الحديث القرآني الرمضاني – 10 رمضان 1435هـ / 08 يوليو 2014م

سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم

في إضاءات قرآنية في رحاب (سورة الشورى)

الحلقة التاسعة

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.

قوله تعالى “وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”[1]، مما يتنافى مع التوكل على الله عز وجل والتوكل هو تسليم لله وتفويض بالأمر إليه من منطلق العلم اليقين بحكمته وعلمه ورأفته وقدرته، مما يتنافى مع هذا التوكل وهو يقوم على كل هذه الأرضية أن أشك في حكم من أحكام الله عز وجل، بأن أشكك في صحته وأعرف أن هذا حكما من أحكام شريعة الله عز وجل الثابت يقينا من شريعته، ومع ذلك يكون في نفسي شك في عدل هذا الحكم، وانسجام هذا الحكم مع بقية منظومة التشريع الإلهي، وبمناسبته لقدرة الإنسان، فأين علمك ويقينك بعلم الله وحكمته ورأفته وأين هذا الشيء فهل يلتقيان؟ لا يلتقيان.

فأنا كاذب كل الكذب حين أقول أني متوكل على الله عز وجل، أو أن يكون في نفسي ظن بأني متوكل على الله ومن جهة أخرى أجد في نفسي شكا في تشريع من تشريعات الله في عدله وحكمته وفي صوابيته وأنا أعلم أنه من تشريعاته.

يصيبني مرض ويصيبني فقر، وتلم بمجتمعي كارثة أمنية أو كارثة طبيعية، فحين يقوم في داخل نفسي أن هذا ليس عدلا وأن هذه قسوة، وأن هذا عن عدم علم، فهذا الشعور لا يلتقي ولو بأضعف درجاته مع صدق التوكل مع الله ومع التسليم والتفويض إليه وليس من منطلق السذاجة، وإنما من باب علمي بأنه عالم لا يأتي علمه جهل، ولا ينسى، ولا يغفل، ولا يظلم، ولا يختل تدبيره، فأعلم بكل هذا ويكون في نفسي شعور ضعيف جدا بأن هذا الزلزال ظلم أو أن هذه الكارثة ظلم.

التوكل أمر ليس بالأمر العادي، ودعواه ليست ميسوره لأي أحد، وإنما التوكل الصدق هو توكل المعصومين عليهم السلام، فهؤلاء لهم ما أعده وادخره الله عز وجل من خير الآخرة، وقلنا الرزق رزقان رزق مبسوط على أهل الدنيا كافرهم ومؤمنهم، مال وصحة وجاه وقوة.

ورزق الآخرة ذاك ليس للكافرين فيه نصيب، وهذا الرزق العظيم الذي لا يستحقه الكافر “وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”[2]، وتأتي بقية صفاتهم، “وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ”[3]، أخلاقيات وسلوكيات ومشاعر تقوم على الصبر وعلى الانضباط، وعلى التحكم في النفس، وقدرة مقاومة وقدرة تحكم شديدة وانضباط بالغ، والظروف لا تلعب بهم، والمحيط لا يؤثر على موقفهم في مرضاة الله عز وجل.

