كلمة آية الله قاسم في الاعتكاف – مسجد مؤمن 1430هـ

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين والطاهرين، اللهم أهدنا بهداك، وتوالنا برعايتك، وكفايتك، وكلاءتك، اللهم أنا الفقراء إليك فرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، ولا هدى لنا إلا ما هديتنا.

 

هذا الإنسان يعرف من نفسه أنه ليس للبقاء على الأرض، وهذه الحقيقة يحاول أن ينساها بعض الناس، إلا أن الهروب منها عبث، ومحاولة نسيانها فجيعة، الفرار من الواقع بواسطة الوهم أو الخيال، ودون القدرة التفلّت منه والحركة خارجة ضرب من الجنون، لو كان ينفع تخيل أني لن أموت لكان حسنا، لو كان ينقذ هذا التوهم من الموت لطلب بأغلى الأثمان، ولكن فلأتوهم ما أتوهم، ولأتخيل ما أتخيل أني لن أموت، فإن هذا لن يغير الحقيقة أي شيء بأي درجة من الدرجات، فالموت آت آت ولا مفر منه.

 

فبعد اليقين بأني سأموت، إذا انصب جهدي كله على تصور أني لن أموت، فهذا خيال ضار، وهذا الجهد كله جهد غير مبني على واقع، أتصور أني لن أموت فاستمر في طلب بناء العمارة بعد العمارة، وطلب تضخيم الرصيد المالي، واستمرار هذا الطلب بشكل يستوعب من مشاعري وأفكاري وأوقاتي. بتصوري أني لن أموت، أعمل ليل نهار على مسابقة الآخرين في الدنيا، وعلى طلب المزيد من الدنيا، ولكني سأموت.

 

القاعدة التي أنطلق منها في التعامل مع الحياة وأبني عليها آمالي، ومشاعري وأفكاري وأمنياتي وسعيي هي فكرة غلط، فكرة “أني لن أموت”. لكن الواقع سأموت، أرى أن أصحاب المال الباذخ، وأصحاب السلطان العريض، وأصحاب الجند الكثير، والقوة الضاربة، كل ذلك لا ينقذهم من الموت، فإذن عليّ أن أتحرك في الحياة على قاعدة تصور أني سأموت، وتصديق أني سأموت، وليس على قاعدة أني لن أموت.

 

والطريق إلى طلب عدم الموت مسدود، علميا ودينيا، علميا لحد الآن طلب عدم الموت طريقه مسدود، ودينيا واضح أن طريقه مسدود، فإذن عليّ أن أعتبر في سعيي، في حركتي، في علاقاتي، في تصرفي في أوقاتي مسألة أني سأموت، وليس مسألة ليس أني لن أموت. هذا الجانب يقول لي أن الجسد له قيمة، ولا تستطيع الحياة إلا بسلامة هذا الجسد، لكنه من اليقين أن هذا الجسد عمارة غير دائمة، هذه التركية الهيكلية لن تبقى، تماسك الأعضاء لن يبقى، انضمام هذه الخلايا إلى بعضها البعض، فنحن وجود مجمع من خلايا، إذا صح التعبير خلايا متلاصقة، وبينها تخللات ولسنا جسما أصم متماسك بالكامل، متراص بالكامل، هذا البنيان يتراءى لنا أنه جسم واحد، هو خلايا و ذرات مركبة، وبينها فواصل، فجسمي وجسمك طين مركب على بعضه البعض، وهذا الطين تتخلله فواصل، وهذه البنية لن تبقى.

 

إذا كان هدفي في الحياة حسب التصور العقلي، والشعور النفسي هو بقاء البدن، هذا هدف ضائع، فإذا صرفت حياتي من أجل هذا الهدف فقد صرفتها من أجل هدف لا يمكن تحقيقه، لو توفرت على كل أسباب الصحة والراحة و الرفاه، ولو استطعت أن أفر من كل المشاكل المؤثرة نفسيا، فإن البقاء غير حاصل، وهذا الجسد لابد أن يتفتت، ولابد أن ينتهي، تبحث عن ذرة من ذراته بعد زمن لا تجدها.

