خطبة الجمعة (570) 6 ذي القعدة 1434هـ – 13 سبتمبر 2013م

الخطبة الأولى: البخل
الخطبة الثانية: اسفين أسف وأسف ، شهادة العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة (570) 6 ذي القعدة 1434هـ – 13 سبتمبر 2013م

الخطبة الاولى :

الحمد لله الذي لا يقبل العقل له ثانيا، ولا ترى الفطرة له شريكا، ولا أن كان لخلق شيئا بفرض من دونه في كماله المطلق، وغناه ذاتي، وعلمه الذي لا يحد، وقدرته التي لا تتناها، هو المتفرد بالربوبية، الذي لا يشاركه مشارك في الإلوهية، لا شكر يبلغ حق شكره، ولا طاعة تبلغ حق طاعته، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيراً كثيرا.

عباد الله كلما عظم عطاء الفرصة واشتد خطر ما بعد الفسحة، كلما كان حسابها عند العقل الأكبر، والأخذ بأمرها أهم واستثمارها أعود وتفويتها أضر، والحسرة التي تعقب تضييعها أعمق وأدوم، ولا فرصة بأهميتها فرصة الحياة الدنيا التي تشمل كل الفرص ولا فرصة للإنسان خارج ما لها من مدى، كل الخير في الاستفادة من هذه الفرصة في ما كانت له، وكل سوء والشر والضرر في توظيفها الوظيفة التي تخالف غايتها وكل الحسرة والندامة في العبث بها وتضيعها، أريت فرصة بأهمية فرصة هذه الحياة التي ينقسم الناس فيها قسمين منتفع يبقى سعيدا أبداً ومضيع يخلد في النار أبدا، يقول سبحانه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} هكذا تقدم فرصة الحياة للناس.

عباد الله فلنعطي فلهذه الفرصة قدرها، ونعرف لها شأنها وأهميتها ونمضي أيام الحياة المكتوبة لنا في الدنيا على طريق لله وفي طاعته لا نغادر صراطه ولا نحيد عن منهجه ولا نفرط في شريعته ولا ننسى تقواه نكن من الفائزين.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد ابن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين وأغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين وتب علينا انك أنت التواب الرحيم.

ربنا لا حول ولا قوة إلا بك، ولا تسديد ولا توفيق إلا من عندك، فهب لنا من هداك ما يجعلنا لا نعدل عن طاعتك ولا نلوم بشيء من معصيتك موحدين لك بالأخذ الطاعة وترك المعصية يا جواد يا كريم يا أرحم الراحمين.

أما بعد أيها الأعزاء من المؤمنين والمؤمنات هذا حديث في موضوع البخل مما يعرض نفسه الإنسان البخل والكرم والاقتصاد والإسراف والبخل منعا وإمساك لما ينفع بذله الآخر، من مال أو علم أو نصيحة مثلاً، في مورداً لا تفرضه ضرورة الاحتفاظ بالمال ولا تقتضيه الحاجة المقبولة عند الناس، والكرم على خلافه وإذا تجاوز الإنفاق حد الاعتدال وكان فيه وضع للمال في غير مواضعه في نظر الشرع أو لدى العقلاء فهو الإسراف، فما من الإمساك ما يوافق الاقتصاد وهو الحد الفاصل للكرم عن الإسراف، ومنهم ما هو بخل ومن البذل ما هو كرم ومنه ما هو إسراف.

