خطبة الجمعة (27) 17 رجب 1422هـ – 5-10-2001 م
مواضيع الخطبة:
المعصية والتوبة _ ولادة الإمام
أمير المؤمنين ( ع )تداعيات الأحداث الأمريكية
بدأت لغة جديدة مخيفة في الإعلام العربي الرسمي نفاذها التفريق بين ضرب بلد عربي و ضرب أي بلد إسلامي غير عربي و يكفي أن نذكر أننا عندما يشتد الضغط علينا بما نحن عرب نرفع شعار الأمة الإسلامية طلباً لنصرة المسلمين و موقفهم معنا في خندق واحد و على كل حال إن لغة نفسي و كفى ليست لغة الرجال و بالخصوص إذا كان هؤلاء الرجال مسلمين .
الخطبة الأولى
الحمد لله التواب الغفار الذي فتح باب التوبة لأهل معصيته ، ذوداً لهم عن ناره ، وسوقاً لهم إلى جنته . أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بابه مفتوح لسائليه ، وخيره مبذول لطالبيه ، ورحمته وسعت مطيعيه وعاصيه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أحسن ربهُ تأديبه ، وأكرم خلقه ، وأتم نعمته ، وصانه عن الغوي ، وجنبه الهوى ، فمن تبعه نجا ، ومن تخلف عنه تردى وهوى . اللهم صل وسلم على رسولك محمد المصطفى وآله النجباء .
عباد الله أوصيكم ونفسي الأمّارة بالسوء بتقوى الله والإسراع إلى ما أمر ، والارتداع عما نهى ، فكل أمر لله سبحانه وراءه مصلحة وكل نهي وراءه مفسدة للعبد ، والله هو الغني وأنتم الفقراء إليه . ولو جهد العباد في طلب الكمال في شيء مما لم يأذن الله ما وجدوه ، فلا كمال إلا في طاعة الله ، وكل معصية سقوط ، وكل ذنب انحدار ، وكل خطيئة تسافل ، فابتغوا لأنفسكم الكمال في طاعة بارئكم ، وجنبوها التسافل والانحدار بالفرار من معصية ربكم . اللهم صل وسلم على رحمتك للعالمين محمد وآله الطاهرين ، وأغفر لنا ولإخواننا وأخواتنا من أهل الإيمان والإسلام وعافنا وأعف عنا يا كريم .
أما بعد أيها المؤمنون والمؤمنات فإن من رحمة الله الواسعة بعباده أن فتح لهم باب التوبة ودعاهم للأوبة وسهل لهم طريق الرجوع من الحوبة . وليكن لنا معاً حديث عن التوبة في بعض جوانبها :
أولاً : ماذا تفعل المعصية وماذا تفعل التوبة ؟
(( وعصى آدم ربه فغوى )) 121 طه / آدم لم ينحدر عن طريق العصمة ، آدم فيما يذهب إليه عدد كبير من المفسرين خالف أمراً إرشادياً ، ولم يخالف أمراً مولويا ، الأب بالنسبة للولد له أمران مرة يصدر أمره له على مستوى النصيحة وبيان ما فيه تجنب المضرة ، ومرة يصدر أمره له من باب المولوية والسيادة الشرعية عليه ، في حدود ما يكون له من سيادةٍ شرعية عليه عندما يكون تحت ولايته .
الأمر الأول الذي لا يصدر من موقع المولوية ومن حق الله أن يأمر ومن حق الله أن ينهى ، ومن حق الله أن يطاع ، الأمر الأول الذي صدر من باب النصيحة فقط ، وبيان وجه المصلحة في المأمور به يسمى أمراً إرشادياً ، والولد عندما يقول له أبوه إن في أكلك الأكلة الفلانية مضرةً ما ، فإن مخالفة الولد لهذا الأمر تسمى مخالفةً لأمر إرشادي ، لم يمارس الأب هنا ولايته ولا سيادته من خلال هذا الأمر على ابنه ، إنما موقفه منه كموقف أي واحد آخر في نصيحته وليس كل من نصح وجب شرعاً اتباع نصيحته ، شأن الأب هنا شأن الطبيب عندما ينصحك بتجنب الأكلة الفلانية أو بأنه ينبغي لك أن تتناول الدواء الفلاني ، مخالفتك لأمر الطبيب أو نهيه هنا لا يسجل عليك مخالفة في باب الطاعة ، ولا تكون هنا منك معصية لأمر مولوي أو نهي مولوي إنما أنت خالفت مصلحتك التي أرشد الطبيب إلى أن هذه المصلحة لا تتوفر لك إلا بتناول الدواء الفلاني ، ولا تستطيع تجنب هذه المضرة الدنيوية إلا بتجنبك الأكلة الفلانية ، هنا سيحصل لك بمخالفة الطبيب ، بمخالفة أبيك ، بمخالفة الله سبحانه وتعالى ، مضرة دنيوية لا تعد خروجاً على طاعة الله سبحانه وتعالى ولا تسجل بها في العاصين وإن كنت تتلقى بها درساً عملياً في الحياة يثبت لك أنك حينما خالفت أمر الله الإرشادي أوقعت نفسك في مفسدة دنيوية ، أي في مضرة دنيوية …
فآدم عليه السلام والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، إذا كانت لهم ما قد نقول عنه هفوة أو ما قد نقول عنه مخالفة فإنما هي مخالفة لأمر إرشادي ، وليس لأمر مولوي من أوامر الله سبحانه وتعالى ، يعني لم يخالفوا أمراً واحداً من أوامر الله عز وجل مما صدر عنه من خلال ممارسته سبحانه وتعالى وإعماله لولايته على الخلق .
