خطبة الجمعة (576) 4 محرم 1435هـ – 8 نوفمبر 2013م

مواضيع الخطبة :

الخطبة الاولى : حديث في البِرَ

الخطبة الثانية : لماذا عاشوراء؟ – البحرين والثورات العربيَّة – سؤال محيِّر

 

الخطبة الأولى

       الحمد لله الذي أعزّ أولياءه بطاعته، وأذلَّ أعداءَه بمعصيته، وأبقى لأهل الطَّاعة في النّاس ذكرًا حميدًا، ونورًا هاديًا، وأَثَرًا مُربّيًا جميلًا، وكَتَبَ لهم السَّعادة في دار البقاء، وما يَبْقَى لأهل المعصية إلّا سوءُ الذِّكر، واستمرار الإثم بما يُعقبون من ضلالات سارية، وبِدَعٍ مضلّة، وغوايات مفسدة، ثم إنّ لهم يومَ القيامة سوءَ العذاب.

       والحمد لله الذي فَتَحَ أبوابَ الهدى والبصيرة لعباده جميعًا، ودلَّهم على الرَّشاد، وبيَّن لهم طُرُقَ السَّداد فهُدِيَ من هُدي بتوفيقه([1])، وضَلَّ من ضَلَّ بجحوده وتفريطه.

       أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.

       عباد الله انتفعوا بهدايات الله لكم في العقل والفطرة، ومما بثَّ من آياتٍ في الأنفس والآفاق، وأَرَى من دلائل القدرة، والإبداع، واللطف، والحكمة، والتدبير المصون من الخطأ، المنزَّه من الخَلَلِ، والعلم المحيط بكلِّ شيء، واسْتَقُوا من ذلك كلِّه معرفةً نقيّة طاهرة صافية لا غِشّ فيها ولا يضِلُّ السائرون على هداها طريقًا وغاية، ولا يخسرون من حياتهم شيئًا إلّا بما قصَّروا، ولا يفوتهم من آخرتهم رِبْحٌ إلا ما كان منهم في الحياة الأولى من تفريط.

       فلا يفوتنَّ أحدنا أن يبنيَ معرفته، ويُقيمَ صرح علمه في ضوء هدايات الربّ الكريم مما تزخر به النفس في فطرتها، وكلّ ذرة في الآفاق على امتدادها وسَعتها، ويَشيدَ بناء حياته في ضوء هذا العلم والمعرفة التي تقودُه إلى توحيد الله سبحانه وطاعته وتقواه، فيأمن بالأخذ بها في كلِّ حياته أيِّ عِثار أو خَسار([2]).

       اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

       اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وجنّبنا كلَّ ضلالة، واكفِنا كلّ غواية، واتباع الهوى، والوقوعَ في خداع النفس والشيطان، ووسوسة أهل الضلال.

       أما بعد أيها الأعزّاء من المؤمنين والمؤمنات أجمعين فهذا حديث في البِرَ:

       نعرف أنَّ ديننا القويم لم يترك أمرًا من الأمور التي يسمو بها الإنسانُ ويكمل ويرشد ويتقدّم في مستوى روحه وفكره، ويرقى في شعوره وهدفه، ويكثر نفعُه للنّاس، وينتهي ضرره إلا ودعا إليه، وحثَّ عليه، وأمر به، ووعد بثوابه، وأجزلَ جزاءَه.

       وليس من خيرٍ ولا صلاحٍ ولا إحسانٍ إلَّا ورغَّب فيه، وأعلى من شأنه، ودَفَعَ دفعًا قويًّا له، وأكرم فاعله. وكلُّ ذلك هو من البرّ الذي نادى به، وشدَّد عليه، ورَفَعَ شعارَه.

       ولئن صَدَقَ البرّ في بعض كلمات اللغويين على كلِّ فعلٍ مرضي، وما هو خير وصلاح إلا أنَّ بعضًا آخر من كلماتهم فيه اشتراط القصد، وأنَّ الخير وإن بقي خيرًا وإن جِيء به في غفلةٍ وسهو إلّا أنّه حتّى يصدُقَ عليه أنّه بِرٌّ يحتاج إلى انضمام القصد والالتفات إلى أنه كذلك.

       ولقد جاء الأمرُ القرآني واضحًا بالبِرِّ فمنه قولُه سبحانه في كتابه الكريم:{… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ..}([3]).

       {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}([4]).

       {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}([5]).

       وما أكثر الحديث في الدّعوة إلى البِرّ، والإطماعِ في فعله، والتحذير من الزُّهد فيه.