 

أذن إلى أي شيء نيمم شطره؟ في أي اتجاه نذهب؟ هناك جسد وهناك روح، نعطي الاهتمام الأكبر للجسد أو للروح؟ الجسد نعلم بتفتته، بانتهائه، حتى يوم البعث هل سيعود هذا الجسد نفسه؟ لا يلزم أن يعود هذا الجسد نفسها المهم أن تعود الروح نفسها، وأنت تعرف نفسك بروحك أكثر مما تعرف نفسك بجسدك، والدليل على أن أحدنا يكون الشديد في بنيته، القوي المتين، ثم يهده المرض -أعاذ الله الجميع من كل سوء- فيتحول عودا أصفر، تسأله من أنت؟ يقول أنا فلان، شخصيته الأولى، يتحدث عن شخصيته الثابتة له وأنه الشخصية الأولى، وهذا التبدل في الخلايا المعروف، طاقة تستهلك تقوم على إتلاف الخلايا، الخلايا تتحول إلى طاقة، ويتحول الإنسان بين مدة وأخرى تتحول خلاياه ويبقى هو هو، وتقطع يده وهو هو، وتقطع رجله -والمستجار بالله- وهو هو، ولو بقي له شيء بسيط من جسده لحثك عن نفسه كما يحدثك عنها قبل سنين، بيقين أن ألف هو ألف، وأن ألف اليوم هو ألف الأمس، ألف بلا يد، وبلا رجل، وبلا عين، وبلا أذن، هو ألف الأمس بكل ذلك، هو يعرف نفسه أنه هو هو.

 

وأنت تشعر باستمرار بأنك شخصية واحدة، منذ بدأت تشعر أنك في هذه الحياة إلى الآن، وأنك فلان، وكم من تبدلات من سن الطفولة المبكرة إلى الآن، وحتى تشيب و يكون الهرم، ويصل الإنسان إلى الرجل الهم، وهو يشعر أنه فلان، ويتحدث عن ماض وحاضر ومستقبل موضوعه واحد وهو هو هذه الشخصية التي يراها ثابتة، هذا الثبات هو ثبات الروح وليس ثبات الجسد.

 

نحن روح بلا أدنى إشكال، لأن لنا آلام جسدية، وعندنا آلام روحية، وعندنا فرح جسدي في مناسبات جسدية و لذائذ جسدية، وعندنا فرح روحي، و لذائذ روحية، و لذائذ جسدية. لنا شعور بالخسارة المادية، ولنا شعور بالخسارة المعنوية الروحية، منهم من تغم عليه الحياة وتضيق وتشعره بالخناق، ولا يسعه جلده هما وغما، لماذا؟ لأن صلاة الفجر أو صلاة الليل فاتته مرة من المرات، بعضهم هذا الشكل. لو فقد ألاف دينار ما تأثر كما تأثر لأن صلاة الصبح طلعت عليه الشمس وهو لم يصلها. ومنهم من الناس من تفوته مليون صلاة الصبح لا يشعر بأي خسارة، وبأي تخلف، لكن إذا سقط منه دينار في الطريق وأكثر البحث عنه ولم يعثر عليه، فإنه قد لا يشعر بشيء من السعادة في يومه، أو في أكثر من يومه.

 

احدهم متركزة في نفسه الشهوات، مرتبط بالأرض ارتباطا كبيرا فشعور الربح والخسارة، والفرح والحزن، والأمل واليأس، والثقة والاهتزاز، كل ذلك مربوط بالأرض ومواضعاتها وأشيائها. وأبو ذر له كان عنده خمسة أو عشرة دنانير وكلها راحت، ستدمع عينه؟ سيحزن؟ لم يحدث أي شيء بالمرة. لكن لو تتصور أبو ذر خرجت منه كلمة قاسية على طفل يتيم من أيتام المسلمين، هل يعيش ليلته هنيئا؟ يمكن أن يلامس عينه الكرى في تلك الليلة؟ يمكن أن يستقر رأسه على وسادة؟ أني أراه أنه يقضي أكثر من ليلة مضطربا، خائفا، مرتجفا، مرتعدا، مستصغرا نفسه، محتقرا لها، يعيش مأساة خسارة الروح وسقطوها، هذا موجود وذاك موجود. فنحن لسنا عالم بدن فقط.

 

شبابنا الكريم، أخوتنا الأعزاء، البدن قد يتوحل، ويصعب على صاحبه أن ينجو به من توحله، بدن يسقط في الطين اللين إلى النصف، كيف يستطيع صاحبه أن ينهض من هذا الوضع؟ الروح قد تتوحل، فيصعب إنقاذها، توحل البدن صورة حسية، خارجية، سقوط البدن في منطقة وحل، بحيث تشد إليها، يصعب عليه أن يتخلص منه، لا يستطيع أن يقفز، لا يملك القوة المقاومة والتي يستطيع أن يطير بها من هذا الوحل. الروح تتوحل، ومرة التوحل إلى حد الساق، ومرة إلى حد البطن، ومرة إلى حد الصدر، تتوحل كيف؟ بالارتباط بالشهوات، بالرغبات المحرمة، وحتى المحللة إذا استولت على الإنسان ومثلت أمنيته في حياته.

