الحديث القرآني لسماحة آية الله قاسم (سورة النور 04) – 09 مارس 2016م

سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم

في

تفسير سورة النور 04

الموافق 09 مارس 2016م

للإستماع :

 

للمشاهد :

 

اضغط على الصورة لمشاهدة الألبوم :

2P3B9948

 

نص الكلمة :

“إضاءات من تفسير سورة النور”

الحلقة الرابعة

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآل الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعداهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

“إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، الآية الكريمة تذكر لله عز وجل صفتين “فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، بعدما تستثني من أحكام سابقة من يرمون المحصنات كانت لهم عقوبات إذا لم يأتوا بأربعة شهداء ومن تلك العقوبات استقاط شهادتهم فيما يأتي من بعد الحادث ففي الحادث شهودا وردت شهادتهم ولم تقبل لعدم اكتمال العدد المطلوب من الشهداء ومن بعد ذلك لا شهادة لهم ومن تلك العقوبات الحكم بالفسق وهو علة اسقاط قيمة الشهادة، حيث أن الشاهد في الإسلام يشترط فيه وصف العدالة واستثناء من ذينك الحكمين إسقاط الشهادة  والحكم بالفسق قال الآية الكريمة “إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ”، والتوبة مرة كيفية التوبة عن رمي المحصنات وأنه لا تكفي فيها التوبة القلبية ولا السرية فلابد من العلن في التوبة.

“وَأَصْلَحُوا”، وهي تفيد ضم العمل الصالح والسيرة الحسنة إلى من سبق رميه للمحصنة وفي مقدمة الإصلاح العمل من قبل من أبتلى إتهام مؤمن أو مؤمنة محصنة بالزنا وأن أول ما يصلح هو ما أفسده من سمعة المتهم أو المتهمة وذلك بإعلانه تكذيبه نفسه.

الآية الكريمة تذكر بعد ذلك “فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، هذه الصفتين الجليلتين لله تبارك وتعالى وصفة المغغفرة والرحمة من صفت الفعل الإلهي لا الذات الإلهية والذات الإلهية ليستموصوفة بالمغفرة والرحمة ؛لأن الله عز وجل لا يدخل في ذاته أنه غفور حيث أن الغفور صفة تتعلق بمحو الذنب الآخر وبغسل الذنب الآخر فهي صفة فعلية والرحمة هي رحمة بالآخر ثم أن الله عز وجل ذاته فوق أن تنفعل بشيء أو يعرض عليها شيء فهي ليست معروضة لشيء فهي كاملة ولا تتأثر بشيء والعواطف للمخلوقين، عاطفة رأفة وعاطفة رحمة هذه عواطف وهي تنتاب الممكن ولا تنتاب الخالق تبارك وتعالى وهي ضعف والله تبارك وتعالى يفعل ما هو رحمة بالعبد وحفاظا على مصلحته ودفع للمفسدة عنه.

هاتان الصفتان الفعليتان غير الذايتين ذكرتا في الآية الكريمة تعليلا لكونه يتوب على العاصب من العباد والله عز وجل صار يتوب على العباد ليس من الضعف وليس من الحاجة وليس من تود لهم لأنه محتاج لأن يدفع الوحشة بصديق جل وعلى عن كل ذلك فليس هناك ما يدعوه تبارك وتعالى لأن يتوب على عاص لا من تساهل بمعصية العاصي ولا من استقلال معصيته وتجرؤه على الله ولا من شيء آخر وإنما لأنه غفور رحيم.

والفرق بين المغفرة والرحمة أن المغفرة شيء من الرحمة والرحمة أوسع من المغفرة والرحمة قد تكون في صورة تسامح الرب عن ذنب وعدم محاسبته عليه والرحمة تعني هذا وتعني ما هو أكثر منه وهو أن يكرم العبد وأن يعطيه وأن يكرمه وأن يرزقه وأن يعلي شأنه ويهديه سواء السبيل وهذا عطاء.

المغفرة هي الستر والغسل والستر يكون بعدم الذكر والإثارة لذنب المذنب وعدم تذكيره وعم نبش هذا الذنب وتغييبه عن أن يصل إلى أحد أو عن أن يذكر به صاحبه، وأما الغسل فيكون بإزالة أثر المعصية من النفس فهي تلوث النفس وتكدرها وتهبط بقابليتها وبمستواها عن الالتزام وهذا أثر تكويني وليس مكتوب في دفتر وليس جزاء اعتباري وجزاء الآخرة على مقدار تلوث النفس وظلمة النفس وجحودها واستكبارها وجاهليتها.

