الحديث القرآني الرمضاني – 26 رمضان 1435هـ / 13 يوليو 2015م

سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم

في

إضاءات قرآنية

26 شهر رمضان 1436هـ، 13-07-2015م

 للإستماع :

 

اضغط على الصورة لمشاهدة الألبوم :

photo_2015-07-13_14-46-24

 

للمشاهد :

وفيما يلي نص الحديث:

الحلقة الرابع عشر:

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

 

الآيات الكريمة التي تتحدث عن بني إسرائيل آيات من سورة البقرة ووصل الحديث إلى الآية الكريمة “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”[1]، يقال لهم آمنوا بما أنزل الله وكفى بأن يكون الأمر نازل من الله لإيمان بهذا الأمر بعد نزول الأمر من الله وتحقق هذا النزول منه لا توقف للعقل عن أن يستجيب لما صدر عن الله عز وجل بما هو الإله الحق الكامل المطلق وفرق بين أن يصل إليك أمر أو توجيه أو إرشاد أو نصيحة من إنسان عادي ومن إنسان له حكمة وله وعي وله خبرة وأما ما يصل إلى الله عز وجل فلا يتوقف دون الأخذ به إلا مغرور ومستكبر وجاهل استولت عليه الغفلة والنسيان، فكان يكفي أن يُعلم أنه أُنزل من الله وما يلفت هنا أن ردهم لم يناقشوا مسألة النزول، لهم حق أن لو كان هناك شك في نزول الأمر من الله أو صدوره من غيره فلهم شك أن يتوقفوا ويفتشوا ويبحثوا ولكنهم لم يعتذروا بهذا وإنما اعتذروا بما هو قبيح “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا”، قالوا أنه لا يكفي لقبولنا الأمر أن نعلم أنه أنه نازل من الله هنا فضاعة وغرور واستكبار وجهل.

 

قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ” ينزل من الله علينا وباسمنا وتحت رايتنا ويرتبط بقوميتنا وبعنصرنا ويغذي طموحاتنا الخاصة الفئوية ويستجيب لعصبيتنا فهذا ما نستجيب له وأما أن يكون حقا وأن يكون نازل من الحق الأعلى فلا يكفي دعني معك أفتش في داخلنا ونفتش في نفسيتنا هل لنا شيء من هذا الحس المريض أو لا؟ كأفراد ومؤسسات دينة واستجابتي وتضحيتي ونشاطي وحيويتي وبذلي فهل كل ذلك لأن الأمر أمر الله أو لارتباطه بعائلتي ومرتبط بشخصي فأنا من تولى القضية وانهزام القضية انهزامي وانتصرها انتصاري وإذا ارتفع ذكرها ارتفع ذكري وإذا زال ذكرها زال ذكري وسجل عليّ فشل ذريع، أيدخل شيء في نفسيتي حين أعمل العمل الذي يظهر إنه لله؟ فلنفتش في داخلنا فلا نعب الغير بما يكون لنا هو عيب لنا ولنحترس.

 

وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ” فغير هذا لا يفيد كونه حقا وحقا ساطعا ويعرفون أنه حق حال كونه حقا وهو الحق أكثر من ذلك “ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ” وعندهم برهان أنه حق لكونه لمصدقا لما معهم مما عرفوا من الحق وهذا ما يستظهر من الآية.

“قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”[2]، الإيمان الذي تقف وراءه خلفية العصبية سواء إيمان بنبي أو إمام أو إيمان بقضية فهذا ليس إيمانا بحقيقة القضية ولا بالرسول ولا بالإمام وإنما هو إيمان بالعصبية وهو خداع للنفس بأنه إيمان لأن هذا الأمر لو انفصلت عنه المصلحة العصبية لسقط في النفس ويفقد قيمته بالكامل ويكون فراق بين النفس وبينه فكيف يكون إيمان به فالقضية ليست إيمان بالإمام أو بغيره وإنما أنا تربيت في بيئة تحب علي بن أبي طالب وتؤمن بإمامة علي بن أبي طالب وقضيت من العمر السبعين وفوق السبعين في هذا الجو وارتبط أسمي بالشعي وبعلي بن أبي طالب عليه السلام وانتكاسة كبيرة وكل العمر يذهب وتكون قضيتي فاشلة.

