلُقُ الصبر)
أنت إذا تصبّرت انتقلت من حالة التصبّر إلى الصبر، التصبّر : محاولة الصبر ، مجاهدة النفس على الصبر ، الأخذ بالنفس على طريق الصبر مع الشعور بالمعاناة ، ومع الشعور بالرهق والنصب والتعب . بين الانهيار وبين الثبات ، وأنت تحاول أن تقف بكل دينك وبكل عقلك وبكل خبرتك وبكل ما تجده في أعماق نفسك من صلة بالله سبحانه وتعالى ، أمام حالات الانهيار وفي لحظات الشدة والعنف ، هذا تصبّر .. هذا التصبّر ترويض للنفس على الصبر ، ومن خلاله تكتسب النفس صفة الصبر .
(عوّد نفسك التصبّر على المكروه فنعم الخُلُقُ الصبر ) وهي نتيجةٌ لهذا التصبر .
(التصبّر على المكروه يعصم القلب)
مرة نواجه لحظات الضعف في داخلنا ، ومرةً لا نواجهها ، كلما استطعنا أن نواجه لحظات الضعف ولحظات الانهيار في الداخل كان علينا أن نفعل ، فإن هذه المواجهة من شأنها أن ترتفع بمستوى النفس وتعطيها درجةً جديدة من الصبر وتمدها بزادٍ جديدٍ من هذه الصفة.
(التصبّر على المكروه يعصم القلب)
يعصمه عن الانهيار ، يمنعه من الوهن ، ينقذه من لحظات الانهيار والسقوط.
(من يتصبّر يصبّره الله..)
هناك جزاء من الله لمن يحاول مع نفسه أن تصبر ، لمن يجاهد نفسه على الصبر ، هذه المجاهدة سعيٌ في اتجاه الله ، وجهادٌ في سبيل الله …((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))
إنك تجاهد نفسك على الصبر في طاعة الله، عن معصية الله ، على المصيبة التي كتب الله، هذا جهاد في سبيل الله ، إنه جهادٌ في الله ، وبذلك ينصرك الله على النفس ويمدّك بالقوة التي تنقذك من الضعف .
(من يتصبّر يصبّره الله ، ومن يستعفف يعفه الله)
وهذا وجهٌ آخر ، الذين يعانون من حالة الانهيار أمام إغراءات الجنس ، أمام إغراءات المال ، أمام التهديدات ، أمام التوعدّات ، والوعود المعسولة ، عليهم أن يتصبروا ، عليهم أن يطلبوا العفة أن يجاهدوا النفس على التعفف ، أن يثيروا في داخلها بقية تقوىً في داخلهم وبذلك يعفهم الله سبحانه وتعالى ، يأخذهم على طريق العفة والنـزاهة والصبر والثبات والقوة بعد الضعف .

5- التدبّر :
من شأن التدّبر أن يعطينا الصبر ، الغفلة .. الانسياب مع الأحداث السطحية ..
النسيان : يسبب حالة الضعف . التدّبر في الأمور، التذكر للعواقب من شأنه أن يصبّرك .
أمامك فتنة جنس .. لو تأملت ، تدبرت ، تذكرت في عاقبة الانهيار في هذا الموقف ،
وأنك تفقد شخصيتك في الدنيا ، وتفقد رضا الله ، وربما خلد أحدنا في النار لموقف من هذه المواقف من الانهيار ، لو تدّبر الإنسان ماذا سيربح ؟ ماذا سيخسر ؟ كيف تسقط
إنسانيته في لحظة ؟ كيف يسجل على نفسه ضعفاً واضحاً جداً ، وهو الإنسان الذي أهّل في داخله بفضل من الله بأن يكون القوي الصامد في كل المواقف ، لو تدبر الإنسان هذا التدبر في هذا الموقف لنجا بفضل الله من كثير من الموبقات ، وكثيرٍ من ورطات السقوط ، وأزمات الانهيار .
( إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإنك إن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور )
هذه مصيبة في ولد أو مصيبة في زوج ، الموقف إمّا أن يكون موقف صبر وتسليم لله ، وإما أن يكون موقف جزعٍ وانهيارٍ وضعفٍ واحتجاجٍ على تقدير الله سبحانه وتعالى . الحدث قد حدث ولن يعيد هذا المتوفى لك جزعك ولا سخطك ، إن تصبر تؤجر وتنبني في داخلك ، ومن الأجر أن تنبني في داخلك، أن تقوى في داخلك ، من يدخل الجنة إلا القوي ؟! أتدرون أن أصحاب النار هم الضعفاء ، هم الذين بقوا بلا إنسانية ، هم الذين انهاروا في مواقف الحياة ، وأن أصحاب الجنة هم أصحاب الثبات ، وهم الأقوياء أمام كل شهوة ، وأمام كل تهديد بغير حق وأمام كلّ وعدٍ و كلّ وعيدٍ من أهل الباطل .
( كم من صبر ساعة قد أورثت فرحاً طويلاً ، وكم من لذة ساعةٍ قد أورثت حزناً طويلاً)
والأمثلة لا تغيب عن أذهانكم ..