       ذلك من مِثْل ما جاء عنه صلّى الله عليه وآله:“أسرع الخير ثوابًا البرّ”([6])، “كن بارًّا واقتصر على الجنّة، وإن كنت عاقًا (فظًّا) فاقتصر على النّار”([7]).، والفظّ هو كريه الخلق، “يا ابن مسعود أكثر من الصالحات والبرّ؛ فإن المحسن والمسيء يندمان؛ يقول المحسن: يا ليتني ازددت من الحسنات، ويقول المسيء: قصّرت.

وتصديق ذلك قوله تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}([8])([9]).

       وعن الإمام عليّ عليه السلام:“الطاعة وفعل البرّ هما المتجر الرابح”([10]).

       وعن الإمام الصادق عليه السلام:“كان أبي عليه السلام يقول: نعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء، وتقرّب الآجال، وتُخلي الديار، وهي قطيعة الرّحم، والعقوق، وترك البرّ”([11]).

       وللفطرة السليمة شعورٌ بالانجذاب، والطمأنينة، والارتياح، والسّرور لفعلٍ يفعله الإنسان بعيدًا عن أيِّ نفعٍ ماديٍّ يجده فيه، وله شعور آخر من نفرة وابتئاس وريبة وقَلَق من فعلٍ تتّجه إليه النفس وإنْ كانت تجد فيه نفعا.

       وإن لم تكن الفطرة والعقل كافيين للتمييز بين الحسن والقبح في كلِّ القضايا والأمور والأفعال، إلّا أنه إذا وجدت تلك الطمأنينة والأنس للفعل عند الفطرة في نقائها فذلك دليلٌ على حُسْنِه، وفي نفرتها من فعلٍ ووحشتها منه دليل على قُبْحه([12]).

       فعنه صلّى الله عليه وآله:“البر ما طابت به النفس واطمأنّ إليه القلب، والإثم ما جال في النفس وتردد في الصدر”([13]).

       الفعل من أفعال البرّ تحتضنه الفطرة المهديَّة من الله سبحانه التي بناها على حبّ الخير، وبغض الشرّ، وتأنس وتطمئن إليه، ولا تجد نفسها إلّا كريمةً بفعله. والفعل من أفعال العقوق والشرّ لا تقبل احتضانه، ولا تجد ركونًا إليه، وتقلق من إتيانه([14]). وهذا ما يُستفاد من الحديث الوارد عنه صلّى الله عليه وآله:“البرّ ما طابت به النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما جال في النفس وتردد في الصدر”.

       ومن الأفعال ما تحتاج معرفةُ حُسْنِه وقبحه إلى بيان من الشرع لأنّ حسن الفعل وقبحه يرجع إلى عدد من المفاسد والمصالح التي لا يحيط الإنسان بكثير منها ولا يجد سبيلا من عقله وفطرته لتشخيصها وذلك مما هو حاصل في كثير من مساحات الحياة.

       والأخذ بالبرّ تخلُّق بخلق عظيم من خُلُق الله سبحانه وتحلّ بوصف من أوصافه ولله المثل الأعلى، وليس لأحد دونه كمال ذات أو صفة.

       تقول الآية الثامنة والعشرون من سورة الطور {…. إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}([15])، وفي الدعاء عنه صلّى الله عليه وآله:“اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا سَتّارُ، يا غَفّارُ، يا قَهّارُ، يا جَبّارُ، يا صَبّارُ، يا بارُّ، يا مُختارُ، يا فَتّاحُ”([16]).

       وعنه صلّى الله عليه وآله كذلك:” أسأَلُكَ بِاسمِكَ العَلِيِّ العالِي المُتَعالِي، المُبارَكِ البارِّ، يا بارّا بِعِبادِهِ، يا اللّهُ”([17]).

       وعن الإمام زين العابدين عليه السلام في المناجاة الانجيليّة:“اللّهُمَّ… يا مَن هُوَ أبَرُّ بي مِنَ الوالِدِ الشَّفيقِ، وأقرَبُ إلَيَّ مِنَ الصّاحِبِ اللَّزيقِ([18])يا مَن هُوَ أرحَمُ لي مِنَ الوالِدِ الشَّفيقِ، وأبَرُّ بي مِنَ الوَلَدِ الرَّفيقِ… سَيِّدي تَتابَعَ مِنكَ البِرُّ وَالعَطاءُ، فَلَزِمَنِي الشُّكرُ وَالثَّناءُ….” ([19]).

       والملائكة يصفهم القرآن بهذا الوصف {كِرَامٍ بَرَرَةٍ}([20]).

       والبر من أوصاف أنبياء الله فعن الإمام الصادق عليه السلام:“إن الصبر، والبرّ، والحلم، وحسن الخُلُق من أخلاق الأنبياء”([21]).

