خطبة الجمعة (556) 13 رجب 1434 هـ ـ 24 مايو 2013م

مواضيع الخطبة:

 

الخطبة الأولى: البصيرة… تكملة

الخطبة الثانية: يوم للإسلام عظيم – شعب لا يقبل أن ينقسم – إذا غابت الحجة حضرت القوّة

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي يبعثُ الحياةَ للمادّة فيُحييها، والماءَ للأرض فيُنعشها ويُنبت زرعها، والدّينَ للقلوب فيُوقظها وينيرها، والنورَ على الظُّلمة فيُزيحها، والفَرَجَ بعد الكَرْبِ فيُذهبه، ويُعقِب الشدّة بالرخاء، والضيق بالسَّعة.
يُغيِّر ولا يتغيَّر، ويُجري الأمورَ على ما يشاءُ لا على ما يشاءُ غيره، وهو العليم الخبير الحكيم العليّ القدير.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله صلَّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.
عبادَ الله من لم يهمَّه أمرُ نفسه لم يُنقذه همُّ أحدٍ من النّاس به، ونجاةُ كلِّ مَنْ حوله، ومَنْ معه لا تعني نجاتَه.
ومَن سعى في إصلاح نفسه، وخالف هواه، وأطاع مولاه الحقّ أفلح برضا ربِّه، ولم يلحقْه شيءٌ من شقاء غيره، أو تضرّه معصية من سواه.
فليَحزَنْ أحدنا لمعصيته ولو كثر مِن حوله المطيعون، وليحمد الله على ما وفّقه إليه من طاعته وهو يرى كثرة العاصين.
ولا يَخدعن أحدَنا عن نفسه فينسى مجاهدتها أن يرى انتشار المعاصي مما قد يُهوِّن على النّفس أن تدخلَ ما دخله الآخرون من قبيحٍ وسوء فعل، ولا يُزهِدنَّه في الطاعة أن يقِلّ الإقبال في النّاس عليها وإلّا كان النّاسُ هم معبودَه، وليس المعبود الحقّ الذي خلقه ورزقه، ولا مُدبّر له سواه، وما بيد غيره شيء من مصيره.
اللهم صلّ وسلِّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرّحيم.
اللهم إنا نعوذ بك من مفارقة الحقّ، والتلبُّس بالباطل، والزّيغ عن الجادّة إلى ما فيه عِوَج، ومن الزُّهد في الطّاعة لك، والأُنس لشيء من معصيتك، والمقاربة لشيء من سَخَطك، واجعل حياتنا كُلّها من أجلك وعلى صراطك، وفي هُداك برحمتك يا أرحم الرَّاحمين.
أمّا بعد أيها المؤمنون والمؤمنات الكرام فهذه متابعة للحديث في موضوع:

البصيرة:

تقدَّم أنَّ البصيرةَ لها جذور، وعواملُ إمداد، وعوامل إعاقة وتعطيل.
وتقدّم الكلامُ في جذورها، وما لها من عوامل رَفْد وإمداد وبقي أن يُذكر من هذه العوامل عامل الدعاء، ليأتي من بعد ذلك الكلام في عوامل الإضعاف والتعطيل والإعاقة.
(1)والدعاء الذي ينال اهتمامًا عاليًا جدًّا في التشريع الإسلامي ومقام العبادة، ويتناول كلَّ أمر صغير وكبير من أمور الدّينِ والدّنيا، والرّوح والبدن لابد أن يتعلّق بأمر البصيرة التي إن صحَّت واستقامت صحّ الدين واستقام، وإن سقُمَت أو زاغت فسد الدين وأُصيب بالعطب البالغ والانحراف(2).
ومن الدعاء في ذلك:
عن الإمام علي عليه السلام – في المناجاة الشعبانية -:”إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حُجُبَ النور، فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلّقة بعزِّ قدسك”(3).
وعن الإمام الحسين عليه السلام من دعائه في قنوته:”اللهم وإنّي مع ذلك كلِّه عائذ بك… مستبصر في ما بصّرتني… فلا تُخلني من رعايتك… واجعل على البصيرة مدرجتي”(4).
وعن الإمام العسكري عليه السلام:”اللهم فصلّ على محمد وآله… واستقبل بي صحّة من سُقمي، وسعة من عُدْمي، وسلامة شاملة في بدني، وبصيرة ونظرة نافذة في ديني”(5).