يجتنب: بمعنى يبتعد وليس أن لا يقع في المعصية الكبيرة وإنما يبعد عنها مسافات، وهو أجنبي بعيد عن هذا الأمر ومعاد له، وغريب عليه هذا الأمر وليس بينه أي قرب وأي علاقة إلا علاقة الخصومة والنفور، وهذا المجتنب بشعوره وبموقفه العلمي وبفكره يعيش بكله في عالم غير هذا عالم الكبائر، وبعيد كل البعد ومتنزه وهو في أفق ثاني، ويعيش في أفق رفيع، يبعد به كثيرا بمسافة شاسعة والموبقات وكبائر الأثم، هو ليس مقاربا ونفسه تنازعه قد أمسكها وقد لا أمسكها، وقد تغلبني وقد أغلبها، بل هو بعيد، وحققوا مستو عاليا جدا محلقا في عالم الإيمان وعالم الشعور النظيف والعفة والنزاهة وعلو الهمة وسمو الشعور، حتى لم تعد الكبائر بما لها من إغراء، وبما فيها من قوة جذب تهزم كثيرا من النفوس لم تعد تمتلكهم أن تجتذبهم شيئا ما حتى تقرب المسافة بينهم وبينها، وهذا هو الاجتناب “وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ”[4] عظائم الذنوب، وتوجد مسافه بينهم وبين الصغائر ولكن المسافة الكبرى الكبرى الشاسعة بينهم وبين الكبائر، أن دأبهم أن لا يقترفوا الصغائر، وسيرتهم عدم مزاولة الصغائر، ولكن للقبح الكبير في الكبائر تراهم وبقدر قبحه في عقولهم ونفوسهم المسافة بينهم وبينه بعيدة بعيدة. وإذا غلب المؤمن على الصغيرة فهو لا يغلب أمام الكبيرة.

“وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ”[5]، فحش الأمر اتسع، وفحشة المسافة اتسعتن بيني وبينه مسافة فاحشة أي بعيدة وواسعة، وفواحش هي أمور وآثام ومعاصي عظيمة وشديدة القبح تتميز بدرجة عالية جدا من القبح كالزنا، وكبائر الأثم كالخمر والأزلام -لعب لميسر- والكبيرة عندهم فيها حلاف، والأقوال المشهور عندهم مما توعد الله عز وجل عليه من الذنب العقاب والعذاب، يوجد توعد قرآني وتوعد في السنّة بالعقاب والعذاب، والفواحش هي عظائم الذنب، وما كان له درجة متميزة جدا من القبح كالزنا واللواط هذه خسة، النفس الأبية الرفيعة المتحلية بالإيمان تجد نفسها بعيدة المسافة عنها.

“وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا” وهنا ضبط لاجتناب الفواحش ويوجد صبر ويوجد مقاومة ومكابرة وعناد وقوة تحكم، وحالة الغب حالة مستفزة وحالة جنون وحالة تدفع بقوة للانتقام وأخذ الثأر والانتصار للذات، هؤلاء قوم على ضبط شديد للأنفسهم.

“وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ”[6]، هو أكثر وأكبر وأقوى من أن يمسك نفسه عن مقابلة الظلم بما يمثل ظلما، ولا يكفيه هذا هو يغفر، وله حق أن يأخذ وأن يسترجع، وأن يقابل ظلمه بظلم مماثل بدرجة واحدة من العدوان -إذا أخذنا العدوان بغير معناه السائد والظلم بغير معناه السائد أو السيئة بغير معناها السائد- فله أن يقابل السيئة بالسيئة مثلها، وله أن يقابل العدوان بالعدوان مثله “اعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ”[7]، الحق يقضي هذا ولكنه يتجاوز حقه ويغفر لظالم نال ظلمه نفس هذا الغافر وليس لساذج، وسطا عليه ظلمه وآلمه ظلمه ومع ذلك يغفر. “وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ”[8]، ولابد أن تحدث موازنة بين رد الظلم وبين الغفران.

“وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”[9]، أوامر الرب فيها ما يصعب على النفس قبل أن تربى وتروض، وفيها ما يضاد عواطفنا ورغائبنا وغرائزنا المادية واسترخائنا وكسلنا، ما يعارض حب الولد وحب الزوج وحب الدنيا، أحتاج إلى ضبط ومقاومة، وأحتاج إلى مواجهة وإلى إرادة قوية وإلى إيمان يقف بي الموقف المعاند من كل هذه الجواذب الأرضية والصواد عن الله عز وجل.