لكن هنا (( وعصى آدم ربه فغوى )) فنجد أن المعصية لها أثرٌ ، أثرٌ موضوعي أي حينما عصى آدم ربه سبحانه وتعالى لم يصب ما فيه منفعته في الحياة ، خسر ما فيه منفعته في الحياة ، الأنفع له في حياته أن يبقى في الجنة وأن لا ينـزل لمتاعب الأرض ، لكنه حينما خالف فإنه أخطأ تقدير المصلحة فبذلك يكون قد غوى على هذا المستوى ، غوى على مستوى مخالفته لما تقدر فيه منفعة حياته الدنيوية . فهذا أثر للمعصية وكل معصية سواء أن كانت معصية لأمر مولوي من أوامر الله أو لنهي مولوي أو إرشادي فإن الإنسان سيجد من خلال هذه المعصية خسارة وعلى أي مستوى من المستويات ، خسارة قد تثلم من مستواه الروحي ، وقد لا تثلم إلا من حياته الدنيوية .
(( … وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) 61 البقرة ..
حين ننظر إلى المقطع الأخير من الآية الكريمة (( .. ذلك بأنهم يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ….)) هنا كفر بآيات الله وقتل للأنبياء بغير الحق ، هذا ناتج عن أي شيء ؟ (( ..ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) المعصية لله سبحانه وتعالى تجر إلى هذا الحضيض ، حضيض الكفر بآيات الله وقتل النبيين بغير حق ، وظاهر التعبير أن التعليل الأخير هو تعليل لقوله تبارك وتعالى ((..يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) هذا التعليل تعليل لما قبله مباشرة من الكفر بآيات الله وقتل الأنبياء بغير الحق …
إذن المعصية تمثل انحدارا ….انحداراً في التفكير ، زيغاً في التفكير ، انحداراً في المستوى الروحي تلوثاً في الروح ، خبثاً في الضمير ، ميلاً عن الحق ، سقوطاً في إرادة الخير ، تعني تأثراً سلبياً في الذات الإنسانية ، أي معصية يرتكبها الإنسان تعني أنه يتسافل ، تعني أنه ينحدر يخسر من إنسانيته ، يهبط بمستواه ، يقزم من قابلياته الروحية ، ومن قدرته على الاستقامة ، ومن قدرته على التفكير الموضوعي ، صحيح أنه عبقري ولكنه في المسائل التي تصطدم بشهوته لا يفكر تفكيراً موضوعيا ، في مسائل الظلم والعدل لا يفكر تفكيراً موضوعياً …
أما ماذا تفعل التوبة ؟ .. ذلك هو ما تفعله المعصية ..
أما التوبة فيقول الله سبحانه وتعالى (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) 222 البقرة .
قبل ذلك نقرأ آية كريمة أخرى في الذين يعصون الرسول صلى الله عليه وآله (( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا )) 42 النساء .