       ومثلهم في ذلك أئمة الهدى؛ فعن الإمام الصادق عليه السلام كذلك:“نحن أصل كل خير ومن فروعنا كلّ بر، فمن البر التوحيد والصلاة والصيام، وكظم الغيظ والعفو عن المسيء ورحمة الفقير، وتعهّد الجار، والإقرار بالفضل لأهله”([22]).

       والمؤمن آخذ خُلُقه من خُلُقِهم عليهم السلام جميعًا، ومستضيءٌ بهداهم في التخلُّق بأخلاق ربّه الجليل ما استطاع، ووسِعت قدرتُه.

       عن الرسول صلّى الله عليه وآله:“العِلمُ خَليلُ المُؤمِنِ، وَالعَقلُ دَليلُهُ، وَالعَمَلُ قائِدُهُ ([23])، وَالرِّفقُ والِدُهُ، وَالبِرُّ أخوهُ، وَالصَّبرُ أميرُ جُنودِهِ”([24]).

       والمؤمن أخو المؤمن، وعضوٌ من الجسم العامّ للمؤمنين، والكيان الواحد المؤتلِف من أفرادهم، وهو من أولى الناس بأن يبرّوه، ويبرَّهم، ويرفعوا عنه العَوَزَ، ويرفع ما استطاع من عَوَزِهم، ويدفعوا عنه الغائلة، ويعمل على دفعها عنهم.

       والبرّ بالضّالِّ أن يُخلَّص من ضلالته، وبالمحتاج أن تُقضى حاجتُه، وبالخائف أن يؤمَّن خوفُه، وبمن لا يجد مأوى أن يجد ما يؤيه، وبالجاهل أن يُعلَّم، وبالمريض أن يُطبَّب([25]).

       ومن برّ المؤمنين بعضهم ببعض أن يلتفتوا إلى ضرورات بعضهم البعض وحاجاتهم، ولا يتركوا لمن وقع منهم في ضرورة أو حاجة أسير ضرورته وحاجته، وهم قادرون. فتراحموا أيها المؤمنون وتلاحموا يرحمكم الله عزّ وجلّ ويلطف بكم، وتنالوا من عنده الثواب العظيم.

       اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

       اللهم اجعلنا ممن يسمع القول فيأخذ بأحسنه، ويتّبع أهدى الهدى، ويأتي بأقوم الأفعال، ويتّصف بأجمل الخِصال بمنّك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}([26]).

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الثانية

       الحمد لله الذي لا عِزّ إلّا عزُّه، ولا عِزَّ إلَّا لمن أعزَّه، ولا ذِكر إلّا لمن أراد ذكره، ولا قادر على إطفاءِ نور قدّر بقاءه، ولا إخمالِ ذكر أراد ظهوره. وهو وحده الذي أعزَّ أولياءه والمستشهدين في سبيله، والمجاهدين من أجله، وأبقى ذكرَهم حيًّا، وأَثَرَهم الطيّبَ في النّاس ساريًا، وجعل لهم من ثوابِ ذلك ثوابًا لا ينقطع، فَهُمْ بذلك أحياءُ نِعْمَ الحياة، وعاملون بعد الموت نِعْمَ العمل، وأنْعِمْ بمن لا يزالون يكتسبون في هذه الحياة خيرًا بعد موت.

       أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.

       عبادَ الله إنما الجهادُ الحقّ ما كان جهادًا في الله، وما كان في رضاه، وتحت راية دينه، وملتزمًا أحكام شريعته، وهو جهادٌ لا انطفاء لنوره، ولا انقضاء لهُداه، ولا توقُّف لعطائه.

       وجهادُ النفس لله سبحانه أوّلُ الجهاد وأساسُه، وما جاهد عبدٌ نفسه من أجل ربّه إلا كان مذكورًا مشكورًا عنده سبحانه، وأيُّ ذكر تتطلّع إليه نفسُ العاقل كذكره عند الله، وأيُّ ذكرٍ يرضى به دون ذكره، وأيُّ نفع في ذكرٍ ليس معه ذكرُه؟!!

       فلنجاهد في الله ما استطعنا، ولنطلبْ الذِّكرَ عنده، لا الذكر عند النّاس([27])؛ فإنَّ النّاس ليموتون، وإنّ النّاس لفقراء ولا يُغنون ولا ينفعون.

       اللهم ارزقنا اليقين بدينك الحقّ كلّه، وبكلِّ ما فيه، وبكلّ ما هو منه، واجعل أخذَنا به، ومفارقتَنا لكلِّ ما كان على خلافه، ونُصرتَنا له، وحربَنا على ما باينه، ومتابعتَنا لأوليائك، ومجانبتَنا لأعدائك فإنّا بك ولك ولا ربَّ لنا غيرُك، ولا معبود لنا سواك.

