كلمة سماحة آية الله قاسم في مؤتمر “الفتاة المسلمة”الرابع – 30 مارس 2013م

كلمة سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم في مؤتمر الفتاة المسلمة الرابع

 الذي كان تحت عنوان “فتياتنا بين الإعلام المتزن والمنفتح”، ونظمته جمعية التوعية في مقرّها بالدراز – 30 مارس 2013م:

للمشاهدة :

النص :

بارك الله لكن تجمعكن، واجتماعكن على موائد الخير والهم الاسلامي..

أنت الفتاة المسلمة أصبحت اليوم عنصراً فعالاً ونشطاً ورئيساً في عملية صنع المجتمع والدفع به إلى الأمام، بورك لك أن تتدفقي قوافل من العاملات الصالحات على خط الصنع الاسلامي، على خط التحضير لمستقبل كبير لهذه الأمة..

المؤتمر مؤتمر “الفتاة المسلمة بين الإعلام المتزن والإعلام المنفتح”تعرفنَ ونعرف جميعاً أن ليس في الاسلام انغلاقاً تاماً، وليس فيه انفتاحاً تاماً، ننفتح على أمور، وننغلق عن أمور، من منطلق وعينا الايماني، من منطلق انشدادنا لله عز وجل، خضوعنا إليه، من منطلق هادفيتنا في هذه الحياة، ادراكنا لهويتنا،من منطلق تقيدنا بالحكم الشرعي، ونحن ننساق وراء أمور، ونتوقف عند أمور.وشأن كل عاقل أن لا ندفع كل الاندفاع وراء كل شيء، ولا يقف موقف العناد أمام كل شيء بحيث لا يتقدم خطوة.. نعادي ببصيرة، ونصادق ببصيرة، نقدم بوعي، ونحجب بوعي.. نقدم عن دراسة، ونحجم عن دراسة.. والدراسة أولاً، والتقييم أولاً، ثم القرار والموقف.. هذا يأتي في الاعلام وفي غير الاعلام..الاعلام له غايات.. أساليب.. صور.. آليات وأدوات.. كل ذلك يخضع للدراسة، كل ذلك يخضع للتقييم، ثم يأتي الموقف قائماً على ما أنتجته الدراسة وما أنتهى إليه التقييم.. هذه الطريقة العقلائية، وهذه هي الطريقة العلمية، وهذه هي الطريقة الاسلامية..وأنا أرى أن ليس هناك مبدئاً من المبادئ يمكن أن ينفتح على كل شيء، أو أن ينغلق على كل شيء، الإسلام ليس بدعاً في هذا، إنما كل الأطروحات وكل المبادئ تدرس كل ما يتصل بالاعلام وكل ما يتصل بغيره، دراسة دقيقة وموضوعية لتتخذ من هذا الأمر أو ذاك الأمر موقفاً في ضوء ما تؤدي إليه الدراسة من جهة، وفي ضوء ما ينسجم مع الأطروحة والمبدأ من جهة أخرى..فهنا أمران، أن ندرس الأسلوب.. أن ندرس الغاية.. أن ندرس الصورة والآلية فتفضي بنا الدراسة إلى تقييم من هذه الناحية، ثم نعرض نتاج هذه الدراسة على عقيدتنا، وعلى الحكم الشرعي فما وافق أخذنا به وما لم يوافق لم نأخذ به.الضابطة العامة الكلية لأي حركة، ولأي خطوة وموقف هو هذا.. الدراسة الموضوعية بحيث تخلو من العنديات النفسية والمسبّقات.. هذا العمل يؤدي إلى هذه النتيجة بالضبط.. احتاج العمل الاعلامي إلى أداء من هذا النوع وهذا النوع، أمامي خمسة أساليب يمكن أن أستخدم هذا الاسلوب وذاك الاسلوب.. هذا الاسلوب يعطي نتيجة بمقدار 20%، الاسلوب الآخر يعطي بمقدار 40%، الاسلوب الثالث يعطي بمقدار 60% مما أريد، بعد هذا يمكن أن أقدم الاسلوب الذي يعطي 40% على الاسلوب الذي يعطي 60% ذلك لأن الاسلوب الذي يعطي نتيجة 60% مبتلى بمخالفة شرعية واضحة، أو بدرجة من المخالفة الشرعية، في حين أنه لا يطاع الله من حيث يعصى…أعدِل عن الاسلوب الذي يملك 60% من النتيجة الايجابية إلى الاسلوب الذي لا يعطي الآن إلا 40% وأحاول أن أطوّره. وقد يوجب عليّ الأمر أن اختار الاسلوب الذي ينتهي بي إلى نتيجة أكبر، اذا كان الاسلوبان معاً يتوافقان مع الحكم الشرعي.. الاسلوب الأنجح مع الحكم الشرعي، الاسلوب الأقل نجاحاً يتوافق مع الحكم الشرعي.. هنا أنا ليس أمامي خيار، لابد أن آخذ بالاسلوب الأمثل في نتيجته بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من ناحية الشرعي.عملكن عمل يحتاج إلى رسالية، ويحتاج إلى علم، ويحتاج إلى فن.. ودرجة عالية من الالتزام، وتقديم رضا الله عز وجل على أي طرف آخر، كل ذلك مما تحتاجه مساحة العمل الذي تقدمن عليه.

وبارك الله لكنّ خطواتكنّ القافزة والرسالية والمتقدمة على خط الاعلام وعلى أي خط آخر من الخطوط الذي تخدم الأمة واسلامها المجيد·

زر الذهاب إلى الأعلى