 أما الشح فيأتي في الاستعمال بمعنى البخل وبمعنى ما كان أشد منه وأبلى، وكل من البخل والإسراف محل للذم والنهي في الإسلام، والاقتصاد والكرم مطلوبان في هذا الدين الكريم، والبخل عيب من عيوب النفس ونقص من نواقصها وخلق للئيم من بين الأخلاق، ولما كان دين الله ومنهجه القويم لتهذيب النفس والارتقاء بها وتكميلها لم يترك شيئاً مما يمثل انحطاطا لها إلا نهى عنه، ولا شيئاً مما يدخل في رقيها إلا آمر به ودعا إليه، والبخل واحدا من الأخلاق الخسيسة التي نهى كلما من الكتاب والسنة عنها وحمى نفسه المسلم من التلوث بها، وان للبخل مناشئ ودوافع وموانع وطرق واقية، وله آثار سيئة ومدمرة متنوعة، وذلك ما يأتي الحديث فيه بإذن لله، ذم البخل {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللهُ أَطْعَمَهُ إنْ أَنتُمْ إلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} أنه هروب واعتذار من بذل المال في سبيل لله وسبيل الصالح العام ومحاولة تبرير ليس لها من وجه، {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} يأمرون الناس بالبخل قد يكون أمرهم من خلال الكلمة أو من خلال الموقف العملي وضرب المثل الحي في الحرص على المال والشح به.

عن رسول الله (ص) >أبعدكم بي شبها البخيل البذيء الفاحش<،  عن رسول (ص) الذي شهد له ربه العظيم بأنه على خلق عظيم لا يكون البخيل الفاحش على شيء من شبه بيه في صفة بخله وفحشه.

وعنه (ص) >إن الله يبغض البخيل في حياته، السخي عند موته< والمبغوض في الحديث الشريف ليس السخاء عند الموت، والتدارك لما فات العبد من عمل الخير وما كان منه من تفريط في حياته ومنعا للمال في دوره الصالح في بناء الحياة والاستقامة المجتمع وتقدمه وقضاء حاجات المحتاجين، ليس هذا هو المذموم والمبغوض عند الله سبحانه وتعالى، المبغوض أن يتأخر  التنبه هذا التأخر ويصل التسويف إلى هذا الحد وأن يرخص بذل المال في سبيل الصحيح إلا لحظة الرحيل عنه واليأس مما يمثله من قيمة في ذاته عند البخيل تصرف نظره عن طاعة لله والأخذ بما دعا إليه من الإنفاق في سبيله، وهناك تصرف آخر قد يأتي من البعض عند الإحساس بدنو الرحيل وهو يبدد ماله الذي كان قابضا عليه بشدة لا يصفو منه بشيء بلا حساب دقيق من الناحية الشرعية يكون هذا التبديد له في آخر الحياة بلا حساب دقيق من الناحية الشرعية وينسى قرابته وهم الذين يؤلمهم فقده ويغمرهم حزن فراقه، حين أنهم ليسوا من ورثته ممن يحسن الوصية لهم بشيء من المال.

فعن الرسول (ص): >يا ابن آدم كنت بخيلا ما دمت حيا، فلما حضرتك الوفاة عمدت إلى مالك تبدده فلا تجمع الخصلتين‏:‏ إساءة في الحياة، وإساءة عند الموت، انظر إلى قرابتك الذين يحزنون، ولا يرثون، فأوص لهم بمعروف‏<.

وعن (ص): >شاب رهق في الذنوب سخي أحب إلى الله من شيخ عابد بخيل <. وأحب منه ليس مطلق وإنما بخصوص صفة السخاء عنده وصفة البخل عند الشيخ العابد ومن هذه الزاوية، ولا يسقط قيمة السخاء عند الشاب فسقه ولا يشفع لصفة البخل عند الشيخ عبادته ولا يغير من قبحها المقيت.

النهي عن البخل ما يفرضه الله عز وجل لعبيده لابد أن يكون مما لا يبنيهم إنما يهدمهم ولا يسعدهم وإنما يشقيهم وهذا لا يلتقي مع غاية خلقهم ورحمته تبارك وتعالى بهم وكلما كان ذلك تعلق بهم نهي في الشريعة الإلهية العادلة الرحيمة الهادفة، والبخل لا يلتقي مع المصلحة الحقيقية للفرد ولا المجتمع على صعيد دنيا ولا آخرة وهو سوء خلق ينحط بمستوى النفس وينافي كرامتها.