 

الروح موائدها سماوية، والبدن موائده أرضية، البدن موائده أرز، قمح رمان، تفاح. الروح موائدها صلاة، ذكر الله، حج، صوم، هذا موائدها التي تعطيها قدرة على التحليق، قدرة مقاومة ومواجهة وتحدي، قدرة تفوق، تعطيها مزيدا من الشفافية، ومزيدا من النورانية، ومزيدا من قابلية حمل ثقل التكليف، والقدرة على التزين والتحلي بالشيء المحدود من صفات الكامل تبارك وتعالى، من أجل هذا المستوى وهذه القدرة وهذه الحياة تحتاج إلى صلاة، تحتاج إلى عبادة، تحتاج إلى ذكر. كلما قل هذا الزاد كلما ضمرت الروح، وثقلت الروح، وانحطت الروح، وأسنت الروح، وسبتت الروح، وماتت الروح، وتكلست الروح، وتجمدت الروح، وجفت الروح، وفقدت القدرة على التحليق، وفقدت عين البصيرة، ولم تعد ذلك الوجود الشفاف الحساس المتأثر سريعا بالأنوار المعنوية، لم تعد قادة على استقبال الأنوار المعنوية، أو على رؤيتها، كالعين الحسية التي تمرض، والتي يكون عليها حجاب من مرضها فلا تبصر النور القوي.

 

هذه الروح أقول تتوحل، وتفقد القدرة على التحليق، وتبقى بلا جناحين، وتظّلّم بظلمة الأرض، تتشبع بقيم الأرض، وقيم الأرض قيم ساقطة، قيم دونية، قيم أثرة، قيم شُح، قيم ظلم، قيم اقتتال واحتراب من أجل المادة، قيم أكبر ما يدخل في تقديرها هو المادة. قبل ا، تغرق الروح، وقبل أن تتوحل الروح، وقبل أن يمتنع عليها التخلص من واقع التوحل وحتى يقيها العبد من ذلك لابد له من الانشداد إلى المنهج العبادي الصادق، والمنهج العبادي الإسلامي لا ينقص منه و لا يضاف إليه، ما ينقص منه يمثل في وجوده ثلمة تجعل عطاءه أقل من المطلوب، وتمنع عليه أن يبلغ بالعبد الغاية. الزيادة على المنهج الإلهي ربما تشوه أكثر من عملية الإنقاص، الزيادة على المنهج الإلهي من صنع الأرض، واجتهادات الأرض، هذا شيء يشوه المنهج الإلهي ويفقده صفائه وأصالته، وهذا الخلط يضيّع قيمة المنهج الإلهي بما انضم إليه من ترقيع من هذا الإنسان، عملية الحذف والإضافية البشرية في المنهج الإلهي تدخل واحد ليس لديه شيء من الهندسة، ليس لديه شيء من العلم، ليس عنده شيء من الحكمة، في بناء أكبر مهندس.

 

المنهج الإلهي مبني بناء إلهيا، والمنهج الإلهي واضح لابد أن يكون كاملا وتاما، تدخل أكبر بشر يفسد، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يتح لعقله الخاص، وتفكيره الخاص من غير التسديد الإلهي أن يشرع، “إنما هو وحي يوحى” لا ينطق عن الهوى، لا ينطق عن ذاتيات البشرية، حين ينطق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتشريع إنما ينطق عن وحي، بأي مستو من مستويات الوحي التي لا تقل عن درجة التقين الراسخ عند النفس الطاهرة -نفس الرسول- التي لا يلامسها رجس، رجس جهل، أو رجس غفلة، أو رجس تساهل في التشريع، أو رجس محاباة.

 

أقول للأحبة

 

بأننا نفتخر فيما نفتخر بالجوانب الروحية، من وجد قوة روح وقوة بدن، فإن الافتخار بالروح عنده يسبق الافتخار بالبدن، علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الشديد في بدنه، القوي في قتاله، يفتخر بثباته في سبيل الله، ولا يفتخر بقدرة العضلية على أنه يستطيع أن يقتل العشرين أو الأربعين أو الستين. الأئمة يفتخر بمواقف علي عليه السلام المخلصة لله، يفتخرون بأنه عندما تفل عليه عمرو بن ود حينما أراد قتله، كف عنه ليكون العمل خالصا لوجه الله الكريم، المقتلة الكبيرة ليست مفخرة، مفخرة دنيا، الثبات ثبات النية، ثبات القدم الذي يكون من ثبات النية الخالصة لله عز وجل هذا هو محل الفخر عند الأولياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

 