       ربنا افعل بنا ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

       ربنا اغفر لنا ولوالدينا وأرحامنا وقراباتنا وجيراننا والمؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصدّيقة الطّاهرة المعصومة، وعلى الهادين المعصومين؛ حججك على عبادك، وأمنائك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وعجِّل فرج وليّ أمرك القائم المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرَّبين، وأيِّده بروح القُدُس ياربَّ العالمين.

عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهِّد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين، وفِّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك، وانصرهم نصرًا عزيزًا مبينًا ثابتًا دائمًا قائمًا.

أما بعد أيّها الأحبة في الله فإلى هذه المحاور:

لماذا عاشوراء؟

لماذا إحياء ذكرى عاشوراء، ولماذا كلّ هذا البذل الكثير للمال في سبيله، والجهود المكثّفة، والحالة الطارئة في حياة الأمّة كلَّ عام، والتظاهرة العامّة الكبرى التي تشمل الرّجال والنساء، والكبار والصِّغار، وتُغطِّي ساعات الليل والنهار، ولمدة عشرة أيام متواصلة ولأكثر من عشرة أيام؟([28])

لأن ثورة الإمام الحسين عليه السلام أعادت للدين والأمّة الحياة، وكشفت بشكل جليّ عن عملية التزوير التي استهدفت فروع الدين وأصوله وكلَّ أسسه، وعرَّت الجاهليةَ الجهلاء التي اختلطت به وأذهبت جمالَه.

وكان لها ذلك لأنَّها ثورةٌ إسلامية بحقٍّ وصِدْقٍ ودقّة، وكلُّ أركان إسلاميتها الصَّادقة تامّة مكتملة حيث القيادةُ والطّرْحُ والأنصار، والأمانة البالغةُ في التقيُّد الشرعي، والأخلاقية القرآنية الرَّائعة، وطُهْر القصد، وخلوص النيّة لله سبحانه، وروحُ الفداء والتضحية في أعلى درجةٍ لها في سبيله تبارك وتعالى والتي قلَّ لها النظير.

وفي إحياء ذكرى عاشوراء إحياءٌ للأمّة وأجيالها، وشدٌّ لها للغاية، ووضعها على الطريق.

والإحياء من أجل تقديم إسلام الحسين عليه السلام للأمة، وهو الإسلام الذي لا ينبغي لمسلم أن يشُكّ فيه. والإحياء من أجل أن لا يُمرَّر على الأمة المسلمة ألفُ تزوير وتزوير للإسلام من جديد.

وعاشوراء من أجل أن يرفع من مستوى فكرنا ووعينا فنقرُبَ شيئًا ما من الفكر العملاق للإمام الحسين عليه السلام([29])، وأن نستضيء روحيًّا من أنوار روحه وهداه فتشفّ حياتنا بدرجة، وينتفض إيماننا فنقوى، وتتصلب إرادتنا في الخير فنندفع على طريقه، وتشتد عزائمنا فنكون قادرين على المقاومة، ونتعلَّم على يده من خلوص القصد لله سبحانه واسترخاص التضحية في سبيله ما تعِزّ به حياتُنا وتكرُم اليوم في الدنيا، وغدًا في الآخرة.

ومن أجل أن نتذكَّر بحقّ أن الإسلام لا يُعَزُّ عليه بشيء حتى الحسين عليه السلام، وأنَّ كلّ شيء يُرخصُ في سبيل الله، وأنَّ من ثمن بقاء الإسلام وصدقه وصفائه رؤوس أولياء الله وأصفيائه، والسبي لحرم بيت النبوة والرسالة والإمامة.

وموسمُ عاشوراء وإحياؤه وكلُّ البذل والجُهد المكثَّف فيه والإصرار عليه وبذل النفس وكلّ نفيس من أجله للنظافة: نظافة العقول من الشُّبهة، والقلوب من تأثير الجاهليات، والنفوس من غلبة الهوى والدّنيا، والعلاقات من غشِّها، والحكومات من ظُلمِها، وأوضاع السّياسة والاجتماع والاقتصاد وغيرها من فسادها، والأرض كلِّ الأرض من رجسها حتى تشرق بنور ربها([30]).

وهو للتعاون والوحدة؛ التعاون في سبيل الخير، وإشاعة المعروف، والقضاء على المنكر، والوحدة بالاعتصام بحبل الله، وقطع الصِّلة بأيِّ حبل آخر هالكٍ مُهلك، آخذ بأهله إلى النار([31]).