يأتي يوم على الإنسان العاصي لربه سبحانه وتعالى ، ومعصية الرسول معصية لله ، سواءً كانت لتشريع ينقله رسول الله يبلغه رسول الله ، أو هي مخالفة لأمر مولوي ، لأمر ولائي ، لأمر الحاكمية التنفيذية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، مخالفة الأحكام الولائية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والتي يمارس من خلالها حكومته العملية ، هي مخالفة لله سبحانه وتعالى أيضاً … هذه المخالفة تعقب شيئاً عظيماً جداً أرأيت كيف يودون لو تسوى بهم الأرض ، يودون أن يكونوا عدماً محضا ، الذي يخالف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتمنى فيه أن لم يكن أبدا ، يتمنى أن يتحول إلى شيء عدم ، بلا فكر و إحساس ولا شعور ، إنه الهول إنها الكارثة ، إنه العذاب الذي لا يطاق ، إنها الحقارة التي تجعل النفس تزهد في نفسها …
(( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) 222 البقرة . أرأيت كيف أن الإنسان العاصي ينسحق ينحدر ، يبعد عن الله سبحانه وتعالى مسافات إلى حد البغض والطرد من الله سبحانه وتعالى ، هذا العاصي بالتوبة تحتضنه الرحمة الإلهية ، تكتنفه رحمة الله سبحانه وتعالى ، يغسل كل درنه عفو الله سبحانه وتعالى ، يعيده طاهرا ، يعيده نقياً ، يعيده ذاتاً ، إنسانية صالحه ، فيحبه والله سبحانه وتعالى لا يحب إلا الجمال ، فيتحول هذا الإنسان العاصي الشيء القبيح إلى شيء جميل ، إلى نفس متألقة ، إلى نور من نور الله ، بعد أن كان ظلمات بعضها فوق بعض …
يقول الله سبحانه وتعالى (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) والتطهر أيها الأخوة يكون بدفع الخبث ، بدفع النجاسة ، بدفع الرجس ، ويكون برفعه أيضاً ، أنت تقصر ثيابك لتتطهر وإذا أصاب ثوبك من نجاسة غسلت هذا الثوب هنا ، فأنت متطهر ، والمتطهرون يديمون التطهر ، يستمرون على الطهارة ، دائماً في دفع ورفع للنجاسة ، لايقبلون أن تخبث أنفسهم ، لا يقبلون أن تترجس ، لا يقبلون لأرواحهم أن تظلّم ، هؤلاء متطهرون …
(( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين )) 112 التوبة …
هم أولئك الذين لو استمروا على معصيتهم ، لودوا أن تسوى بهم الأرض بعد أن كانوا يمقتون أنفسهم هذا المقت ، بعد أن اشتد عليهم هول العذاب فتمنوا أن يكونوا عدما ، فإذا هم الفئة الصالحة المبشرة (( .. وبشر المؤمنين )) تابوا فاستحقوا أن يبشروا بالجنة ورضوان الله .
(( التوبة تطهر القلوب وتغسل الذنوب )) ميزان الحكمة ج1 عن الغرر …
نعم كما سبق كل معصية رجس ، كل معصية تلوث الروح ، تُظلم القلب ، تسد منافذ النور على الذات الإنسانية ، كل معصية هبوط ، كل معصية ترجّس ، هذا الخبث وهذا الرين وهذه الظلمات لابد لها من تطهير ، نعم التوبة تطهر القلوب تغسل عن ذاتك الذنوب ، الذنوب ليست ممارسة خارجية مفصولة عن ذاتك ، الذنوب تغوص إلى أعماق ذاتك ، تلوثها ، تحط بمستواها ، تفقدها قابلية الاستقامة ، هذا الأثر السيئ الخبيث لا تغسله إلا التوبة فاغسل ذاتك قبل أن تغسل ثوبك أيها المؤمن الكريم .
(( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) المصدر عن البحار ج6 ص41 … يعود جديداً ، يعود الوجود الإنساني الصالح ، يعود القادر على الصعود إلى الله سبحانه وتعالى بعد أن كان يفقد كل قدرته على خطوة على طريق الصعود ، فإذا به تنشط روحه ، يندفع قلبه ، تقوم استعدادات الكمال في داخله حيةً فاعلة ، لتضعه على طريق الصعود إلى الله سبحانه وتعالى بتوبةٍ صادقة إليه …
ثانياً : ما أدق صراط الطاعة ؟!
ما أدق صراط الطاعة ، ولذلك لا ينجو أحدنا من الذنب ، إن الصراط الذي تذكره النصوص عن الآخرة ، يوجد هنا ، وهو صراط الطاعة الذي لا نكاد نستقيم عليه ، ما استقمنا لحظة إلا وأصابتنا الهزة ، وأصابنا الميل لحظة أخرى ، وأكبر ما يمتحن فيه المرء في باب الطاعة قلبه ، أن يستقيم قلبه على الطاعة ، أن تتجه مشاعره إلى الله ، أن يريد بالطاعة الخارجية طاعة الله حقاً وصدقاً ، أن لا تستلفت الدنيا في صلاته وفي صومه وفي حجه وفي خمسه وفي زكاته ، وفي صدقه وأمانته ، وفيما يبدو من أعماله من إخلاص لعبادة الله ، هذا المستوى مستوى الطاعة القلبية مستوىً صعب جداً ، والصراط هنا بالغ الدقة ولا تكاد تثبت عليه قدم ، إلا قدم من عصم الله سبحانه وتعالى ، ولذلك الآيات الكريمة تقول :
((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31))) 31 النور.