 

أحدهم نوقش في قضية من القضايا التي أخذ بها وهي فاسدة ولكن مضمون عذرة أن الأسم ارتبط بهذه القضية وبعد ذلك أكون مخطأ في الرأي العام فهذا أمر مشكل فهذه العصبية للذات فأحيانا تكون العصبية المذهبية أو الدينية هي ليست عصبية دينة ولا مذهبية ولكنها عصبية شخصية وفئوية فلا أقبل أن يسقط أسم المسلمين فأنا مسلم ولا أقبل أن يسقط أسم السنّة فأنا سنّي ولا أقبل أن يسقط أسم الشيعة فأنا شيعي هذه العصبية للذات فأحمل الراية الشيعية أو السنّية وأحمل راية الإسلام وبعد ذلك يسقط وأسقط كلي فلا يجوز.

 

البرهان وعدم الإيمان الصحيح فإن كانوا يؤمنوا باليهودية إيمانا حقا وبرسالة موسى عليه السلام وإذا كانوا نصارى يؤمنوا برسالة عيسى عليه السلام واليهود الذين يؤمنون بأنبياء لله هل يقتلونهم حين تختلف المصلحة وحين تأتي كلمة النبي على خلاف الهوى وحين لا تتلاقى مصالح الرسالة مع المصالح الفئوية والمصالح الشخصية وصاحب العصبية الذاتية يقتل من انتصر له ومن بذل نفسه كان يبذل نفسه من أجل متبوعه الظاهري ولكن حالما تصطدم مصلحة الرسالة مع المصلحة الشخصية أو المصلحة الفئوية تمتد يد العدوان للإمام ولرسول فتجدهم كانوا يقتلون أنبياء وهذا يدل عن أنه لا إيمان بالله وهنا القرآن يحجهم “ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”.

 

“وقلد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده … ظالمون ” فأين الإيمان من الحق وهذا كاشف ثاني فهي عصبية ذاتية فئوية قومية وليست القضية قضية إيمان، يأتيهم بالبيات والمعاجز التي لا يمكن ردها وبعصا تنقلب إلى حية وتزخر بالحياة وبالحركة وجماد يتحول إلى شيء حي فاعل ويهدد وليس تمويها لأعين الناس وإنما هو على نحو الحقيقة فلا يبقى مجال لنسبة هذا الفعل موسى عليه السلام في ذاته وأنه هو الذي أحيا العصا بإرادته وهل يستطيع هو عليه السلام أن يحتفظ بحياته لنفسه لحظة واحدة من دون أذن والله وعطائه فلا يوجد عقل يحتمل بأن موسة عليه السلام هو الذي أحيا العصا وهذا بجنب الآيات الأخرى المتعددة.

 

فحين أحدهم يأتي بمثل هذه البينه ويقوم الإيمان الحق في النفس على أساس هذه البينات فلا يمر موقف عليه فيترك عبدة الله ويعبد العجل ويشرك العجل بالله عز وجل على الأقل فليس هناك إيمان حقيقي، “ثم اتخذتم العجل من بعده … ظالمون” فمعناه أن هناك تقصير وعناد وتجاهل لقيمة الرسالة وهناك إدبار عن الآيات.

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[3]، الطور هو الجبل والميثاق من وثِق و أوثق أو وثاق أو وثيقة وكل ذلك يحمل معنى الإحكام والشد والغلظة والتأكيد، فالميثاق عهد غليظ يقوم بين طرفين وهناك في الميثاق بينهما ركن ما يتفق عليه و يأخذ عليه الميثاق -قضية موجودة- فأخذ الله عز وجل من بني إسرائيل ميثاق وأخُذ الميثاق كان مصحوبا بمعجزة مذهلة تحمل نوع من التهديد لا يصل إلى حد القهر وسلب الإرداة ولكن من ناحية كونه معجزة لا يدع للعقل أن ينكر ومن ناحية تهديدا يثير في النفس الجدية ولا يتيح لها أن تتعمل بالسهولة والرعونة وعدم الاكتراث مع القضية فمعجزة وتهديد، المعجزة لها خطابها مع العقل والتهديد له خطابه مع النفس والمشاعر لا تقف موقف غير جاد أمام تهديد كبير فيه فناء فما كان يسع النفس أن تتساهل وتتلاعب ولا تعطي للقضية أهمية وما كان يسع العقل أن يهمل القضية وهي تملك عليه قناعته فمن شأن العقل الصحيح أن تملك هذه المعجزة عليه قناعته ورفع الطور -الجبل- فإما أنه رفع أو قطعة منه بصورة من الصور بحيث رؤا أن العذاب يتدلى على رؤوسهم ويظهر لهم جدية هذا الميثاق وأهمية القضية وأنها قضية تنال عناية الله تبارك وتعالى وهي محل تقدير من الله سبحانه وتعالى وهي قضية هداية البشر والاستجابة إلى الحق.