عن الإمام علي (ع): >لو رأيتم البخل: رجلا، لرأيتموه مشوها، يغض عنه كل بصر، وينصرف عنه كل قلب<.

ومن هنا جاء النهي عنه كتابا وسنة في الكتاب الكريم {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لا يأتل تفسرها لا يخلف وما يقصر.

{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.

وفي الحديث الشريف عن رسول الله (ص): >إذا رزقت فلا تخبأ وإذا سألت فلا تمنع<  النهي هنا عن ستر الرزق وتخبئته بخلا والاحتفاظ به بمنع البذل له في الوجوه الصالحة.

وعنه (ص): >من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله<. من منعه الله الخير يوم القيامة من أين يجد الخير لنفسه.

وعن الإمام الصادق (ع) عن قوله عز وجل: >{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} هو القرض يقرضه والمعروف يصطنعه ومتاع البيت يغيره ومنه الزكاة<.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد ابن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين وأغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين وتب علينا انك أنت التواب الرحيم.

اللهم أجعلنا كرماء بدنيانا بخلاء لديننا وأهدنا ولا تضلنا وأرض عنا واجعلنا ممن قربته من عبادك الصالحين وأرفع درجتنا عندك يا أرحم الرحمين وأكرم الأكرمين يا محسن يا متفضل يا حنان يا منان.

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي يجير من كل شيء، ولا يجير منه شيء، وهو المغني عن كل شيء، ولا يغني عنه شيء، ولا غنى لشيء عن عطاءه، ولا بقاء له بدون إبقاءه يستعطيه كل موجود وجوده، وكل حي حياته، وكل ذي علم علمه، وذي خير خيره، ولا مصدر للعطاء سواه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً كثيرا.

عباد الله أن نكن على تقوى من الله نكن من المهتدين وإلا فلا هدى إلى من لم يتقي الله فهو في ضلال مبين، وما عاقبة الضلال غير الخسران ومن ضل هلك، وكل ما في الكون من خلق وكل ما تحدث به الإنسان الحياة يقود العاقل اللبيب إلى تقوى الله والتسليم له والتزام طاعته، فلا ينخدع أحدنا بالشيطان فينسى ذكر ربه وتضل بيه السبيل ويخسر التقوى.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد ابن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين وأغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين وتب علينا انك أنت التواب الرحيم.

اللهم أجعلنا من المسارعين إلى طاعتك، الفارين من معصيتك الوجلين من سخطك الطامعين في رضاك الثابتين على دينك القويم وصراطك المستقيم، لنفوز فوزا عظيما يا مجيب دعوة المضطرين.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة وعلى الأئمة الهادين المعصومين حججك على عبادتك وأمنائك في بلادكم الحسن بن علي الزكي والحسين بن علي الشهيد وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرج ولي أمرك القائم المنتظر وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين عبدك وبن عبديك الموالي له، الممهد لدولته، والفقهاء العدول والعلماء الصلحاء والمجاهدين الغيارى والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفقهم لمراضيك وسدد خطاهم على طريقك وأنصرهم نصرا عزيزا ثابتا مبينا دائما مقيما.

وأما بعد أيها المؤمنين والمؤمنات فإلى أكثر من عنوان:

أسف يستدعي الأسف الحديث يدور حول اسفين أسف وأسف يستدعي الأسف صارت هذه الأمة اليوم بعد أن نشأت عزيزة قوية متماسكة ومثلاً أعلى في الوحدة من بين الأمم تعيش مشاكل حادة ومصيرية بينية على مستوى حكوماتها وكذلك بين الحكومات والشعوب والفزع عند الكثير من الحكومات فيما بينها من أزمات ومن حروب للصديق (العدوان الأجنبي) وهو الحال نفسه عند عدد من الشعوب حيث استنجادها بيه في معاركها على الحكومات التي تسيطر عليها وتختلف معها وقد تمارس الظلم الشديد في حقها ونحمد الله عز وجل أن شعب البحرين في مشكلته مع حكومته يحرص على تجنيب بلده التدخل من الأطراف الخارجية ولا يتطلع إلا إلى الرأي المنصف والنصيحة الجادة للطرف الرسمي وعدم إقراره على الظلم الذي يشكو منه الشعب، وعدم التعاون معه في هذا الظلم بمده بأدوات الفتك بالمواطنين والخبرات والخبراء في هذا المجال، ودعمه بالكلمات المشجعة لاستمرار في سياسة الاضطهاد والمواقف العملية في هذا الاتجاه.