من منا لا يحتاج إلى التوبة ، كلٌ منا يحتاج إلى التوبة ، صدقوني أننا نحتاج إلى التوبة من سجودنا ، نحتاج إلى التوبة من صومنا وحجنا وخمسنا وزكاتنا ، أي نفس تلك التي تستقيم تماماً على الدرب حين تسجد لله ، ولا تعرف غيره ، ولا توقر غيره ، ولا تقدس غيره وتحس بأنها لا شيء أمام قدرة الله ، وأمام فاعلية الله ، وأن المن الكامل لله عليها ، تلك نفس نادرة ، وحتى هذه المستويات من النفوس إذا لم تبلغ حد العصمة فإن تذبذباً ما قد يصيبها في سجودها ، في ركوعها ، في قنوتها (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) .
عن الصادق عليه السلام (( التوبة حبل الله ومدد عنايته ، ولا بد للعبد من مداومة التوبة على كل حال ، وكل حال ، وكل فرقة من العباد لهم توبة …)) المصدر ص543 عن البحار ج6 ص31 .
كل فرقة لهم توبة ، حتى الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، أنبياء الله ، رسل الله لهم توبة ، ولكن ليس من المستوى الذي نتصور ، إنها التوبة ليس عما يثلم العصمة .
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (( توبوا إلى الله فإني أتوب كل يوم مائة مرة )) المصدر عن الكنـز في 10171
توبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس عن الذنب الذي نعرف .
ثالثاً : كرم وخير محض :
(( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون )) 25 الشورى …
نعم بابه مفتوح للتوبة عن العاصين من عباده ، الذين عصوه بنعمه ، الذين عصوه بقدرة من عنده سبحانه وتعالى بجوارح ، بعقل ، بإرادة هي معطاة للإنسان بفضل الله سبحانه وتعالى ، بأدوات كلها من خلقه سبحانه وتعالى ، مع ذلك يبقى بابه مفتوح للطالبين ، وللعائدين و الآئبين ، الذين شطت بهم الطريق ، والذين كابروا وعاندوا و كفروا و جحدوا بالله العظيم .. (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون )) .. نحن يستقذر أحدنا صاحبه لجريمة يقف عليها منه ….
أنا الذات الملوثة ، أنا الذات التي رجّست نفسها مليون مرة ، حين أقف على معصية لي أستقبح هذه المعصية ، أستقذرها يهبط في نظري ، يكون الشيء الدوني ، الله الكامل سبحانه وتعالى مطلع على كل الأرجاس ، على القلوب وما فيها ، على كل جارحة وما تكتسب ، على كل جانحة وما تخفق به من خير أو شر .
اسمعوا أيها الأخوة عن خير الله ، اسمعوا عن الخير المحض سبحانه وتعالى ….
(( إن الله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها )) ميزان الحكمة ج1 ص 541 عن الكافي ج2 ص435 .
الزاد يهتم به في الصحراء ، في المكان الذي لا يوجد زاد ، هذه راحلة زاد المسافر عليها ، المسافر في صحراء شاسعة ، تضيع هذه الراحلة وهي سبب نجاته ، ويضيع زاده وهو سبب حياته ، وهو على هذه الراحلة في ليلة ظلماء ، ويفقد الأمل في أن يعثر عليها كم يألم وكم يحزن ، ثم إذا وجدها كم يفرح وكم يرتفع مستوى مشاعره الطيبة ….
الله عز وجل يفرح بتوبة عبده أكثر من هذا الرجل ، والله لا ينفعل سبحانه وتعالى ، الله عز وجل منـزه عن الغضب ، منـزه عن الفرح ، إنما هي تعبيرات مجازية كنائية ، يكنى به عن أنه يريد لعبده أن يتوب ، يعطي عبده من الجائزة ما لا يتصوره أحد ، أكثر من ذلك الذي ضاعت راحلته وزاده في الليلة الظلماء ، لو أحضرتها له إلى أي حد يحتضنك ؟ إلى حد تدخل في قلبه ؟ إلى أي حد يفديك بنفسه ؟ .. الله عز وجل يعطي العبد ، يكرم العبد ، تحتضن رحمته العبد ، يحسن للعبد ، يوفي جزاء العبد لهذه التوبة ، أكثر مما يفعل ذلك الذي توقفت حياته على راحلته وزاده .