وكذلك هو للتراحم والتلاحم؛ التراحم الذي أوّل ما يبدأ ما بين المؤمن وأخيه المؤمن، والمسلم وأخيه المسلم ثم يعم كل مستضعف وضعيف وكلَّ كَبِدٍ حرَّى، والتلاحم في موقفٍ صُلْبٍ وثابت في وجه الشرّ والبغي والظلم، ولنصرة الحقّ والعدل والدين.

وممن تُستقى الدروس الحيَّة الكريمة الثرّة المربّية الصَّنَّاعة في موسم عاشوراء؟ من القيادة المعصومة في كربلاء؛ قيادةِ سبط رسول الله صلَّى الله عليه وآله، ومن كلّ أبطال كربلاء من رجال ونساء، من طاعنين في السنِّ وطاعنات، ومثكولين وثاكلات، من شباب وشابات، ممن كان في صِباه ممن ضحّوا عن وعي وإيمان بهذه الحياة.

من التهافُت والتنافس والتسابق على الشهادة في سبيل الله، من قوّة الإيمان في أغزر غمرة للمحن، من صمودٍ مبدئيٍّ معجزةٍ لا يعترف بآلام البدن، من مخدَّرات سُقْنَ سَوق الإماء إلى مجلس ابن زياد ويزيد ولم ينكسر لهنَّ عزم، ولم تخفُتْ منهنَّ كلمة الحق المقارعة للظلم والطغيان، ولم تدخلهُنَّ الهزيمة لرؤية مصارع الأحبَّة الأمجاد الكِرام، ولم تهتز في نفوسهن الثقةُ بالله سبحانه، وما نال من شعورهِنَّ بالعزّة بخالق الخلق كلُّ إذلال الظالمين، ومن حُجّة الله على أرضه بعد أبيه الحسين عليه السلام وهو زين العابدين عليه السلام الذي كان أسيرَ الطُّغاة بعد مذبحة الطفّ ليظهرَ منه بحقٍّ وفي الوسط المعادي كلّه وحيث لا نصير، وفي الجوّ المرهب، ونشوة النصر الجاهليّ للأعداء أنَّه الأعزّ، وأنَّ ما بداخله من عزةٍ صادقةٍ بالله يذوب أمامها كلُّ نصر، وكلُّ انتفاخ، وأُبَّهة دنيوية زائفة، وكلُّ عظمة تقوم على التزوير والافتعال، وأنه كلُّه إيمانٌ بأنَّ نصر يزيد وعساكره ما هو في حقيقته إلا هزيمة، وما الشَّهادة التي نال شرفها الحسين عليه السلام والصُّفوة المؤمنة من أهله وأصحابه إلا عينُ النصر والعزّة والكرامة، وأنَّ البقاءَ للحسين عليه السلام، وليزيد النسيانَ والهلاك([32]).

ولقد كانت في كربلاء مدرستان، مدرسة للحسين عليه السلام، ومدرسة ليزيد.

ولا مسلمَ اليومَ أو غدًا ممن له عقلٌ ودينٌ ويعرف الإسلام وما يوجب ويُحرّم، ويُجوّز ويمنع، وما يرفع به الإسلامُ ويضع يُشرّفه الإعلان بالاقتداء بيزيد، وأنّه يتخذه له إمامًا([33]).

وما من مسلم هو كذلك([34]) إلّا ويشرّفه أن يُعلِن اقتداءه بالإمام الحسين عليه السلام، وأخذه بإمامته الهادية المنقِذة([35]).

وحتّى من تُخالِف من المسلمين سيرته سيرة الإمام الحسين عليه السلام([36])، وفي أخلاقه مناقضةٌ لأخلاقه، ويضعف أمام نفسه بما يجعله بعيدًا عنه عليه السلام فيما يأخذ، وما يدع ليُشرّفه أن ينسبه آخرُ للإمام العظيم، وإنْ كان عليه أن يخجل أيَّما خجل لمفارقته له عليه السلام.

البحرين والثورات العربيَّة:

الثورة في تونس ثورة شعب على دكتاتورية حكم، وقد أسطقت نظام زين العابدين الذي كان يفرض سيطرته على تونس بقوة السِّلاح والمخابرات.

والبحرين ممن باركت للثورة بعد نجاحها.

وعندما أطاحت الثورةُ بنظام الحكم الطاغوتي الذي كان يرأسه محمد حسني مبارك جارت البحرين الوضعَ الجديد تمشّيًا مع الواقع واحترامًا أيًّا كان منطلقُه لإرادة الشعب. وبعد التغيير الأخير أعلنت أكثرُ بلدان الخليج تأييدها ومناصرتها بما في ذلك البحرين لما تمّ من تغيير على أنه تغيير قد شاركت فيه إرادةٌ شعبية بالقدر المعلوم، والتغيير إنما يرفع شعار الديموقراطية والاحتكام إلى إرادة الشعب، وأنَّ الخلفية له رفض الديكتاتورية والتفرُّد بالحكم من الفرد أو الحزب الواحد([37]).