يتطلع هذا الشعب إلى أن هذا العالم إذا قال كلمة عن الظلم في البحرين أن يكون جادا في هذه الكلمة ولا يُعطي إشارات أخرى تخفف من وقعها، ويرفض هذا الشعب كل الرفض التدخل الآلة العسكرية الخارجية باسم إنقاذ الشعب نفسه، أما الحكومة هنا فقد اتخذت اتجاهً معاكساً لهذا الاتجاه واستجلبت الجيوش لضرب الشعب.

الواقع المنقسم الذي تعيشه الأمة ومشاكلها وحروبها البينية واستدعاءها للقوة الأجنبية انتصارا لهذا الطرف أو ذاك مما ينتهي بها إلى حالة من الهيمنة والوصايا الأجنبية حق يوقع كل غيور من أبناء هذه الأمة في أسف عميق مقيم قاتل.

هذا هو مستوى الأمة الإسلامية التي كانت رائدة وكانت هادية وكانت مثلاً أعلى في الوحدة والتماسك والاستقامة هذا هو الأسف!! أما الأسف الذي يستدعي الأسف فيصاب من يصاب بلون من خيبة الأمل ويأسف لأن بدا على الموقف الأمريكي والغربي تراجع أو ولي بدرجة ما عن تقديم الضربة العسكرية لبلد مسلم يخاف على أهله كلهم منها، وعلى عموم المنطقة على الحل السلمي الخاضع للتفاوض للأزمة المؤلمة والكارثة المدمرة التي وقع فيها هذا البلد.

هذا أسف في غير محله ولا ينسجم في شيء عن النظرة الثاقبة ورأي الدين ومصلحة الأمة ووحدتها وتجنيبها هيمنة الخارج وتحكمه في مصيرها، ولا مع شعور الاعتزاز بالهوية وصدق الانتماء أنه أسف يؤسف له ولا يليق بمستوى كانت عليه هذه الأمة وتفرضه مقومات الوجود الكريم السد الذي تملكه والأساس الحضاري المتين الأصيل الذي قام عليه وجودها.

شهادة العالم

صدر بيان من 47 دولة خلال جلسة المناقشة العامة في الدورة 24 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمنعقدة في جنيف من 9 إلى 27 سبتمبر الحالي والمعبر عن قلق هذه الدول البالغ من الوضع الحقوقي المتدهور في البحرين، وذلك أثر عدم نجاح الحكومة هنا في تنفيذ توصيات المجلس السابقة وتوصيات لجنة تقصي الحقائق برئاسة السيد (بسوني) واستمرار انتهاك حقوق الإنسان وتصاعد التضييق على حرية الكلمة والتقليص من الهامش الضيق لها أصلا حتى لا يكاد يبقى شيء من حرية الكلمة لفرد ولا مؤسسة سياسية حتى كدنا نرى أنه لم يبقى شيء من حرية الكلمة لفرد ولا مؤسسة سياسية.