وهل يصدر ذلك عن حاجة أيها الأخوة ؟ الله هو الغني ، مع ذلك يفعل بك حين تتوب هذا الفعل ، فهو خير محض سبحانه وتعالى (( إن الله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها )) ….
رابعاً : كيف نتوب ؟
(( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى )) 82 طه ..
التائب إذا لم يستبن أثر التوبة فليس بتائب : يرضي الخصماء ، ويعيد الصلوات ، ويتواضع بين الخلق ، ويتقي نفسه عن الشهوات ، ويهزّل رقبته بصيام النهار )) ميزان الحكمة ج1 ص548 عن البحار ج6 ص35
كما هو مثبت هنا في مصدر ثانوي (( التوبة على أربعة دعائم : ندم بالقلب ، واستغفار باللسان ، وعمل بالجوارح ، وعزم على أن لا يعود )) المصدر عن البحار ج78 ص 81 …
تلخيصاً : فإن التوبة تعني الانقلاب في الداخل ، تعني الانقلاب في الرؤية ، العاصي يرى أن خير نفسه في المعصية ، ونظرته زائغة ، نظرته ضاله ، مشاعره ، مشاعر الحب عنده مرتبطة بالمعصية ، جِده وسعيه وعلاقاته وإمكاناته كلها موظفة من أجل المعصية ، الآن يحدث انقلاب هائل في داخل الذات فتتغير النظرة إلى ما هو خيرٌ وما هو شر ، فترى النفس أن ما من خير إلا في طاعة الله ، وأن ما من شر إلا في معصية الله ، فتثور فيها المشاعر منقلبة ، ويأتي السلوك موافقاً للشعور الجديد وللوعي الجديد ، وللصحوة وحيويتها الفاعلة ، هي هذه التوبة ، وحين يحصل الندم الحق لسابق المعصية نجد لذلك أثراً خارجياً من تغير السلوك و تغير الاتجاه ، ويتغير كل شيء في هذا ، يصبح المسجد بعد أن كان عدواً صديقاً ، يتبدل مكان اللهو والعبث إلى مكان العبادة والطاعة و التهجد ، الأصدقاء يتبدلون ، المكانات المرتادة تتبدل ، كل شيء في الخارج يتبدل في هذا الإنسان عندئذ يعرف من نفسه أن قد تاب ، إذا لم يحدث عنده ذلك فليكذب ما يتصوره من نفسه أنه توبة.
( أقرأ سريعاً أيها الأخوة )
خامساً : متى نتوب ؟
(( وليست التوبة على الذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار وأولئك اعتدنا لهم عذاباً أليما )) 18 النساء …
(( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم ))17 النساء .
سئل الصادق عليه السلام(( وليست التوبة على الذين …)) الآية الكريمة السابقة .. ما معنى ذلك ؟ قال الصادق عليه السلام فيما عليه الرواية : (( ذلك إذا عاين أمر الآخرة )) ميزان الحكمة ص545 عن البحار ج6 ص 19
وفي حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (( إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر ….)) المصدر
لكن أندري متى نغرغر ؟ أندري متى نعاين الآخرة ؟ أندري متى سيحدث لنا حادث اصطدام سيارة ؟ أندري متى تأتي نوبة قلبية قاتلة ؟ أندري متى يأتي حادث يصفي حياتنا في لحظة ؟ إن لحظة الغرغرة لحظة متوقعة في كل آن ، ولذلك تقبل التوبة الآن قبل فوات الآوان …
سادساً : قد لا يوفق العبد للتوبة ….
فالحذر الحذر …
(( أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة )) ميزان الحكمة ج1 ص384 عن البحار ج72 ص216
لا يكون بالضرورة أن معنى الحديث أن الله عز وجل لا يقبل توبته وإنما بما كسبت يداه وهذا خذلان جزائي ، يعني لا يأتي توفيق من الله له بأن يتوب ، وعدم هذا التوفيق ليس من شح لدى الله عز وجل ، إنما هو العدل الإلهي ، ذلك أنه حطم هدم في دين الله ، هدم دين الله ، وأغوى وأضل خلقاً كثيراً من خلق الله ، حجب الناس عن طريق الله ، عن طريق سعادتهم ، هو واحد ومن أضل الكثير ، فما جزاء هذا الواحد ؟ أن يعود ويوفق للجنة ، فليذهب حقيراً إلى النار ..
(( أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة ))
اللهم صل على محمد وآل محمد ووفقنا لصدق التوبة ، وحسن العمل ، و إخلاص النية ، والبعد عن السمعة ، ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا يا كريم … اللهم انصر الإسلام وأهله ، وأذل الكفر وأهله ، والنفاق والمنافقين يا شديد الأخذ يا عزيز يا متين …
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
الخطبة الثانية
الحمد لله غالب كل غالب , ولي كل طالب , مدرك كل هارب . أشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له , و لا رب سواه , و لا معبود من دونه . لا تنفذ خزائنه , و لا تضيع ودائعه . من حفظه فهو محفوظ , و من خذله فهو مفقود . لا يقدم العباد و لا يؤخرون أجلاً من دونه , و لا يضرون و لا ينفعون شيئًا بغير تقديره . و أشهد أن محمداً عبده و رسوله , من اهتدى بهديه كان المهتدي و من ضلَّ عن طريقه غوى و شقي , لا تسعد حياة فرد و لا مجتمع إلا بنهجه , و لا تستقيم أحوال الناس إلا بشرعه . اللهم ضاعف عليه و على آله بركاتك و تحياتك و تسليماتك يا كريم .
عباد الله اتقوا الله و اطمعوا في رحمته وعفوه و مغفرته , و لا تقدموا وعداً على وعده , و لا يغفلكم وعيد عن وعيده , فكل وعد أمام وعده صغير , و كل وعيد عند وعيده يسير , فمن يملك ما يملك ؟! و من يضمن ما يضمن ؟! و من يقدر قدرته ؟! ومن يبطش بطشه ؟! و هل لأحد أن يفعل خيراً أو شراً إلا بإذنه ؟! و هل يملك أحد شيئاً إلا من عنده ؟!
اللهم صل و سلم و زد و بارك على أمينك على وحيك , و مبلغ رسالاتك , و الناطق بدينك , حبيبك و صفيك المصطفى أبي القاسم محمد . اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد .
اللهم صل و سلم على المنزه عن عبادة الأوثان , نور الإيمان , و الرحمة من الرحمن , ثابت الجنان في الميدان علي بن أبي طالب سيف الإسلام , و أمين القرآن . اللهم صل و سلم عليه .
اللهم صل و سلم على المجتهدة البتول , فاطمة الزهراء بنت الرسول . اللهم صل و سلم عليها و على ابيها بعلها و بنيها …
اللهم صل على إمامي التقى , و علمي الهدى , و نوري الدجى , و سيدي الورى , الحسن بن علي المجتبى و الحسين الشهيد بكربلاء . اللهم صل و سلم عليهما .
اللهم صل على أئمة المسلمين , و هداة العالمين , و الأمناء على الدنيا و الدين علي بن الحسين زين العابدين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمد الهادي و الحسن بن علي العسكري الطيبين الطاهرين . اللهم صل و سلم عليهم أجمعين .
اللهم صل على الشمس المغيَّبة , و القمر المحجوب حتى اليوم الموعود , المغموم المكروب , الآخذ بثأر الإسلام , و الباعث للقرآن و الإيمان , الإمام بن الإمام محمد بن الحسن العادل في الأنام . اللهم صل و سلم عليه و عجل فرجه و سهل مخرجه يا كريم .
اللهم فرج همة , و اكشف غمه , و قرّب يومه , و عجل فرجه , و سهل مخرجه , و انصره و انتصر به , و أشركنا في أمره , و ارزقنا التوفيق بالتمهيد له , و بالدعوة إليه , و الترغيب في دولته , و الانتصار إليه , و التحذير من عداوته و الاستكبار عليه .
اللهم الساعي سعيه , السالك طريقه , المؤكد على طريقته , المقتدي بسيرته , انصره نصراً عزيزاً , و أيده تأييداً كبيراً و ذد عنه , و احفظه من بين يديه و من خلفه , و عن يمينه و شماله , و من فوقه و من تحته , يا من هو بكل شيئ محيط , يا كريم يا رحيم …
اللهم إنا نستهديك و نسترشدك و نستعينك و نتوكل عليك و نستغفرك من كل ذنوبنا و سيئات أعمالنا و نعوذ بك مما يفعله الظالون في الأرض . اللهم و اغفر للمؤمنين و المؤمنات أجمعين , و ادفع عنا و عنهم كل سوء , و رد كيد الظالمين في نحورهم فأنت القوي العزيز الفعال لما تريد .
أيها الأخوة و الأخوات الأحبة في الله … العديد من القضايا يفرض نفسه على الحديث :
أولاً : مناسبتان كبيرتان :
1- الولادة الزاهرة الكبرى لنور الإمامة الأتم و أحد أبوي هذه الأمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : فهو أبوها علما و إخلاصاً و حنواً و قيادة و تربية إلهية رشيدة و عدلاً و محبة و تسامحاً و تضحية و إيثاراً . و هو أبوها الذي لا تصح معصيته و لا خيانته و لا خذلانه و لا رفع الصوت في وجهه و لا أن تقول له الأمة أف فتكون العاقَّة المعاقبه .