وفي سوريا تقف البحرين بصراحة مع القوى المناهضة لحكم بشار الأسد على أساس أنها تطالب بالانعتاق والحرية والتخلُّص من حكم استبدادي يقوم على التمييز وقهر الشعب.

وفي اليمن تدخّلت البحرين فيمن تدخَّل لإحداث درجةٍ من التغيير كان من نتائجها إزاحة علي صالح من موقع الحكم، والاقترابُ من صيغة الحكم إلى النظام المعتمد بصورة وأخرى على إرادة الشعب فيما خُطِّط أن ينتهي له التغيير من الرجوع إلى انتخاب رئيس الجمهورية.

هذا هو موقف السلطة في البحرين من ثورات الساحة العربية على عدد من أنظمة الحكم الديكتاتورية المتسلطة فيها طلبًا للديموقراطية واحترام إرادة الشعوب.

فكيف هو موقفها من الحراك الشعبي السلمي في البحرين والمطالب بالإصلاح بسقفه المعلن المعروف المكشوف؟([38])

الواضح جدًّا أن قضية الاستمرار في التحقيقات للمعارضين السلميين، والاستدعاءات، والمحاكمات، والملاحقات، والسحب للجنسية عن عدد من المواطنين، والعقوبات الجماعية، والانتهاكات العامة، وهدم المساجد، والأحكام القاسية والقتل تحت التعذيب إلى آخر القائمة الطويلة من التنكيل بالحركة السلمية وقادتها وجمهورها ومناصريها إنما تستهدف المنعَ باستعمال أساليب القوّة من إبداء الرأي المعارض، والنطق بكلمة الحقّ، ونقد السُّلطة، والمطالبة بالحقوق، وتستهدف تركيع الشعب بصورة كاملة ودائمة، وأن لا يرتفعَ صوتٌ للحرية والديموقراطية في البحرين([39]).

وهذا الأسلوب القمعي الذي تنتهجه السلطة، وتصرّ على الاستمرار في التمسُّك به في قبال المعارضة السلمية لا يلتقي مع دين، ولا دستور، ولا خُلُق إنساني، أو عرف حضاري، ولا يلتقي مع موقفها في شيء من الثورات العربية الأخرى، وهو ضد المصلحة الوطنية بكلِّ وضوح.

هذا الأسلوب ساقط كل السقوط في نفسه بلحاظ طبيعته الانتقامية القاسية، وبلحاظ الطابع السلمي للحراك الإصلاحي، وحقانيّة المطالب الإصلاحية التي يحتضنها.

وقد أثبت فشله منذ بداية الحراك حتى الآن برغم الخسائر والفوادح الكبرى التي ألحقها هذا الأسلوب بالشعب فينبغي أن لا يبقى أملٌ للسلطة في إسكات صوت الحرية والتراجع عن المطالب الحقّة وإدخال الشّعور بالانهزام عند الشّعب.

أنت ترى أنه ما من رمزٍ من رموز المعارضة ممن عانى عذابَ السجون طويلًا، أو خضع للتحقيقات المطوّلة والمتكرّرة، أو جُرْجُرَ للمحاكمات أو وقع في ظرف من ظروف الموت تحت التعذيب أو هُدِّد وتوعّد قد نال ذلك من إيمانه بقضيته وسلامة موقفه وحقِّ الشعب في الحرية والتمتُّع بجميع حقوق المواطنة شيئًا، وما من واحدٍ من أولئك تردَّد في ثباته على طريق المطالبة بالإصلاح، ورفع صوته بكلمة الحق.

وهذا الصمود والصَّلابة هو ما عليه كذلك شباب السجون داخل السجن وخارجه، وشباب السَّاحات والمسيرات والمظاهرات والاعتصامات([40]).

إنَّ استمرار الرموز والشارع على الدرجة العالية من الثبات والصمود برغم كل الإجراءات القمعية المشدّدة والتي لا تتوقف، وتزداد تصاعدًا يعني تمامًا أنه لم يبقَ تفسير لإصرار السلطة على السياسة الانتقامية المعتمدة على التنكيل المفتوح بالمعارضة أيّ تفسير مقبول يتصل بإنهاء الحراك بالقهر، وزرع روح اليأس والانهزام في نفوس أبناء الشعب إلا ما يُمثّله من تنفيس خاطئ عمّا في الصدور مما لا يليق كما يذهب لذلك محلِّلون.