وصدور هذا البيان شهادة عالمية صارخة بتردي الملف الحقوقي في هذا البلد وأنه يعاني من هبوط حاد وأزمة كارثية تُذيق المواطنين طعما مراً لا يذاق وتجعل حياتهم من حياة الجحيم، وتأتي هذه الشهادة بعد الجهود الحثيثة المضاعفة لتشكيلات حقوقية الرسمية المناصرة للحكومة وشراء شركات العلاقات العامة الملمعة لصورة السلطة في الخارج والوفود الضخمة المدافعة عنها في الأوساط والمحافل الدولية، والميزانيات المسرفة لغرض التلميع وفشل كل هذه الجهود والوفود والخطط والميزانيات المبالغ فيها والكرم المفتوح على العطايا والمنح والجوائز والرشاوى والإغراءات في مهمة التلميع المطلوبة وعدم قدرتها على طمس الحقيقة والمعانات التي يعيشها هذا الشعب من محنته الحقوقية يعكس بصورة قاطعة عمق الأزمة الحقوقية في البحرين واستمرارها وتفاقمها وإصرار السلطة على التمادي في سياسة انتهاك حقوق الإنسان، وهو الواقع الذي يعيش مأساته الشعب كل يوم.

أما العلاج لهذه الأزمة وخروج الشعب من المحنة الحقوقية فلن يتم في يوم من الأيام وأن طال الزمان في غياب الإصلاح السياسي الجدي الذي ينهي حالة الفساد ويسد منافذ التدهور في كل الوضع الوطني ويعيد للشعب حقه في حكم نفسه من خلال مرجعيته في اختيار السلطات.

جمعيات معارضة أو موالية هناك قوانين وقرارات صادرة بشأن الجمعيات السياسية تُحكم تقييدها بألف قيد وقيد في كل حركة تتحركها وكل علاقة تقيمها وكل اتصال بهيئة دبلوماسية أو حكومة من الحكومات أو منظمة سياسية لشرح وجهة نظرها مقابل ما تقوم بيه السلطة من دعائية مضادة لها وتشويه مستمر لسمعتها والتخويف منها ورسم صورة إرهابية شيطانية لها في ذهن الآخرين، في ظل هذه القوانين والقرارات التعسفية الخارجة عن كل المألوف والقاضية على الحرية تكون كل الجمعيات السياسية الخاضعة لهذه القوانين والقرارات جمعيات موالاة من دون جمعيات معارضة، أخذت عنوان معارضة أو موالاة ومهما كان لها من اسم طنان رنان.

سمي جمعيتك ما سميتها سميها ثورية سميها أي اسم آخر إلا أنها في ظل هذه القوانين ستكون جمعية موالاة لا معارضة.

جمعية لا تخطو خطوة ولا تقدم على مشروع وتزور أحد ولا يزورها أحد ولا يكون لها لقاء مع أي طرف إلا بإذن يحتاج إلى طلب ومدة للنظر فيه من قبل السلطة وبشرط بحضور طرف شاهد من قبلها يحصي على الجمعية كل كلمة، ويراقب كل إشارة، ويدقق في لمحات العيون، ليضمن أن يأتي كل شيء حسب رأي السلطة وذوقها وتقديرها وتوقيتها لتراه مناسبا ووفق هوى سياستها وما يرضيها، ماذا تسميها؟؟ جمعية (موالاة) أو (معارضة) هذه القوانين والقرارات السالبة للحرية المكبلة للجمعيات السياسية تقول بلغة عملية أبلغ من لغة القول بأنه لا مكان لأي جمعية معارضة، وعلى الصوت المعارض أن يختفي تماماً، وأكثر من ذلك إن عليكم أن تكونوا كلكم موالاة وأن نالكم من الظلم ما نالكم وسلبتم كل حقوق المواطنة وأن تكونوا رغم كل شيء ذيول ومناصرين للسياسة القائمة.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد ابن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم أفتح لعبادك المؤمنين في كل مكان أبواب الفرج وفك مغاليقها وسد عنهم أبواب الشر وعجل لهذه الأمة النصر وأنقذها من كل محذور ومحنة وتيه وضلال.

اللهم أرحم شهداءنا وموتانا وأشفي جرحانا ومرضانا وفك أسرائنا وسجنائنا ورد غربائنا سالمين غانمين في عز وكرامة برحمتك يا أرحم الراحمين.

{إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

زر الذهاب إلى الأعلى