فالمسألة مسألة صبر في الاستجابة لربهم، والاستجابة لربهم أي لأموار ربهم ونواهي ربهم ولمنهج ربهم، ومنهج الله منهج جد وصعود، والصعود صعب، ومنهج مقاومة لشهوات النفس ودلال الصديق والولد وشراسة العدو وحربه. فيحتاج الإنسان للمقاومة صبر، والمنطلق صبر، والمقاومة والمواجهة وإرادة عنيفة وشديدة منضبطة ومهدية وصالحة.

“وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ”[10]، تلك النفوس لا تميز بين أمر صعب وسهل في الاستجابة لله سبحانه وتعالى، ومع الشهوة الملحة يدوسها ويمشي، ومع التعب يقول له أنهض فينهض، فيقف الموقف الصامد، “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ”[11]، لم يؤدوا الصلاة بل أقاموها، وإقامة الصلاة تحتاج إلى صبر وتوجه وإخلاص، والصلاة عمل يشارك فيه الفكر والبدن وتشارك فيه الروح، وعلى الروح أن تكون حاضرة كل الحضور، وعلى الشعور الصاعد في النفس لله عز وجل المنشد إليه والمتعلق به أن يملك الحضور القوي في الصلاة حتى تكون إقامة للصلاة.

أنا في العمل، وفي مسألة رياضية هندسية حسابية أستعمل الطاقة الفكرية ولكن الطاقة الروحية لا أحتاجها، وفي تمرين بدني صعب وحسب العادة أحتاج حضورا فكريا خفيفا والباقي على الطاقة البدنية.

لكن الصلاة أكبر طاقة تحضر هي أصعب الطاقات وأخفى الطاقات وأشرفها طاقة الروح، أنا أعرف ماذا تعني “إِيَّاكَ نَعْبُدُ”[12] فكريا، بمعنى أن العبادة ليست من حق أحد إلا الله، وليس مسموحا لي أصلا أن أعبد غير الله، وأن عبادتي يجب أن تكون مقصورة على الله، ولكن عليّ أن أعيش هذا روحيا، وأن تسلم به في تلك اللحظة في قولي “إِيَّاكَ نَعْبُدُ”[13] فروحي حاضرة ومسلمة بأن لا تعبد غير الله، ولا عندي مشاعر تخلط بين عظمة الله وعظمة لأحد، وخضوعا لله وخضوعا لأحد، ورجاء في الله ورجاء في أحد، وخوفا من الله وخوفا من أحد، وأنا أقول “إِيَّاكَ نَعْبُدُ”[14] فكل روحي تعيش تلك اللحظة الخوف الخالص الموحد لله، والرجاء الخالص الموحد لله، والحب الخالص الموحد لله، والخضوع الخالص الموحد لله، وهذا عمل صعب أصعب من أن أتصور وأصدق فكريا أن العبادة إلا المنعم المالك، وإدرك فكريا أن المالك هو الله، والمنعم هو الله وأن النافع هو الله، وأن الضار هو الله.

لكن هل الروح تنصهر بهذا كله وتعيش هذه المشاعر بصورة حية ونابضة؟ وهل الروح تتمثل هذه المعاني تمثلا عميقا صادقا؟ فهذا عمل يفوق طاقتنا في الكثير بالكثير، آتانا الله طاقة نملك بها أن نصل إلى درجة عليا من هذا ولكن لتفريط وتفريط نحن لا نصل، وكل ذنب من ذنوبنا يضعف الروح ويقلل فعاليتها، ويغيب الروح ويفصلها عن الموقف العملي.

“وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ”[15]، أتوها بكل حدودها وأقولها وانضباطها وتجويدها فكل هذا سطحي، المطلوب أن يعيشوها روحيا بحدوها الصحيحة ومعانيها العالية، وبما تقتضية من سجو حق لله تبارك وتعالى وروكوع.

“وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى”[16]، إقام الصلاة هو في أوله ذو بعد ذاتي، وتعامل بين العبد وربه تبارك وتعالى، صحيح إن إقامة الصلاة له تأثيره الاجتماعي الضخم الكبير ولكن هو في طابعه العام الأولي هو عبارة عن نشاط فردي شخصي ذو بعد فردي وموضوع في العلاقة بين العبد وربه سبحانه وتعالى، والإسلام عنده حياة فردية، وعنده صلاح أشخاص وأفراد وتقويمهم، وعنده مجتمع ويبني مجتمع صالحا قويا ناهضا ظاهرا متقدما على غيره ولا يتقدم مجتمع عليه ولا يجاريه تقدما، فمطلوب للمجتمع الإسلامي أن يكون سبقا وقويا، فلابد أن تغطي التشريعات الإلهية هذه الحاجة، والتربية الإلهية لعباده المؤمنين، فتأتي أمور اجتماعية وعبادات ونشاطات وأخلاقيات ذات بعد اجتماعي لبناء المجتمع القوي الصالح، فيأتي “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ “[17]، هناك أمر اجتماعي ومشاريع اجتماعية وأوضاع اجتماعية ومتقلبات اجتماعية، وحالة تجد في المجتمع  حرب أو سلم، أو كارثة بيئية أو كارثة اقتصادية أو مرض وكل هذه أمور إما أن يبت فيها عقل الفرد أو يأخذ فيها بالمشورة.

أما أحكام الله فتلك أحكام الله وليست من أوضاع المجتمع وأموره، فلا تكون مشورة بكيفية الصلاة وهل تكون صلاة الصبح ركعتين أو ثلاث ركعات؟ وأي شهر نختار للصوم وكم ساعات؟ وكل التشريعات والمساحة التشريعية ليست من أمر الناس وإنما هي من أمر الله فالناس ليسوا كفؤا لها، فلو كان الناس بمقدورهم التشريع العادل الدقيق لما احتجنا للرسل، ولا يأتي منهج إلهي بعد لله، فلعلم الله بقصور العباد عن الوصول الصائب الدقيق المصلح تكفل سبحانه وتعالى بإنزال ارسل وإرسال الرسل وتوفير الرسالات الإلهية، ويسر طريق الوحي الإلهي للأنبياء والرسل.

الخلافة عن رسول الله، وملئ الموقع الديني الذي كان يتكفل به وبتأدية واجباته الرسول صلى الله عليه وآله وغير مسألة التبليغ، القيادة والدلالة على الله والعلم بأجكام الله، والحفاظ على شريعة الله علما وعملا، وتطبيق حدود الله بالكامل، وأمانة الدين وأن الأمانة التي كلف بحفظها رسول الله صلى الله عليه وآله تبقى محفوظا بتمامها بلا ثلمة و لانقص فهذا ليس أمر اجتماعي وإنما هو أمر إلهي قبل ذلك، فعلى المجتمع أن يستجيب وأن يحافظ، والمجتمع لا يملك أن يعلم معنى آي القرآن حرفا وحرفا وكلمة كلمة، والمجتمع لا يملك علماء وفقهاء ومفسرين يلتقون على تفسير واحد على آيات الله عز وجل، ويدركون المعاني الحقيقة والمرادات والمضامين الحقيقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى من كل سورة وآية وكل كل من كلمات القرآن، فلا يوجد أحد من الخلق يدعي أنه بكل شيء من القرآن عليم خبير غير المعصوم.

فالخلافة تحتاج إلى من يعلم هذا العلم، فنحن نريد أن نحكم على أساس؟ الله يريد الحياة أن تسير على طريق القرآن وهداه وعلمه وأحكامه، فإذا انفصلت المسيرة عن القرآن بعد انفصال علم الإنسان عن علم القرآن فإنا سنذهب إما على طريق الله أو طريق الشيطان، أو على طريق هوانا أو طريق القرآن.

