خطبة الجمعة (447) 10 جمادى الأول 1432هـ – 15 أبريل 2011م

مواضيع الخطبة:

 

الخطبة الأولى: العصمة

الخطبة الثانية: لماذا الإبتلاء

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي منه أصنافُ النِّعَم كلُّها، وبيده أسبابُ الخير جميعُها، ولا رحمةَ إلاّ من عنده، ولا فَرَجَ إلا من جِهتِه، ولا يؤوده حِفْظُ شيء، ولا يمتنع منه شيء، ولا يكون شيء إلاّ بإذنه.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
أوصيكم عباد الله القائمين بأمره، المرزوقين برزقه، المدبَّرين بتدبيره ونفسي الأمّارة بالسّوء المملوكة له بتقواه التي لا يُفلح أحدٌ بدونها، ولا تسعد الدنيا ولا الآخرة بالتخلّي عنها، وهي حقٌّ ثابت من حقوق الرّبوبيّة، وواجب أكيد من واجبات العبوديَّة، ووسيلة العبد إلى ربّه، وطريق هروبه إليه، واستمساكه به، ومأمنُه من عقابه وعذابه.
اللهم صل وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم. اغفر لنا ربّنا ولوالدينا وأرحامنا وجيراننا وأزواجنا ومن تعلّق بنا، ومن أحسن إلينا من مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، وتب علينا ربّنا إنك أنت التوّاب الرحيم.
اللهم لا تجعلنا من المنكرين لحقِّك، النَّاسين لذكرك، أو المتساهلين في عبادتك، المستحفّين بدينك، الرّاضين بما دون وعدك، القانعين بغير ما أعددته من النّعيم لأوليائك.
ربّنا خذ بنا إلى طاعتك، وصبّرنا على الاستقامة على صراطك، ولا تُزلّ لنا قدماً عنه أبداً يا كريم يا رحيم.
أما بعد أيّها الإخوة والأخوات في الله فحديث هذا اليوم في 
العصمة:
بحث العصمة بحثٌ تابع لبحث النبوَّة ومكمّل له.
والحديث عن هذا البحث في نقاط:
العصمة لغة: هي المنع والحِفظ، وقد استُعمل هذا اللفظ بمعناه هذا في القرآن الكريم:
{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ…}(1).
{… وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ…}( ).
والمبحوث عنه في عصمة الأنبياء هو امتناعهم الدّائم الشّامل من الذنوب أو غيرها مما يتنافى مع مقام النبوّة ووظيفتها.
مجالات العصمة:
البحث في العصمة يتناولها في المجالات التالية:
1. تلقّي الوحي وتبليغُه: بأن لا يعرِضَ النبيَّ اشتباهٌ في الوحي، والمُوحِي، والموحَى به(3)، ولا يأتي منه عَمْدٌ أو نسيان يؤدّي إلى مخالفته في التبليغ لما كُلِّف بتبليغه(4).
2. العمل بالتكليف:
فالنبي لا يتخلّف عن أي تكليف من التكاليف الإلهية الفعلية في حقّه، لا عن عمد، ولا خطأ، ولا سهو.
3. تشخيص موضوعات الأحكام الشرعية:
. فلا يحصل اشتباه عند النبيّ فيها بأن يحسب الخمر ماء، والشخص غير القاتل قاتلاً عمداً مثلاً مما يجعله يُخطِئ في ترتيب الحكم المناسب لموضوعه(5).
4. الأمور والموضوعات العاديّة كما في عدّ فلان فلانا الآخر(6).
والفهم المتلقّى من مدرسة أهل البيت عليهم السلام يقول بالعصمة المطلقة للأنبياء عليهم السلام في الموارد الثلاثة الأولى بلا خلاف.
ويذكر كتاب (دروس في العقيدة الإسلامية) للشّيخ محمد تقي مصباح اليزدي أنَّ هناك خلافاً حول نفي السّهو والنسيان عن الأنبياء في الأمور المباحة والعادية(7).
