حق تقرير المصير.. في كلام القائد

حق تقرير المصير.. في كلام القائد

مقاطع من خطب الجمعة لسماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله)

 

16 أبريل 2004م

إن الديموقراطية تعني إشراك الأمة في رسم خطِّ مصيرها، في بناء حاضرها، في التخطيط لمستقبلها. وإن الديموقراطية إشراك الشعوب فعلاً في تقرير مصيرها.

 

ثمّ أنّه شب عمروٌ عن الطوق، ولم تعد الشعوبُ تُسكتها تسليات الأطفال، والكلام المعسول، والوعود الملهية، والوصفات الممجوجة، والحلول المؤجّلة، ولا تصبر على مزيد من العزل والتهميش والإلغاء. وهي تشعر بعمقٍ بغبنٍ كبير، ومحرومية بالغة، وإهمال قناعة وإرادة وشعور ومصالح دنيا ودين.

 

ولا حلّ إلا بأن تُشرَكَ هذه الشعوب بجدٍ في رسم حاضرها ومستقبلها، وصناعةِ واقعها ومصيرها.[1]

 

8 اكتوبر 2004

والساحة الإسلامية والعربية تشهدان معارك محلية في كل قطر من أقطارهما، وهي في الأكثر بين الحكومات والشعوب، لتشغل عن المعركة الأم الطاحنة، وتستنزف جهود الأمة وطاقاتها، وتخلخل صفوفها، وتشعل نار الفتنة بين أبنائها.

وهي معارك يتسبب فيها في أكثر البلاد العربية والإسلامية الموقف السيء الذي تقفه الأنظمة من الحقوق العامة، ومسألة العدل والإنصاف والمساواة، والمشاركة الشعبية في تقرير المصير.[2]

 

25 نوفمبر 2005م

وحرية الأمة -الحرية الإنسانية والحقيقية-، واستقلالها عن تبعية الدول الأجنبية، وممارستها لإرادتها الحرة الكريمة، وتقرير مصيرها واختيار حياتها بحكمة ورشد، لا يأتي منحةً من أمريكا ولاغيرها، ولن تُقدّمه الحكومات عن شفقة ورحمة، وإنما يعتمد على وعي أبناء شعوبها وجهدهم ونضالهم وعودتهم لإسلامهم، واستكمالهم لشروط النهضة الصالحة الناجحة. [3]

 

17 مارس 2006م

لا بد من دستور متقدم يُعطي الشعب موقعه المناسب ودوره في صوغ مصيره، وقوانين حركة وطنه، والقرارات التي تحكم حياته بأن دستوراً متعاقداً عليه. [4]

 

2 مارس 2007م

وما من شعب في يومنا هذا على استعداد لإلغاء إرادته، والحكم على نفسه بالقصور النهائي الذي يتيح للآخر أن يتصرف في شؤون حياته؛ حاضره ومصيره التصرّف المطلق غير المسؤول.

وقطار الحقوق والواجبات المتوازنة، والحريات المسؤولة والملتزمة قد انطلق في الدنيا كلّها بقوّة، وعودته إلى الوراء أو توقّفه عن غايته أصبحت مسألة مستحيلة. [5]

 

13 يونيو 2008م

إن استمرار الوضع على ما هو عليه من إصرار الحكومة على الكيد بالشعب وتأزيم الأجواء بالعديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والخلقية والدينية، والتمسك بالدستور المفروض برؤوس الحراب، والتجنيس الظالم، والعبث بشريعة الله معناه أن الحكومة قد اختارت لأبناء الشعب السجون، والمحاكمات، والعقوبات الظالمة، والمطاردات، والمداهمات لأن معارضة الأوضاع الضاغطة والسياسات الظالمة أمر طبيعي ومتوقَّع جدّاً من شعب يعيش الشعور بالعزّة والكرامة، ويتمسك بحقِّه في الحياة الإنسانية اللائقة،والمشاركة في صناعة قرار حاضره ومصيره. [6]

 

5 أغسطس 2011م

وما بقي عند هذا الشعب تحمّل أن تفرغ كراسي الدراسة الجامعية من أبنائه وبناته ليخسروا مواهبهم الذهنية العالية، وتتشكّل منهم طبقة متدنّية الثقافة، ضحلة المعرفة.