6- الصبر خلق قوةٍ لا ضعف :
( الصبر شجاعة )
صبرك هو مصداق من مصاديق الشجاعة ، وأكبر مصداقٍ من مصاديق الشجاعة ، صبرك تتمثل فيه الشجاعة . معنى ذلك أنّ الحدث لم يكبرك ، وأن المصيبة لم تستطع أن تدك قواك النفسية ، وأن الإغراء على شدته تفه أمام إرادتك ، أليست هذه هي القوة ؟ ! أوليس وصف القوة الأجدر به ما هو قوةٌ في الداخل ، مما هو قوةٌ في الخارج ؟ أيهما أجدر بوصف القوة ، جهاز النفس وجهاز الروح ، وجهاز الإرادة ، أو اليد والرجل ؟ ما هو أجدرُ بوصف القوة ، وما هو أشرف وأسمى ؟ .. هو جهاز الروح ، وجهاز النفس، وجهاز الإرادة … وأنت حين تصبر فأنت شجاعٌ في روحك ، شجاعٌ في نفسيتك ، شجاعٌ في إرادتك ..

( الشجاعة صبر ساعة )
كل الشجاعة الخارجية ، سواء في ميادين القتال والمواجهات القتالية الصعبة ، أو أمام
كلمة تافهةٍ تريد أن تستفزك ، أو أمام منظرٍ مغرٍ يريد أن يسقطك ، كل هذه الشجاعات
إنما هي صبر ساعة ..
تصبر الصبر في الداخل ، فتكون الشجاعَ في الداخل ، الشجاعة التي قد تنقذ أمّتك، قد تنقذ شخصيتك ، قد تأخذ بك بعيداً عن النار ، تأخذ بك جدًّاً جدًّاً إلى الجنة .

( الصبر يناضل الحدثان )
الصبر سلاحك الذي يناضل أحداث الليل والنهار ، معاركك في الليل والنهار ، وكل ليلك
ونهارك معارك أيها الأخوة .
والذي تناضل به الحدثان ، أي مصائب الحدثان ، وكوارث الحدثان ، وصعوبات الحدثان ، هو الصبر .. فلا بد من هذه الجُنّة ، ولا بد من هذا السلاح القاطع ، ولا بد من هذه العدة الضخمة .

7- الصبر خلق النبيين :
(( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ))
هم أولو العزم ، أولو الإرادة الماضية ، أولو الثبات ، بهذا كانوا في مقدمة الرسل
وبهذا كانوا كباراً ، وبهذا عمّروا الدنيا ، وبهذا خلدوا ، إنه الصبر الذي هو صفة
النبيين والمرسلين ، فليطلبها من دونهم لكي يكون لهم بعض اللحاق بأكبر ركبٍ صاعدٍ في هذه الحياة ، ركب الأنبياء والمرسلين .
(( واصبر وما صبرك إلا بالله و لا تحزن عليهم )) المخاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. نعم لابد من صبر و إلا فهو الانهيار، وهو التراجع عن مستوى الرسالة .