الدليل على العصمة:
وهذا الدليل عقليٌّ، ونقليٌّ يعتمد فيه على القرآن الكريم:
‌أ- الدّليل العقلي:-
يُوجِبُ العقل عصمةَ الأنبياء في مقام تلقّي الوحي، وإبلاغه بعد أنْ كان اصطفاؤهم مِنَ الله سبحانه لإيصال كلمته إلى النّاس على حقيقتها لتتأدّى بها الهداية والحُجّة، وأيُّ خلل في تلقّي الوحي وتبليغه ينقض الغرض من هذا الاصطفاء، ويعطل إرادة الله سبحانه، ولا معطّل لإرادته(8).
كما يوجب العقل عصمتهم عليهم السلام في مقام العمل بما كلَّفهم الله به، لأنَّ مخالفتهم العمدية للتكليف تُسقِط قيمته في نظر الآخرين، وتهزُّ الثِّقة في النبيّ نفسه فينتفي غرض الاصطفاء والإرسال(9). وحتّى لو كانت مخالفتهم عن خطأ أو سهو فإنها تجرُّ إلى تهاون الآخرين في أمر التكليف، وتتيح المجال لاتّهام الأنبياء بأنهم يتّخذون من دعوى السهو والنسيان والخطأ وسيلة للتخلّف العمدي عن التكليف(10).
ومن جهة أخرى فإن النبي هو القدوة العملية لأعلى النّاس من دونه مرتبة في طاعة الله(11)، والالتزام بالتّكاليف الشرعيّة، ومستوى العقل والنّفس والذِّكْر والنَّباهة(12) وفي كل بُعد من أبعاد الكمال. ويتطلَّب هذا من المثال الأول وهو النبيُّ البراءةَ من نواقص الخطأ والسهو والنسيان، وإلاّ سقط عن مستوى القُدوة لأصحاب المقامات الإنسانية والدّينية العالية، وعن كونه إمامهم في الكمال، وقائدهم إلى الله سبحانه(13).
والتربية بالأقوال مع تخلُّف الأفعال لا تؤدّي الغرض المنشود(14).
أمّا الخلل في تشخيص الموضوع للحكم الشرعي فيجرّ إلى الخطأ في الحكم نفسه، فيترتب على ذلك محذور الخطأ في الحكم من مثل اتّهام النبي بأن الاعتذار بالخطأ إنما هو لتبرئة الذّات، وليس لأنّه يمثّل الحقيقة.
ويأتي الدليل النقلي على عصمة الأنبياء عليهم السلام إن شاء الله.
اللهم صل وسلّم على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرّحيم.
يا مالكَ القلوبِ فرّغ قلوبَنا إليك، وأسجِدها لطاعتك، وأولِعها بعبادتك، واحرسها بحراستك، وألهِمها تقواك، ولا تتركُها لعبث الشيطان الرّجيم، وجنده الغاوين برحمتك يا أرحم الراحمين.
بِسْمِ اللهِالرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَالْعَصْرِ،إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ،إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(15).
.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله مالكِ سرِّ الحياة، ولا مالك له غيره، المتصرِّف في الكون، ولا متصرِّف فيه سواه، المقدِّر للأشياء، ولا مقدِّر لها دونه، الحاكم في الآجال، ولا حاكم فيها إلا هو.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمَّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
أوصيكم عباد الله ونفسي القاصرة بتقوى الله الذي خضع له كلُّ شيء، وسجد له كل شيء، وكلُّ شيء يسبّح بحمده، ويتعلق برحمته، ويستعطي من جوده وكرمه، ولا يقوم شيء لسخطه، ولا تحتمل نفس عقابه.
ألا فلنحفظ حق الله في طاعته، وإكباره وإعظامه، وعبادته، وتقديم أمره ونهيه على أمرِ كلّ آمر، ونهي كلِّ ناه، بَعُد أو قَرُب، وضعف أو قوي، وعادى أو صادق فإنَّه لا يقاس بحقّ الله حقّ، ولا بقوّته قوة، ولا بإنعامه إنعام، ولا بأخذه أخذ، ولا نقمته نقمة.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم.