المغفرة مصبها ماذا ترك الذنب والأثم وما تركت السيئة في النفس من أثر سلبي وتجعلها مجملها الظلمة وعدم قدرتها على رؤية النور والإنكار والجحود وهذا الأثر السلبي تناوله النغفرة بالغسل والإزالة، والغسل يكون لسمعة العار في المجتمع والسقوط في قلوب المؤمنين وفي تقييم نظرهم والتي تلحق المذنب وصاحب جريمة الرمي وجريمة الزنا وإزالة هذا الأثر الموضوعي وتصحيح الموقع في المجتمع هو مغفرة والتوبة توبة من العبد وتوبة من الرب، وتوبة العبد برجوعه إلى الله سبحانه وتعالى عما أذنب وعن خطأه وخطيئته وعن جهله واستكباره واستعلائه على الله عز وجل يرجع نادما منكسرا مستغيثا مرتميا في أحضان الرحمة الإلهية وهذا لا يكون إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى فعاد الله برحمته على هذا العبد فوفقه بأن يتوب ويندم ويرجع عن غيّه، ثم لله عز وجل توبة أخرى على عبده بقبول توبته والتوبة من الله على العبد هي عودة الرحمة الإلهية للعبد بعد غضب الله عز وجل وتكون في الإبتداء على البعد بتوفيقه إلى التوبة وبعد توبة العبد بقول هذه التوبة والستر عليه والمغفرة له.

“وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ”، وبعض من هذه الآيات يتعلق برمي الزوج زوجته بالفاحشة، وناردا ما يقدم زوج على رمي زوجته بالفاحشة لما في ذلك من مساس بشرفه نفسه بدرجة ما وخاصة إذا كان له ولد منها فيتحرج عن أن يتهم زوجته، فجاء التغليظ في المثبت للزنا ما لم يجد مناهضا له، وهناك إتهام غير الزوجة لزوجته والأجنبي للأجنبية أو للأجنبي المثبت أربعة شهداء وإذا وجدت هذه الأربعة شهداء انقطع كلام المتهم ونفيه لا يفيد ولا طلب منه الحلف، ولكن لو وجد أربعة شهود عند الزوج على زوجته فالحال هو الحال، وأدعاء الزوج وشهادة أربعة له بما ادعاه من كونها كذلك فهذا يوجب عليها حد الرجم لأنها محصنة، وفي حالة ثانية أن يكون الزوج لا شهود له على الحادث المدعى -في حال الأجنبي والأجنبية أو لأجنبي يتهم الأجنبية وواحد يتهم واحد بالفاحشة أو أتهم واحدة من المسلمات بالفاحشة- فالطريق الوحيد هو شهادة أربعة شهود وإن قل الشهود عن الأربعة أنقلب الحد على المُدَعِي وعلى المُتَهِم ويكون المتَهمُ بريئا ويجرم المُتَهِم ويقام عليه حد القذف وهو ثمانون جلدة.

أما هنا ففتح الشارع المقدس طريقا  آخر للإثبات وهو قضية شهادة الزوج أربع مرات أنه صادق فيما أدعاه في زوجته ويضيف إلى ذلك خامسة بأن لعنت الله عليه أن من الكاذبين، ولو انتهت القصة إلى هنا ولم يكن للزوجة إلا الإنكار العادي لثبت عليها الحد وهو لم يكن عليه شيء ولكن هنا الشارع لم يضيع حق الزوجة ولم يترك لهوى بعض الزواج لأنه قد يكون لحاجة في نفسه أن يدعي هذا الإدعاء ليلوث سمعتها وسمعت أهلها أو غير ذلك وصحيح أن يصعب على الزوج أن يدعي هذا الإدعاء ولكن “قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ”، وطرق الشيطان طرق كثيرة من النفس فقد يفتح الشيطان طريقا على نفس هذا الإنسان يغريه به أن يتهم زوجته زورا وتكون الزوجة هنا ضحية كما يكون من أحد غضب شديد أحمق قد يصاحبه رمي من هنا النوع فلابد من كابح لهذا الإنفلاتات وهذه النزوات وهذا الضعف البشري.

