رسالة المرابطين إلى آية الله قاسم

 

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ للَّهِ..}

أيها الفقيهُ الوليّ، والقائدُ الأبي، والوالدُ الحبيب … آية لله الشيخ عيسى أحمد قاسم. إليكَ نكتبُ بكلِّ وجودنا وإيماننا، ونقول:

ياسيِّدنا وحبيبَ قلوبنا، أباسامي. شاء اللهُ أن تُمتحَنَ بنا، وشاءَ أن نُمتَحنَ بك. وقَد صدقتَ وبلّغتَ وجاهَدتَ وحفِظتَ فينا ما أمركَ الله بحفظه، وعبرتَ بنا لُجج الجورِ والظُّلِم بالصِّبر والهدى والمقاومَةِ ووحدَة الكلمة. وأحسنتَ فينا البناء والتحصين، والوعي بغايةِ الدِّينِ وبلاغ المرسلين.

وها نّحنُ اليومَ يا أبانا نُمتَحنُ بك. وقد عقدنا النيَّةَ، وأرسينا القرار، ورسّخنا العزمَ وحدّدنا المسار: لنَ يهون علينا ديننا وإسلامنا، لنَ نَتركُ قيادتنا الرّبانيّة، ولن ننزوي في تاريخ المجتمعاتِ التي جَحَدَت نِعم اللهِ فخُذِلَت.

ولَن نُسلمَ محمَّدًا وإن طالت بنا شُعَب أبي طالِب، ولن نتركَ المبيتَ في دارهِ فدائيينَ مادامت الأحلافُ مقاسمةً دمه. ولن يخفتَ دويُّ عِشقِنا حولَ دارِهِ ولو حاصرَتنا النِبالُ وصوَّبتنا البنادق. ولن نخونَ حرارةً دمِ الحسين في قلوبنا بالخذلان في امتحانِ هذا الزَّمان …
سيِّدي، أيّها الأعزُّ على هذه الأرض.
لكلِّ عصرٍ، وكلِّ أمةٍ، وكل مجتمعٍ امتحانٌ إلهيٌ يخوضونَهُ لامتحان الظهورِ الأكبر، ويُمحّصونَ فيه بصدقِ انتظارهم لنصرة الوليّ الأعظم (أرواحنا فداه)، ليُتِمّ لله حجته على رافعي راية الانتظار ومرتقبي ذلك الانتصار.

ياسيّدي … إنّنا فتيةٌ عشِقنا المنونَ سلامةً لديننا، وكرامةً لأهلينا، وإرادةً لخيرِ مجتمعِ الإيمانِ في هذه الأرض. وما حملنا أرواحنا، وماحففنا حولكَ إلّا عن بصيرةٍ وهدى، وتمحيصٍ لحضاراتٍ دُثّرت وأمَمٍ أخزِيَت حينَ تقاعست عن نصرةِ قياداتها التي بُعِثَت إليها رحمةً مِن إله العالمين.

فإليكَ وبكَ نجدِّدُ البيعةَ والعهد، ونُقدِّمَكَ فينا إلى اللهِ ورسولهِ إماماً وبُرهاناً أننا لَسنا كبني إسرائيلَ في التهاوُنِ بحرمة الأولياء، ولانقولُ قولَهم: {..فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، لا والله ياسيدي، ونحنُ أبناء أمير المؤمنين، الذي يقول في سبيل الله ونصرة الحق: والله لو لقيتُهم فرداً وهم ملء الأرض ماباليتُ ولا استوحشتُ .. وأبناء الحسين الذي يأبى الله له ورسوله والمؤمنون .. مِنْ أنْ يؤْثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ على مصارِعِ الكِرَامِ.
معكَ ياحصننا الحصين، وكهفنا المنيع، {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}.

واللهُ على مانقولُ شهيد.
١٢ ذوالحجة ١٤٣٧هـ

زر الذهاب إلى الأعلى