مطلوب الدعاء بصيرة نافذة إلى أعماق الدّين، واصلة إلى أبعد أبعاده، معانقة حاقّ حقائقه، محيطة بكلّ دقائقه(6).
وعندئذ لا يُبارح النفس ضياء الإيمان، وعظمة الدين، ولا يغادرها اليقين، ولا يُلهيها مُلهٍ عن الطاعة، ولا يميل بها مُغرٍ إلى المعصية، ولا تشعرُ بضعف غير الضّعف أمام الله سبحانه، ولا تلمُّ بها وحشة لخسارة من خسائر الدّنيا، وفاجعة من فواجعها(7).
فليس بعد غنى الإيمان الحقّ بالله غنى، ولا شيء يمكن أن تجد النفس فيه غناها وهي فقيرة في الدّين.
وينتقل الحديث الآن إلى مضادَّات البصيرة، وعوامل إضعافها:
1. اتباع الهوى:
ومفارقة السّلوك لهدى الله من عقلٍ ودين، وانطلاقُه من منطلق الهوى، وما تشتهيه النفسُ معناهُ الهروبُ من البصيرة، والأخذ بالاتجاه المعاكس لها، والهوى لا معرفةَ له، ولا عِلْم، ولا إبصار، ولا رؤية.
الهوى تعلُّقاتٌ نفسيّةٌ شهوية، واندفاعة بلا حساب، وميلٌ بهيميّ، ورغبة مادية منفلتة قاضية على فُرَص التعقُّل، ومنافذ الحكمة، ومُعكِّرة لجوّ النّفس، وداخلة بالظلمة على الروح(8)، وملوّثة لأفق النفس، ومثيرة للغبرة، ومولِّدة للغشاوة، وباعثة للظلمة، ومنهكة للبصيرة.
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}(9).
وعن الإمام علي عليه السلام هذه الحكم الرشيدة: “الهَوى شَريكُ العَمى”(10).
“مَن رَكِبَ الهَوى، أدرَكَ العَمى”(11).
فمركب الهوى لا يتخلّف عن غايته وهي العمى.
“اُوصيكُم بِمُجانَبَةِ الهَوى؛ فَإِنَّ الهَوى يَدعو إلَى العَمى، وهُوَ الضَّلالُ فِي الآخِرَةِ وَالدُّنيا”(12).
“إذا أبصَرَتِ العَينُ الشَّهوَةَ عَمِيَ القَلبُ عَنِ العاقِبَةِ”(13).
2. التولّع بالدنيا:
عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله:”مَن يَرغَب فِي الدُّنيا فَطالَ فيها أمَلُهُ، أعمَى اللّهُ قَلبَهُ عَلى قَدرِ رَغبَتِهِ فيها”(14). ورسول الله هو المصدر الثرّ الأول في الإسلام للحكمة.
وعن عليّ وصيّه عليه السلام في صفة الدنيا:”مَن أبصَرَ بِها بَصَّرَتهُ، ومَن أبصَرَ إلَيها أعمَتهُ”(15).
الدنيا منظار لَهُ قوّة إراءة، ومدٍّ للبصر ليصل إلى المستقبل. له ذلك من خلال عمرها القصير، وطموح ساكنيها بما يتجاوزها، وما تغنى به من دلالات على الحقّ، ودقّة الصنع والحكمة، وما تشهده من عدم استقرار للناس على حال، وما يعتور حياتهم من تحوّلات، وما يقوم فيها من عدل وظلم، وما عليه أحوال أهلها من استقامة وانحراف(16)، وما يعانونه من خيبة الأماني والآمال، وما تشرئبّ إليه أنظارهم من الطّموحات، وتتطلّع إليه أفئدتهم من سعادة وخلود لا مكان له في هذه الحياة(17).
فمن اتخذ الدنيا من أهلها منظارًا يطلب به الوصول إلى الحقيقة أعطته الرؤية الكافية، وزودته بالبصيرة التي لا غنى له عنها، وأوقفته على الحكمة منها، والغاية التي كانت من أجلها، ودور الإعداد للمستقبل وهو الغاية والذي يجب على الإنسان أن يشتغل به فيها. أمّا من تلهّى بها، ووقف بنظره عندها أعمته عن رؤية الحقيقة، وقصرت به عن رؤية الغاية وآخر المدى. وخذ غوالي من لئالئ من كلماته(18) عليه السلام في هذا المجال.
