خطبة الجمعة (513) 7 رمضان 1433هـ ـ 27 يوليو 2012م

الخطبة الاولى : نفس أمارة بالسوء

الخطبة الثانية : أي الموتتين تختار الشعوب

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة (513) 7 رمضان 1433هـ ـ 27 يوليو 2012م

الخطبة الاولى :

الحمد لله الذي لا منتهى لحمده ولا حد لشكره ولا انقضاء لنعمائه ولا منقطع لامتنانه لا ينثلم ملكه ولا ينقص العطاء خزائنه حنان منان متفضل جواد كريم لا شبيه له في جلال ولا جمال ولا كمال ويستحيل أن يكون له مثلاً أو شبيه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله (ص) وسلم تسليماً كثيراً كثيرا.

عباد الله ما كان لعبد من عباد الله ولا إمة من إيمائه أن يصاب بالغرور أو يشم رائحة الكبر وكيف يكون شيء من ذلك لمن أعطي وجوده ومنحت له حياته وقدر له أجله ولا يملك أن يستبقي نفسا من أنفاسه ولا يمسك بسبب من أسباب حياته ولا يدري متى يأمر به أنا يكون لمن يفقد قواه رغم عليه ويخسر جماله على خلاف مشتهاه وتغزوه الأمراض التي يحرض منها وتذهب بنظارته التي يعتز بها وتلم به الهموم وتهدم انسه الاحزان التي يخشى منها أي يتعالى ويتكبر أنا لمن يموت كل يوم في ليل أو نهار في نوم لا يملك دفعه ويحمل في بطنه ما يحمل ويخرج منه ما يخرج مما يتوارى به أن يخدع نفسه وينسى محدوديته ومقبوليته.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد وأغفر لنا ولإخواني المؤمنين والمؤمنات أجمعين وتب علينا انك أنت التواب الرحيم.

اللهم أكفنا خداع الشيطان وغرور النفس ولا تجعل للكبر لقلوبنا منفذا وارنا ذلنا بين يديك وخضوعنا لقدرك ووفقنا لطريق العز والكرامة بمعرفتك وصدق عبادتك وإخلاص الطاعة إليك يا كريم يا رحمان .

أما بعد أيها الإخوة المؤمنين والمؤمنات فإلى هذا الحديث لنا نفس أمارة بالسوء تواقة للقبيح تحملنا ما استطاعتك على مخالفة الحق والإمعان في الباطل وارتكاب معصية الخالق هذه النفس تبقى مع الإنسان كل عمره تنحرف بمساره عن الهدى وتأخذ به إلى السوء ما لم يكن له من تقوى الله وما يسكت صوتها ويكفي شرها ويجعل لعقله ودينه الانتصار عليها، تبقى شابة قوة دفعها إلى المعصية غلابة لإرادة الإنسان على مدى السنين حتى وأن قضى العمر الطويل وخفتت الكثير من شهواته واجتمع له التجارب الحياة ودروسها ما يكفي لمواجهة اغاليطها وسوء ما تأمر به.

عن النبي (ص) (لَا تَزَالُ نَفْسُ ابْنِ آدَمَ شَابَّةً وَلَوِ الْتَقَتْ تَرْقُوَتَاهُ مِنَ الْكِبَرِ، إِلَّا الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ للتقوى، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ) لا أمن على نفسي من نفسي ومن الشيطان الرجيم وأن بلغ بيه العمر ما بلغ وإذا كانت النفس بهذه القوة بالدفع إلى المعصية والأخذ بصاحبها إلى المزالق والفضائح والمهالك فما أضر الاستسلام أمامها والاستنامة إليها والاستسلام لهوائها فما يكون من أحد هذا معها إلا وأورده موارد الشر كما تقول الكلمة عن أمير المؤمنين (ع) إن النفس لأمارة بالسوء والفحشاء فمن أتمنها خانته ومن استنام إليها أهلكته ومن رضي عنها أوردته شر الموارد النفس الإمارة بسوء وهي منا دائما لا يأتي في تعامل العاقل معها أن يغفل عن مراوغتها والتفافها وتوثبها ويستنيم لها ويرضى عنها ويطمئن إليها ومن علم الرجل وإيمانه وفهمه وحكمته وبصيرته وسداد رأيه مراقبته لنفسه وعنايته بترويضها وتأديبها والاستقامة بها على الطريق.

