الوحدة الوطنيَّة في خطاب آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله)

الوحدة الوطنيَّة في خطاب آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله)

 

* الحرص على الوحدة والمصلحة
* من خطبة الجمعة (194) 28 صفر 1426هـ، 8 أبريل 2005م
(…، ومن منطلق الحرص على الوحدة الوطنيَّة، ومصلحة الجميع ندعو إلى مزيد من الحوار، وإلى مزيد من الإصلاح، ورفع العوائق، وتسهيل السبل؛ لتوسُّع المشاركة واستقطابها واستيعابها، والاستفادة من كل الطَّاقات والقوى والمواهب والفاعليَّات المخلصة المنتجة في عمليَّة بناء مشتركة رشيدة جادَّة واعدة….، ندعو إلى وحدة وطنيَّة شاملة تتحمل جميع أطرافها المسؤوليَّات، وتستفيد من المكاسب).
* العلماء مع وحدة أبناء الوطن
* من خطبة الجمعة (198) 27 ربيع الأول 1426هـ، 6مايو 2005م
(…، وبالنسبة لهذا الوطن العزيز من أوطان الأمَّة – أعني البحرين -، فالعلماء مع وحدة أبنائه، وأمنه واستقراره، وعدم التدخل الخارجي في شؤونه، وهم كذلك مع قضية العدل بين فئاته ومكوناته، وإنصاف المحرومين من أبنائه، ومع الحل الجاد العاجل لقضايا الدستور، والتجنيس والتمييز والبطالة، والضمان الاجتماعي، والفساد المالي والإداري، والانحدار الخلقي، والتخلص من شبكة القوانين الجائرة المعادية لروح الإصلاح، والمناهضة لمقوّمات الوحدة الوطنية والتقدم المطلوب.
كما أنَّهم مع استمرار المطالبة العادلة المتمشية مع أحكام الشريعة، والمقرَّرة دستوريًّا، ومن منطلق تأكيد العدل، والمصلحة الوطنية بتصحيح الأوضاع، وتحسينها، وتقدّمها ومن حيث كل المسارات، ومع وعي حقوقي شامل يحاصر محاولات الاستغفال، والاستغلال، والنهب للشعوب).
* وِحدة، لا مواجهة ولا قطيعة
* من خطبة الجمعة (209) 15 جمادى الثاني 1426هـ، 22يوليو 2005م
ضمن سرده للثَّوابت السِّياسيَّة
(…، ونحن مع الوحدة الوطنية، ولا نريد أنْ ندخل في مواجهة مع النِّظام، ولا مقاطعة له، ولا قطيعة معه، أمَّا المقاطعة لهذه المؤسسة أو تلك من مؤسساته تصحيحًا للأوضاع، فهي أمر آخر مختلف تمامًا عن المقاطعة أو القطيعة مع النظام، فقد نقاطع هذه المؤسسة أو تلك المؤسسة كما نحن مقاطعون للمجلس النِّيابيِّ، ولكن هذا ليس في سياق مقاطعة النظام نفسه، وتحكم علاقتنا مع النظام ومشاريعه، وكل مؤسَّساته، وفي كلِّ الفروض والحالات ثوابت الدِّين، ومصلحة الوطن والشَّعب).
* الاعتراف بوجود الآخر
* من خطبة الجمعة رقم (242) 14ربيع الثاني 1427هـ، – 12 مايو 2006م
(… أنا والآخر اعتراف بوجود الآخر، بمصلحته، بحقوقه، بكرامته، بشراكته في المسيرة، وفي رسم المصير.
حكومة تنطلق من سياسة أنا والشعب، أنا وهذه الفئة وتلك الفئة، هذه حكومة تعترف بشعبها، بمصلحته، بحقوقه، بكرامته، بشراكته، بدوره الفاعل، تقول: إن عليه واجبات، وله حقوقًا ثابتة.