فمما عنه في هذا السياق في صفة الدنيا:
“سَلَكَت بِهِمُ الدُّنيا طَريقَ العَمى، وأَخَذَت بِأَبصارِهِم عَن مَنارِ الهُدى، فَتاهوا في حَيرَتِها، وغَرِقوا في نِعمَتِها، وَاتَّخَذوها رَبّا، فَلَعِبَت بِهِم ولَعِبوا بِها، ونَسوا ما وَراءَها”(19).
نعم لعبت الدنيا بهم فأسقطت قيمتهم، ولعبوا بها فأفقدوها قيمتها.
“لِحُبِّ الدُّنيا صَمَّتِ الأَسماعُ عَن سَماعِ الحِكمَةِ، وعَمِيَتِ القُلوبُ عَن نورِ البَصيرَةِ”(20).
“إنَّ مَن غَرَّتهُ الدُّنيا بِمُحالِ الآمالِ، وخَدَعَتهُ بِزورِ الأَمانِيِّ؛ أورَثَتهُ كَمَهاً(21)، وأَلبَسَتهُ عَمىً، وقَطَعَتهُ عَنِ الاُخرى، وأَورَدَتهُ مَوارِدَ الرَّدى”(22).
وعنه عليه السلام فيما كتبه إلى بعض أصحابه:”اِرفِضِ الدُّنيا؛ فَإِنَّ حُبَّ الدُّنيا يُعمي ويُصِمُّ ويُبكِمُ، ويُذِلُّ الرِّقاب”(23).
3. الغفلة:
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}(24).
وعن الرسول صلّى الله عليه وآله:”وأَمّا عَلامَةُ الغافِلِ فَأَربَعَةٌ: العَمى، وَالسَّهوُ، وَاللَّهوُ، وَالنِّسيانُ”(25).
وعن الإمام علي عليه السلام:”دَوامُ الغَفلَةِ يُعمِي البَصيرَةَ”(26).
حيث يغفل الإنسان عن نفسه: حقيقتها، وعبوديتها، وكرامتها، والدور المناسب لها، وعن ربّه: عظمته وجلاله وجماله وقدرته، وإحاطة علمه، وإنعامه، وعما تعنيه حياته وما ينتظره بعد مماته، وتطول به هذه الغفلة تغشى بصيرتَه الظلمة، ويحجبها العمى، ويصير كأنه المخلوق من غير بصيرة.
4. الحبّ الأعمى:
حبُّ شخص، حبّ مؤسسة، حبّ حزب، حبّ أرض، حبّ موقع من غير نظر موجب، ولا خلفيّة من دين واعٍ، ولا خلق قويم، وميزان دقيق سبب من أسباب العمى، وعامل من عوامل الإضعاف وتقويض البصيرة.
فعن الصادق الأمين صلّى الله عليه وآله:”حُبُّكَ لِلشَّيءِ يُعمي ويُصِمُّ”(27).
وعن الإمام عليّ عليه السلام”مَن عَشِقَ شَيئاً أعشى بَصَرَهُ وأَمرَضَ قَلبَهُ، فَهُوَ يَنظُرُ بِعَينٍ غَيرِ صَحيحَةٍ، ويَسمَعُ بِاُذُنٍ غَيرِ سَميعَةٍ، قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ، وأَماتَتِ الدُّنيا قَلبَهُ، ووَلِهَت عَلَيها نَفسُهُ، فَهُوَ عَبدٌ لَها ولِمَن في يَدَيهِ شَيءٌ مِنها، حَيثُما زالَت زالَ إلَيها، وحَيثُما أقبَلَت أقبَلَ عَلَيها”(28).
وعنه عليه السلام:”عَينُ المُحِبِّ عَمِيَّةٌ عَن مَعايِبِ المَحبوبِ، واُذُنُهُ صَمّاءُ عَن قُبحِ مَساويه “(29).
فلنحذر أن نُحِبَّ من غير وعي، ونظر فاحص، وتقييم دقيق، وأن ندخُلَ في قفص من أقفاص الحبِّ من غير رويّة، أو نفارق الوعي، ونستسلم للحبّ بعد أن يدخل قلوبنا.