8- لا صبر .. لا نجاح :
حيث لا صبر لا نجاح .. نسمع ..
(( وما يُلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍ عظيم )) 64 الأنفال .
(بالصبر تدرك معالي الأمور )
( من صبر على الله وصل إليه )
لله تكاليف ، الله بعيدٌ عنا ، المسافة بيننا وبينه لا تقطع ، مسافة المعنى بيننا وبين الله لا تُقطع ، هذه المسافة هي مسافة صعودٍ وكمال ، وهي تحتاج لقطع بعضها المحدود على عدم محدوديتها إلى جهدٍ ضخم ، وإلى صبرٍ ومصابرة ، من نوع صبر ومصابرة الرسل والأولياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
صبرنا على الطاعات ، صبرنا عن المعاصي ، صبرنا على الأزمات ، صبرنا في القيام
بالواجب ، هذا هو صبر على الله ، على تكاليف الله ، على تعاليم الله على المسؤوليات التي حمّلنا إياه الله بعدله وحكمته ولطفه .
( من صبر على الله وصل إليه )
طريق معرفتك بالله أن تعبده ، أن تصبر على طريقه الصعب ، أن تصبر على الطريق الصاعد إليه .
( إن النصر مع الصبر .. )
( إنكم لا تدركون ما تحبون إلا بصبركم على ما تكرهون )

9- لا صبر… لا دين :
( الصبر رأس الإيمان )
( أيها الناس عليكم بالصبر فإنه لا دين لمن لا صبر له )

10 – نتائج فوق المنظور :
(( والله يحب الصابرين )) 64 آل عمران
درجة فوق ما ننظر . فوق الطموحات القصيرة ، فوق الانتصارات الدنيوية ، فوق المواقع التي نطلبها ، فوق الجاه، وفوق المال ، فوق العزة الدنيوية والكرامة الدنيوية أن
يحبنا الله (( والله يحب الصابرين ))
(( واصبروا إن الله مع الصابرين ))
المعيّة الخاصة من الله مع العبد كم هي قيمتها ، إلى أيّ حدٍ تمثّل حصناً وحماية؟ في
معيّة الله الخاصة لعبده كل الحماية وكل الوقاية وكل الخير وكل السعادة ، وهذه الدرجة أن يكون الله معك ، في كل شدائدك ، في كل مواقفك ، في كل معاناتك ، في كل انتصاراتك في كل هزائمك ، إنما تنالها بالصبر على طريق الله .
(( وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لمّا صبروا )) 24 السجدة .
والصبر في الموقف العملي له ألوان وله ضروب ، مرةً يكون الصبر بالصمت ، مرةً
بالإندفاعة ، مرةً يكون ببذل كل شيء ، مرةً يكون بالاحتفاظ بكل شيء ، مرةً يكون بالإفشاء ، مرةً يكون بالكتمان .. ما أكثر ألوان الصبر وما أدق المواقف في تحديد نوع الصبر الذي يتطلبه كل موقفٍ موقف .
اللهم صلِّ وسلّم على محمد وآل محمد ، وارزقنا الصبر على طاعتك ، والتنـزّه عن معصيتك، وعلى مواجهة المحن في سبيلك ، والرضا بقدرك وقضائك ، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين ولوالدينا وأهل قرابتنا وجيراننا ومن كان له حقّ خاص علينا وتولنا وإياهم بما توليت به عبادك الصالحين من الرعاية والكفاية والكلاءة يا أرحم من استرحم وأكرم من سأل يا حميد يا مجيد.

(( بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )).

الخطبة الثانية

الحمد لله منتهى كل نعمة، ومصدر كل خير، وأصل كل فضل. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كل مرجوّ من دونه قاصر – فكيف يرجى؟! وكل مؤمل سواه عاجز – فكيف يؤمّل ؟! وكل سعي لغير وجهه الكريم غير بالغ. وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، أرسله مبلّغاً ومؤدباً، وحجة وشاهدا،ً صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.

عباد الله أوصيكم ونفسي الأمارة بالسوء بتقوى الله، فما أكثر ما يتقى من دونه، ممّن لا يملك نفعاً ولا ضرّاً لنفسه ولا خيراً فضلاً عن غيره إلاّ بإذنه، وهو الملك الحق الذي لا خارج على قدرته، ولا مستعصي على أمره. والتقوى لا تكون خرساء، بل هي قوة ناطقة، وملكة مفصحة، ولسانها التزام طاعة الله، وتجنّب معاصيه، وما أظلم نفساً لنفسها حين تستخفّ بأحكام الله، فلا تجد منها حاجزاً عمّا تشتهي من باطل، وما تهواه من حرام، وأشدّ منها ظلماً وهلكة، نفس عملت على تقريب الناس الى المعصية والتساهل في دين الله، والاستخفاف بموازين شريعته، وقضت في كبير من الأمر أو صغير من غير علم بما قضى الله، أو بخلاف ما تعلم أو تظن من حكمه. عباد الله .. ألا فاتقوا الله ولا تقولوا بما لا تعلمون، ولا تفتوا الناس في أمور دينهم ودنياهم بما تشتهون.