الاعتكاف عبادة على بناء الروح، على يقظة الروح، على إنقاذ الروح، على انتشال الروح من حالات التوحل في الماديات. كأن الاعتكاف حال احتماء وأن كان مؤقتا من سموم الحياة المادية، ومن سلبيات الحياة المادية، وتأثيرات الحياة المادية، دخول مكان محصن عن هذه التأثيرات، وهذه السلبيات بأكبر قدر ممكن، دخول بيت معد للعبادة، طابعه الأول روحاني، أجواء روحانية، ومخصص للعبادة:

  • ليس لك أن تتعدى محيطه ولو شعره في الاعتكاف، وكأن ذلك يربي نفسك أن للدين حدودا، وعليك أن تعمل على ضبط النفس عن تعدي حدود الله عز وجل.
  • لا تتعدى داخل المسجد إلى خارجه وإلا فسد اعتكافك -إلا فيما رخص، من مثل قضاء الحاجة- ماذا يعني هذا، هذا حد حسي ولكن هو رمز لحدود المعنوية، وأن الإنسان المسلم يقف بهذه النفس وبكل قوة عن اختراق الحدود المعنوية لدين الله، هناك حد لطلب المال، حد لإشباع حاجة البطن، الفرج. هذه الحدود مطلوب أن لا تُتَعدى.

 

والروح القوية بأي شيء تقوى الروح؟ تقوى الروح بالوقوف عند هذه الروح وعدم الاقتراب منها، من الغيبة، من الكذب، من النظر المحرم، من كل حرام، كبيرا كان في نظر الناس أو كان صغيرا. الاعتكاف يقول لنا هذا: “علينا أن نخوض معركة يومية، ورياضة يومية، وجهادا يوميا في الوقوف بالنفس عند حدود الله”.

 

كشافة بشر يضع خيط يقول هذا هو الحد المسموح به للحركة، وراء الخيط لا، والتربية العسكرية، والتربية الكشفية، تربية تقوم على ضوابط، على حدود، ومن وضع البشر، ووضع البشر غير دقيق، وليست فيه الحكمة دائما، وضع البشر قد يدخله العمل ويدخله الجهل، وتدخل الحكمة ويدخله السفه، وتدخله مراعاة المصلحة والتشهي، أما حدود الله فهي موضوعة بعمل، بحكمة، أي حكمة؟ أي علم؟ بمراعاة مصلحة العباد، ما وضع هذه الحدود هو علم الله ألا متناهي، حكمته ألا متناهية، رحمته، لطفه.

 

هذه الحدود -حدود الله تبارك وتعالى- مطلوب لمن آمن أن يحترمها كل الاحترام، ألا يسمح لنفسه بالاقتراب منها فضلا عن اختراقها. مضمونا يقولون: “من حام حول الحرم كاد أن يقع فيه”، فحبس النظر الحبس الذي حبسه التشريع، حبس النظر عمليا الحبس التشريعي، إلى أي حد وأي مجال سمح لك الشرع أن تنظر؟ قال أن تغض النظر؟ مطابقة أرادة المكلف للإرادة التشريعية لله تبارك وتعالى. أنا أعمى، أنا كسيح، أنا تائه، ضال، ضائع، هذا التائه الضائع الضال في الصحراء، في البيداء الوسيعة يحصل على بدوي في الصحراء الواسعة، فيستغيثه ليأخذ بيده إلى الطريق.

 

والحياة الدنيا بيداء، ظلماء، محيط هادر، ونداءات الشياطين لا تتوقف ليلا ونهار لضائعين التائهين تغريهم، وتخدعهم، وتزين لهم أن يتبعوهم في الطريق. عن أحدهم عليه السلام: “أحدكم يخرج إلى فراسخ فيطلب الدليل” تخرج إلى فراسخ لا خبرة لك بها، فتخاف على نفسك الضياع، وتخاف على نفسك أن تكون لقمة سائغة لسبع، وتخاف على نفسك أن تستولي عليك الوحشة فتطلب الدليل، وتقتنع من هذا الدليل بصاحب خبرة بشرية في هذا الطريق، كم إخلاصه لك؟

ويقول الحديث “وأنتم بطرق السماء أجهل منكم بطرق الأرض” ما الذي يربي الروح؟ ما هو المنهج الذي يربي الروح؟ الذي يزكي النفس؟ منهج يضعه بشر رياضات صوفيه، هذا يجهل طرق السماء. الأحكام الشرعية هي طرق السماء، طرق صناعة الروح، ترقية الروح، بناء الروح، إنقاذ الروح، وراسم الطريق هو الله، والدليل هم أنبياء الله ورسله وأئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

 

فمن أراد لنفسه النجاة من ضلال الروح، ومن تيه الفكر، ومن ضياع النفس، ومن خسارة الحياة، فليأخذ بمنهج الله، ونهج الله طريقه انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومن بعدهم خلفائهم من الفقهاء العدول.

زر الذهاب إلى الأعلى