وليظلّ الوعيُ والدّين هو الحاكم لحبّنا وبُغضنا في الابتداء والاستمرار.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم زدنا من نعمة البصيرة، وبارك لنا فيها، ووسّع فينا مداها، وأثمر شجرتها، وأرنا من أثرها خير الدّنيا والآخرة، وأزهق عن قلوبنا كلّ باطل، واحجب عنها كلَّ ظلمة يا حنّان، يا منّان، يا كريم.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}(30). 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي لا يكون إلّا ما يريد لا ما يُريد غيره، ولا يجري إلَّا ما أجراه قَدَرُه، ولا قَدَر يردّ قدره، ولا فاتح لما أغلق، ولا مُغلقَ لما فتح، ولا مُقدّم لما أخّر، ولا مؤخّر لما قدّم، ولا غالبَ لمن نصر، ولا ناصر لمن خذل، لا أمرَ بيد غيره، وأمرُ كلُّ شيء بيده.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.
عباد الله قد أفلح المفلحون بتقوى الله، وخاب الخائبون، وخَسِر الخاسرون بمعصيته. وقد خرج خاصّة أوليائه من هذه الحياة بأكبر الرّبح بالانصراف إلى طاعته، والإخلاص في عبادته، والفرار من معصيته بعد أن عاشوا فيها ما عاشوا كما عاش الآخرون بين سعةٍ وضيق، ولذّةٍ وألم، وفَرَحٍ وحزن في تقلُّبٍ من الأحوال، يختلفون عمَّن سواهم فيما كانوا عليه من اليقين بعدل الله وحكمته وإحسانه، والرِّضا بقضائه وقَدَره، والاطمئنان إلى حكمه، والأنس بذكره، والاستقامة على دينه، وعدم الميل عن صراطه إلى أنْ ودَّعوا هذه الحياة غير آسفين عليها، ولا مخدوعين بأوهامها، ولا مأسورين لهواها، مطمئنين لرحمة الله، واثقين بكرمه، معوِّلين على جوده، آملين إنعامَه وإكرامَه.
ودّعوها لا كما ودّعها آخرون تتمزّق قلوبُهم لفراقها، هَلِعةً نفوسهم مما كسبت أيديهم، آيسين من رحمة الله، لا يتوقعون إلّا عذابًا أليمًا، وشقاء مقيمًا.
فلنرغبْ عباد الله في مصير الصَّالحين، ولا يضلَّنا مضِلّ عن تقوى الله، ولا يصرفنا صارف عن طاعته، ولا نتّخذ الشيطان وليًّا، ولا طريق الخاسرين سبيلًا.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم إنَّا نعوذ بك من حياة الضلال، ومسلك الغافلين، ومنقلب الخاسرين، ومن التعرُّض إلى غضبك، واستحقاق عقوبتك، ومآل النّار.
اللهم ارزقنا هدى الصَّالحين، واسلك بنا طريق الآمنين، واختم لنا بختام المفلحين، وارحمنا ربّنا في الدنيا ويوم الدين يا أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين الصَّادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة، وعلى الهادين المعصومين؛ حججك على عبادك، وأمنائك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وعجِّل فرج وليّ أمرك القائم المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيّده بروح القدس ياربّ العالمين.
اللهم عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهِّد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين، وفِّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك، وانصرهم نصرًا عزيزًا مبينًا ثابتًا دائمًا مقيمًا.
أمَّا بعد أيها الملأ الكريم فإلى هذه الكلمات:

يوم للإسلام عظيم:

يُولد رجالٌ في الأرض فيكونون بسوء اختيارهم مبعثَ ظُلمة، ومنطلق ضلال، ومصدر شقاء، فيشقَون، ويَشقى بهم المحيط، وتشقى بهم الحياة، وقد يمتدُّ الشقاء بهم على امتدادٍ طويل واسع لأجيال وأمم لتغرق كلّها في مأساة، وتتيه بها السبيل.
ويُولد رجالٌ في الأرض ليكونوا فيها نورًا من السّماء ينير للسائرين على المدى الذي لا ينقطع، ولكلِّ الأجيال والأمم سُبُل الحياة، ويشقّ لها طريق السّعادة.
فحقَّ للبشرية أن تفرح بمولد هؤلاء الرجال، وأن تتخذ أيام مولدهم أعيادًا تكون لها محطاتِ تزوّدٍ كريم واستلهام من موائد فكرية وروحيّة، ونفسيّة وإنسانية وجهادية وتضحوية وإشراقية عالية نفيسة، وتتخذ منها مناسبات تُقنعها بقيمة الإنسان، وقدرته على التّسامي إلى المستوى الإعجازيّ البعيد، وتعزز من خلال هذه النماذج الفريدة ثقتها بنفسها، وتعالج فيها الآثار السلبية الضخمة التي تُحدثها لها الصدمة العنيفة السيئة القاسية للنماذج المنحطّة السوداء الكالحة من بني الإنسان.
وعليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام نموذج من أروع نماذج القِمَّة في مسار الرقي الإنساني والرسالي الذين شهدهم تاريخ الأرض والرسالات. إنّه كذلك في كلماته ومواقفه وعلاقاته… في فكره، وعقيدته، وعبادته، وحُكْمِه، وسياسته وفي كل أحواله وسيرته وجهاده.
وصيّ رسول الله الأعظم صلّى الله عليه وآله، ووارث علمه، وحكمته، ووارثه في موقعه عدا النبوة، إذ لا نبيّ بعد محمد صلّى الله عليه وآله، وبمحمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام اختتام الوحي والرسالة.
تقرأ فيه الإسلام، وتقرأه في الإسلام، والعارف بأحدهما عارف بالآخر، وكل منهما مرأة لصاحبه، وليس ألصق منه مستوى ومكانة وشأنًا برسول الله صلَّى الله عليه وآله، ولا مثله. هو الإنسان الأكمل بعده، وإمام الأمّة والإنسانية الذي لا بدّ لهما منه بعد فقد النبي الكريم إذا أُريد لهما البقاء على خط الإسلام في أصالته، وصفائه، وسماويته الخالصة ونقائه.
هكذا هو عليٌّ عليه السلام كما يقدّمه القرآن الكريم، وكما تقدّمه السنّة المطهّرة، وكذلك سيرته العطرة. فليقتدِ بعليّ من أبناء الأمة عظماؤها وقادتها الأَماميّون، وكلّ من أحبّ أن يسلك طريق العظمة.

شعب لا يقبل أن ينقسم:
جرت محاولات كثيرة لقسمة هذا الشعب ومن أجل إحداث العداوة وتعميقها واحترابه واقتتاله.
وقد أخذت هذه المحاولات شتّى الوسائل، وسلكت طرقا متعددة من أجل هذا الغرض الدنيء الخارج على مصلحة الوطن بعد الدين والقيم والأمانة.
والشعب في شارعه العريض الشيعي والسنيّ ومعه المخلصون من العلماء والنخب والجمعيات السياسية الإسلامية والوطنية يقفون بوعي وقوة في وجه هذا المخطّط الذي يريد أن يحرق كلّ شيء بدافع ألاعيب السياسة وأغراضها السيئة وإجهاض أي مطلب من مطالب الإصلاح والتغيير.
ووراء الموقف الشعبي والنخب الكريمة والمؤسسات السياسية الوطنية الشريفة وعي كامل لخطورة هذه المؤامرات، ومعاداتها للجميع، ونتائجها المدمّرة، كما أن وراءه أخوّة إسلامية عميقة، ووطنية مركّزة، وشعورًا بقيمة الإنسان، وتقديرًا من الإنسان المسلم الذي لم تشتره السياسة لحرمة أخيه المسلم ومعرفته بحقّ وحدة الأمّة الإسلامية.
لم يستطع مكر السياسة ولا إعلامها المضلِّل، ولا كل وسائلها أن تستثير الشارع الشيعي أو تجر الشارع السني لما تستهدفه من حالة الاحتراب والاقتتال والتصادم(31).
هناك أصوات نشاز، وأدوات رخيصة من هنا أو هناك داخلة في المؤامرة، وداعية بقوّة للفتنة، وإشعال الحرب، وإيقادها، وهي تتقاضى أثمانًا باهظة من الموازنة العامّة للشعب على حساب أمنه وأُخوّته ووحدته وحاضره ومستقبله وسلامة أجياله ولكنَّ وعي الشعب بعد فضل الله قد أسقط فاعليّتها، وكتب عليها الفشل لحدّ الآن.
والمؤمّل من هذا الشّعب الكريم أن يكون له من وعيه، ودينه، وأُخوّته الوطنية، وشعوره الإنساني بقيمة الإنسان، وإدراكه لمصلحته المشتركة بعد درأ الله سبحانه للسوء ضمانةٌ تُفشل هذا الكيدَ السيء والمكث الخبيث، والمحاولات القاتلة، ولا تسمح بأن تأخذ شيئًا من مدًى أو فاعليته في صفوفه اليوم أو غدًا.
وقد كان له من أيام الهيئة الوطنية، ومن واقع أيام المجلس التأسيسي الأول، والمجلس الوطني الذي أعقبه، ومن واقع أحداث هذه المرحلة السياسيّة ما يُعزِّز هذا الأمل، ويعطي ثقة عالية بذكاء الشعب ووعيه وفطنته.