الكبح الملغي لقيمة شهادات الزوج الخمس في قضية إثبات تهمة الزنا على زوجته هو أن تقابله بأربع شهادات وخامسة وهي أربع شهادات أنه من الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها أن كان من الصادقين فتنتهي القصة وينغلق كل الفصل وهنا تمتم الملاعنة وهو أن يحلف هذا الحلف الخاص وذاك الطرف يحلف ذاك الحلف الخاص وبمجرد أن تتم الملاعنة يحدث الفراق بين الزوجين وتنتهي بلا حاجة إلى طلاق تلقائيا والولد يلحق بوالدته والزواج بينهما محرم أبدا بعد أن تمت الملاعنة.

في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج قال إن عباد البصري سأل أبا عبدالله عليه السلام: “كيف يلاعن الرجل المرأة”؟ فقال أبا عبدالله عليه السلام أن رجلا من المسلمين أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله “أريت لو أن رجلا دخل منزله فوجد مع امرأته رجلا يجامعها، فأعرض عنه” بعد ذلك جاءت الآيات الكريمة الآنفة الذكر فأرسل عليه وقال له: أحضر زوجتك ولما حضرت أوقفهما معا، فقال للزوج إقسم بالله عز وجل “أشهد بالله على أن ما رميت زوجتي فلانة وأنها أرتكبت كذا” ويكون ذلك أربع مرات منفصلات فيتوقف ويأتي بالثانية والثالثة والرابعة وبعد الأربع قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: “إتق الله فإن غضب الله شديد”، قل الخامسة “أن غضب الله عليك شديد أن كنت من الكاذبين”، فأتم الخمس الشهادات فقال صلى الله عليه وآله لأصحابه نحوه، وقال لزوجته: إقسمي بالأربع الشهادات “أشهد الله أن زوجي فلان رماني بكذا كاذب في تهمته لي” أربع مرات، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله “إتق الله فإن غضب الله شديد”، وقولي الخامسة “إن غضب الله عليك أن كان من الصادقين”، فقالتها وكم ورد في الرواية أن المرأة أدارت عينها في أهلها الحاضرين وصعُبَ عليها أن تذلهم فأقسمت، فبعد ذلك فرق بينهما رسول الله صلى الله عليه وآله وأفاد بعد تلاعنكما لا زواج بينكما ولا لقاء بنكاح بينكما.

التهمة خطيرة والفعل خطير أن تخون زوجة زوجها هذه الخيانة الكبرى وتلوث نسله وقد تنسب له نسبا هو ليس نسله ولو كان له بنات سيطلع على ما لا يجوز للأجنبي أن يطلع عليه منهنَّ على أساس أنه رحم وهو ليس كذلك هذا إلى جانب أن في ذلك جرأة على الله تبارك وتعالى عظيمة والذنب عظيم جدا والتهمة عظيمة ولابد من أن يأتي الحكم بوزن ثِقَلِ التهمة وثِقَلِ الفعلَة، ولما كانتا كبيرتن جاءت المعالجة شديدة جدا وجاء الموقف التشريعي شديدا جدا وذلك بأربع شهادات وبعد كل هناك شهادة تأمل وإذا كان للنفس شعور من التقوى وإذا لم تكن فيها عزة بالأثم بالغة ونابتة ومسيطرة عليها، وتوقف مع الشهادة الأولى مع كذبها ويعطي مراجعة للنفس ويأتي دور الثانية ثم يأتي دور الثالثة ودور الرابعة وهناك فرصة للتراجع ومراجعة الإيمان ومقتضى الإيمان والتقوى ثم تأتي الشهادة الخامسة وهي غليظة جدا وهذا مستعد لأن يتقدم لغضب الله، من أنت لتتقدم لغضب الله عز وجل وما وزنك وما تحمل نفسك؟! وإذا عرف نفسه كاذبا ومن لم يكن متيقنا تمام التقين كيف يقدم، نفس مؤمن بعض الشيء وقليل من إيمان كاف لمنع هذه الجرأة وينفش صاحبها عضلاته ويوقل أغضب عليَّ فمن تخاطب وتتعرض لغضب من؟! والمرأة كذلك وهذا لعن وهي الطرد من الرحمة ويقول أطردني من رحمتك وأي رحمة لك من بعد رحمة الله عز وجل فلا يوجد إلا الشقاء والضياع والجنون والخسارة الكبرى وهذه فرعونية طلب الطرد من رحمة الله وكأنه يقول أني غني عنك والمرأة تعرض نفسها لغضب الله وتستعد له، فشهادات مغلظة مشددة ثقيلة بقدر ما هي الجريمة ثقيلة وبقدر ما التهمة ثقيلة، موازنة قرآنية دقيقة وزن إلهي لا يشوبه خلل.

“وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ”، جملة شرطية فإذا لم يوجد فضل الله ورحمته وتوبته عز وجل يأتي جزاء وهذا الجزاء ليس موجودا هنا والآية الكريمة تذكر الشرط وهو لو لم يكن غياب فضل الله ورحمته وهو الشرط الأخوذ في الآية وكونه عز وجل ليس توبا ولا حكيما فلو كان الأمر كذلك والله تواب حكيم وفضله عميم ورحمته واسعة، لو لم يكن شيء من هذا وكان الله تواب حكيم ولم يفعل بهؤلاء العباد فضلا ولم يتفضل على هذه الفئة وعلى من أشتغل برمي المحصنات من زوجة وغير زوجة وعلى الجماعة التي تساهلت بالجريمة الكبرى.

“وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ” لحدث ما حدث ولكن ما الذي سيحدث؟ هذا مسكوت عنه، يقول له إن لم تتأدب وتسكت الآية وأن لم ترعوي وتسكت الآية والمتكلم قوي شديد قادر فإذا ذهب لبيته كم من حساب يحسب؟! النفس تغرب وتشرق وتدخل في الحسابات ومرة ترفع مستوى العقاب ومرة تنزل به ومرة تهديد وماذا يريد هذا التهديد وماذا سيصيبني من وراء كلمة هذا المتكلم، تظل النفس قلقة مضطربة فزعة وتنتقل من تصور إلى تصور ومن احتمال إلى احتمال وكلها احتمالات مزعجة مفزعة والحذف للجزاء فيه دلالة على عِظَمِ الجزاء.

فضل الله على العباد أين؟ والرحمة أين؟ هناك توبة وهي من الرحمن وهناك هذه الآيات الكريمة وكل ما نزل من عند الله عز وجل من هدايات هو فضل منه من الهدايات التكوينة والهدايات التشريعية وهدايات عقيدة وهدايات أحكام تنظم حياة البشر، وهذا النظام الإسلامي بعقوباته المشددة وبعفوة وبكل عنصر فيه يمثل فضل من الله ورحمة، وما كان للأرض أن تستقيم عليها حياة إنسان بلا هذا المنهج أو آثار منه ومن دون هذه الرحمة، وكون الله عز وجل توابا حيث يفتح الباب للعاصي للعودة للطريق وإلا لو كل من عصى أُغلق عنه باب الرجعة ما نجا منا إلا المعصوم وبفضل الله يدخل الجنة، من يتقدم من الخلق يقول أنا بريئ من أي مخالفة الله  عز وجل ومن يملك هذا وأي نفس تدّعي هذا؟ فلو أن كل عاص سد باب التوبة أمامه وأنقطع طريق العودة إلى الله عليه لهلك الناس جميعا، وهذه الهلكة بمستوى أن لا وجود ولا بشر ولا حياة ولا خير ولا هدايات ولا استقرار اجتماعي بدرجة معينة.

“وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ”، ولولا حكمة الله ومن حكمته الله فتحه باب التوبة ومن حكمته أنه ينزل الأحكام بما لا يفوق طاقات البشر وأنه يقدّرُ ضعف هذا الإنسان وعروض الغفلة عليه وقرب الشيطان منه ووسوة النفس له ويدخل كل هذه النقاط في حسابات منهجه الحياتي العظيم الذي ينظم الإنسان ويحسب له حسابها وهذا حكمة، وهذا الأحكام المشددة الرادعة التي تترك أثرها الإيجابي في كل قلب وَعِيّ ولو بعض الشيء له شيء من بصيرة هذه حكمة، وباب الأمل الذي فتحه الله عز وجل  عند العباد بفتح باب التوبة والقدرة الإرادية عند العبد على العودة بعد أن شطَّ به الطريق إلى طريق الهداية هذا كله فضل ورحمة وهو من صنع الله حكمة.

والحمد لله رب العالمين

زر الذهاب إلى الأعلى