البيانات والبرقيات – (29) 10 صفر 1418هـ
جاءت الأنباء مقلقة جدّاً بشأن وضعٍ شعبيٍّ متدهورٍ أمنيّاً
بصورة مروّعة على مستوى الطائفة الشّيعيَّة في البحرين نتيجة لعنفٍ حكوميٍّ بالغ
الخطورة ، متعدٍّ متحدٍّ لكلّ الضوابط الدّينية والدّستوريّة والعقلائيّة ، وروح
الحضارة العامّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه ، والصّلاة والسّلام على سيّد النّبيين رسول اللّه ، وآله حجج اللّه، وأصحابه الموقنين باللّه
جاءت الأنباء مقلقة جدّاً بشأن وضعٍ شعبيٍّ متدهورٍ أمنيّاً بصورة مروّعة على مستوى الطائفة الشّيعيَّة في البحرين نتيجة لعنفٍ حكوميٍّ بالغ الخطورة ، متعدٍّ متحدٍّ لكلّ الضوابط الدّينية والدّستوريّة والعقلائيّة ، وروح الحضارة العامّة
ويجب التأكيد ابتداءً على الأخوَّة الشّيعيّة السّنيّة واعتبارها من الثّوابت الرّاسخة التي ينبغي أن لا يفرَّط بها في البحرين ، وسائر البلاد الإسلاميّة أبداً .
كما يجب التّأكيد على الأخوَّة الوطنيَّة ، والعلائق والمصالح المشتركة المرتبطة بها، وأن لا ينجرَّ أحد تحت ضغط العنف الحكومي إلى التّفريط بالأخوَّة المذهبيّة بين الطّائفتين الإسلاميتين المحترمتين ، ولا الأخوَّة الوطنيّة كذلك
ونؤكد أنّ الانتفاضة في البحرين ترتبط بمطالب عادلة وهي ملتزمة هذا المسار ابتداءً واستمراراً وليس لها أيّ شأنٍ من قريبٍ ولا بعيدٍ بغرض زعزعة نظام الحكم
أمّا العدوان الحكوميّ السّافر على الطّائفة الشّيعيَّة برجالها ونسائها وشيوخها وشبابها وأطفالها ، ومساجدها وحسينيّاتها ، ومقدَّراتها المذهبيّة وشعائرها الدّينيَّة ممّا يمثّل هجمةً شرسةً ، واضطهاداً طائفياً بيّناً مخطَّطاً ، فهو ممّا يقضي أمنُ البلد حاضراً ومستقبلاً ، أن تتراجع الحكومة عنه حالاً ، وأن يعمل العلماء من الطّائفتين الاسلاميّتين الشَّقيقتين وكلَّ المثقفين والوجهاء عاجلاً على الوقوف في وجهه من خلال الكلمة الموحَّدة الصّريحة الناصحة للدّولة ؛ والاّ فإنّه سيجر إلى مطبٍّ خطيرٍ وكارثة
ٍ حقيقيَّةٍ مدمّرةٍ يجب أن نقف جميعاً مخلصين للحؤول دون وقوعها استجابةً لنداء اللّه سبحانه بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، وحفاظاً على المقدَّسات والدّماء والأعراض والأموال . وهي أمور لم يبق منها شيئٌ وللأسف إلاّ واستهدفته الغارات الحكوميّة على المواطنين العزَّل في مدنهم وقراهم . وهذا أسوأ درسٍ توحي به حكومةٌ لشعبها ، وتجسّده عمليَّاً أمامه على مسرح الأحداث الواقعيَّة ، وهو أخطر درسٍ مرشّحٍ لأن يعصف بكلّ أمنٍ وبكلّ استقرارٍ ومكتسبات
وهل يراد بهذا الدّرس أن يركّع ؟! لو كان فهو ظنٌ باطلٌ ، ورهانٌ خاسرٌ فكلّما استهدف العنف أن يُركّعَ زاد في روح الإباء ، وانتفضت روح العزّة باللّه في النفوس المؤمنة ، وهي من ثمار الايمان والأُكُل الطّيِب لروح التّقوى
وهل يراد لهذا الإرهاب أن يهزّ الأرضية من تحت منبر الحسين (ع) وموكب الحسين (ع) ؟ الجواب أنهما يبقيان ـ في قرار المؤمنين ـ ولو عبر موجٍ من دمائهم الزَّكية . ونؤكد هنا أنّ المذهب الشّيعيّ يَحرُمُ علينا أن يتحوّل إلى مؤسسةٍ حكوميّةٍ عبر المجلس الأعلى للشّؤون الإسلامية أو غيره ونحن متفرّجون
ندائي للحكومة أن تطلب الأمن بالأمن ، والاعتراف بالذّات بالاعتراف بالآخرين ، وأن تمدّ إلى شعبها يد الإخلاص لا يد العداوة
وعلينا جميعاً ألاَّ نتعدّى حدود اللّه سبحانه في مال خاصٍ أو عامٍ ولا في دمٍ أو عرضٍ ولا حرمة من الحرمات ، وأن نطلب وحدة الوطن لا تمزيقه ، وخيره لا شرّه ، وبناءه لا هدمه . والحكومة بيدها مفتاح هذا الأمر كلّه . وقرار العنف الذي تأخذ به ممزّق لا موحّد ، وهادم لا بان ، وفيه شرّ الوطن لا خيره . فإلى قرار السّلام يا حكومة ، إلى قرار الوحدة والبناء والخير
وندائي للشّعب المسلم أن يهبّ لتدارك ما يستطيع من الخسائر المادّية الفادحة التي حلّت بمناطق العدوان الحكومي المدمّر (( وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْئٍ فيِ سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ )) الأنفال { 60 }
والسّلام على جميع الشُّهداء والشّهيدين السّعيدين : بشير عبد اللّه احمد وعبد الزّهراء ابراهيم عبد اللّه اللذيْن مضيا إلى رضوان اللّه وهما يقولان عن أمَّة الايمان : نموت ويبقى الحسين … نموت ويبقى منبر الحسين … نموت ويبقى موكب الحسين ( ع )
والحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسّلام على خاتم النّبيين وآله الطّيبين وأصحابه الميامين
عيسى احمد قاسم
قم المقدسة
10 صفر 1418هـ