خلال اعتصام “وجع المحاريب”… آية الله قاسم: لو تمادى الطرف الآخر في عناده فلابد أن نتمادى في كفاحنا

خلال اعتصام “وجع المحاريب”… آية الله قاسم: لو تمادى الطرف الآخر في عناده فلابد أن نتمادى في كفاحنا

القفول :

للمشاهدة :

قال سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، في كلمته خلال الاعتصام العلمائي اليوم الثلاثاء، بمناسبة مرور عام على هدم المساجد: “لو تمادى الطرف الآخر في عناده لسنوات فلابد أن نتمادى في كفاحنا لسنوات”.

وأضاف سماحته “هنيئا لكم وانتم تواصلون الصلوات أسبوعيا في المساجد المهدومة”، مشددا على انه “لا يجوز لمسلم ان يبقى مسجد مهدوما ويستطيع ان يقول كلمة لإعادة بنائه فيسكت عن هذه الكلمة”.

واعتصم صباح اليوم الثلاثاء (٢٤ جمادى الاولى ١٤٣٣ هـ الموافق ١٧ أبريل/ نيسان 2012) جمعٌ كبير من علماء البحرين في مسجد الإمام الصادق (ع) بمنطقة القفول، بمناسبة مرور عام على هدم المساجد.

وبدأ الاعتصام تحت شعار “وجع المحاريب” من الساعة التاسعة حتى الحادية عشرة صباحاً، بتنظيم لجنة الدفاع عن المساجد المهدّمة التابعة للمجلس الإسلامي العلمائي، فيما عطّلت الحوزات العلمية في البحرين أعمالها تزامناً مع الاعتصام.

وجاء هذا الاعتصام بعد عام كامل على تعرض دور العبادة والمقدسات للهدم والتخريب على أيدي مرتزقة النظام، وعلى تعطيل إعادة بنائها ومنع ملاحقة مرتكبي الجرائم بحقها.

وتقدم العلماء الحاضرين في الاعتصام كبار علماء البحرين مُمثلون في سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي، سماحة العلامة السيد جواد الوداعي، سماحة العلامة الشيخ عبدالحسين الستري وغيرهم.

وفي افتتاحيته للاعتصام قال عريف الحفل سماحة السيدهاني المعلم: “مر عام ولا من إجابات تشفي صدور المؤمنين: لماذا هدمتوموها؟ أتستلذون برؤيتها أنقاظا وركامات؟ ويلكم هذه بيوت الله! ولطالما ذكر فيها اسمه ونزلت فيها رحمته وخضعت جباهٌ خوفا وتضرعا إليه”. سائلاً: “أظننتم أنها بعض أملاكنا، وأنتم بهدمها كسبتم حربنا؟!
مساكينٌ أنتم، أعجب من جرأتكم، أتحاربون الله؟!”.

وخلال فعاليات الاعتصام، ألقى سماحة الشيخ بشار العالي قصيدة حول القضية، جاء في مطلعها:
“درع الجزيرة قد لبست العارا
وفشلت في أن تقتل الأحرارا
هدمت بيوت الله كيف لمسلم
فيها يقر على الهوان قرارا
قل للذي امتدت يداه لهدمها
ولها بمعوله بيوم سارا:
هذي بيوت الله تلعن وجهكم
ليلا وان صاح الأذان نهارا”.

ثم أتبعه نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي سماحة الشيخ علي رحمة متحدثا عن خطورة ما ارتكبه النظام من التعدي على المقدسات والمماطلة في اعادة بناء المساجد المهدمة. وقال: “جريمة هدم بيوت الله من ابشع الجرائم التي اقدم عليها النظام، وان الاقدام عليها حرب مكشوفة على الله تعالى”.

وأردف رحمة “ان عرقلة بناء المساجد المهدمة هدم بعد هدم”، سائلاً: “أية وطنية تطلب سلامتها؟ أهي وطنية هدم المقدسات وإراقة الدماء؟”.

كما تحدث مسؤول لجنة الدفاع عن المساجد المهدّمة سماحة الشيخ محمد جواد الشهابي عن المحافظة على هوية البلد، وأن لا تكون هذه الهوية تحت المساومات أو التسويات، مشددا على ان “الهوية لا تدخل في التسويات والصفقات، والمساجد بلا شك هويتنا”.
ونوع الشهابي الى ان “التعدي على المساجد سابقة خطيرة في تاريخ البحرين، وذلك سيبقى حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد ببرود المناخات السياسية”.

فيما ألقى فضيلة الشيخ محمد المصلي بياناً لسماحة آية الله الشيخ محمد سند، راهن فيه آية الله سند على وعي الشعب وثباته والمضي قدماً في تشييد هذه الصروح. وقال: “ان هدم المساجد حرب على الله ورسوله وإرادة الله في الأرض”.

وحذرت كلمة الحوزات العلمية التي ألقاها سماحة الشيخ إبراهيم الصفا من البذرة الطائفية التي يريد النظام أن يغرسها بين أفراد المجتمع البحريني. وقال الصفا: “ان الحوزات في ظل هذا الحراك السياسي ليتوجب عليها ان تقوم بواجبها الشرعي آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر”.

فيما ألقى الخطيب الحسيني الشيخ عبدالمحسن الجمري كلمة مجلس خطباء البحرين حمّل فيها السلطة مسؤولية هدم المساجد وإعادة بنائها.

وألقى سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم كلمة الاعتصام الرئيسية، جاء في ملخصها ان “هناك من يعمر المساجد وآخرون يخربون‬‏ المساجد”. وأضاف ان “هدم المساجد خطوة ستبقى عاراً في تاريخ هذا البلد”. وتابع سماحته “الغريب أن لا تتدارك الحكومة هذا الخطأ، أن تتمادى في محاربة الله، أن تعطل الصلاة في المساجد… الحكومة هنا وقعت في خطأ فادح شديد الفداحة حينما أقدمت على خطوة مكشوفة لابد أن تنسب إليها ولابد أن يخجلها أن تنسب إليها”.

وأردف قائلاً: “إذا كان إعمار المساجد يقود الى الفلاح، يعني فوزاً عند الله، فماذا يعني هدم المساجد؟!”، مؤكدا انه “ليس في البحرين شعبان ولا مجتمعان، البحرين مجتمع مسلم واحد كله من سنة وشيعة يدخل في نسيج واحد. السلطة تريد أن يبقى البناء الاجتماعي مقسماً هشاً.. هذا الشعب لن يختار في يوم من الأيام غير الإسلام وخط القرآن والرسول (ص)”.
وفي سياق ذي صلة قال آية الله قاسم: “للسلمية قدرة على إفشال المخطط الآخر في ظروفنا الحالية.. نعني بالديمقراطية ان لا تختار لي خط آخرتي لتجبرني عليه.. نُصر على الإسلوب السلمي في مواجهتنا مع الظلم، لأننا أساساً طلاب سلم وليس طلاب حرب”.

وركز على ان “مشكلة المساجد واحدة من مشاكل الفساد السياسي، الخلل السياسي، فلابد من تعديل الخلل السياسي”.

وختم سماحته كلمته بالقول ان “الصلاة في المساجد المهدومة، نخرج بها بفضيلة المسجدية، وفضيلة الانتصار للمساجد، فهنيئاً لكم يا من تحيون هذه الفضيلة أسبوعياً”.

زر الذهاب إلى الأعلى