2- وفاة زينب الكبرى و اسأل المرأة المسلمة بهذه المناسبة : أي قدوة تريد أكبر من فاطمة و زينب ؟ فهناك البطولات الشامخة , و الصبر و الجلد , و الوعي السياسي و الحنكة الإدارية , و الفقه الغزير , و جرأة الكلمة , و حكمة الموقف , و بلاغة البيان , و إصابة الهدف في الصميم , و الطهر و العفة , و الحشمة و الوقار , و الزوجية الناجحة , و منبع كل خير , القلب الذاكر لله , و التوحيد الدقيق و استرفاد القوة و الرشد و الهداية من منبع الجود و العطاء . فإلى زينب , إلى فاطمة يا أجيال النساء المسلمات …
ثانياً : القضية الأمريكية العالمية :
1- لماذا هذه التسمية ؟
إنها القضية الأمريكية لأن الأحداث حدثت في أمريكا , و لأن المفجوع الأول بتلك الأحداث هي أمريكا , أما أنها قضية عالميه فلأن أمريكا قوية , و لأن أمريكا مسيطرة , و لأن أمريكا تفرض نفسها على العالم , و إلا لو كانت هذه الأحداث المفجعة في بلد آخر لكانت قضيتها قضية محلية , ما كانت هذه الأحداث عالميه إلا من خلال موقع أمريكا الذي يفرض نفسه على العالم , لذا صح لنا أن نسمي القضيه قضية أمريكية عالميه …
2- فيما يرتبط بهذه القضية , التصريحات الأمريكية و لغة التهديد بين صعود و نزول , نسأل لماذا ؟
أ- هل هذا للارتباك ؟ لأن ذلك كان محتملاً عقب الأحداث مباشرة و هو غير محتمل الآن , و حتى الأول فهو صحيح على تقدير أن المخطط ليس مرسوماً سلفاً …
ب- هل هذا الصعود و النزول في التصريحات و التهديدات للتعتيم على الأهداف الكبيرة و المساحة الواسعة للضربات العنيفة المنوية و حتى لا يتوقف متوقف عن اللحاق بركب الانتقام ؟ يمكن أن يكون كذلك .
ت- لكن الأكثر في التصريحات المخصصة أنها لإعطاء عذر للأصدقاء في المناصرة ضد أمتهم . و في التصريحات المشددة أنها لفتح الباب على الاحتمالات الصعبة و تبريرها لو كانت هناك حاجة للتبرير و هذا التفاوت في التصريحات له أيضاَ أن يستهدف فيما يستهدفه حرق أعصاب العالم المستضعف و إرباكه …
ث-و يأتي أيضًا هذا التفاوت في انتظار تعرف حجم المظاهرة العالمية لصالح الإرهاب الجديد الذي يريد أن يسحق الإرهاب القديم بالمفهوم الأمريكي و الذي استفزه و دعا إليه . فبمقدار ما يكون حجم المظاهرة العالمية المناصرة للموقف الأمريكي يكون السحق و يكون التوسع في مساحة العقوبة و مساحة الانتقام و في بلوغ أهداف أكبر مما هو مرسوم …
3- عندما نعرف أن أمريكا تستهدف تفجير حرب عالمية تحترق بها مع سائر أهل الأرض , فهي تحتاج في حملتها المحددة المرسومة و حربها الموجهة ضد بلاد و جهات إسلامية إلى تأييد و مشاركة من دول إسلامية أخرى للحاظ القوة الأمريكية , أمريكا ليست محتاجة إلى بلاد المسلمين لكنها لو كانت تريد أن تحرق العالم بما فيه هي لأن شنها حرباً واسعة على الأمة الإسلامية بكاملها يعني احتراقها هي أيضاً بلا أدنى شك , فلأن الحملة المطلوبة حملة محدودة لا تفجر حدثاً عالميًا هائلاً يحرق العالم بما فيه أمريكا لذا فإن أمريكا تحتاج في هذه الحملة المحدود إلى إسناد من الدول الإسلامية , و عليه ستكون المشاركة بدرجة و أخرى من الدول الإسلامية في هذه الحرب بقيادة أمريكا عنصراً فعالاً في توسعة حدود الحرب على المسلمين و مستوى الضربات الموجهة لهم , قل أن الحملة الأمريكية دولاً و أهداف و جماعات , يعتمد على حجم المشاركة الفعلية لمستوياتها المختلفة من الدول الإسلامية نفسها .
