آية الله قاسم يستأنف الحديث القرآني بجمعية التوعية الإسلامية

تجدَّد اللقاء مع الحديث القرآني مع الفقيه العالم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله، لتنهل الجماهير من معينه، ولترتوي من إرشاداته، فكانوا على الموعد، وكانوا على أهبة الاستعداد للقاء وكان بحضور نخبوي وشبابي وعلمائي في ليلة الاثنين الموافق 9 اغسطس 2015م.

فقد أقامت جمعية التوعية الإسلامية سلسلة الحديث القرآني في مقر الجمعية بالدراز والذي يتناول عناوين قرآنية وبدأ بالمواثيق العقدية وأولها “الميثاق الإلهي مع النبيين”.

وبدأ قاسم حديثه مبيّن أن المواثيق العقدية هي: «مواثيق قائمة على الالتزام من طرفين طرف المأخوذ منه الميثاق وطرف الآخذ للميثاق وهي مواثيق متعددة كما يتبين من الآيات الكريمة».

وتطرق قاسم إلى أقسام المواثيق ومن أولها «الميثاق مع النبيين، والنبيون هم قدوة البشر وأعلى نموذج إنساني وهم القادة في الأرض وموقعهم لما هو الموقع المتقدم يطلب فيهم أن يكونوا أكمل الناس وأوفى الناس عهداً بالعهد والميثاق، ومقتضي أخذ الميثاق المؤكد منهم أشد لأن ما يطلب من النموذج والقدوة هو أعظم مما يطلب من غيره وبما هم قادة البشر ومن قبل الله عزّ وجلّ لابد أن يكونوا في موقع المسؤولية الأكبر لذلك خصوا بنوع من الميثاق وإن كان كل الناس أخذ عليهم نوعان من الميثاق، الميثاق التكويني والميثاق العقدي، والرسل داخلون في الميثاق التكويني ولهم ميثاقهم العقدي الخاص المتميز، وهو ما سنقف عليه».

ثم تطرّق قاسم لبعض النماذج من المواثيق من القرآن الكريم منها:

قوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)) سورة آل عمران الآية (81).

وقوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)) سورة الأحزاب الآية (7).

أوضح آية الله قاسم أن «الميثاق هنا مجمل ليس فيه تفصيل ولكنه موصوف بالقوة والغلظة وهذا ما يتناسب مع وضع النبيين ولأهميته غُلّظ وشُدّد وخُصّ بالذكر أولو العزم وذلك لأهميتهم على سائر الأنبياء، وقُدِّم ذكر النبي محمد(ص) مع ذكر من سبقوه زمناً من الأنبياء كالنبي نوح وموسى(ع) أسبق زمناً وذلك لموقعه المتميز».

وقال قاسم أن «أول ميثاق أخذه الله سبحانه وتعالى على النبيين هو تصديق النبي(ص) بما أتى به النبيون من قبله وعليهم أن يبشّروا بقدومه وبرسالته الخاتمة، وهذا هو ركيزة المواثيق وأسماها وأقواها، وهم أوفياء بما واثقوا الله عليه».

وأضاف قاسم أن «من هذه المواثيق أيضاً الميثاق مع المؤمنين بالإسلام كما جاء في سورة الحديد في الآية”8″ ((وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)).فأنا عندما أقبل شهادة ألاّ إله إلا الله وأن محمد رسول الله فقد اعطيت عهداً ودخلت حرم الميثاق الأكبر مع الله سبحانه وتعالى على ألا تزلّ قدمي ما استطعت عن طريق طاعة الله عزّ وجل وأن تكون قضيتي الأولى في الحياة هي الايمان بالله والاستقامة على طريق هذا الايمان.

وفي قوله تعالى: ((وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) سورة المائدة”7″».

قال آية الله قاسم أن «الميثاق مع المؤمنين نعمة من الله عليهم، وأنّ الحاجة في هذا الميثاق حاجة الإنسان وليست حاجة الله تبارك وتعالى، وكم نتخلف عن هذه الاستجابة المعلنة (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) أي قبلنا ونقرّ بالالتزام بالسمع والطاعة وكم خُولف رسول الله وخلفاؤه وأولياؤه وكم خُولف قرآنه، ولاتوجد خيانة قلبية تفوت علم الله عزّ وجلّ».

هذا، والنص الكامل لكلمة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم تأتي لاحقاً.

يُذكر أنّ هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة “حديث قرآني” الذي بدأ بداية شهر رمضان المبارك والذي تميّز بالحضور الحاشد والطرح الشيّق، كما ننوّه أن هذا اللقاء سيكون أسبوعياً مساء كل ثلاثاء.

زر الذهاب إلى الأعلى