وإننا لنسأل ربّنا الرّحيم الكريم أن يُعطي شعبنا بكلِّ مكوّناته نباهةً وفطنةً والتفاتًا لمصلحته وتقديرًا للدّين والإنسانية فيقف صفًّا واحدًا يحول بين من يريد به الفرقة والشَّتات والاحتراب والاقتتال من الدّاخل أو الخارج وبين ما يشتهون، وأن لا يستجيب للارتدادات السيئة لما يحدث مما يحمل ريح الفتنة في المحيط وكل الخارج(32).

إذا غابت الحجة حضرت القوّة:
مطالب الحراك الشعبي لا تردُّها حجّة، ولا ينكرها شعب من شعوب اليوم، ولا يسع حكومة من الحكومات أن تُوصمها بالتطرف.
وهذا محرج جدًّا للجانب الرسميّ في حالة الخلاف القائم في الوطن.
وعندما يكون الأمر كذلك، وليس من عزم السلطة أن تستجيب لمطالب الشعب العادلة يتحتم عندها أن تُعمِل القوّة، وتُفتِّش عن خلق المناسبات المختلفة لإحداث التوترات، وتفتعل ما تفتعل من أوضاع لتبرير استخدام القوّة والأخذ بأسلوب العنف؛ فغياب الحجة يستدعي حضور القوّة إلَّا أن يكون البديل الصحيح عن الحجّة الكاذبة الواهية، والقوّة الغاشمة الباطشة وهو الاعتراف بالحق، والخضوع له، والاستجابة لما يترتب عليه(33).
وهذا ما يصعب كل الصعوبة على الحكومات من أهل الدُّنيا.
فالنتيجة تكون هي اللجأ إلى استعمال البطش، والأخذ بالتنكيل، واختلاق الأحداث، وافتعال المناسبات التي تُعطي تبريرًا ظاهريًّا وإعلاميًّا لهذه السياسة.
وعند شعور المؤسسة السياسية العابدة للسلطة أو قسم منها بالفشل في المعركة السياسيّة، واليأس من تحقيق أي نصر فيها بحقّ أو باطل يكون الاتجاه إلى الإفراط في استخدام القوّة، والتهور في أسلوب العنف بدل الاعتراف بالهزيمة أو الرجوع إلى الحقّ تمسُّكًا بما قد يُريها وهمُها إيّاه من أنّها إنما خُلِقَت لتحكم وتتسلَّط وتتحكّم في مصائر الآخرين، وأنه لا تصح مشاركة أحد لها في هذا الحق. وهذا الشعور الواهم الشاذّ يزيد في محنة الشعوب لأنّه يفتح الباب على مصراعيه لاستباحة الدم والشهية في المبالغة في التنكيل(34).
وبهذا تجد الشعوب نفسها مضطرة تحت ضغط الظروف التي يخلقها لها هذا التوجُّه النفسيّ المغالي المفرط عند السلطات لمواجهته ولو كلّفها ذلك الكثير، وأعطت أبهظ الأثمان من أجل خروجها من تحت الضغط وآثاره المرهقة، ومن أجل أن تحيا الحياة اللائقة بإنسانية الإنسان.
والشعوب التي تكتوي بنار ظلم السلطة وقمعها وعنفها، واستهتارها بالكرامة الإنسانية، ودم الإنسان اكتواءً يهدّد وجودها، ويسحق إنسانيتها ويحرّكها على طريق الإصلاح والتغيير لا شيء من قمع السلطة وعنفها يكسر إرادتها، أو يفِلُّ من عزمها ويسبب لها التراجع(35).
وهي لا تحتاج مع هذه الدرجة من الشعور بالخطورة وتلقِّي المهانة إلى من يدفع بها إلى هذا الطريق ابتداءً أو الصبر على مشقّته، والبذل الذي يتطلبه استمرار هذا البذل. وتعتبر هذه الشعوب كل نصيحة لها بالتوقف وانتظار المزيد من العذاب والقسوة والإذلال خِذلانًا وخيانة ومهانة لها(36).
وما تحميل السلطات شخصًا أو مؤسسة بعينها مسؤولية استمرار الرفض والصبر على الأذى والألم في سبيل الإصلاح والتغيير إلّا نوعًا من التبرير الواهي وتشبُّثًا بالطحالب.
