بيان كبار العلماء بشأن استقلال الحوزات العلمية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصَّلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمّد وعلى آله الهداة الميامين وبعد:
فقد أكّدنا وسوف نبقى نؤكّد أنّنا انطلاقاً من ثوابت الشرع، والتزاماً بنهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، واقتداءً بسيرة الصالحين من الفقهاء والمجتهدين… نرفض أيَّ شكلٍ من أشكال الوصاية الرسميّة على المساجد والحسينيّات والحوزات، ووفق أيّ مسمّى من المسمّيات، وأيّ عنوان من العناوين…
إنّ الخروج عن هذا المسار يمثّل تجاوزاً لمسلّمات المذهب وخصوصيّاتِهِ، الأمر الذي يحمّلنا مسؤولية دينيّة وتاريخيّة كبيرة… وإن أيّ مشروع حوزة وما ماثله مما تصر مدرسة أهل البيت عليهم السلام على استقلاليته نعتبره مشروعاً نشازاً وشاذّاً ومرفوضاً كلّ الرفض في نظر هذه المدرسة وأئمتها المعصومين عليهم السلام حين يأتي بأي درجة من المنافاة لهذه الاستقلاليّة الدينيّة الخالصة.
وحينما نؤكّد هذه القناعة لا نهدف إلى إنتاج القطيعة مع السّلطة، وإلى تأزيم العلاقة مع الدّولة، وإنّما هي المسؤولية الشرعية التي تفرض علينا أنْ نحافظ على أهداف المؤسسات الدينية بعيداً عن أيّ تأثيراتٍ تفرضها مزاجات الأنظمة ورغبات السّياسة.
وهنا يجب أن نؤكّد أنّ من أهم مسؤولياتنا الدينية أنْ نواجه كلّ مشروعات الفتنة والخلاف والتمزق، وأنْ نرفض أيّ نزوع نحو العنف والتطرّف والطائفيّة، وأنْ نكون الأمناء على أمنِ هذا الوطن واستقراره…
ولا نقول هذا من أجل مزايداتٍ سياسية وإنّما هي القناعة الشرعية التي تفرض علينا أنْ نحافظ على أهداف الرسالة، وغايات الشريعة، ومصالح الشعوب والأوطان…
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين…
حرر بتاريخ:
١٤ شعبان ١٤٣٧هـ
2016 مايو 21
الموقعون:
الشيخ عيسى أحمد قاسم
السيد عبدالله الغريفي
الشيخ عبدالحسين الستري
الشيخ محمد صالح الربيعي