البيانات والبرقيات – (14) 11 ربيع الأول 1417هـ
كلّ المخلصين مشفقون على حاضر الوضع الأمني للوطن العزيز
البحرين حاضراً ومستقبلاً، ونحن جميعاً مسؤولون أن نفكر في المسألة تفكيراً جدياً
بالغاً، وأن نسعى جاهدين بكلّ ما أوتينا لحماية العشّ المشترك من أخطار الفتنة
وتفاقمها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا النبي الكريم، محمد وآله الطاهرين، وأصحابه المنتجبين
كلّ المخلصين مشفقون على حاضر الوضع الأمني للوطن العزيز البحرين حاضراً ومستقبلاً، ونحن جميعاً مسؤولون أن نفكر في المسألة تفكيراً جدياً بالغاً، وأن نسعى جاهدين بكلّ ما أوتينا لحماية العشّ المشترك من أخطار الفتنة وتفاقمها، لنتفرغ جميعاً لبناء وطن الأمن والاستقرار والإيمان والتعاون والعدل والرخاء
يا أبناء شعبنا العزيز لأنتم تعلمون أني احترق لمأساتكم، وأنّ جراحاتكم تؤرق ليلي وتعذّب نهاري في الكثيرين ممن ليلهم مؤرق ونهارهم معذّب لهذه المأساة، وإذا خاطبتكم لا أخاطبكم إلا بما أراه هو الأصلح، وهمّي كلّ همّي سلامة دينكم ودنياكم. وهذه كلمات أوجهها للشّعب كلّ الشّعب وللحكومة كلّ الحكومة
أولاً: لأكثر ما ناديت بنبذ العنف كلّ العنف مطلقاً، وها أنا ذا أكرّر النّداء بنبذ العنف، كلّ العنف مطلقا من الجميع، مقدمة للغة الحوار الهادئ لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق المخوف
ثانياً: في خطاب لي في قم المقدسة في بدايات الأحداث، في وطننا العزيز، أكدّت بشكل واضح على استقلالية الوطن، الأمر الذي يؤكد عليه كلّ مواطن من أبناء البحرين، وأكدت عليه كلمات الأخوة الذين تكلموا في الأحداث، وها أنا ذا أؤكد على هذا الأمر من جديد، والذي لا يمثل خلافاً بين ابناء الوطن جميعاً وفئاته
ثالثاً: ادعوا القيادة السياسية المحترمة وبكلّ إخلاص، أن تخطو خطوة عملية جدية في اتجاه تهدئة الخواطر بإلغاء حكم الإعدام عن المواطنين الثلاثة علي أحمد عبد الله العصفور ويوسف حسن عبد الباقي وأحمد تأسيساً لخطوات أخرى في هذا الإتجاه ، ومن أجل ترسيخ الثقة وبناء العلاقات الوطنية المخلصة التي تدفع بالمسيرة المشتركة بين الدّولة والشّعب على طريق التقدّم والازدهار، ومقدمة لفتح باب حوار مثمر لا يبقى في العلاقة بين الطرفين أيّ سبب من أسباب التّوتر إلاّ وأتى عليه، ولا ذيل من ذيول المشكلة إلاّ وأنهاه في أجوا
ء من الثقة والتّعاون والاحترام
(وقُل اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ ورسُولُه والمُؤْمنُونَ)
حفظ الله الوطن وأبنائه، وكل بقعة من ديار الإسلام والمسلمين، من شرور الفتن وكوارثها وهدانا إلى سواء السبيل
عيسى أحمد قاسم
قم المقدسة
11 ربيع الأول 1417هـ