وعن الحادثة الخاصة بهذا الأسبوع فإنكم لتعرفون أنْ ليس لكل واحد منا قضية خاصة مع السلطة، وإنما نحن شعب واحد، وقضيتنا واحدة هي قضية الإصلاح الذي يرى الجميع ضرورته وكذلك ضرورة التعجيل به، وأنه لا مناص منه، ولا غنى للوطن عنه(37).
وتعرفون أن بيوتنا جميعًا لها حرمتها المشتركة في دين الله التي لا يُجيز لأحد التعدي عليها وانتهاكها، وأننا متساوون في هذه الحرمة، ولا يختصُّ بها بيت دون آخر، وأنَّ تجاوزها في حقّ بيت واحد تجاوزٌ لها في حق كلّ البيوت، وانحفاظها إنما يتمُّ بمراعاتها في البيوت كلِّها. وبهذا فإن بيوتنا كلَّها مهدورة الحرمة من أول مرة انتُهِكت فيها حرمة أول بيت منها، وهكذا دمُنا(38)، وكلّ ما يعِزّ على النفوس(39).
وأنت يا شعب فداك النفس لغيرتك وحميتك ونباهتك وإيمانك، وتمسُّكك بدينك، وبذلك وعطائك. وإنَّ فداء النفس لك فداء لله سبحانه لأني أراكَ لا تريد إلّا الله، ولا تحترق إلّا من أجله.
أيها الشعب الكريم ابقوا كما أنتم لا تتخلّون عن مطالبتكم بالحقّ والعدل، وإصراركم على تحقيق المطالب، واسترجاع الحقوق، ولا عن تعقُّلكم وأسلوبكم السلمي مخلصين لوجه الله الكريم، مسترشدين بهدى دينكم، آخذين بأحكام الشريعة الإسلامية الغرّاء، واثقين بالنصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين.
الشعب الكريم.. هذا المقصِّر في حقّ الله والدِّين والشعب(40) أنتم تُشعرونه في كلّ مرة يَمَسُّه فيها قليلٌ من الكثير الذي ينالكم من بغي وظلم بالخجل والحرج والتقزُّم، وتأنيب الضمير لمواقفكم الكريمة التي تفوق الحساب، وغيرتكم وهبّتكم وتضحياتكم الجليلة التي لا يرى أنّه أهلٌ لها، وأنّه فوق ما يُطيقه عنقه من دَين، وجميل لا يُنسى، ولا يرقى جهدُه لوفائه.
الخجلُ يُكلِّلني، والحرج يملكني أمام اهتمام مراجعنا العظام، وفقهائنا الأجلّاء، وعلمائنا الغيارى، والطلاب الأعزاء، والحوزات الكريمة خارج البحرين وداخلها، وأمام كلِّ المؤسسات والجهات والشخصيات على المستويين الداخليّ والخارجيّ دينية كانت أو وطنية، وأمامكم أيها الجمهور المؤمن الغيور الصابر المجاهد المخلص المضحّي للمواقف الكريمة في إنكار المنكر وإدانة التعدّي، وقول كلمة الحقّ في وجه الاستخفاف بما حرّم الله، واختراق حواجز شريعته.
أحبّتي في الله أرفع باسمكم صادق الشكر، وبالغ التقدير والامتنان لكلِّ من يقف مع هذا الشّعب في محنته مُنكِرًا لصور الظلم القاسية التي يتلقّاها يوميًّا، وتسلبه راحته وأمنه، وتهدر كرامتَه، منتصرًا للحقّ والعدل وحريّة الإنسان وكرامته، مبتغيًا لهذا الوطن أن يعيش كريمًا آمنًا مستقِلًا يتمتع كلّ أبنائه بأصدق صور الأخوّة الإسلامية، وأروع العلاقات الوطنية تسودهم روح المحبّة والوفاء والإخلاص والتعاون المثمر الذي يصبُّ في مصلحة الجميع، ويعمُّهم العدل والأمن والسلام.
هذا ما يملكه العبد الفقير إلى ربّه أن يقوله، أمَّا الثواب الحقُّ فهو عند الله تبارك وتعالى(41).
وثواب الله هو وحده محلُّ نظر المؤمنين، وهو كلّ ما يؤمّلونه، ويطمحون إليه، وكلّ سعيهم من أجله، فأحسن الله لهم الجزاء، ووفَّاهم أجر المحسنين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم عاملنا بعفوك، ولا تحملنا على عدلك، وعجّل لنا نصرك، وأعزّنا بعزّك، وأيّدنا بتأييدك، واكفنا بكفايتك، واحمنا بحماك يا مجيب السائلين يا رحمان يا رحيم يا كريم.