إنَّ مصلحة الجميع في إصلاح شامل كامل أوّلُه الإصلاح السياسي القائم على أساس دستوري صحيح واضح ثابت، وينال التنفيذ بحقّ وجِدٍّ، واستمرار، وصدق. وهذه الأوليةُ أوليةٌ رتبيَّة بمعنى أنه لا صدق لأي إصلاح بغير الإصلاح السياسي، وليست أولية زمانية بمعنى أنْ يُفرَغَ أولًا من الإصلاح السياسي ليُنتظر من بعد زمن مجيءُ الإصلاح في الجهات الأخرى، فإنَّ كلُّ أبعاد الإصلاح ضرورية وعاجلة، ولا يصح أن تُؤجَّل أو يُؤجّل منها شيءٌ.

وما ذكر عن تطلُّع البحرين لأن يسفر مؤتمر جنيف (2) الخاص بسورية عن نتائج منشودة تُحقِّق للشعب السوري الشقيق تطلُّعاته وآمالَه في إرساء الديموقراطية والتعدّدية السياسيّة، ويُجنّبه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يتعرّض لها هو ما نؤيّده كلّ التأييد، وهو عين ما يتطلَّع إليه شعب البحرين من السُّلطة الحاكمة لها. وإذا كان هذا من الخير الذي تُحبه السلطة في البحرين للشعب السوري الشقيق فلابد أنْ تُحبّه لشعبها، وتُبادر به، وإذا كانت لا تستطيع أن تُحقِّق هذا الخير للشعب السوري الشقيق فهي قادرة على تحقيقه لشعبها اليوم قبل الغد القريب.

سؤال محيِّر:

ودعوني أسأل من جهة أخرى: علم أسود مكتوب عليه (السلام على الحسين) يُنصب في شارع فرعي، أو حتّى في شارع رئيس، يُعلّق على منزل، في قرية أو مدينة، ما الذي يُهدّد السياسة من هذا العلم؟ ومن هذا السلام؟ وماذا يعني من تحدٍّ سافرٍ لها؟ وما الذي يُخاف عليها منه؟ أشيءٌ من ذلك؟ وهل يسقط هذا العلم النظام؟ يقلب الأوضاع؟ يغيّر الحكومة، يستبدل واقعا سياسيّا بواقع آخر مضاد؟

لِمَ هذه المعاداة؟! لِمَ هذه الحرب؟! لِمَ هذا الاستفزاز كلَّ عام؟! لِمَ الشحن لهذا الموسم بالتوتُّر منذ البداية؟! كلُّ هذا حتى لا تهدأ الأجواء ولو بعض الشيء، ولا يكون إصلاح على الإطلاق؟!

ونتمنّى أن لا يكون الأمر معاداة للحسين ريحانة الرسول صلّى الله عليه وآله بالذَّات.

ولكن كيف يفهم النّاس غير ذلك؟! وغير سدّ الأبواب عن الإصلاح؟!

ولنا بيان واضح فيما يخصّ قضية عاشوراء وإحيائها على يد المؤمنين.

عاشوراء، وإحياء عاشوراء لا لإثارة الحروب الطائفية، ولا التوترات المذهبية، ولا للسبّ والشتم المذهبيّ، ولا للتكفير ولا للفرقة بين المسلمين([41]).

إحياء عاشوراء ليس لإحداث أخطارٍ مرورية تذهب من أجلها نفسُ حيوان فضلًا عن نفس إنسان، ولا للعشوائية التي تشلُّ حركة النّاس، وتُحدِث مفاجآت مُهلِكة، ولا للتشويش على رؤية سُوَّاق المركبات المختلفة.

وعلى السلطة بخصوص هذا الشأن أن تقوم بتنظيم الحركة المرورية بما لا يُسبِّب شلَّ حركة الناس، أو يُسبِّب اختناقات للمواكب الحسينية، ويستهدف حشرها في الأزِقَّة الضيّقة والزوايا المهمَلة المنسيّة في العاصمة وغيرها.

ويبقى عاشوراء وإحياؤه لبيان الحقّ الذي أمر الله عزّ وجلّ ورسوله صلّى الله عليه وآله ببيانه بلا تحريف، ولا محاباة ولا زيادة ولا نقص.

ولعرض الواقع التاريخي بكلِّ أمانة وصدق ونزاهة بما يخدم المصلحة الإسلامية، وباللغة العلمية المترفِّعة عن الشتائم المثيرة، والبذاءات، وبلا تقوُّلٍ على أحد بغير حقّ، ولا قول بغير دليل.

