مقال : في تفاصيل بيان “ستعجزون”عبّاس السميع يُجيب:..أنا هُنا !

في تفاصيل بيان “ستعجزون”
عبّاس السميع يُجيب: …. أنا هُنا !

كان البيان الذي عُرِف ببيان “ستعجزون” بياناً تاريخياً بكلّ معنى الكلمة، فرغم الظرف الصحي الذي حال بين قاسم ومخاطبة شعبه وجمهوره مباشرة، إلا أنه قائدٌ لايغيب في “المنعطفات الصعبة” ولا يُشغَر موقعه في لحظات الحاجةِ للرشادِ والاسترشاد.

يحتاج البيانُ -إن أُنصِف- إلى وقفاتٍ تُحلِل فصيلة دم كل حرفٍ وخواصها … إلا أن ثمة فقرة قصيرة ومقتضبة وردت في بيان “ستعجزون” قالها قاسم كعادتهِ في القول: واثقاً مطمئنا.

في فقرةٍ – للأسف – مررنا عليها مرور الكِرام استعرض آية الله قاسم منجماً بشرياً لاينضب، وعنصراً فولاذياً لايلين، حين قال:

( إنَّ لهذا الشعب قدر من الصناعة الإسلاميَّة الواعية الرشيدة الهادية المعتدلة بما يجعل كل محاولات التيئيس والتركيع والاستغفال والالتفاف على مطالبه تبوء بالفشل الذريع).

يتحدث القائد عن عنصر ( فخر الصناعة الإسلامية ) عن الشخصية القوية في فصول الظُلم الأربعة … الشخصية التي
• لا تصفَرُّ في خريف الظلم
• لا ترتعـدُ في عواصف الطغيان
• لا تُفتـنُ بزهو المغريات السياسية
• لا تنصِهرُ مع استعار نيران الوعيد

إنَّ السالِفَ مِن التاريخ يقول، وإنَّ الحاضرَ مِنهُ يُشدد القول: لاصمود كالصناعة الإسلامية، لاقوَّة كالصناعة الإسلامية، لانجاحَ ولاثباتَ في الاستمرارية كالصناعة الإسلامية.

فالصناعة الإسلامية التي يقرّ تاريخنا المعاصر لها في هذا الوطن الحبيب بأنها جدار الصدّ الأهم وعنصر القوةِ الأعم … هيَ التي أفشلت كل خطرٍ وسوء، وإلا مالذي يبقي شعباً في أوج حيويته ونشاطه بعد سنواتٍ أربعٍ حوصرَ فيها من جيوشٍ أتت من مختلف الأمصار،  ونُكِّل فيها بأسلحةٍ وفنونِ بطشٍ لم يكن لها من هدأةٍ ولا قرار، ومُورست عليهِ أتقَنُ هندسات التمييز والحرمان !

إنَّ أحد عناصر “ستعجزون” تكمنُ هنا، وإن أجلى علائم النصر تبزُغُ من هنا .. تقرَأ هذه السنوات بجدٍّ وتمحيصٍ وإنصافٍ وتجرّد فترى صلابة وحيوية أبناء الصناعة الإسلامية، وقد ترى انكفاءَ مَن لم يكن قالبهُ من هذه الصناعة بجلاء ووضوح في أوّل مَواطِن الشدِّة الفعلية.

ومِن أبناء هذه الصناعة جاءَ عبّاس السميع ليقولَ بخطابٍ مبهرٍ وفصيح، وإيمانٍ شامخٍ وساطع، وصدرٍ ملؤة الراحةَ والطمئنية: أنا هنا، لاتُهمةٌ، لاسجنٌ، لاتعذيبٌ، لا إعدام. أنا ابنُ الصناعةِ الإسلامية .. لانَهِنُ ولا نحزَن، أقوياء، مطمئنون، واثقون، ونحنُ على بصيرةٍ من أمرنا.

وما ماتَ شعبٌ فيهِ هكذا قائد وهكذا فِتية ….  ماماتَ مجتمعٌ تزخرُ فيه ( الصناعة الإسلامية )، فاصنعوا أنفسكم تَفلَحوا.

ميثم عبدعلي

زر الذهاب إلى الأعلى