اللهم ارحم شهداءنا وموتانا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرانا وسجناءنا، ورد غرباءنا سالمين غانمين في عزٍّ وكرامة.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون (42).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – تقدم في الخطبة السابقة 8 من عوامل نماء البصيرة واشتدادها وتبلورها، والنقطة التاسعة والأخيرة من عوامل نماء البصيرة هي الدعاء. (اللجنة الفنية).
2 – لا يسلم دين بلا بصيرة سليمة.
3 – الدعوات لقطب الدين الراوندي ص5 ط1.
4 – بحار الأنوار ج82 ص214 ط3 المصححة.
5 – بحار الأنوار ج83 ص176 ط3 المصححة.
6 – الأئمة عليهم السلام يشقّ عليهم أن تغيب عنهم الرؤية النافذة إلى أعمق أعماق الدين في أي لحظة من لحظات حياتهم.
وإنّ من أسباب عظمة الله في القلب، وأن يكون أكبر من كلّ شيء عندنا كما هو حقّه أن نعرف دينه، وما عليه دينه من الحقّ الذي لا شائبة فيه، ومن الصدق الذي لا يُخالطه شيء، ومن الرحمة والرأفة، ومن كلّ أسباب الكمال ما لا يمازجه نقص.
7 – ولذلك كان صبر الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام صبرًا لا يُطيقه أحد.
8 – فالهوى لا يمكن إلا أن يسدّ منافذ البصيرة، ويُضعفها، ويغلق عنها أن ترى النور والهدى.
9 – 23/ الجاثية.
10 – مستدرك الوسائل ج12 ص113 ط2.
11 – المصدر السابق ص115.
12 – موسوعة معارف الكتاب والسنة ج8 ص387 ط1.
13 – المصدر السابق ص388.
14 – تحف العقول ص60 ط2.
15 – موسوعة معارف الكتاب والسنة ج8 ص388 ط1.
16 – ونحن يمكن أن ننظر إلى الدنيا نظرتنا عبر المنظار، كما يمكن أن نقتصر بنظرتنا للدنيا عليها، وعطاء كل من النظرتين عطاءٌ يبعد عن عطاء الآخر كلّ البعد. فالنظرة للدنيا منظارًا للآخرة، منظارًا لقدرة الله، منظارًا للنفس، منظارًا لما عليه قيمة الحياة، لما يرتقب الإنسان من الآخرة، لما تقضيه حكمة الله عز وجل، هذه نظرة لها عطاءها، ومردودها الصنّاع.
17 – تلك نظرة لها عطاؤها الكبير.
18 – أي الإمام علي عليه السلام.
19 – نهج البلاغة ج3 ص50 ط1.
20 – عيون الحكم والمواعظ ص404 ط1.
21 – والكمه هو العمى، أن يولد الإنسان أعمى.
22 – موسوعة معارف الكتاب والسنة ج8 ص389 ط1.
23 – الكافي ج2 ص136 ط4.
24 – 179/ الأعراف.
25 – موسوعة معارف الكتاب والسنة ج8 ص390 ط1.
26 – عيون الحكم والمواعظ ص250 ط1.
27 – موسوعة معارف الكتاب والسنة ج8 ص390 ط1.
28 – نهج البلاغة ج1 ص211، 212 ط1.
29 – موسوعة معارف الكتاب والسنة ج8 ص390 ط1.
30 – سورة التوحيد.
31 – هتاف جموع المصلين (وحدة وحدة حتى النصر).
32 – هتاف جموع المصلين (معكم معكم يا علماء).
33 – وهذا ما يظهر أن السلطة لا تريده لحد الآن.
34 – هتاف جموع المصلين (لن نركع إلا لله).
35 – هتاف جموع المصلين (هيهات منا الذلة).
36 – هذا لو جاء من أي ناصح يتراءى له أنه ينصح.
37 – هذه هي قضيتنا جميعًا.
38 – هو مسفوح لأول دم سُفح من الدم الحرام في هذا الوطن.
39 – نعم في كل مرة تُهدر فيها حرمة من البيوت التي أراد الله عز وجل صيانة حرمتها يتوسع الجرح ويتأجج ويزيد التهابا، ويستثير النفوس. 40 – أقولها صدقًا وحقًّا. اللهم اجعلني صادقًا في القول غير مراءٍ.
41 – هتاف جموع المصلين (الله أكبر، النصر للإسلام). 42 – 90/ النحل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى