البيانات والبرقيات – (21) 6 رمضان 1417هـ / 16 يناير1997م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك الحق المبين ، والصّلاة والسّلام على خاتم النبيين والمرسلين محمد وآله الطاهرين وأصحابه الميامين
قضية السّجن لسماحة الشيخ المجاهد المؤمن ؛ الشيخ عبد الأمير الجمري لا يوقف معها الوقوف مع المناسبة العابرة ، لأنها هم يومي مشتعل وقضية لاهبة دائمة تؤرق ضمير شعب وتعذب أيامه وتهدد أمنه، وتسخر بمشاعره والقول بأن سجن الشيخ ورفاقه لمصلحة سياسية حكومية – بغض النظر عن كونها مصلحة غير مبررة شرعاً إلهياً ، ولا قانوناً وضعياً ، ولا عرفاً عقلائياً – قول يرده الواقع الذي يتحدث بلغة صارخة يومية بأن سجن الشيخ لا يعطي إلا تأجيجاً ، ولا يزيد إلاّ إلهاباً . هذا الواقع نفسه يتهم الحكومة بأن اعتقال الشيخ واستم راره ليس إلا للاستخفاف بالشعب عامة وبحقوقه وكرامته ومقدساته، وبطموحاته العادلة وتطلعاته المعتدلة . وهو حكم على كل ذلك بالمصادرة والإلغاء ، على انه استخفاف وإلغاء بصورة خاصة لطائفة معينة من أبناء الشعب مظلومة مقهورة بشكل مركز ومريع. والشعب وحدة واحدة لا تتجزأ وكيان مترابط واحد لا يتعدد وهل يراد للشعب أن ينسى الشيخ الجمري! ضميره اليقظ ، وفكره الأصيل وصوته المعبر، وكلمته الصادقة ؟! أن ينسى جرحه الدامي ، ومرآة معاناته وصرخته المدوية بالمطالبة بحقوقه ؟! أنت جميل أبا جميل ، ولك على الشّعب الجميل . وشعبك حرّ لا ينساك ولن ينسى جميلك الكبير . أنت الشّعب وهل ينسى الشّعب نفسه ؟! أنت الوطن ، لمجده وحسينيته ، ولناديه وجمعيته … أنت لعماله وتجاره لكباره وصغاره … وأنت لرجاله ونسائه … أنت رمزه وبطله ومجاهده ، وكيف ينسى الوطن رمزه لينسى ؟! وكيف يغفل عن بطله ومجاهده فيغفل ؟! إذا أرادت الحكومة أن تسمع للشّعب كلمة فالشّعب المظلوم كلّه عندها في السجن . فالشيخ هو كلّ ذلك الشّعب المظلوم ، وكلمة الشّعب عنده ، وهو حرّ أن يقول هذه الكلمة داخل السّجن ، أو يرفض أن يقولها إلاّ في أحضان شعبه وبين أبنائه وأخوته والشّعب لم يأخذ شيئاً يطالب به ، وليس بيده مكتسبات وامتيازات يعطي منها . ولو أعطى الآخذ ما أخذ لم تكن أحداث تتراكض ، ولا مشكلة تتصاعد . وعندما تستمر الأحداث وتتصاعد وتيرتها ، فذلك لا يفسره إلاّ قرار مسبّق من الآخذ، وعزم منه مبيّت على التدمير نرجو أن تبدي الأيام القادمة ما هو على خلاف هذه الرؤية التي تلجئ إليها لغة الموقف الحكومي المراوح على أرضية التصلّب بل الآخذ بالتصعيد اللهم أرنا الحق حقاً فنتّبعه، وأرنا الباطل باطلاً فنجتنبه
عيسى أحمد قاسم
قم المقدسة
6 رمضان 1417هـ 16 يناير 1997م