اللهم اجعلنا مِمن أسلم وجهَه إليك، وأصدق التوكّل عليك، والثِّقة بك، والأمل فيك، والتعلّق بك، واستغنى عمَّن سواك بالتعويل عليك، واللجأ إليك، والفِرار إلى حمايتك، وأجِرنا من كلِّ سوء يا مُجير، يا عليّ يا قدير.
اللهم صلّ وسلّم على محمد خاتم النبيين الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة، وعلى الأئمة الهادين المعصومين حججك على عبادك، وأنوارك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم. اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجِّل فرج وليّ أمرك القائم المنتظر، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيّده بروح القدس ياربّ العالمين.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهِّد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين، وفِّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك، وانصرهم نصراً عزيزاً مبيناً ثابتاً دائماً مقيماً.
أما بعد أيها الإخوة والأخوات في الله فإلى هذا الحديث:
لماذا الابتلاء ؟
كلُّ أفعال الله عزَّ وجلَّ فيها حكمة، والابتلاء للعباد بما هو سُنّة من سنن الله لابُدّ له من حكمة.
والحكمة المذكورة في القرآن للفتنة والابتلاء تتمثّل في قوله تعالى:{… فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}( ) ولا شكَّ في أن الله عالم بالشيء قبل أن يكون، ولا يحجب علمَه مكان ولا زمان، ولا أيّ تستّر يكون، ولكن حتى يصدق العلم بتحقق الشيء خارجاً فِعلاً لابد من تحقق ذلك الشيء، وقد أراد الله سبحانه بأن يكون موضوع الجزاء ظاهراً مكشوفاً لصاحبه وللآخرين قَطعاً للحجّة، وإظهاراً للعدل للمخلوقين.
وللابتلاء بالشّدائد حِكَمٌ أخرى في حياة النّاس منها: 1. يُذكّر النفس بأنها لا تملك من أمر خيرها وشرّها شيئاً، ويثير الإحساس الصادق الحيّ بالحاجة إلى الله سبحانه مع تضيّق الأمور.
2. مع ما يُعرِّفه الابتلاء للنّفس من مخفيّها، ومكنونها(17)، وحقيقة وزنها، يكشف للناس من بعضهم لبعض الكثير مما يتستّرون به(18) في الظروف غير العاصفة؛ وهم محتاجون لهذه المعرفة(19) ليبنوا عليها التعامل الاجتماعي الصحيح.
3. يُكسب المجتمعات خبرة بالحياة وتقلّباتها، ونُضجاً في النظرة للأمور لتنبني المواقف الصحيحة في مختلف المجالات في ضوئها.
4. يُهدِّئ من غرور النّفس(20)، ويكسر من كبريائها في ظروف السّعة والرّخاء التي تَعقُب المحن(21).
5. يصنع النفوسَ القابلة(22)، ويشتدّ بمحنته عودها، ويرتفع بمستوى تحمُّلها. أمَّا غير القابلة، والتي لم تتربَّ على منهج ربِّها فإنَّها تنتهي إلى الذّوبان.
6. مَنْ لَمْ يعرف ألم الفقر لا يعرف لذّة الغنى، ومن لم يعِش الخوف لا يُقدِّر نِعمةَ الأمن، ومن لم يعرض له المرض لا يُدرك قيمة الصحة. وأيام التعب تُعطي لأيام الرَّاحة طعمها.
الإصلاح:
بين الإنسان الفرد والإنسان المجتمع وكلِّ وضع من أوضاعهما وبين ما يمكن أن يصل إليه من قِمّة كماله مسافة بعيدة، وجهود مضنية، والسّياسة وهي وضع من أوضاع المجتمعات شأنها شأن غيرها من الأوضاع، وأن تدَّعي حكومة بأن الوضعيّة السياسية التي حقّقتها لمجتمعها قد بلغت القِمة من الكمال دعوى واضحة البُطلان؛ فلا بُدّ من الإصلاح، ومسيرة الإصلاح لا يصحّ فيها التوقّف.
ولا يُمكن لأيّ ظرف من الظروف أن يُعطّل إرادةَ الإصلاح ما دام الاختيار عند الإنسان قائماً، أو يبرّر لها التأجيل.
ولا يمكن لأيّ شيء مما حرّم الله أن يكون إصلاحاً لأمر الناس والحياة والكون(23)، والحاجة إلى الإصلاح كالحاجة إلى الماء والهواء والطعام والدواء لا غنى عنها، ولا تأجيل فيها، وتفترق عن كثير من حاجات الإنسان بأنه لا توقّف فيها، ولا انقطاع.
ولا يكاد يتوقّف الإصلاح إلاّ وقام مقامه الإفساد الذي يُهلِك الحرث والنّسل ويشلّ الحياة.
وكلّ من تحمّل مسؤولية لزِمَه الإصلاح، والعدل والإنصاف، وحَقَّ للنّاس مطالبته بذلك، وليس له أن يُنكر ذلك من أحد أو يستكثره. والحكومات تتحمّل أكبر المسؤوليات وأثقلها، وهي أوّل من يُطالَب بالإصلاح، ولا نُكْرَ في ذلك، ولا استكبار عليه.
ولا أحد يُنكر حاجة الإصلاح والتصحيح والتطوير وجدَّيتها في البُعْد السياسي والأبعاد الأخرى في حياة كلّ البلدان والبحرين منها. لا أحد ينكر ذلك من شعب أو حكومة، وقد أقرّت الحكومة حسب الميثاق بأنَّ طريق الإصلاح هو طريق الديموقراطية( )، وأنَّ التقدم على طريق الإصلاح يعني التقدم على طريق الديموقراطية، والطلبُ اليوم ما هو إلاّ خطوات متقدِّمة ملموسة على هذا الطريق كما تكرَّر النداء بذلك.

الفخر لمن؟
حكومتان ليس لهما أن تفخرا، حكومة شعبها قطعان من الأغنام بلا وعي، ولا إرادة ولا شعور بالكرامة، ولا صوت يعبّر عن رأي أو خيار، وحكومة تحكم شعباً واعياً أبيّاً كريماً مُريداً ولكن تقهره بالحديد والنار، وكلّ أداة للقمع وإخماد الإرادة.
والحكومة التي لها أن تعتزّ، ويُعتز بها، وتفخر ويُفخر بها هي حكومة يرضى حكمَها شعبٌ عزيزٌ أبيٌّ واعٍ كريم قويّ، ويراها أهلاً لحكمه، ويخلص لها لذلك وتخلص له.
اللهم صلّ وسلّم على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم.
اللهم إنا عبيدُك، ونواصينا بيدك، وأمرنا كلّه في إرادتك، وفَزعُنا إليك، وتوكّلنا عليك، وليس لنا إلاَّ رحمتك، فافعل بنا ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله، وأقِرَّ عيوننا بصنعك الجميل يا من لا يُردّ أمره، ولا يكون غير تقديره، يا أرحم الرّاحمين.
اللهم ارحم شهداءنا وكلَّ شهداء الإسلام، وخلّص كل أسير، وفكّ قيد كلّ سجين من الأسرى والسجناء المؤمنين، واشف المرضى والجرحى منّا يا كريم يا رحيم.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(25).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- 43/ هود.
2- 76/ المائدة.
يعصمك: يحفظك، يصونك، يمنع أذاهم عنك.
3- النبيُّ على يقين تامّ، ووضوح كامل بأنّ هذا المتنزّل عليه وحي، وأنّ الموحي به هو الله تبارك وتعالى، ولا شبهة له فيما تنزّل من وحي لئلا يسيء له معنى، ولا يغفل عنه ولا يشتبه فيه.
4- هذا مجال من مجالات العصمة، لابد أن يكون النبي معصوماً فيه.
5- كلّما أخطأ الشخص في الموضوع أخطأ في حكم الموضوع، فإذا كان هناك شيء هو موضوع لحكم شرعيّ لو أخطأ النبيّ في تشخيص هذا الشيء فإنه سيخطئ في الحكم المنسوب لهذا الشيء، فلا خطأ عند الأنبياء في تشخيص موضوعات الأحكام الشرعية.