المنطلق لهذه السياسة قد يكون النظرة الخلقيَّة للإنسان، والنظر إلى الوحدة الإيمانيَّة، الوحدة الوطنية، الوحدة الإنسانية، يمكن أنْ تقوم هذه السياسة على الشعور بالوحدة والاشتراك في إطار معيّن، ولو كان الإطار الإنساني، كما يمكن أنْ يكون المنطلق لهذه السياسة هو النظرة الواقعية، وأنَّ السفينة الواحدة لا يصلح لها أصلاً أن يلغي أحد الطرفين وجود الآخر فيها، وأنَّ هذا لا بدَّ أن يخلق مشكلة، ويكون تدافع في هذه الحالة من أجل الحياة، لهذه النظرة الواقعية تتجه بعض الحكومات إلى سياسة أنا والآخر).
* الوحدة الوطنيَّة والإسلاميَّة الجامعة
* من خطبة الجمعة (268) 29 ذي الحجة 1427هـ، 19يناير 2007م
الظاهر أنَّ هذه الخطبة متزامنة مع شعار المجلس العلمائي لسنة 1428هـ (نحو وحدة وطنية وإسلامية جامعة).
(أما بعد أيُّها الإخوة والأخوات في الإيمان، فموضوع اليوم هو الوحدة الوطنية والإسلامية الجامعة:
ويكون الحديث فيه بمقدار الوقت، والوقت ضيق.
ما هي الأمَّة المسلمة المؤمنة؟
أهي خصوص أهل المذهب الجعفري؟، أهي خصوص أهل المذهب الحنبلي؟، أهي خصوص أهل المذهب المالكي؟، غيرهم؟، أم هي أوسع من ذلك؟
الأمَّة التي خُوطبت بالوحدة، وخوطبت بالتعاون على الخير، وخوطبت بحقن الدماء، وحفظ الأعراض والأموال، فكان ذلك مسؤولية ملقاة على عاتقها، ما هي هذه الأمَّة؟
قل عني بحكمك الذي لا نفاذ له: إنَّ مذهبي من أهل النار، ولكن أبقى مع ذلك واحدًا من الأمَّة الإسلاميَّة التي عليك أن تراعي حقوقها العامَّة ما دمت على شهادة أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، وليس كلُّ من فسق أو أخطأ تسقط حقوقه، ويخرج عن الإسلام.
نقرأ على مستوى القرآن الكريم، هذا الخطاب للمؤمنين، للأمة المؤمنة: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. (الحجرات: 9-10)
فئتان تتقاتلان بالسيف في العراق، فئتان تقاتلتا بالسيف: فئة علي (عليه السلام) وفئة معاوية، عليٌّ إمام الحق المعصوم، ومعاوية الباغي، الخارج عن الحقِّ، لكن الفئتين في نظر الإسلام مسلمتان على مستوى وجوب حفظ الدَّم، وجوب حفظ العِرض، وجوب حفظ المال خارج التقاتل الذي تسبَّب إليه الباغي، وبدأ به.
الآية الثانية: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران:103)، وفي خطاب آخر للذين آمنوا: ﴿… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. (المائدة:2)
الآية الأولى تخاطب المؤمنين في قبال أهل الكتاب، فالناس فيهم فريقان: فريق أهل الكتاب، وفريق المؤمنين الذين تأمرهم بالاعتصام بحبل الله وعدم التَّفرُّق، فهي تتحدَّث عن أمَّة التَّوحيد بالصورة الإجماليَّة، وتشمل هذه الأمَّة أصحاب الآراء المتباينة، والمذاهب الفقهيَّة المختلفة، وحتى أصحاب الخلافات التَّفصيليَّة في العقيدة التي لا تخرج بالقضية عن التَّوحيد بصورة عامَّة، وعن الإيمان بالرِّسالة والرَّسول (صلَّى الله عليه وآله).
الأمَّة التي خوطبت بأنَّها أمَّة مسلمة ومؤمنة كانت تختلف في تصوُّرها للتَّوحيد، كانت تؤمن بوحدانيَّة الله على وجه الإجمال، أما معنى التَّوحيد فيختلف في أذهانها اختلافًا كبيرًا جدًّا، وما كان يمكن أنْ يساوي التَّوحيد في صورته في نفس أعرابي أسلم اليوم مع صورة التوحيد في ذهن علي (عليه السلام)، في ذهن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، لكن النَّبيَّ مسلم، وذلك الأعرابي الذي أسلم اللَّحظة، مسلم من ناحية الحقوق الدّنيويَّة العامَّة المترتبة على أصل الإسلام.
وكم كان يختلف الناس في فهم الحديث عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، فيختلف بذلك فهم الحكم الشَّرعيِّ عندهم، والناس في زمن الخلافة بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كانوا على مذاهب في تفاصيل العقيدة، وكانوا على مذاهب في الفقه، وكانوا كلّهم أمَّة مسلمة مؤمنة من ناحية الحقوق المذكورة، ومن ناحية المصلحة المشتركة، ومن ناحية الواجبات الملقاة على عاتق الأمَّة في حماية الإسلام والذَّرْء عنه، والحفاظ على مصالحه، والتقدم بالأمَّة المؤمنة، وفي اعتبار القرآن، وفي اعتبار السُّنَّة أنَّ كلَّ هذه المستويات الإيمانيَّة، وأصحاب هذا المحيط الواسع بما فيه من اختلافات، وبما فيه من رؤى تفصيليَّة قد تكون متعارضة يشكلون الأمَّة المؤمنة بالإيمان العام، والمخاطبة بحقوق ثابتة على كلِّ عضو عضو بالنسبة للآخرين في هذه الأمَّة.
أقول لكم إخوتي: إنَّ الفريقين اللذين تقاتلا في صفين هم في الإسلام مسلمون، وأنَّ الفريقين اللذين تقاتلا في الجمل هم في الإسلام، وفي نظر القائد المعصوم مسلمون.
نعم، هناك إمام حق، وإمام باطل، هناك أصحاب شرعية، وهناك طغاة بُغاة خارجون على الإمام الحق بغير حق.
على مستوى الحديث: “في الموثّقة في سند صحيح إلى ما قبل سماعة الراوي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) – وهو الإمام جعفر الصَّادق (عليه السَّلام) – الإسلام شهادة أنْ لا إله إلا الله، والتَّصديق برسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، به – أي بهذا الإسلام – حُقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس”، جماعة الناس الذين يُطلق عليهم أنهم مسلمون، كل أولئك الناس.
الإسلام درجات، وكذلك الإيمان درجات، هناك إيمان عام، وإيمان خاص، ونحن لا نتحدث عن المراتب العليا للإيمان والإسلام، إنَّما نتحدث عن مرتبة من الإسلام يكون لي عليك بها حق، ويكون لك بها عليَّ حق، من أظهر هذا الحق حفظ الدماء والنفوس والأعراض، وأنَّ علينا أن نتحدَ، وعلينا أنْ نتناصر، ونتعاون في الحق، وعلينا أن نرتفع بمستوى الأمَّة، ونرعى مصالحها، وأنْ لا نبني مصالح دنيويَّة لهذه الفئة على حساب الفئة الأخرى تنقض حقَّها، وتضعف عموم الأمَّة.
“وفي صحيحة حمران بن أعين، عن الإمام أبي جعفر بن محمد علي الباقر (عليه السَّلام) أنَّه قال: “الإسلام ما ظهر من قول أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلّها – ما أكثر الفرق يوم أبي عبد الله (عليه السلام) -، وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث، وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا بذلك من الكفر، وأُضيفوا إلى الإيمان”، هذا هو الإيمان العام، هذه هي الأمَّة المؤمنة في المعنى العام للإيمان، ويبقى التفاوت داخل المؤمنين واسعًا جدًّا، فمن إيمان إنسان يفسق في كثير من أحكام الإسلام إلى إيمان النَّبيِّ (صلِّى الله عليه وآله وسلَّم)، لكن يبقى الاثنان داخلين في الأمَّة المؤمنة، المسلمة بالمعنى العام للإسلام والإيمان، وقد عدَّد الحديث الأخير بعضًا من العلاقات الشَّرعيَّة القائمة بين المؤمنين بهذا المعنى، وبعض الحقوق.
في ضوء النُّصوص السَّابقة يمكن لنا أنْ نقول: بأنَّ الوحدة الإسلاميَّة واجبة شرعًا، وبكلِّ وضوح واطمئنان، ومن ناحية عقليَّة، فإنَّ حِفظ مصلحة الإسلام، وحفظ كيان الأمَّة، والرُّقيَّ بمستوى الأمَّة، والتَّقدُّم بها، وصون الإسلام من العدوان الخارجيِّ كلّ ذلك واجب شرعيّ، وهو متوقّف على وحدتها، فتكون الوحدة واجبًا في العقل.
ثمّ توجد الضَّرورة العمليَّة.
هناك عدوان شرس على الأمَّة بكل مذاهبها، هناك عمليَّة سحق خارجيٍّ، هناك عمليَّة تصفية، محو لوجود هذه الأمَّة، استيلاء عليها، استعباد، سلب لحرِّيتها، هذا العدوان الشَّرس، وهذه الهجمة الظَّالمة لا يردعها شيء كما هي الوحدة، فالضَّرورة قاضية بالوحدة بين المسلمين.
هذا كلام فيما هو الواجب، أمَّا فيما هو الواقع فتصوّرًا يمكن للأمَّة أنْ تكون متَّحدة، ويمكن لها أنْ تكون مفترِّقة، ويمكن لها أنْ تكون محتربة، والاتِّحاد قوَّة، والافتراق ضعف، أمَّا الاحتراب فانتحار.
وإذا كان هذا هو التَّصوُّر فإنَّ واقع الأمَّة خارجًا بين أمرين: بين الافتراق والاحتراب، الافتراق كاد يكون مستوليًا على السَّاحة بكاملها؛ الافتراق على أساس المذهب، وعلى أساس القوميَّة، وعلى أساس الطَّبقة، وعلى أساس حاكمين ومحكومين كاد أنْ يستولي على السَّاحة الإسلاميَّة بكاملها، والاحتراب بدأ ينشط، ويتحوَّل إلى ظاهرة ممتدَّة؛ تتمدَّد، وتتوَّسع؛ لتستوعب المساحة الكبرى من واقع المسلمين، وحياة المسلمين.
هذا هو الواقع).
* الوِحدة بين الانسجام والتَّهافت
* من خطبة الجمعة (269) 6 محرم الحرام 1428هـ، 26يناير 2007م
(…، العلاقة بين الوحدة الوطنية ووحدة الأمَّة علاقة انسجام، أو علاقة تهافت، وتعارض؟
هل حفاظي على أمن البحرين فيه تهافت مع حفاظي على أمن الأمَّة، اعتزازي بالبحرين فيه تهافت مع اعتزازي بالأمَّة؟، ولائي للبحرين بالمعنى الذي يرضاه الله يتهافت مع ولائي للأمَّة؟، أم أنَّ العلاقة بين كلِّ ذلك هي علاقة توافق وانسجام؟
حين نأخذ الولاء، والمصلحة، والنُّصرة إلى آخر هذه الأمور بالمعنى الإسلاميِّ فلا تهافت، وحين نأخذها بالمعنى الجاهلي فالمسألة تؤول إلى التهافت، ونحن مسلمون، وعلينا أن نأخذ الأمور بمالها من معنى في الإسلام.
قوَّة الأمَّة في وطنها الكبير من قوَّة الأمَّة في أوطانها الصَّغيرة، كما أنَّ مصر ملك الإسلام فالبحرين ملك الإسلام، وكما أنَّ تركيا ملك الإسلام فعمان – مثلًا – ملك الإسلام، وعزَّة الأمَّة مترابطة، وانتصارها مترابط، والعكس مترابط، فكلما عزَّ وطن من هذه الأوطان، وكلما نهض وطن من هذه الأوطان، كلما حقق نصرًا كلما كان ذلك يصب في صالح الوطن الكبير، والعكس بالعكس.
نقطة أخرى في هذا المجال، وهي التَّعدُّديَّة على مستوى الإسلاميِّين، والآخر في الوطن الواحد من بلاد الإسلام، وعلى مستوى الأمَّة، وعلاقة ذلك بالوحدة والفرقة.
في البحرين توجد قوى إسلاميَّة، وتوجد قوى غير إسلاميَّة، يوجد مسلمون، ويوجد نصارى ويهود، فكيف تكون الوحدة الوطنية في ظلِّ الإسلام؟
صدر الإسلام لا يضيق بخير على الإطلاق، إذا كانت الوحدة على شرٍّ فالمسلم لا يدخل فيها طرفًا سواء كان الطرف الآخر مسلما أم غير مسلم، وإذا كانت الوحدة على هدى وخير وفيها صلاح الإنسان، وكل صلاح للإنسان فيه رضا الله (عزَّ وجلَّ)، فهذه الوحدة يبادر إليها المسلم سواء كان الطرف الآخر مسلمًا أم غير مسلم.
إقامة الحقِّ والعدل في الأرض، العدل في الحقوق والواجبات، مناهضة الانحراف الخلقيِّ، والانحطاط الإنسانيِّ يدخل فيه المسلم أيًّا كان الطَّرف الآخر، فنحن من منطلق الإسلام مستعدون دائمًا للوحدة حتى مع غير المسلم فيما هو خير، فيما هو صلاح، لأنَّ في ذلك مرضاة الله تبارك وتعالى).
* حكم الله هو ما يحكم التَّحرُّك
* من خطبة الجمعة (441) 28 ربيع الأول 1432هـ، 4مارس 2011م
(… ما يحكم التَّحرك وهدفه إنَّما هو حلال الله وحرامه، وما يجوز وما لا يجوز في شرعه، والعدل الذي قضى به حكمه، ومصلحة الوطن التي يجب الحفاظ عليها، والوحدة الوطنية التي تجب مراعاتها.
وليس من الصَّحيح أنْ يُسمع لأيِّ لغة طائفيَّة، وشحن طائفيّ شيعيّ، أو سنيّ من الدَّاخل، أو الخارج).
* نَعَم للإصلاح الجِدِّي
* من خطبة الجمعة (457) 21 رجب 1432هـ، 24 يونيو 2011م
(… وبعيدًا عن الكلام عن الحوار أؤكِّد على أنَّ لنا (نعم)، و(لا).
نعم لإصلاح جدّي يحفظه دستور عادل يوافق عليه الشعب، وينهي حالة التَّهميش له، ويعترف له بكونه مصدر السُّلُطات، في تعبير واضح عن ذلك بموادَّ وبنود محدَّدة تمثِّل ترجمة صادقة لهذا الوصف.
نعم لإيقاف كلِّ الانتهاكات، والتَّعدِّيات على حقوق الإنسان المتفق عليها عالميًّا، وبصورة فوريَّة.
نعم للإنهاء السَّريع لكلِّ آثار الحلِّ الأمنيِّ، وإنصافًا للمتضرِّرين.
ولا لتهديد الأمن من أيِّ طرف.
لا لتهديد الوحدة الوطنيَّة.
لا للإعلام المستهتر الفاحش البذيء الفتنة.
لا ولو لشمّة الطَّائفيَّة.
هذه (نعم،)، و(لا) بلا تحدٍّ، ولا مغالاة، ولا تزيّد).
فبعد كلِّ هذا إذا لم يكن سماحة الشَّيخ يدعو إلى الوحدة الوطنيَّة، فمَن هو الذي يدعو لها؟؟!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى