البيانات والبرقيات – (24) 19 ذي القعدة 1417هـ / 28 مارس 1997م
لا أزيد تعقيباً على محاكمات يوم الأربعاء 26 مارس 1997م ،
والتي أجرتها محكمة أمن الدولة في البحرين ، والمحاكمات السابقة عليها والمحاكمات
التالية لها على ما جاء عن منظّمة العفو الدوليّة في تعليقها على محاكمات يوم
الأربعاء المذكور في الوثيقة رقم11/04/97 ـ بتاريخ 26 مارس 1996م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك الحق المبين، والصّلاة والسلام على نبيّه الأمين ورسوله الكريم محمد وآله الطّاهرين وصحبه المنتجبين
لا أزيد تعقيباً على محاكمات يوم الأربعاء 26 مارس 1997م ، والتي أجرتها محكمة أمن الدولة في البحرين ، والمحاكمات السابقة عليها والمحاكمات التالية لها على ما جاء عن منظّمة العفو الدوليّة في تعليقها على محاكمات يوم الأربعاء المذكور في الوثيقة رقم11/04/97 MDE ـ بتاريخ 26 مارس 1996م ، من هذه الكلمة ((.. غير أنا نعتقد أن هذه المحاكمات تتّسم بالجور الشَّديد )) وهذه الكلمة الأخرى (( إن تحقيق الصالح العام لا يتأتى مطلقا بإهدار حقّ المتهمين في تلقي محاكمة علنية عادلة وفقا لما تقضي به المواثيق الدولية )
) . هذا من كلمات الحقوقيين الذين يتكلمون عن حقوق الإنسان في ضوء مواثيق ودساتير وقوانين عالم التّشريع الوضعي هذه الأيام . وأما من ناحية شرعية إسلامية وهي ميزان الحقّ والعدل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ فالقيمة الاثباتية لهذه المحاكمات هي والصفر على حد سواء
وعليه يبقى إطلاق السراح لكلّ سجناء الانتفاضة من حكم منهم ومن من لم يحكم محلّ مطالبة الشّعب وأحد استحقاقاته اللاّزمة التي لا رفع لليد عنها أبداً . ولا يدخل في الاعتقاد أن تتوقف حركة المطالبة في يوم من الأيّام أو أن يوافق على حلّ ؛ وواحد من سجناء الرأي في الانتفاضة وما قبلها قابعٌ في السّجن
وإذا كان من أحد يضع المسألة في إطار تركيع الشَّعب أو الحكومة ، فنحن إنّما نضع المسألة في إطار تحقيق أمن وطني مشترك ، في ما نعتقد أن الشّعب هو أول من يبحث عنه ، وهو المفتقد الحقيقي له ، والمحتاج للإصرار على توفيره . وكلّ شهداء الانتفاضة و سجنائها ضحايا المطالبة الصادقة بتوفير الأمن في بعديْه المادي والمعنوي الكبير في هذا الوطن المعذب
ومن هو أولى من هذا الجمهور الشّعبي الذي منه السّجناء والشّهداء والمعذّبون والمغرّبون بالبحث عن أمن الوطن ، والعمل عليه بحرص ، والمطالبة به بإصرار، وهم الذين يجدون جذورهم وامتدادهم النسبي والسببي البعيد الأصيل متغلغلا فيه ؟! ومن يصدّق أن مستوطني ما قبل اشهر أو سنة أو سنتين أحرص على الوطن وسلامته من أبناء الوطن ذواتاً وأباءً وأجداداً بعد أجدادٍ وأجداد ، ضاربين بجذورهم في أعماق الزمن في تفاعل وحنين مع تربته الكريمة ؟! ومن يصدّق أنّ من كُلُّ أهليهم وعشائرهم في البلاد الأخرى ولهم من تلك البلاد مواط
ن ومأوي اكثر حفاظا وتمسكا بأمن البحرين ممن يجد كلّ أهله وعشيرته في أرضها ؟! نعم لا أشدّ طلباً لأمن البحرين ولا احرص عليه من هذا المواطن الذي ينحدر من سلسلة طويلة من الأجداد الكرام ، الذين تصبّب عرقهم جهداً وجهاداً لبناء هذا الوطن حقباً وحقباً من التاريخ … من هذا الذي ترتبط كلّ آمال عيشه بأرض البحرين ، ويجد فيها عشّه الوحيد ، وفي أهلها أهله وعشيرته
ومن اجل هذا الأمر في بعديْه كانت الانتفاضة ولا زالت تتواصل ، والمطالب الشّعبية المعروفة الثابتة ومن بينها المجلس الوطني وسيلة من وسائل هذا الأمن . الانتفاضة مرهونة بتحقيق هذا الأمن وتلبية المطالب التي يقتضيها. وكلها مطالب بعيدة عن التحليق والمغالاة، ودون مستوى المعاناة عند الشعب ، فالأمن وتوقف الانتفاضة ومصلحة الوطن الكبرى تنتظر موقفاً متعقلاً منصفاً من الحكومة واستجابة عملية للمطالب الشّعبية العادلة لا في إطار التفكير بعقلية الغالب والمغلوب وإنما في إطار التفكير في إطار أمن وطني حقيقيّ ثابت و
بناء وطني رصين متين
والحمد لله ، والصلاة على رسول الله ، وآله أولياء الله ، وأصحابه الموفين بعهد الله
عيسى احمد قاسم
قم المقدسة
19 ذي القعدة 1417هـ.
28 مارس 1997م