6- يشتبه بين أنّ هذا أحمد أو علي، هل يحدث هذا الاشتباه عند النبيّ؟ هذا مجال من مجالات بحث العصمة.
7- دروس في العقيدة الإسلامية ص239.
التي لها دخل لها في حكم شرعي.
8- فلا بد أن يكون النبيُّ معصوماً حتى تصل كلمة الله عزّ وجلّ إلى النّاس كما أرادها، وإلا لم تصل على هذا الوجه.
9- ولا يصحّ أن ينتفي هذا الغرض لأن ذلك سيعني نقصا في إرادة الله سبحانه وتعالى.
10- لا يصحّ تخلّف الأنبياء والمرسلين صلوات وسلامه عليهم أجمعين عن تكليف من التكاليف الإلهية ولو عن سهو أو خطأ، لأن ذلك سيجرّ إلى أن هذا النبي إنما ادّعى الخطأ أو السهو بالتدرع للاعتذار أمام الناس، وإلا فهو في الحقيقة قد أقدم على المعصية عمداً، وبهذا تسقط قيمة النبي وقيمة رسالته.
11- النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قدوة لمن؟ لي ولأمثالي؟ أو قدوة حتى لعليّ بن أبي طالب عليه السلام؟ هو قدوة كل الخلق من بعده، فكيف يجب أن يكون؟.
12- لابد أن يكون أكبر عقل، أكبر ذاكرة، أزكى قلب، أطهر نفس، أسمى عمل، أشدّ إرادة في الخير وفي طاعة الله حتى يكون القدوة لكلّ من دونه. أيصح أن يكون قائدا لعلي عليه السلام وعلي يكبره في بعد من أبعاد الكمال؟ لا، لابد أن يكون هو الكامل الأوّل، وأكمل الكُمّل حتى يكون كل الكمّل ممن يقتدون بهداه وبسيرته.
13- وأولئك النّفر قلّ ما يحدث لهم حتى من غير المعصومين خطأ أو سهو في طاعة الله.
14- لو أجزنا على النبي أنه يخالف تكليفاً ولو سهوا أو خطأ فإنه من جهة أخرى يبلّغ كلمة الله على ما هي عليه، لكن هذا التبليغ اللفظي مع التخلّف العملي لا يربّي الناس، ولا يشدّهم إلى رسالة الله.
15- سورة العصر.
16- 3/ العنكبوت.
17- نحن لا نعرف أنفسنا، الشدائد تعرّفني نفسي، قد أُحسن الظنّ كثيرا في النفس، إلا أن الشدّة تبرهن لي عكس ذلك. وقد أُسيء الظنّ في آخر فتجلّي منه الفتنةُ رجلا صالحا فوق الكثيرين. 18- من خيرٍ أو شرّ.
19- الناس محتاجون لأن يعرفوا بعضهم البعض، هناك تقديم في المجتمع، هناك تأخير، هذا التقديم والتأخير قد يقوم على خطأ في النظرة والتشخيص، وقد يقوم على تشخيص دقيق، من أجل أن يقوم التقديم والتأخير في المجتمعات على تشخيص دقيق تأتي الفتنة لتجلّي منا الصالحين وغير الصالحين.
20- لو كانت الحياة كلّها فُسحة، وكلّها رخاء، وكلّها أمنا لملك الغرور الإنسان، وتراءى له أنه غير مملوك لله.
21- أعقب ظرف ساعة محنة فهنا تحمل النفس من دروس المحنة ما يهدّئ من غرورها في ظرف السّعة.
22- هناك نفوس قابلة للصنع بأن تكون كبيرة، وبأن تكون قويّة، وهناك نفوس غير قابلة لأن تُصنع كبيرة ولا قويّة.
23- كلُّ ما حرّم الله من سفك الدم الحرام، من إتلاف المال المعصوم، من نيل عرض معصوم، كلّ ما حرّم الله سبحانه من كبير أو صغير لا يمكن أن يقع وسيلة إصلاح على الإطلاق، وإلا كان الله عز وجل مخطئا، وحاشا الله!ّ.
24- ربط الميثاق بين الإصلاح وبين الديموقراطيةّ.
25- 90/ النحل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى