بيان آية الله قاسم : أوصافُ رجُل

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

أوصافُ رجُل

 

لم يكن أصمَّ ولا أبكمَ ولا مصاباً بالعمى ولا العَشى، وكان سميعاً بصيراً ناطقاً. لم يكن عدوانيَّاً ولا حاقداً ولا حاسداً. يُحبُّ النّاس كلّ النّاس وإن أبغض في الآخر ما يُبغضه العاقل المتديِّن من نفسه لو حدث منه. جريء صريح بلا بَذاءة كلمة، ولا قبح تعبير، ولا لغة سبّ وشتم. يحب الخير لمن وافقه ومن خالفه، ويرى الخير للجميع في العدل لا الظلم، والإنصاف لا الجور. يكره الإرهاب ويعاديه ويعلن محاربته، ويقف بحزم في مواجهته. يأبى الذُّل ويتمرّد عليه، ولا يستكبر، ولا يميل للتكبُّر. متديِّن يؤمن بشدّة لانتمائه الدينيّ، في خلوٍّ من العصبيَّة البغيضة، وبعد عن التحامل على الآخرين ممَّن يخالفونه ويخالفهم في الانتماء الدينيّ أو المذهبيّ أو أيّ انتماء آخر، ولا يواجه عقائد النّاس بالاحتقار والازدراء. وكما يؤمن بحقوق أخوة الدّين، فكذلك يؤمن بحقوق الأخوّة الإنسانيّة، والحقوق القائمة على أخوّة المواطنة. يستهدف الإصلاح ويسعى بكلّ جهد لتحقيقه، والإصلاح عنده هو الذي يصبّ في مصلحة الجميع، وفيه إنصاف للجميع، وتطبيق لمقتضى المساواة وأخذٌ بموازين العدالة. ولا يرى في بقاء الظالم على ظلمه، ولا في استئثار المستأثِر مصلحته. لا يتأخر عن نقد خطأ الموافق كما لا يتأخر عن نقد المخالف في أمر صحَّة التعامل وخضوعه للحقّ، وبعده عن التعدّي. شديد الاستمساك في طلب الإصلاح بالسِّلم ؛ حتّى استكثر عليه من استكثر دعوته إليه. الرّجل فوق اللّين أيّ لين أمام الإغراءات الدّنيويَّة، وصعب عنيد حديديّ وبقوة أمام التهديدات. إنّه ممَّن تعتزُّ به الأوطان وتفتخر، ويعدُّ ضمانة من ضمانات استقرارها، وإطفاء الفتن الناشبة فيها. والإهانة للنّاس الشرفاء ظلم، وإهانة مثله شرفاً أظلم، وكلّ الظلم ولأيِّ أحدٍ قبيح وإلى مثله أقبح. وأذاه أذى لمواطنيه كما شهدت بذلك أحداثٌ كثيرة، وتبيَّن من مواقف غالبيَّة عظمى من المواطنين وبما هم كذلك. الرجل معروف وإن لم أذكر اسمه… معروفٌ بذلك كله عند شعبه وغير شعبه. سماحة الشَّيخ علي سلمان لا يختلف اثنان من أهل الإنصاف أنّه مصداقٌ حيّ ونموذجيّ للرجل الموصوف.

عيسى أحمد قاسم

السبت 28 مايو 2016م

زر الذهاب إلى الأعلى