فعن غرر الحكم (كلما زاد علم الرجل زادة عنايته بنفسه وبذل في رياضتها وصلاحها جهده) أبرز ما يظهر فيه العلم هو هذا الميدان ميدان النفس وترويضها وتربيتها والانتصار لنا على النفس لا لها علينا إذا جهدناها وامتنعنا عليها واحملنا على تقوى الله فعن غرر الحكم كذلك (إذا صعبت عليك نفسك فأصعب لها تذل لك وخادع نفسك عن نفسك تنقاد لك ولا شيء أولى عند عاقل بالإصلاح من نفسه ولا فساد أثقل عليه من فسادها ولا انفع عنده من تخليصها من سوءها وفحشها وقبحها فمن الكلمات عن الغرر استدراك فساد النفس من أنفع التحقيق من هانت عليه نفسه تركها تتمادى في غيها وتنحدر ما شاء لها الهوى وتنفصل عن الحق والهدى كل الانفصال ويكون مأواها النار أما من كرمت عليه نفسه وأقام لها وزنا وعز عنده شأنها أبى لها أن تهون بالمعصية وتسقط بارتكاب الرذيلة وتتمرغ بالقبيح ولن تملك الشهوة أن توهن إرادته وتكسر عزيمته وتنسيه قيمة نفسه حتى يضحي نقرأ في هذا عن الغرر الحكم كذلك ما كرمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته ولا تصرع الشهوات إلا النفوس الصغيرة أما النفوس الكبيرة فلا يمسها شيء من هزيمة أمام أغلظ الشهوات وأشدها فتكا من عزائم الرجال ونقرأ من كلامات المصدر نفسه ما يأتي (من لم يهذب نفسه فضحه سوء العادة آفة النفس الوله بالدنيا لا تطلب طاعة غيرك وطاعة نفسك عليك ممتنعة إن النفس جوهرة ثمينة من صانها رفعها ومن ابتذلها وضعها وباختصار هذه الكلمات النيرة الهادية أن النفس التي لم يخرج بها التهذيب عن وضاعتها لها فضائح يحاول صاحبها أن لا تنكشف للناس فتسقطه عندهم ولا ينستر الإنسان إلا أن يهزم سلطان النفس الأمارة بالسوء ويتغلب حتى تقلع عن عاداته السيئة ولا يزين المرء إلا أن يهذب نفسه لتكون الجميلة التي لا يصدر عنها إلا الجميل أما أن احتفظ بالنفس الأمارة بالسوء وهي على أشد أمرها بالسوء وكلما أحاول أن أتستر بالسيئات فأن العادة ستفضحني وسر مرض النفس وفسادها وترديها تعلقها بالدنيا وولهها بما فيها من زينة ومتاع وشهوة فمن عالج هذا الأمر من نفسه وانتصر على سحر الدنيا سلمت نفسه له وإلا خسرها وما أقبح الذين يتطلعون إلى طاعة الناس لهم بل يجبرونهم عليها وهم يعيشون ذل العبودية لنفوسهم وشهواتها ولا يملكون من أمر أنفسهم الأمارة بالسوء شيئاً.

أنا المهزوم لنفسي كيف أريد لنفوس الآخرين أن تنهزم الأمامي كيف أريد للآخرين أن يأخذوا برأيي أن يكون لي فيهم تقدير وأنا المغلوب المهزوم المصروع أمام نفسي الأمارة بالسوء والنفسي الإنسانية لم تنشئ قبيحة ولم تخلق بلا أهلية للكمال أوجز الله سبحانه النفس جوهرة ثمينة غنية بموهبة التقدم واستعداد السمو وقابليات الكمال وصونها عن القبائح يرفعها والأخذ بها إلى السمو يعليها وابتذالها واسترخاص شأنها بتركها للمعاصي والموبقات يوضعها ويقضي على مكانتها ويطفئ نورها وينحدر بها المنحدر السحيق.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد وأغفر لنا ولإخواني المؤمنين والمؤمنات أجميع وتب علينا انك أنت التواب الرحيم.