4- إنه كلما تمزق شمل الأمة الإسلامية و كثرت الخلافات داخلها بسبب هذه المشاركة , و اشتدت تبعية الدول للإرادة الأمريكية كلما ثقلت الضرائب على الأنظمة لبقائها لحماية أمريكية خالصة فيما بعد . الموقف المعادي للأمة من قبل الأنظمة و ضرب الأمة في حملة تشارك فيها الأنظمة سيحوج هذه الأنظمة بدرجة كبيرة جدًا إلى أن تكون تحت حماية أمريكية مباشرة و تحت رحمة القرار الأمريكي و بهذا ترتقب الأنظمة خطأين : إضعاف الأمة و خيانتها و إهلاك نفسها و استغلالها بدرجة أكبر مما عليه ذل اليوم . لذا لابد من نداء للأنظمة بأن لاّ تشدوا حول عنق الأمة و أعناقكم حبل المشنقة .
5- بدأت لغة جديدة مخيفة في الإعلام العربي الرسمي نفاذها التفريق بين ضرب بلد عربي و ضرب أي بلد إسلامي غير عربي و يكفي أن نذكر أننا عندما يشتد الضغط علينا بما نحن عرب نرفع شعار الأمة الإسلامية طلباً لنصرة المسلمين و موقفهم معنا في خندق واحد و على كل حال إن لغة نفسي و كفى ليست لغة الرجال و بالخصوص إذا كان هؤلاء الرجال مسلمين . و إن العرب إذا نأوا بأنفسهم عند الشدة عن المسلمين لمأخوذون و بسهولة و الزلزال في بلاد المسلمين من غير العرب هو زلزال في بلاد المسلمين العرب شاءوا أم أبوا . و بكل تأكيد بأنها أمة واحدة و إن لم تكن على المستوى الرسمي كذلك …
6- كان تصريح للرئيس الأمريكي بأن قضية الدولة الفلسطينية أمر غير مغفول عنه في الحل الأمريكي المقترح و أن هذا أًمر كان سيذكر لولا أحداث الحادي عشر من الشهر المنصرم . هذا التصريح أعطى ورقة جديدة للمساومين أو للاهثين و الراكضين وراء الإرادة الأمريكية في ضرب الأمة الإسلامية و جعلهم يعتبرون أمريكا صديقة و القرار معروف الخلفية و خلفيته بلا أدنى إشكال أكثر من كونها في نظري طلباً لعطف الدول الإسلامية الصديقة هو تبرير لموقف الدول الإسلامية الصديقة حين تعادي الأمة و حين تحارب الأمة و المؤمل أن هذه الدول الإسلامية لا تدخل في حرب أمتها .
ثالثاً : احتفل بعض المسلمين خارج فلسطين بالذكرى السنوية الأولى لانتفاضة الأقصى الشريف شعراً و نثراً و عواطف و أفكاراً و مشاركات معينه و أما المشاركون المجاهدون من أبناء فلسطين فاحتفلوا عن طريق نزف الدماء و الأشلاء و تساقط الشهداء و تكسر الجرحى و مواجهة الجرائم البشعة من إسرائيل و إرهابها و رعبها و آلتها الحربية الفتاكة إسرائيل الذباح السفاح الذي قد ننتظم معه نحن المسلمين في صف واحد لحرق أفغانستان التي لا تقيت نفسها .
الحدث العمالي الذي شهدته الساحة المحلية التعليق عليه باختصار أن لا بطالة في الوقت الذي يمكن فيه العلاج بتخفيف الأعداد الهائلة من عمال و موظفي الخارج , و لا للتوترات و هي حالة للأمن و لا بد من احتوائها احتواءً عاجلاً يقوم على التوجه الجاد العملي المستعجل لرفع مستوى الكفاءات المحلية و إيجاد فرص العمل في الميادين الشريفة المختلفة , بلا حاجة لفتح أبواب السجون من جديد سدّاً لباب أي تدهور أمني في البلاد مما يضر بالجميع , و لا يسعى إليه عاقل .
اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقنا بمغفرتك , و هب لنا عفوك و لإخواننا المؤمنين و المؤمنات و ادر أعنا ما نحذر و ما لا نحذر مما لا يفوت علمك , و لا يخرج عن قدرتك , و لا يقوم لإرادتك , و اكتب النصر و العز للإسلام و المسلمين و الهزيمة و الهوان للكافرين و المنافقين من أهل العداوة و الشنآن . و جماعة الشيطان …
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون