بيان آية الله قاسم : إرادة الشيخ أعصى من أن تكسرها آلامه

 

بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المصطفى محمد بن عبدالله الصادق الأمين وآله الطيبين الطّاهرين.

 

إرجاءٌ بعد إرجاء لما يراد إصداره من حكم على سماحة الشيخ علي سلمان في محاكمته الفاقدة للموضوع أساساً كما تراه غالبية الشعب، ومنظمات حقوقية، ومجامع علمائية وسياسية عالمية، ودول كثيرة منها دول صديقة للنظام، وكما تشهد به كلماته ومواقفه ودعواته.

 

ومع إرجاء الحكم لدوافع سياسية كما هو أصل المحاكمة تمديدٌ لحبس سماحته بعد تمديد. وتتواصل الشهود وتطول المدة لسجنه ظلماً ولمجرد اتهام كلّ الأدلة على خلافه.

 

إن كان ذلك لمصلحة الوطن فواضح أنه مناقض لها تماماً وموترٌ للأوضاع، وإن كان لكسر إرادة سماحته فإرادته أعصى من أن تكسرها آلامه، وإن كان لإسكات صوت الشعب، والتوقف عن حراكه فردُّ الشعب بمسيراته المتصلة لهذه المدة الطويلة في المطالبة بالإفراج عنه تخيّب هذا الظن السيء، وإن كان بتوهم أن الشعب سينسى زعيمه فالشعب أشرف من ذلك وأسمى، وقد برهن ولا زال يبرهن على شرفه وسموه.

 

إن العدل والمصلحة والحكمة وحقوق المواطنة وقضاء الشريعة والقانون العادل مناف لتشكيل قضية هذا الاتهام ضد سماحته. إن هذا التعامل مع سماحته ومع الرموز الشرفاء وإيداعهم السجون تجميداً لحياتهم وسرقة لها، وما يجري من الزجّ المتواصل بالعلماء وطلاب العلوم الدينية في السجون كما في مثال سماحة السيد الصادق المالكي، وما هو حاصل في كل من سجن جو وسجن الحوض الجاف كما عليه النقل المتواتر… كل ذلك يمثّل لغة صريحة في الإصرار على مواصلة العنف ضد الشعب، ورفض الإصلاح، والضرب بالمطالب العادلة في التغيير بعرض الحائط.

 

على أنه حتماً وبإذن الله القويّ العزيز لن يتراجع الشعب المؤمن عن مطالبه وقد ضحّى من أجلها بالكثير، وواصل طريق جهاده المدة الطويلة، ولن تنال من عزيمته المتاعب والخسائر.

 

وإنه الشعب المؤمن بربّه والذي لا يبتغي ظلماً ولا فساداً، ولا ينطلق من هوى، ولا يرتكب سفهاً ولا جهلاً، ولا يختار أسلوب العنف والإرهاب.

وإنه الشعب الذي لا يستوي عنده الحق والباطل، ولا العز والذل، ولا الكرامة والهوان.

شعبنا شعب العزّة والإباء والحرية والكرامة… شعب لا يرضى بالباطل ولا يخذل الحق. وشعب من هذا المستوى منصور منصور منصور من الربّ العظيم.

شعبنا شعب محب لوطنه، ولأمنه وخيره واستقراره واستقلاله، ومتمسك بالمطالبة بحقه، صابر على الطريق.

عيسى أحمد قاسم

4 رجب 1436 هـ

الأربعاء 22 أبريل 2015

زر الذهاب إلى الأعلى