 

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ“، وحي الله ورسالة الرسول والإنجيل وأمانة الرسالة خذوه بقوة والقوة على مستوى الفكر الجاد فالعقل الممعن والموضوعي والباحث وعلى مستوى الفكر وطلب الفهم الدقيق للرسالة ولمضمونها وأهدافها وبالقوة من حيث الإرادة وتبتون فكرا رسالية قويا وتبنون إرادة رسالية قوية تنهض بأعباء الرسالة وتكاليفها وتكون هي القضية الأكثر جدية في حياتكم والتي لا جدية لكم في شيء إلا من خلال جديتها.

 

بقوة تجعلكم باذلين مضحين مجاهدين منافحين مكافحين عن الرسالة وبقوة إيمان وعمق في الإيمان ورسوخ وهذا يحتاج إلى عمل فكري وعمل نفسي وروحي حتى يترسخ الإيمان يثبت ولا تستوي القضايا في التعامل الجدي معها قضية تنال منك اهتماما وحق لك أن لا تنال منك ذلك الاهتمام وقضية تنال منك هذه الدرجة أو تلك الدرجة من الاهتمام وقضية حق لها أن تستحوذ كل اهتمامك وتصرفك عن الكثير الكثير من همومك ويختلف ذلك باختلاف وزن القضايا واهميتها ومصيريتها ومركزيتها وقداستها.

 

قضية التعامل مع الله هي القضية الأهم وقضية الأكبر في حياة الإنسان العاقل وقضية الدين هي القضية الكبرى وإذا كان من قوة ومن نشاط ومن حيوية فهذه القضية هي الأحق من بذلك كله من القضايا الأخرى “خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ“، عظيم ما آتينكم ومهم ما آتينكم ومنقذ لكم ففيه ذكركم وربحكم به وخسارتكم في التخلي عنه وهذه القوة لكم في مردودها حين تأخذون الرسالة بقوة وبجدية وبفاعلية وبإرادة مستجيبة فأنتم الرابحون وليس غيركم ألا تبحثون عن حياة سعيدة وعن ممات آمن وعن مصير سعيد “ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ“، لتتوفروا على ذلك كله.

 

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ” درس لا ينسى فمرة يكون معك أحد في الطريق ويقول لك كلمة قد ثتبت وقد لا تثبت ومرة تأتي مناسبة حافلة مثيرة كحدث في سفرة معينة وفي ظروف خاصة فتصبح حالة اقترانية بين الحادث والسفر تتذكر الحادثة فتذكر السفر وتذكر السفر تذكر الحادثة يكون هناك اقتران ويكون هناك منبه اقتراني فكيف بعهد وميثاق يؤخذ عليك من الله عز وجل في حالة رفع الجبل أو رفع قطعة هائلة من الجبل على الرؤوس ويهدد أصحابها بالفناء إن لم يستجبوا -وليس للحد الذي يسلب الإرادة ويؤدي للقهر لأمه لا عقيدة مع القهر ولا إيمان مع القهر-  فهذا ميثاق لا ينسى لأهميته وخصوصية المناسبة التي أخذ فيه.

 

“خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ”، السمع تختلف درجاته فهناك سمع بوصول الصوت إلى الأذن ووصولها إلى المخ أي إلى مركز الإحساس وهذا الدرجة من السمع تتوفر للإنسان والحيوان وهناك السمع قد يكون بمعنى الفهم والسمع بمعنى القبول والاستجابة، تقول في الصلاة “سمع الله لمن حمده” ويفسرونها قبِل الله حمد من حمده وحمدنا لله قاصر لا يبلغ حمد عبد مهما على ذلك العبد فهما وروعة روحية حق الله، أنت تقبل الشيء الذي يناسبك والشيء الذي دون مستواك لا تقبله وكل حمدنا دون مستوى الله عز وجل فبمنه عز وجل وبتجاوزه وكرمه وإحسانه يقبل منا الحمد الذي نبلغه والذي نبلغ فهمه وقولي الحمد لله ماذا تفعل؟ وحمدي لفظا أو حمدي قولا ماذا يعطي الله عز وجل؟ وإنما يقبله تفضلا ويقبلني بهذا الحمد ويستجب لحاجاتي تفضلا.

 

هؤلاء قالوا بمعنى قبلنا واستجبنا للميثاق ومستعدين لنكون معه ونخضع لهذا الميثاق وهم أمروا بأن يسمعوا بهذا السمع سمع القبول والاستجابة والرضوخ والرضا وهذا ما أمروا به ولكن جوابهم كان “ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا” وإذا كان السمع بمعنى القبول فهذا استهزاء مع العصيان أو سمعنا سمع أذن وليس سمع قلب ولا وراء هذا السمع من قبول نفس ومن استجابة إرادة فلا عناد أكبر من هذا وهذا قالوه بلسان الحال وكشف حالهم عن التعامل مع ذلك المثياق عن هذه النفسية الخبيثة وعن هذا الموقف الأبله والمتعجرف والمستكبر المستعدي -والله العالم-.

 

“قالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا” عناد “وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ” الإشراب هو نفوذ الشراب إلى المسارب الداخلية والتغلل وأشربوا العجل وهو لا يُشرب ولا يُدخل في القلب و في النفس كوجود مادي وإنما أشربوا حب العجل لأشدة التصاقهم به وكأنه إظهارلبشاعة هذه النفسية التي تبتلع العجل وفضاضة وغلاظة الصورة والتصاق شديد بالعجل وكأنه لا شيء عازل بينه وبين أنفسهم.

 

“وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ” فأحقموه إحقاما في أنفسهم واحتضنته قلوبهم واكتنفته قلوبهم وشغفت به وليس كل يهودي كان سيئا فأحيانا يخاطب الفرد وأحيانا يخاطب الجماعة والآن أمتنا يقال عنها أمة السوء ولكن ليس كلها وحين تكون أمة وسط فليس كلها وسط وليس كل أفرداها وسط هناك وجود شخصي وهناك وجود اجتماعي.

 

وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ” العجل لا يملك فاعلية وهو مصنوع من ذهب ومن زينة القوم والزينة لها سلطان وسطرة على النفس والشيطان له سلطان على النفس ولكنه ليس السلطان الفاعل فما من شيء مما خلق الله ومن خلق الله قد جعل الله عز وجل له سلطانا كاملا على قلبك بحيث يفقدك الإادة والاختيار فالظروف السيئة لها سلطان والظروف المغرية لها سلطان والكلام الساحر والإعلام الكاذب الزائف له سلطان والشيطان له سلطان والذهب الفضة والمال والمراكز لهم سلطان ولكن ليس بالحد الذي يسقط الحجة عليك وحيث لا سلب لإرادتك في كل هذه الأحوال فأبقى مسؤولا.

 

وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ” هناك حالة تقصير وهناك حالة تعامل لا مسؤول مع البينات ومع آيات الله تبارك وتعالى وهذا الكفر يفتح طريق القلب للعجل ولأقل من العجل ولمركز بسيط يخسرك الإيمان ولابتسامة شيطانية من فتاة بلهى أو بمركز بسيط أو بوعد كاذب يمكن أن أملك حين أتيح وأفتح الثغرات والأبواب والنزافذ للباطل على قلبي وحين أهون إرادتي وأخسر درجة من شفافيتي بسبب سوء فعلي.

 

قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” يريد القول أنه ليس لديكم إيمان فلو كان لديكم إيمان وهذه نتيجته فأعوذ بالله منه وهذه ليست نتيجة إيمان وليس عندهم إيمان ويكون الإيمان أخس شيء لو كانت هذه نتيجته وحاشا الإيمان الحق أن تكون له نتيجة مثل هذه النتيجة وأن يكون القلب في ظله مهزوما أو مغزوا بالبطل والإرادة مهزومة والرؤية غائبة والظلال قريبا من الإنسان فحاشى للإيمان الحق أن يترك صاحبه كذلك.

 

والحمد لله رب العالمين

[1] سورة البقرة، الآية 91.

[2] سورة البقرة، الآية 91.

[3]  سورة البقرة، الآية 93.

زر الذهاب إلى الأعلى