فالإمامة لا تأتي فيها الشورى، وإمامة المسلمين ليس موقعا سياسيا فقط بل موقع خلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، صحيح أنه لا يوجد تلقي للوحي بعد رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله لأنه خاص به وأما تبليغ ما أوحي إلى رسول الله وصل إلى الأئمة عليهم السلام، والتبليغ هو التبليغ وتبليغ الواقع الإسلامي هو  تبليغ الواقع الإسلامي، والحفاظ على الواقع الإسلامي على يد رسول الله صلى الله عليه وآله هو الحفاظ على الواقع الإسلامي على يد المعصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه، وحماية الإسلام هو حماية الإسلام.

الوقوف في وجه النفس وأي تلكؤ وتردد في النفس وقوفا صارما أمامه من أجل تطبيق حكم الله موجود في الأثنين، كما أن على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقطع فاطمة عليها لو سرقت وحاشاها، على أمير المؤمنين عليه السلام أن يقطع يد زينب لو سرقت وحاشاها.

فالإمام لا يضعف عن حرب يرتضيها الله أو يقدِمُ على حرب لا يريدها الله وهذا كله خيانة وضياع في الإسلام بهذه المواقف، ولا يطفئ الشمعة في بيت المال لأن الشغل الخاص ببيت المال قد انتهى فلا يجوز، فلتجلب أحدا من العباد بهذه الدقة في كل المواقف ويعلم العلم الحقيق بالكتاب فلا يوجد أحد غير المعصوم.

صحيح أن بينهم شورى ولكن ليس في مسالة الإمامة، ولابد من الشورى بينهم ورسول الله صلى الله عليه وآله كان يعلم المسلمين الشورى وهو الغني عنها وعن رأي المسلمين،  فكان يشاورهم في أمر الحرب ولكنه لم يشاروهم في أمر الصلاة وكيفيتها، ولم يسأل المسلمين من أعين عليكم خليفة من بعدي، فهذا أمر لا يوجد. “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ”[18]، فهو خلق من أخلاق المؤمنين ويبقى لازما، ولا يمس مسألة الإمامة.

“وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ”[19]، هذا أمر اجتماعي، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”[20]، تكليف ذو بعد اجتماعي، ومنه الخمس والزكاة الواجبتان، وفي حالات يجب المال، والبذل الواسع في الإسلام من أوقاف وغيرها ويدخل هذا الباب في بناء الاقتصاد الناجح في الإسلام والتكافل الاجتماعي.

بعدٌ اجتماعي وبناء مجتمع صالح يستعلي على الحاجات، ويقع تحت الفاقة والحاجة، وليس مجتمعا يستجدي من أمريكا، ويستجدي من روسيا، دول وثورات تخضع وتتودد لقدم الاجنبي لحاجتها، والأمة المحتاجة في كل شيء أمة لا تستطيع أن تقاوم، والأمة التي جهلها حكامها وحجبوا عقولها وشغلوها فهذه أمة لا تستطيع أن تقاوم ولا أن تعيش الاستقلالية التامة.

فالإسلام وهو يصر على استقلال القرار الإسلامي وعلى قيادته للأرض لابد أن يبني أمة قوية منتجة غنية يحتاجها الآخرون ولا تحتاج للآخرين.

والحمد لله رب العالمين

 

[1] سورة الشورى، الآية 36.

[2] سورة الشورى، الآية 36.

[3] سورة الشورى، الآية 37.

[4] سورة الشورى، الآية 37.

[5] سورة الشورى، الآية 37.

[6] سورة الشورى، الآية 37.

[7] سورة البقرة، الآية 194.

[8] سورة الشورى، الآية 37.

[9] سورة الشورى، الآية 38.

[10] سورة الشورى، الآية 38.

[11] سورة الشورى، الآية 38.

[12] سورة الفاتحة، الآية 5.

[13] سورة الفاتحة، الآية 5.

[14] سورة الفاتحة، الآية 5.

[15] سورة الشورى، الآية 38.

[16] سورة الشورى، الآية 38.

[17] سورة الشورى، الآية 38.

[18] سورة الشورى، الآية 38.

[19] سورة الشورى، الآية 38.

[20] سورة الشورى، الآية 38.

زر الذهاب إلى الأعلى