ولا أن تكون حياة شرفائه من رجاله، ونسائه، وشبابه، وناشئته في السجون والمعتقلات وعذاباتها وإهاناتها.

ولا أن تصادر حريّة دينه، ويُزاحم في مواقع عبادته، ويُنازع على أوقافه، ويُعاقب على أداء شعائره، ويُهزأ به، ويُندّد، وتطاله ألسن السوء بالكلمة السخيفة.

ولا أن يُقصى من رسم مسار وطنه، وتقرير مصيره كإقصاء العبيد، أو يُعامل معاملة القاصر الذي لا رأي له في أمر نفسه، ويختار غيرُه له. [7]

 

19 أغسطس 2011م

لماذا لا إصلاح على المستوى السياسي في البحرين؟

ألأنَّ الإصلاح السياسي فيها قد وصل القِمّة، ولا يقبل المزيد؟!

أم لأنّ الشّعب من الدّونية والحقارة بحيث لا يستحق أن يُلبّى له مطلب الإصلاح؟!

أم لأنّ هذا الشعب همج رعاع لا يعرف شيئاً من سياسة، وليس بمستوى أن يشارك في حكم، وأن يقول كلمةً في مصيره، ويرى رأياً في أمر نفسه؟!

أم أنَّ الحكومة هنا إلهٌ لا يسألها الناس، وهم يُسألون؟!

أم أنّها حكومة لا تُحب الإصلاح، ولا تهتدي إليه؟![8]

 

9 سبتمبر 2011م

عناد حكومات وإصرار شعوب..

حكومات لا تريد أن تتنازل عن شيء من استبدادها، وظلمها، ونهبها، واستعلائها واستكبارها، أو تعترف بشيء من قيمة الشعوب، وحقها في رسم مسار حياتها، وتقرير مصيرها، وتمتعها بحريتها وكرامتها، والاعتزاز بإرادتها.

وشعوبٌ لم يعد يثنيها عن استرداد هذا الحق، صعوبة من الصعوبات، ولا تحدٍ من التحديات، ولا أي آلامٍ تلقاها على الطريق، أو سبب منيةٍ يعترضها.

 

11 نوفمبر 2011م

ما لشعب البحرين ومطالبه المشروعة من الجامعة العربية هي هذه العين:

التي ترى حقّ هذا الشّعب باطلاً،

ومطالبته بحريته وكرامته تعدّياً،

وتطلّعه لتقرير مصيره غروراً،

وترى في سلميّته حرباً!! [9]

 

20 يناير 2012م

لقمة العيش ضرورة، والكسب الحلال حق مكفول، وتوفير فرص العمل الشريف واجب الدولة، ولا تفريط بحق العيش الكريم، واللقمة الحلال..

ولكن أول ما تستهدفه مقاومة الشعب هو استرداد الحرية والكرامة، وحق تقرير المصير.

ولا شيء يعوِّض عن كرامة الدين، والتمتع بالحريَّة، ولا شيء يقع ثمناً لهما. [10]

 

24 فبراير 2012م

لا حكم اليوم يريد لنفسه البقاء، وأن ينال ثقة شعبه أو سكوته عليه على الأقل يسعه أن يتعامل التعامل الجافي القاسي مع الشعب، ويدوس كرامته، ويتجاهل حقّه في تقرير مصيره، ويدير ظهره لمصالحه، ويتنكّر لحريته.

صار من الضروري لاستقرار أي حكم، والتعايش معه من غير توترات حادّة مستمرة أن يعدل، أن يحترم حقوق الشعب، أن يعترف له بحقّه في تقرير المصير، بحرّيته، بإنسانيته، بكرامته.[11]

 

16 مارس 2012م

منطق الشعب: سنستمر في المطالبة بالحقوق المشروعة، سنستمر في البذل والتضحية من أجل الحرية، والعزة، والكرامة، ومرجعية الشعب في تقرير المصير -هتاف جموع المصلين بـ(لن نركع إلا لله)-. [12]

 

23 مارس 2012م

ونحن مع حرية الشعوب وحقِّها في تقرير المصير، ورأينا أن لا مكان لحكومة لا يرضاها الشعب، وأنْ ليس لأي حكومة أن تفرض نفسها قهراً على شعبها.

نحن مع حق الشعب المصري والتونسي والليبي واليمني والسوري والبحريني والشعوب الخليجية وكل الشعوب في العالم في اختيار حكوماتها وتقرير مصيرها وتمتعها بحريتها وكرامتها. [13]

 

30 مارس 2012م

إن الحركة الشعبية قد بنت جداراً وطنياً متيناً، وجبهة قوية مقاومة تصر على الوصول إلى حقوق الشعب المسلوبة، وتمتعه بحقه الثابت في الحرية، والكرامة، وتقرير المصير..

 

بمن في هذه الجبهة القوية الصامدة من رجال ونساء، وإسلاميين وغير إسلاميين، وشباب وكبار، وتوجهات مختلفة وحَّدهم جميعاً ظلم السلطة الذي ينال الجميع واستبدادها، واستئثارها بالقرار والثروة، والمبالغةُ في البطش وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح، والاستخفاف بحرية الإنسان وكرامته، والإصرار على تهميش الشعب، والتعامل معه تعامل السيد مع العبيد.

 

سيبقى هذا الجدار الوطني الذي انبنى سميكاً متيناً مقاوماً على سماكته ومتانته ومقاومته، وستزداد الجبهة الوطنية الصلبة قوة وتماسكاً وصلابة أمام كل المحاولات للسلطة وأقلامها المأجورة، وإعلامها التخريبي المستهدف لإحداث الخلخلة فيها، وفتح بعض الثغرات في جدارها السميك للتخلّص من ضغط مقاومتها، وإفشال الحراك الشعبي القادر.

 

ستبقى هذه الجبهة الوطنية الواعية المتراصة عنيدة على محاولات التفتيت، وستواصل مقاومتها حتى ينال الشعب حقوقه الكاملة -هتاف جموع المصلين بـ(الله أكبر، النصر للإسلام)-.

 

ستبقى هذه الجبهة واعية لكل ألاعيب السلطة وإعلامها التخريبي، رافضة لأي استجابة لمطالب السلطة في تفتيتها، ولحمة هذا الشعب.

 

وستبقى جماهير الشعب المجاهدة على جهادها وتراصّها وبذلها وتضحياتها حتى تحقيق النصر دون أن ترتدَّ بها عن طريقه كل المحاولات..

وإنّ النصر لآت بإذن الله. [14]

 

 

المصادر:

[1] خطبة الجمعة (150) 26 صفر 1425هـ -الموافق 16 أبريل 2004م.

[2] خطبة الجمعة (169) 23 شعبان 1425هـ- 8 اكتوبر 2004.

[3] خطبة الجمعة (221) 22 شوال 1426هـ- 25/11/2005م.

[4] خطبة الجمعة (234) 17 صفر 1427هـ -17 مارس 2006م.

[5] خطبة الجمعة (274) 12 صفر1428هـ -2مارس2007م.

[6] خطبة الجمعة (329) 9 جمادى الثاني 1429هـ – 13 يونيو 2008م.

[7] خطبة الجمعة (463) 4 شهر رمضان 1432هـ- 5 أغسطس 2011م.

[8] خطبة الجمعة (465) 18 شهر رمضان 1432هـ -19 أغسطس

 

زر الذهاب إلى الأعلى