البيانات والبرقيات – (37) 8 ربيع الأول 1420هـ / 22 يونيو 1999

أكتب هذه الكلمات من منطلق كوني إنساناً
مسلماً يُملي عليه إسلامه أن يقول الكلمة الهادية المصلحة ، ومن منطلق كوني مواطناً
بحرينياً يحب لوطنه وأهله من أبناء هذا الوطن كلّ خير ورفعة وأمن وسلام 



بسم الله الرحمن الرحيم

أكتب هذه الكلمات من منطلق كوني إنساناً مسلماً يُملي عليه إسلامه أن يقول الكلمة الهادية المصلحة ، ومن منطلق كوني مواطناً بحرينياً يحب لوطنه وأهله من أبناء هذا الوطن كلّ خير ورفعة وأمن وسلام
أحب لوطني حكومة كلاًّ ، وشعباً كلاًّ العمل على سدّ كل أبواب العودة إلى الخلاف والمنازعة ، وردم الفجوة ، وتمتين الجسور جسور العلاقة الإيجابيَّة الحميدة بمزيد من المبادرات الخيّرة الجريئة الواسعة من قبل الحكومة كلاّ ، والاستقبال المتفاعل إيجابا مع هذه المبادرات من قبل الشعب كلاًّ كذلك وأن تُخطط الحكومة والشعب مشتركين لعلاقات آمنة سليمة متينة ينعم بها جيل الآباء ، ويتفيأ ظلالها الوارفة الكريمة جيل الأبناء والأحفاد لتكون مركبهم الآمن الواصل لحياة أكثر اشراقاً ، وأكبر غنى في الخير والعطاء الحمي
د
وبهذا يكون الآباء والأجداد قد أخلصوا وأدّوا الأمانة بوفاء ، ولم يشقّوا على من بعدهم ، ويخونوا ويُرهقوا كاهل الأبناء والأحفاد
أُحب أن يسعد الوطن بأن تأتي المبادرات الخيّرة من هذا الطرف ومن ذاك كلّ حسب موقعه ونوع مسؤوليته لترسيخ الثقة في علاقات الحاضر والمستقبل محلّ الشك والريبة ، واحلال حسن النّيّة مكان ما هو خلافه
وللصحافة دور فعّال في مدّ جسور التلاقي والثقة باستعمال لغة الاحترام والوئام ، ونبذ أسلوب الجفاء والخصام . وهذا آت في حقّ كل المناقشات والإصدارات والتعليقات والردود مما يقال أو يكتب
ألا بعثاً ، ألا إحياءً لعلاقات تفتح الطريق لمستقبل وطني زاهر تجتمع الأيدي كلّها على صنعه ، وتمتلئ الأيدي كلّها بعطائه . والوطن بيت واحد إن يعمر سرّ عمرانه الجميع فمن ذا الذي لا يسرّ بعمران بيته ؟! وإن يخرب ساء خرابه الجميع فمن ذا لا يساء لخراب بيته ؟! فلنطلب مخلصين إعماره ولنتجنب مشفقين تدميره . وما عمرانه أو خرابه إلاّ من موقف من هذا ، ومن موقف من ذاك
وليكن الوطن على أيدينا واحة حرّيةٍ ملتزمة مسؤولة يهنأ بها الجميع . لا مكان فيها لأسر مواطن صالح، ولا ضيق في صدرها عن مواطن كريم ، ولا تمد ظلها على هذا ، إلاّ وبسطته على ذاك ، ولا تغدق بثمر هنئ على أخ إلاّ وأغدقت مثله على أخيه
وهناك بادرتان إيجابيتان تكتنفهما كلمات في النسق نفسه ؛ بادرة من الأمير تعلقت بإطلاق سراح ثلاثمائة وعشرين من بين المعتقلين ، وعودة بعض ممن في الخارج . وبادرة من رئيس الوزراء تتعلق باشراك من يفرج عنهم في قطاع العمل البناء والإنتاج المثمر ، فإن تكن هاتان البادرتان الإيجابيتان تدشيناً لمشروعِ صناعةِ الوطن الواحة المظلة للجميع كبر معناهما وما لهما من تقدير . وهذا يعني أن تتلاقح الخطوات الكبيرة والمبادرات النافعة في هذا السياق من قبل الحكومة أميراً ورئاسة ووزراء مما يسرّع بصيغة متينة رصينة لوفاق وطن
ي شامل يرعى العزّة قبل اللقمةَ ، ولحياة من التفاهم العائلي المشترك القائم على الاحترام والمصوغ صياغة دستورية
وما من بادرة خير إلاّ وتُذكر بالخير ، وما من موقف جميل إلاّ ويقابل بالتقدير . وأنصح بأنه إذا كانت الزيارات الواسعة لمن يُفرج عنهم من المعتقلين فيها مدعاة لأيّ نوع من التوتر فلا بُدّ من الاستغناء عنها
وأسأل الله العليّ القدير أن يأخذ بيد الجميع للتي هي أقوم

عيسى أحمد قاسم
قم المقدسة
8 ربيع الأول 1420هـ
22 يونيو 1999

زر الذهاب إلى الأعلى