اللهم صلّ وسلّم على عبدك الرشيد، ووليك الحبيب، ورسولك المهيب، الصادق الأمين، محمد خاتم المرسلين وآله الطاهرين، اللهم صلّ وسلّم على أخي رسولك صاحب المحراب، وقرين الكتاب، وأبي الأئمة الأطياب المسمى حيدرة، قاتل الكفرة والفجرة. اللهم صلّ وسلّم على أمتك الهادية المهدية، العابدة التقية، فاطمة الرشيدة الزكية. اللهم صلّ وسلّم على شمسي الهداية، ونوري الولاية، وسليلي الرسالة أبي محمد الحسن الزكي وأبي عبدالله الحسين الشهيد.

اللهم صلّ وسلّم على أوليائك الطاهرين، وأئمة دينك المرضييّن، المنصوبين رحمة للعالمين: علي ابن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري الهداة الميامين.

اللهم صلّ وسلّم على بقية الله في الأرض، منقذ البشر، هازم الكفر والشر، الإمام الثاني عشر، محمد بن الحسن المنتظر. اللهم عجّل فرجه، وسهّل مخرجه، وافتح له فتحاً يسيرا، وانصره نصراً عزيزاً، وأظهر على يدية دينك، وابعث به علوم كتابك، وسنة نبيك، وأقم به حكمك، وأنفذ به قضاءك، يا رحمان يا رحيم يا عزيز يا حكيم .

اللهم عبدك المقتدي به، الممهد لدولته، المبشّر بحكمه، أيّده وسدده ووفقه لنجاح السعي، وتمام المحاولة، وبلوغ الأمنية، وادرأ عنه السوء كله يا كريم، اللهم وأيّد وسدّد واحفظ فقهاء الإسلام والمسلمين الجادين في نشر دينك ، وإعزاز شريعتك، وإحياء أمر أوليائك، وانصر الإسلام وأهله، وأذل الكفر والنفاق وجبهة الباطل؛ يا من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم، وسخطه على الكافرين عظيم.

أيها المؤمنون والمؤمنات .. تزدحم المواضيع التي تتطلب كلمة فليكن تناولها بالقدر الذي يسمح له الوقت ..
أولاً: إحياء عاشوراء:
في مجالس المحاضرات بركة ، وفيها نفع علمي وربماتتقدّم بالمستوى العلمي للمجتمع، ولكنه مع ذلك فانه من الخطير جداً أن تنتشر مجالس المحاضرات العلمية في العشرة الأولى من شهر محرّم لأن هذا سيجفّف حالة المآتم التي تتكفّل بخطاب العقل وخطاب العاطفة، وتركّز مادتها في الكثير على عاشوراء وما يرتبط به، وتمتلك من نفوس المؤمنين ما لا تمتلكه مجالس المحاضرة، إنّ الحسينية بوضعها المعتاد، هي المنتدى الإيماني، لكل المؤمنين من كل الأعمار وكل المستويات الثقافية تجمع بين الشيخ الطاعن في السن والذي لا يخرج من بيته إلاّ اليوم التاسع والعاشر، وبين الطفل الرضيع، هذه المدرسة الكبرى العامَّة التي تخاطب فينا العقل والوجدان، والتي تشدّنا كثيراً الى مدرسة أهل البيت (ع) وتستثير فينا مظلوميتهم، لا يصح لنا بأي حال من الأحوال أن نأتي بتجربة أخرى تكون بديلاً لها في الساحة، وأرجو من كل الأخوة المؤمنين العلماء الأفاضل وغيرهم أن يكفّوا عن محاضراتهم العلمية في عشرة عاشوراء لينصب الجهد على مأساة الإمام الحسين (ع) وما يرتبط بها بالصورة المتعارفة مع اتجاه الوضع الحسينياتي ووضع الخطابة ووضع الموكب إلى التطوّر والتقدم.

كيف نقّدم أهل البيت(ع) إلى الناس؟
أهل البيت (ع) عظماء في علمهم، عظماء في شخصياتهم بكل معنى الكلمة، وعلى مستوى كل بعد من أبعاد الشخصية الإنسانية، عظماء من خلال دورهم العملي، عظماء من خلال خطتهم السياسية، عظماء من خلال دورهم الجهادي، عظماء من خلال ما برهن عليه إبقاء الإسلام إلى اليوم في خطه الناصع، من خلال جهد الأئمة وهم في أضعف المواقع السياسية والاجتماعية تلك المواقع الضعيفة التي كانت تفرضها عليهم السلطة الغاشمة وغفلة الأمة وتقصيرها. أهل البيت (ع) ليسوا بحاجة إلى روايات قد تحتاج في سندها إلى تمحيص وتدقيق وفي مضمونها إلى دراسة لتقول لنا بأن الإمام الفلاني (ع) قد حوّل التراب ذهباً وتنقل الصورة بشكل متناقض ومتهافت وغير لائق بأن يتقبّله عقل السامع على الأقل. وأهل البيت كلهم كرامات وأهل البيت مقامهم رفيع عند الله عزّ وجل، وقضية أن يحوّل الإمام (ع) التراب ذهباً ليس أكبر من كونه هداية للناس، من كونه رحمة عامة للناس ، أن هذه ليست كرامة كبيرة على مستوى الإمام (ع) ألا أنه ينبغي لنا نخاطب الناس بقدر عقولهم. وكان الأنبياء والمرسلين يخاطبون الناس على قدر عقولهم، وحيث تأتي الرواية من هذا النوع مدروسة مرضية المضمون لابد أن تطرحها بالشكل الذي يقرّب للناس قبولها.

ثانياً: الوضع المحلي العام:
البحرين جزء من هذه الأمة الإسلامية الكبيرة الممتحنة، وشعبها شعب من الشعب العربي الكبير المسلم، الذي يغرق في المعاناة ، ولا تحتمل البحرين كغيرها أي هزّة داخلية، ولا يصح التفكير، ولا أي إجراء رسمي، يفتح الباب لأي عودة للصراع في الداخل والخسائر المشتركة المهلكة، وينبغي لنا جميعاً أن نكون على عقل وافر، وعلى حكمة بالغة، وأن نواجه الأحداث برد فعل مدروس، وأن نزن الأمور بميزانها، وأن تكون الحكومة في مقدمة من يعقل، ومن يزن الأمور، ومن يراعي حالة الشعب، وحالة الأمة، وهي تشارك في أمانة صنع التاريخ للأمة ولهذا الشعب، حتى نقفل كلّ الأبواب لأي تفكير من أحد للعودة إلى حالة الأزمة، وحالة الخلاف المدمّر،لابد من حياة إصلاحية.

وأقول لابد من حياة إصلاحية بعيداً عن مصطلح الإصلاحات السياسية، الذي استعمل كثيراً في الساحة،وأؤكد وأركّز على أن الحل في الحياة الإصلاحية، وللحياة الإصلاحية معالم، من هذه المعالم، ألاّ طائفية ولا فئوية على مستوى القرار الرسمي في الوزارات والدوائر وكل مناحي الحياة، مهلِكةٌ هي الطائفية في حدّ ذاتهاومهلِكٌ، ومملكة هو الشعور الطائفي هو الآخر، فانه إذا تركز الشعور الطائفي تشتّتنا، وخسرنا وحدتنا وعزتنا، وكرامتنا وأمننا واقتصادنا، وكل شئ إننا نريد وحدة وطنية حقيقية، وهذه الوحدة الوطنية الحقيقية لا يمكن أن تتم في ظل ممارسات طائفية تعمّق الشعور، أو توجد الشعور بالطائفية ثمّ تعمّقها مما تتطلبه الحياة الإصلاحية ألاّ تكون مصادرة للكلمة الناقدة في أسلوبها العلمي البناء.

وغلق بعض المواقع على شبكة الاتصال الإلكتروني، هو اتجاه آخر وهو نقضٌ لمبدأ حرية الكلمة الناقدة والمحاسبة الشعبية للممارسات الحكومية المكشوفة، أي عاقل يقول: بأن مناقشة المشروع الطائفي دعوة وتكريس للطائفية، بينما يكون المشروع الطائفي نفسة بريئاً من الطائفية. أيهما الطائفية أن أتبنى مشروعاً طائفياً أم أن يأتي نقد على هذا المشروع الطائفي؟ غلق بعض المواقع ومنها موقع الأستاذ الفاضل عبدالوهاب حسين، مسألة مضيرة جداً ومرفوضة. إذا كان هذا يعني سدّاً لباب الكلمة الناقدة المصلحة وان كانت قاسية في بعض الأحيان فان القسوة من أجل الإصلاح ومن أجل التذكير لا تكون ضائرة بقدر ما يكون سدّ باب الكلمة هو الضائر. فهي رفض للطائفية ومواجهة للطائفية وحتى نكون أخوة، وحتى نكون أحبة في الله عزّ وجل، أحبّة في ظل العدل، وفي ظل المساواة.

الحياة الإصلاحية تقودنا إلى القول بأن التعديلات الدستورية تحتاج إلى تعديل، وهذا يجب أن يجد الآلية المناسبة والقناة الصحيحة من خلال مجلس وطني منتخب حر يمتلك صلاحية القرار وصلاحية تعديل التشريعِ غير المنسجم مع المصلحة ومع الدين. بهذا تتسنى الفرصة بتعديل طارئ على التعديلات الدستورية، ليكون الوضع دستورياً بدرجة أقرب وأوضح وان كان الوضع الدستوري لايمكن أن يأخذ تمامه وكماله بصيغة أرقى من دستور البحرين الأصلي ومن كل دساتير العالم المعاشة في الأرض إلا يالأخذ بما يقرره الكتاب والسنة.

مما تتطلبه الحياة الإصلاحية أن لا نخطط لاقتصاد يهدم القيم، وأن لا نقيم مشاريع ترفيهية تهدر القيم، أنا أقول أن أحداً لا يفكر ولا يرضى لأن تقتدي البحرين بالدول التي تطعم الشعوب بتجارة الفروج. إطعام الشعوب بتجارة الفروج يهدم ولا يبني، وينسف الصرح ولا يشيده.

وفي محيط الوضع المحلي لا زالت حوالي أربع وتسعين عائلة تواصل مناشداتها للجميع، وتذكر الجميع بحقها في العودة إلى الوطن آمنة كريمة متعاونة على الخير في ظل هذا الوطن الكريم، فهل من نداءات مكثفة متكررة؟! وهل من يستجيب لنداءات الشعب في هذه المسِألة، وفي المسائل الأخرى؟! أنا ضد أن تكون فرقة بين الحكومة والشعب، أنا ضد العودة إلى حالة من حالات الأزمة كلي دعوة للوئام وللإصلاح، ولكني لا أرى إصلاحاً حقيقيَّا ووضعاً مستقّرًّا إيجابيًّا إلا بهذه الحياة الإصلاحية بما تتطلبه الحياة الإصلاحية من شروط وأوضاع ذكرت بعضها.

والأمة أمام هذه الأزمة المعاشة والاستهتار الصهيوني بمقدراتها ومقدّساتها تحتاج إلى أوطان قوية متماسكة، ومسئولية بناء وطن قوي متماسك، تقع على الحكومة قبل الشعب، والشعب يتحمل مسئوليته بلا إشكال، ونأمل أن تجدّ الحكومة أكثر مما هي عليه الآن، في ترسيخ الحياة الإصلاحية من خلال لغة الواقع وعلى الأرض.

أمر مروراً سريعاً وان كان الشيء كبيراً بما نشرته مجلة الهداية بعددها الأخير – العدد الثامن والتسعين بعد المائتينَ ذي الحجة 1422 هـ – وهي مجلة رسمية تصدر عن وزارة العدل في الدولة، ومثل هذا العدد صدمة للرأي المؤمن الرأي الإسلامي عامة، حيث حاول أن يخفّف من قيمة أكبر رجل بعد رسول الله (ص) على أن شيئاً ما من هذا اللون ولو تضاعف مليون مرة لا يستطيع أن يثلم من شخصية أمير المؤمنين (ع). ولم تعان شخصية من الشخصيات المسلمة من المواجهة الظالمة الكاذبة لها كما عانت شخصية أمير المؤمنين (ع) الذي سبَّ من المنابر عشرات السنين، إلا أن ذلك لم يزده إلاّ علواً وشرفاً، وهو الشمس الذي تخترق كل الحجب، وليست الشمس التي تحجبها الحجب، أمير المؤمنين (ع) قام على عصمته الدليل العقلي، وقام على عصمته الدليل النقلي، وهذا كاف في رد مليون رواية من هذا النوع لا رواية واحدة ضعيفة ومضطربة وملحقة بما يدل على ضعفها في السياق، على أن شخصية أمير المؤمنين (ع) شخصية ما فارقت رسول الله (ص) منذ صباه، أمير المؤمنين (ع) تقدّم له أكلة شهية هي الفالوذج أو الفالوزج يمدّ (ع) إصبعه إليها، يقرّب إصبعه من فمه فيبعده حالاً؛ كل ذلك ليقول للنفس أنت أكبر من أن تستعبدك شهوة حلال. أمير المؤمنين (ع) هو الذي راض نفسه على أن يقف بشموخ أمام اللذة الحلال فضلاً عن اللذة الحرام، أينك أيها الكاتب من أن تنال من شخصية أمير المؤمنين (ع) شيئا، وهو الشخصية التي زكّاها القرآن وزكَّاها حديث الثقلين، هذا لا يفارق كتاب الله، وكتاب الله لا يفارقه، هذا يدور مع الحق حيث ما دار، هذا هو المعصوم الذي حمّلته السماء أمانة الوحي بعد رسول الله،أيّ علوم الوحي، كنوز الوحي التي أورثها إياه القرآن ورسول الله (ص)، أما الاعتذار بأن هناك رواية وأن الكاتب إنما نقل رواية، فيفتح باباً خطيراً، مدمراً للوحدة الإسلامية لأن كثيراً كثيراً من الروايات عن الصحابة لو تعمّد المتعمّدون أن ينشروها لكانت فوضى في المجتمع الإسلامي قد نعرف لها أولاً ولا نعرف لها آخراً، سدّوا كل الأبواب عن مثل هذه الفتن الساقطة.

أما القضية الفلسطينية فلا كلام لي فيها:
ماذا يقول الإنسان؟ كلّنا ننعى، كلّنا تحوّلنا إلى ثكالى، أقرأ كلاماً وكأني أقرأ نشرة أخبار لا أكثر، كانت صرخات الأمة عالية للقمة بأن تنتصر المقاومة وللعودة، فكان نصيب للمقاومة التحية اللفظية، ونصيب العودة التفاوض مع العدو الصهيوني عليها، والذي لا يرفض أكثر ما يرفض العودة نفسها، هذا هو نصيب الأمة، ونداءاتها الصارخة ومظاهراتها واحتجاجاتها ومؤتمراتها وبرقياتها وما إلى ذلك مما بلغ سمع القمة أو لم يبلغ. والموقف العملي للقمة كان مع رغبة الرئيس الأمريكي أو أمره وما لإسرائيل هو الاعتراف من الجميع بالدولة، والتطبيع الكامل في العلاقات. والإجماع وعلى الاحتجاج على عدم توجيه الضربة الأمريكية للعراق لا يزيد عن الاحتجاج اللفظي. وعدم ضربة العراق إذا ارتقى الأمر بالنسبة إليه فهو أمنية القمة، والقمة لا تملك موقفاً على الأرض لدعم هذه الأمنية. والانعكاس السريع للقمة الزج بالمجاهدين من حماس والجهاد في سجون السلطة المحاصرة بالدبابات،حتى وصل الأمر الى محاصرة رئيس السلطة نفسه كما تعلمون. هذا والسلطة تعلن إيقاف النار بالكامل من جانبها فلا يعفيها ذلك من هجوم ساحق. وحرب شرسة من شعاراته أن عرفات عدو، وأن رام الله عاصمة إرهابية.

والآن ما هو موقف القمة العربية؟ فهل تنتظر أوامر أمريكية؟ وما هو موقف الأمة؟ الأمة تحتاج إلى حالة من الإنعاش بعد الإنهاك الذي أوقعته بها الأنظمة الحاكمة لها. يمكن أن تملك الأمة مظاهرات يوم أو يومين، إذا أطبقت المصيبة على الأمة، واشتدت الأزمة، ويمكن أن يسقط عشرات الشهداء، مئات الشهداء في أرض الإسلام، وبرصاص الأنظمة في البلاد الإسلامية لمظاهرات ضد إسرائيل عند اشتداد الأزمة.

اللهم صل على محمد وآل محمد وانفعنا بالهدى الذي آتيته محمداً وآل محمد، واسلك بنا طريقهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، واحشرنا في زمرتهم، ولا تبق لنا ذنباً إلاّ غفرته، ولا عيباً إلاّ سترته، ولا كرباً إلاّ كشفته، يا كريم. واغفر لإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين ولوالدينا وأرحامنا وجيراننا ومن كان له حق خاص علينا يا غفار، يا ستار، يا رحيم.

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(90) }.

زر الذهاب إلى الأعلى