آية الله قاسم: غباءٌ سياسي أن تتصدى لشخصية يؤثر المسّ بها وهي لا تهددك في نظرك

بعض تجارب الربيع العربي ألا تمثل تجربة فاشلة باسم الإسلام؟

آية الله قاسم: غباءٌ سياسي أن تتصدى لشخصية يؤثر المسّ بها وهي لا تهددك في نظرك

أكد سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في كلمته بمناسبة مولد الإمام المجتبى (ع) في مأتم القرية بسترة، مساء أمس الاثنين 13 رمضان 1434هـ الموافق 22 يوليو 2013م، أن الأئمة (ع) يعطون دروساً في التعامل مع الظلم، لافتًا إلى أن مقتضى الظرف غير منفصل عن مراعاة الحكم الشرعي.

ووسط حضور علمائي ووفد من المجلس العلمائي في الحفل تمثل في أصحاب السماحة الشيخ فاضل الزاكي والشيخ عيسى المؤمن والشيخ صلاح العكري والسيد حامي الجار، وحشد من المؤمنين، قال سماحته: إن هناك أئمة مثل الإمام الصادق (ع) والكاظم (ع) لم يخرجوا ولا يشكل موقفهم تهديدا للسلطة، وسأل: لماذا يلاحقون؟ مشيرًا إلى أن السياسة الأموية والعباسية ما فتئت وما فترت في موقف الملاحقة والمطاردة لإمام من أئمة أهل البيت (ع).

وأضاف آية الله قاسم “من الغباء جداً أن شخصية يؤثر المسّ بها وهي لا تهددك في نظرك أن تتصدى لها، هذا غباء سياسي، هل كان لهم عدو فيما يرونه هم أكبر من هذا الإمام القاعد في بيته (الهادي، العسكري)؟ هذا يكشف موقعية أهل البيت (ع)، وأنهم رأس هذه الأمة وحاملو راية الإسلام”.

وأشار سماحته إلى أن الصلاة الفردية تتأثر بحالة الشخص (اضجاع، قيام، جلوس)، فكيف بالشأن العام؟ منوهًا بأن خروج الإمام أو قعوده ليس حالة مزاجية أو نفسية، ومن يتحكم في ذلك هو الحكم الشرعي.

وذكر سماحته أن “بلال، ياسر، سمية”، يعذبون ولكن لا حركة، وموجود نواهٍ عن مد اليد عن القتال، سائلاً: استمرت الحالة؟ مشيرًا إلى أنّ الرسول خاض غزوات، هل كان جباناً الرسول (ص) وصار شجاعاً؟ لا، الشجاعة هي الشجاعة، العلم هو العلم، إنما اختلف الظرف الموضوعي الخارجي.

وقال إنه في ظل المبدئية المشتركة الشجاعة للأئمة (ع)، وفي ظل المواقف الخارجية المتعددة فليس لأحدنا أن يكون حسينياً على الإطلاق أو حسنياً على الإطلاق، أو يَجمُد على موقف أحد الأئمة (عليهم السلام) على الإطلاق، موضحاً أن هناك عناصر لتحديد الموقف.

وشدد سماحته على أنه من أجل تحديد موقف لابد من التمتع برؤية إسلامية عامة واضحة، وفهم فقهي كافي. مؤكداً أن مسيرة حياة المسلم لا تنفصل عن الفقه،  ولا دين بلا فقه “دين بلا فقه (هو) خيال، ادعاء كاذب”. سائلاً: شأن الأمة العام هل ينفصل عن الناحية الفقهية؟ هذا يمكن أن يحدد موقف الأمة؟ شخص يسأل عن وضوئه و..و.. ؟ لا يمكن، لابد من حصيلة فقهية كاملة لإخضاع الموقف للرأي الفقهي، رؤية فقهية مدققة.

ولفت سماحته إلى أن هذه الرؤية تشمل درجة وعي الأمة (الوعي الموضوعي، السياسي، الديني)، وعي الأمة في كل أبعاده، تأثير المحيط، القريب والبعيد. مشددًا على أن ميزان القوى لابد من دراسته، ودراسة نقاط القوة والضعف، بينك وبين الطرف المقابل.

واستطرد سماحته، بأنّ درجة التضحية عند الأمة، انضباط الأمة، تستجيب لنوع من الأوامر، ونوع لا، الإمام الحسن طرف يريد الحرب فقط، وطرف يريد الصلح فقط، هذا هو القيادة. لا بد من دراسة مدى انضباط الأمة، ثقة الأمة. موضحًا أنّ “إمكان تحقيق الهدف الاسلامي يمكن أن ينتصر لكن يجيّر لطرف آخر، انتصار قد يسيء للإسلام يأتي بوزراء فاسدين.. حكم 5 سنين يسقط اسم الاسلام”. وسأل سماحته “بعض تجارب الربيع العربي ألا تمثل تجربة فاشلة باسم الاسلام؟ هذا يسحب الثقة باسم الإسلام لكم جيل؟ لمدى طويل، هذا لابد أن يحسب”.

لمشاهدة الكلمة كاملة :

زر الذهاب إلى الأعلى