([42])وللتربية الإسلامية الرسالية الصالحة للأمة في كلّ مناحي الحياة، وأبعاد إنسانية الإنسان الكريمة لتكون هذه الأمّة الأمة القويمة القوية العزيزة المتقدّمة في كل أوضاعها الإيجابية، ورائدة الأمم على طريق الله الواحد الأحد، وتوحيده الذي لا مجال غير الأخذ به لتقدُّمٍ بحق، ونجاحٍ صادق، وغايةٍ كريمة، وسعادةٍ في دنيا أو آخرة.

ومن أحقُّ من أهلِ البيت عليهم السلام بالرجوع إليه في فهم الإسلام، وبيان الحق، والتربية الصَّالحة للأمة، والتماس الفكر الذي ينهض بها؟!

اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

اللهم لا تزلّ لنا قدمًا، ولا تبطل لنا عملًا، وسددنا في القول والعمل، واجعل قصدنا إليك، ونجِّنا من مضلات الفتن وارزقنا النصر والعز وهب لنا عفوك، وألبسنا بلباس تقواك وعافيتك يا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

اللهم ارحم شهداءنا وموتانا، واشف جرحانا ومرضانا، وفكّ أسرانا وسجناءنا،  ورد غرباءنا سالمين غانمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}([43]).

 

[1]– الضمير راجعٌ على الله سبحانه.

[2]– ولا ينتهي به هذا الأمر إلا إلى أكبر ربح وأعلى درجة من الفوز فينال رضوان الله والجنة.

[3]– 2/ المائدة.

[4]– 104/ آل عمران.

[5]– 90/ النحل.

[6]– الأمالي للشيخ الطوسي ص107 ط1.

[7]– الكافي ج2 ص348 ط4.

[8]– 2/ القيامة.

[9]بحار الأنوار ج74 ص104 ط3 المصححة.

[10]عيون الحكم والمواعظ ص68 ط1.

[11]الكافي ج2 ص448 ط4.

[12]– فليسأل الإنسان صدره عن فعل تُحدّثه نفسه به.

[13]الخير والبركة في الكتاب والسنة ص38 ط1.

يبقى فعل الإثم يجول في النفس ولكنّه لا يجد مستقرًّا له فيها واحتضانًا منها له ذلك لمباينته لما عليه الفطرة السليمة.

[14]– وذلك ما لا يمكن أن يحصل إلا أن تموت الفطرة.

[15]28/ الطور.        

[16]موسوعة معارف الكتاب والسنة ج7 ص419 ط1.

[17]المصدر السابق ص 419، 420.

[18]– أي الملتصق.

[19]موسوعة معارف الكتاب والسنة ج7 ص420 ط1.

[20]16/ عبس.

[21]الخصال للشيخ الصدوق ص251 ط.

[22]الكافي ج8 ص242، 243 ط4.

كلُّ ذلك بر.

[23]– للجنة والتوفيق والنجاح.

[24]موسوعة معارف الكتاب والسنة ج7 ص423 ط1.

[25]– وهذه أمثلة من أمثلة البر بالإخوان.

[26]– سورة التوحيد.

[27]– فإنّ ذكر الناس لا يُغنيك شيئًا.

[28]– لماذا هذا كلّه؟

[29]– كلّنا بعيدون عن الإمام الحسين عليه السلام ما بعُدَ فكرنا عن فكره، وروحنا عن روحه، وشخصيتنا عن شخصيته. فحتى نقترب لابد أن نرفع من مستوى فكرنا ليقرب ولو شيئا ما من فكره.

[30]– هذا ما هو من أجله إحياء عاشوراء.

[31]– وكلُّ حبلٍ، وكلُّ سبيل باين حبل الله وسبيله فمنتهى أهله النار. فلا وحدة على طريق النار، إنما الوحدة المطلوبة أن تكون على طريق الجنة. والحسين عليه السلام هادٍ لهذه الوحدة.

[32]– هتاف جموع المصلين (بالروح بالدم نفديك يا حسين).

[33]– أمِنْ عاقلٍ في المسلمين، يفهم شيئًا من الإسلام يتشرّف بأن يقول: قدوتي يزيد وإمامي يزيد؟

[34]– أي عاقل ويفهم الإسلام.

[35]– هتاف جموع المصلين (لبيك يا حسين).

[36]– شيعيًّا كان أو سنّيًا.

[37]– التغيير الأخير هذا شعاره. وحكومات الخليج كلها تقف معه.

[38]– وهو سقف دون السقوف التي وصلت إليها بعض الثورات العربية وأصرت عليها.

[39]– هتاف جموع المصلين (هيهات منا الذلة).

[40]– هتاف جموع المصلين (لن نركع إلا لله).

[41]– ونرى أن عاشوراء ليست للشيعة وحدهم وإنما هي لكل المسلمين.

[42]– إحياء عاشوراء..

[43]– 90/ النحل.

زر الذهاب إلى الأعلى