اللهم أكرم نفوسنا بطاعتك ولا تهنها بمعصيتك وأعذها من مكر الشيطان ووسوسته وأغراء الهوى وأغلال أهل الضلال.

اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور وخذ بنا في طريق قربك ومرضاتك يا علي يا عظيم يا رحمن يا رحيم.

بسم الله الرحمن الرحيم

{إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }

الدقيقة 15/35

الخطبة الثانية :

الحمد لله الحي الذي لا يموت وذو الملك والعز والجبروت والسلطان الذي لا ينقضي والحكم الذي لا ينتهي والمريد الذي لا إرادة إلا بإرادته نافذ المشيئة الذي لا نفاد لمشيئة إلا بمشيئته أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله (ص) وسلم تسليماً كثيراً كثيرا.

عباد الله علينا بتقوى الله فمن طلب خيراً لم يجده لا من عند لله ومن فر من شر فلا مفر له من ذلك إلا بالفرار إلى الله ولا عاصم لأحد من غير لله ولا مرجع إلا إليه.

ولتكن أجواء هذا الشهر المفعمة بالبركة والرحمة والمغفرة فرصة تعمق فيها في نفوسنا التقوى ونزداد قربى إلى المولى وتعرضًا لمغفرته وتأهل لرحمته واستنطارا لنعمائه وإكرامه بالتزام طاعته ومفارقة معصيته والجهاد في سبيله والسعي الخالص إليه ليكون هذا دأبنا ما حيينا ونستقيم عليه ما بقينا فما من ربح أكبر من هذا الربح ولا فوز أعظم من هذا الفوز.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد وأغفر لنا ولإخواني المؤمنين والمؤمنات أجمعين وتب علينا انك أنت التواب الرحيم. أعذنا يا ربنا من أن ينقضي شهر رمضان أو يطلع فجر ليلتنا هذه ولك علينا تبعة أو ذبنا تعذبنا عليه ربنا هب لنا من لدنك رحمة وقنا عذاب النار وألحقنا بالصالحين.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة وعلى الأئمة الهادين المعصومين حججك على عبادتك وأنوارك في بلادكم الحسن بن علي الزكي والحسين بن علي الشهيد وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.

اللهم صلِي على محمد وآل محمد وعجل فرج ولي أمرك القائم المنتظر وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين عبدك وبن عبديك الموالي له والممهد لدولته والفقهاء العدول والمجاهدين الغيارى والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفقهم لمراضيك وسدد خطاهم على طريقك.

أما بعد أيها الإخوة والأخوات الأحبة في لله فإلى هذا الحديث أي الموتتين تختار الشعوب الحكومات التي تظلم شعوبها قامت هذه الشعوب أو قعدت والتي تستبيح لما لها ودمها وكرامتها وتمعن في إذلالها على كل التقادير لا تترك مجالاً لها إلا أن تختار طريق المقاومة الحكومات التي إذا هبت شعوبها مطالبة بالإصلاح ضاعفت من ظلمها لها واستعملت معها سياسة تكسر العظم وبالغة بالتنكيل بها وأمعنت في قهرها وإذلالها وإنزال الضربات القاسية بها أنما تدفع هذه الشعوب لخيار الاستمرار في المقاومة والإصرار عليها.

الحكومات التي تزرع اليأس من الإصلاح في نفوس شعوبها وتضعهم أمام خيارين أن يموتوا مستسلمين أو يموتوا مقاومين وتقول مواقفها إن ليس لهم إلا الشدة والعنف على كل تقدير لا تبقي ترددا عند الشعوب في الإصرار على التشبث بطلب الإصلاح ومقاومة الفساد ومكافحته.

الحكومات التي تقول لشعوبها بعد طول المقاومة وكثرة البذل وضخامة التضحيات لا شيء تطالبون بيه من الإصلاح إنما تدفع هذه الشعوب دفعا عنيفا للمقاومة.

الحكومات التي تقول لشعوبها ليس إلا المزيد من الإذلال والتهميش والإرهاب والاستبعاد والبطش والتنكيل رغم كل ما بذلتم في سبيل حقكم وحريتكم وكرامتكم إنما تستفز هذه الشعوب استفزازا شديدا وتجعلها تقدم الموت على الحياة ولو كانت تسلم لها مع الاستسلام كيف والموت هو خيار هذه الحكومات لشعوبها على كل حال.

الحكومات التي لا تستجيب الإصلاح والشعوب في حال المقاومة أبعد ما تكون عنه إذا ساد الصمت وانتهت المواجهة.

الشعب الذي تقول حكومته لك الموت على كل حال لا يمكن إلا أن يختار موت العزة وموت الأبطال.

الشعب المدرك يرى في الصبر على متاعب المقاومة أملا كبيراً في الخروج من حالة الاضطهاد ويرى في الاستسلام القضاء على كل أمل له في التحرر من الذل والهوان والعذاب.

ومؤلم أن كل ما يجري على الأرض في البحرين اليوم لا يؤشر إلا لاستهداف الشعب على المدى الطويل والإرادة تركيعه إلى الأبد وأن يقبل بموقع العبودية ما دام حيا وأن يكون في تصرف السلطة تفعل فيه ما تشاء وتبقي من تبقي من أبنائه وتقتل من تقتل تسجن من تسجن وتصادر ما تشتهي وليس لأحد الاعتراض.

مستهدف هذا الشعب أن يتنازل عن كل حرماته وأمنه على ماله ودمه وعرضه ودينه وجملة حقوقه وهذا كله لا يبقى للشعب غير خيار المقاومة ومثل هذا الواقع لا ينفع معه وعد ولا عهد ما لم يحرز الحل الذي يعطي للشعب اعتباره ويعترف له بحقوقه ويبوئه موقعه وينهي مأساته ويحمي حقه وكلمته ويكفي من مضاعفة تضحياته وآلمه ومتاعبه بين الحين والحين والفينة والفينة في جولات متكررة من المطالبة الساخنة بالحقوق والمقاومة من أجل تصحيح الوضع والخروج من مأزق الفساد الذي يتعاظم موجاته وتغرق هذا الوطن من فعل السياسات الظالمة.

الأمن المفقود البحرين اليوم بلد مفقود فيه الأمن المواطن فيه ذكر كان أو أثنى غير آمن على نفسه وعرضه وماله لا في الشارع وفي زقاق ولا في منزله ومأوى لا في الليل ولا في النهار ممن يفرض فيهم حماية البلد وتوفير الأمن للكبير والصغير من ذكر وأنثى من بناته وأبنائه وما الذنب الذنب أن ضج الناس من الظلم أن استغاثوا من السياسة الجائرة أن طالبوا بحقوقهم وأن طالبوا  كرامتهم فأي أمن للمواطنين بعد أن يتداول الإعلام أن حجم المسروقات والنهب وصل إلى 10 ملايين دولار من أموال ومقتنيات المواطنين أثناء استباحة المنازل وكم أخذ من مال الناس في الشوارع والطرقات وكم هم الذين يصمتون على ما يحدث لهم من خسائر مادية ونهب خوفا من أن يتحول إلى جناة في نظر السلطة لو أباحوا بما حصل لهم.

كيف يأمن المواطنون وما تم اقتحام من بيوت المسالمين منذ بداية شهر يونيو أكثر من 170 بيتا ليتحول جوها إلى جو مرعب للكبير والصغير لا تبقى فيه حرمة لذكر ولا أنثى ولا لمال ولا عرض ولا شرف ودين وقد تمنع المرأة وهي بلباس النوم أن تستر نفسها كما يشير إليه تقرير بسوني الوضع لم يبقي أمنا للمواطنين وصار الناس يستشعرون بالاستهداف العام الذي يلاحقهم ليلا ونهارا من حكومة يقضي واجبها الديني والإنساني والعرفي والدستوري والقانوني بحراسة الجميع وحمايتهم والرجوع إلى القانون الذي وضعته بيدها على الأقل مع عدم عدالته حتى مع من يخالف هوائها ويغضبها أن أنكر الظلم وطالب بالحق والعدل وضاق بقفص العبودية واشد توقه لفضاء الحرية.

كتاب الله ما لهم علينا كتاب الله لبصيرة الإنسان لإقامة موازين القسط والعدل للهداية إلى الله لأخذ  بحياة أهل الأرض إلى الله  لصناعة فكر واع رشيد مشاعر مهذبة خيرة قوية روح طاهرة زكية وجدان لألاء طموح معنوي رفيع فرد صالح أسرة صالحة مجتمع صالح أمة صالحة سعادة في الدنيا وسعادة في الآخرة توصل إليها تربية الإنسان تكميل تزكيته بما يتم ذلك بالتلاوة لا بالتجويد لا بحفظ القرآن عن ظهر قلب لا بتعلمه والتعمق في آياته ومداليها لا ولكل هذا قيمة ولكل هذا وزن ولكل مكانة ولكل هذا أجرا وثواب إذا كان لله لا لشيء سواه. لكن لا يتم ما جاء من أجله القرآن مما تقدم إلا بتطبيقه بصوب كل الحياة في ضوءه في الأخذ بعقيدته وشريعته ورآه ومفاهيمه وأخلاقه وآدابه وإذا كانت الدول لا تطبق القرآن فأنت في وسعك أن تطبق على حياتك الكثير من القرآن الكريم في وسعك أن تتعامل مع القرآن تعامل احترام تعامل انقياد تعامل إسلام تبني حياتك في ضوء القرآن تبني حياة أسرتك في ضوء القرآن تنشئ ولدك في ضوء القرآن وتنشئ بنتك في ضوء القرآن فما عليه الدول من تقصير لا يعطينا العذر في هذا الإهمال للتربية القرآنية وكل ما عدا ذلك من تلاوة وتجويد وحفظ وتعمق علمي في الآيات مقدمة لهذا التعامل الجاد الصادق مع القرآن الكريم وكم تالي للقرآن والقرآن يلعنه وكم من حافظ للقرآن حجة عليه وكم باذل لطباعة القرآن من حلال أو حرام والقرآن يعاديه وهو أعدا أعداء القرآن وكم من متغنم بالقرآن لمعاشه أو لشهرته وأشد ما ترتبط به مرحلة العمل بالقرآن الكريم فهم معانيه ومداليله وكيف يعمل بالقرآن من لا يفهمه وفهم القرآن له سطوح ومستويات وأعماق متفاوتة وينبغي أن يبدأ فهم القرآن عند الأجيال مبكرا وفي بدايات نشوءها يمكن أن تقدم درجة من الفهم الأولي الابتدائي للناشئة للناشئ الذي يتعلم قراءة القرآن كي يتلقى شيئا من الشرح للكلمات القرآنية الغريبة على لغته الشخصية الناشئة وكل حلقة من حلقات التلاوة وكل معهد من معاهد القرآن الكريم وكل مجلس من مجالس التلاوة في شهر رمضان يمكن أن يقدم فيه المستوى المناسب من الفهم القرآني ويتعيش المجتمعون فكريا ونفسيا وروحيا على موائد من موائده ويتزود بهدايات من هدياته مجالس التلاوة في شهر رمضان المبارك يجب عن تغنى بمادة من فهم القرآن من الوقوف على بعض آيات القرآن وقفة تأملية ؟؟؟ ويمكن أن يعتمد التفسير مسير لاستفادة بعض المستويات وتفسير معمق لمستويات أكثر تقدما ينبغي أن نتقدم خطوة في التعامل الهادف الذي يعطي القرآن شيئا من حقه لنواصل معه الطريق لبناء الحياة فلنبث إلى مرحلة التلاوة وتجويدها مرحلة العلم بالقرآن ومرحلة العمل به.

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد وأغفر لنا ولإخواني المؤمنين والمؤمنات أجمعين وتب علينا انك أنت التواب الرحيم.

اللهم إليك لجاءنا وعليك توكلنا وبك استغثنا ولا تعويل لنا إلا عليك فأغثنا وانصرنا يا ناصر من لا ناصر له يا قوي يا عزيز يا علي يا عظيم يا رؤوف يا رحيم.

اللهم أرحم شهداءنا وموتانا وفك أسرانا وسجناءنا واشف جرحانه ومرضانا ورد غربائنا في عز وكرامة وأمن يا رحمن يا رحيم يا كريم {إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

زر الذهاب إلى الأعلى