خطبة الجمعة (378) 1 شعبان 1430هـ – 24 يوليو 2009م

مواضيع الخطبة:

*معرفة الله *ولاية غير الفقيه – تتمة *موسم نداءات التوبة *الانتخابية القادمة*التطبيع مع إسرائيل *بعثة الرسول صلى الله عليه وآله

أنقذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أنقذ، وفتح الباب على مصراعيه لإنقاذ كل العالم، وَحَنَا وأشفق على كل إنسان، ووصل من هداه إلى كل أرض هدى، ومن رحمته إلى كلّ قوم رحمة، ومن نور علمه وأسباب بقاء الأمم إلى كل أمة علم وأسباب بقاء، ومن نداءاته الربانية النورانية إلى كل جنبات الدنيا نداء.

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي لا تراه العيون، ولا تدركه الظنون، ولا يعرضه المنون، ولا تغيّره الآماد، ولا تنال منه الآباد، ولا يمسُّه نقص، ولا حاجةُ ازيداد. كمالُه ليس فوقه كمال، ولا مثلَه كمال، ولا لأحد له منال.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
عباد الله أوصيكم ونفسي الأمَّارة بالسّوء بتقوى الله الذي من كابره قُهِر، ومن قاومه كُسِر، ومن عصاه خَسِر. ومن سلبه الله نعمةً من نعمه لم يردّها عليه أحدٌ من دونه، ومن يُعزّه اللهُ فلا مُذِلَّ له، ومن يُذلّه فلا مُعِزَّ له سواه.
ولنعلمْ بأنّه إذا كانت الحياة منقضية فإن عاقبةً حلوةً أو مُرةً لها آتية، وقيمة الحياة لكلِّ امرئٍ من عاقبتها، فحياة تُعقِبُ النّار خسارٌ، وما ربحت حياةٌ لم تبلغْ بصاحبها الجنّة، وما شَقِيَتْ حياة أفْضَتْ بصاحبها إليها، ونَأَتْ به عن النّار. وفي النّار درجات، وفي الجنّة درجات فلنفِرّ عباد الله من النار بكل درجاتها، ولنتنافسْ من الجنّة على أرفع الدّرجات.
اللهم صلَّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوَّاب الرَّحيم. اللهمَّ ارحمنا ووالدينا وأرحامنا وجيراننا وأصحابنا ومن كان له حقٌّ خاصّ علينا، وكل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة.
اللهم ما أبقيت لنا من فسحة العمر فاجعله معراج قلوبنا إليك، ووصلتها إلى رضوانك، ولا تجعل للشيطان الرجيم فيه نصيباً، ولا للهوى المضِلّ حظّاً، ولا لوَسوَسة النفس منا استجابة.

معرفة الله

أما بعد فإنه ما من معرفة تبلغ شرفاً ورفعةً وأهميَّة وعلوّاً مبلغ ما عليه معرفة العباد لله سبحانه.
وإنما تشرف المعارف بمقدار ما تساعد على معرفته سبحانه وتثبِّتها وترسّخها.
وهي سرّ القوّة والاستقامة والسعادة عند الإنسان.
وعن علي عليه السلام:”مَعْرِفَةُ اللّهِ سُبْحانَهُ أعْلَى المَعارِفِ”(1).
وعنه عليه السلام:”ثَمَرَةُ العِلْمِ مَعْرِفَةُ اللّهِ”(2).
فعلمٌ لا يؤدي إلى معرفته سبحانه كأنه لا ثمرة له، وفاقد للغاية الكريمة للعلم.
المعرفة ممكن وممتنع:
لقد هدى الله الإنسان إلى معرفته، وأتاح له أن يترقى في هذه المعرفة التي لا جلال لمعرفة يساوي جلالها.
وعن الإمام الحسين عليه السلام:”جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: ما رأس العلم؟ قال: معرفة الله حقّ معرفته. قال: وما حق معرفته؟ قال: أن تعرفه بلا مثيل ولا شبيه، وتعرفه إلهاً واحداً خالقاً قادراً، أولاً وآخِراً، ظاهراً وباطناً، لا كُفوَ له، ولا مثل له. وذلك معرفة الله حق معرفته”(3).
فأن يرى العقل، ويتيقن القلب بوحدانية الله وأحديّته، وأسمائه الحسنى، ويملأ ذلك وجدان الإنسان، ويملك عليه مشاعره، ولا تغيب عنه هذه المعرفة ولا تغيم في شعوره، ولا يغلب عليها ظرف من الظروف، ولا يُلهي عنها شيء، ولا يحول بينها وبين القلب حائل من دون الله وأن تحكم الحركة والسكون من صاحبها أمر ممكن بل ومتحقّق بدرجته العالية في واقع فئة من الناس كالرسل والأئمة عليهم السلام.
أما حقيقة الذات والصفات الإلهية المتعالية فلا سبيل لمخلوق على الإطلاق أن ينالها بعقل أو بقلب، فإنها أبعد من أن تُنال بعلم، أو ظن، أو خيال، أو وهم، فكل ذلك له منتهى(4) لا وجود له بعده، ومدى لا امتداد له وراءه، وحدّ لا يتعداه، والله عزّ وجل لا تحدّه حدود، ولا تقف بكماله الآماد، ولا الآباد، وهو فوق كل أفق رفيع وأرفع وأرفع من آفاق الكمال، وأبعد من كل بُعْدٍ بعيد وأبعد وأبعد من أبعاد العزّ والمجد والعظمة والجلال والجمال.
كل شيء مخلوق فأنّى له أن ينال الخالق؟! وكل شيء خاضع للحدود فأنّى له من إدراك من لا حدّ له ولا نهاية؟! وكل شيء مقدّر فأنّى له أن يحيط بمقدِّر الأقدار وهو فوق كل تقدير؟!
معرفة الإنسان لله عز وجل ملءَ عقله ووجدانه بأنه الخالق الذي لا خالق سواه، الرازق الذي لا رازق غيره، المدبّر الذي لا مدبّر معه، القيّوم الذي لا يعيى ولا تأخذه سنة ولا نوم، القدير الذي لا يعجز، العليم الذي لا يجهل، الحي الذي لا يموت، المريد الذي لا تبطل إرادته ولا ترد، الأول بلا قبل يسبقه، الآخر بلا آخر يلحقه، الحكيم الذي لا شوب في حكمته، الحاكم الذي لا تقاوم حكومته، الواحد الذي لا ثاني له، الأحد الذي لا شبيه يشبهه، الذي يقوم به كل شيء والمباين والبعيد عن كل شيء، والمنزّه عن كل شيء، وهو فوق كل شيء، والأَجَلّ من أن يُمثَّلَ بشيء، ويُنظَّر بشيء؛ هذه المعرفة ممكنة للإنسان وحاصلة – كما تقدّم – لصفوة من الناس.
ومعرفة المخلوق للخالق بهذا المستوى من المعرفة تتجلّى للعقول والقلوب في كل ما خلق الله من شيء مما يقوم في وجوده، وفي حياته، وفي كل أثر من آثاره بقدرته وعلمه وتدبيره.
وإن قدرة الله وعلمه ورحمته ولطفه كلّ ذلك ليطلُّ على العقل والقلب من كل مخلوق كبير وصغير، ومن كل خليّة وذرة في الكون العريض، ويكشف عن نفسه، ويتحدث لك عن الخالق قبل تحدُّثه لك عن نفسه، والله تبارك وتعالى هو المظهر للأشياء، والدَّالّ عليها، والمُبرز لها، والمسخِّر لها في خطابه للعقول والأفئدة والأرواح.
وهل لشيء أن يُظهر الله عز وجل والحق أن كل شيء إنّما ظهوره من الله عزَّ وجل؟! كيف تظهر الأشياءُ خالِقَها وهي لا تظهر إلا بخالقها سبحانه؟!
ظهورها منه، وهو يتجلّى للعقول والقلوب من خلالها، وبإظهاره لها.
وفي استحالة معرفة الذات وحقيقة الصفات، والمنع من التفكير في أمرهما جاءت النصوص الكثيرة وهذا منها:
1. عن الإمام علي عليه السلام في تمجيد الله:”…. الظاهر بعجائب تدبيره للنّاظرين، والباطن بجلال عزّته عن فكر المتوهمين”(5) وتجلّيه سبحانه من خلال مخلوقاته بقدرها لا بقدره. كل شيء يَظهر لك الله سبحانه وتعالى من خلاله بقدر ذلك الشيء، وليس بقدر الله الذي لا يطيقه شيء.
2. وعنه عليه السلام:”من تفكّر في ذاته أَلحد”(6).
لماذا من يتفكر في ذات الله ينتهي به تفكّره إلى الإلحاد؟
من توقف إيمانه على معرفته بحقيقة الذات الإلهية وذلك مستحيل لا يتم له الإيمان، ولا بد أن يلحد.
إذا كان أحدنا يتوقّف إيمانه بحسب نفسه على أن يصل إلى حقيقة الله ويشاهدها حسّاً أو حتى قلباً فإن ذلك مستحيل، والطريق إلى ذلك مقطوع. وإذا كانت المقدّمة مستحيلة فإن النتيجة ستكون مستحيلة، فبالنسبة لذلك القلب، لا يمكن أن يشع بنور الإيمان، وهو لا يؤمن إلاَّ أن يشخّص الله في صورة محدودة من صنعن نفسه إذ كل محدود هو غير الخالق الحقّ غير المحدود.
3. وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله:”تفكّروا في الخلق، ولا تفكروا في الخالق؛ فإنكم لا تقدرون قَدْرَه”(7).
فالله عزّ وجلّ إنما يظهر لخلقه في خلقه وبمقدار ما يتسع له الخلق، ولا يظهر لهم بذاته لا لخفاء إلا ما هو من بعد العزّ والمجد والجلال والجمال غير المحدود الذي لا يمكن أن يناله المحدود.
الله محتجب عن عباده بنوره الأكمل الأكمل الذي لا حدّ له، وليس من نقص لا يظهر بذاته تبارك وتعالى للعقول، إنما لأن نوره لا تحتمله العقول، ولأنه الكامل المطلق، وكل عقل مخلوق محدود.
4. عن الإمام الصادق عليه السلام:”إيَّاكم والتفكر في الله؛ فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيهاً. إن الله عز وجل لا تدركه الأبصار، ولا يوصف بمقدار”(8).
ما السر في عدم التفكر في الله؟ قال عليه السلام: بأن الله عز وجل لا تدركه الأبصار، ولا يوصف بمقدار. لا يدركه بصر الحس، ولا بصر القلب، وأنت لابد أن يترامى منك الفكر وينتهي عند المحدود.
والمقدّر وجودهم تقديراً، والمحدّد تحديداً، مقهورون في إدراكهم ورؤيتهم وامتداد أبصارهم وبصائرهم للتقدير والتحديد، والنهاية والانقضاء، ولا يتجاوز شيء بنفسه أو آثاره حدّه.
هل يتجاوز الشيء حده؟ وهل تتجاوز آثار الشيء محدودية ذلك الشيء؟ يبقى المحدود محدودا، وآثاره محدودة، فلا ينال غير المحدود.
5. عن زين العابدين عليه السلام:”عجزت العقول عن إدراك كنه جمالك(9)، وانحسرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك، ولم تجعل للخلق طريقا إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك”(10).
عدم الرؤية من أين؟ من هنا، من قِصر نظرٍ عند الرائي، و عدم مقاومة للشدة التي لا حدّ لها في النور المراد رؤيته. جلال الله وجماله فوق كل التصورات والوصف الممكن فلا يحاط به، وكل من عداه وما عداه ممكن، وهو فوق كل إمكان. البصر لابد أن يرتدّ خاسئاً من أمام جلاله وجماله ولا يملك أن يثبت على ضعفه ومحدوديته لذلك الجلال والجمال في تجاوزه للنهايات والحدود ودرجات الشدّة التي يمكن أن تقع في ظن أو وهم أو خيال.
6. عن الإمام علي عليه السلام:”فلسنا نعلم كنه عظمتك، إلاّ أنا تعلم أنك حيّ قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، لم ينته إليك، ولم يدركك بصر”(11).
لا ندرك كنه عظمتك لأنك الكبير الذي لا حد لكمالك، ونحن الصغار المحدودون في وجود وحياة وإدراك وعلم وأدوات بصر وبصيرة.
7. عن الإمام الرضا عليه السلام:”هو أجلّ من أن يدركه بصر، أو يحيط به وهم، أو يضبطه عقل”(12).
8. عن الإمام علي عليه السلام:”كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله”(13).
عرّف لي عقلك، لا نملك لعقلنا تعريفاً، لا نملك للطاقة تعريفاً، لا نملك للروح تعريفاً، أشياء حسية كثيرة لا نملك لها تعريفا، لا نستطيع أن نصل إلى كنه مَلَك، الجنّ لا نعرف حقيقته، كم هي الأمور والأشياء التي لا نعرف حقيقتها؟!
والنتيجة أن الله سبحانه معروف لا يسع أحداً إنكاره، وبعيد كل البعد عن الإحاطة بكنهه كما تعطيه الكلمة الآتية عن علي عليه السلام، وهي تفرِّق بين أمرين:”لم يُطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته”(14) فهو الظاهر الذي لا يستره شيء، والباطن الذي لا يحيط به شيء.
وكما تفيده الكلمة الأخرى عنه عليه السلام:”الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن يُنال إلا وجوده، وحجبَ العقول أن تتخيّل ذاته في امتناعها من الشّبه والشكل”(15).
عقولنا وقلوبنا لا تعرف الأشياء إلا بأشكالها وأشباهها، ولنا صور نقيس عليها الأشياء، والله لا يمكن أن تقارب ذاته صورة من الصور التي تنالها العقول والقلوب.
فما تصله العقول عن الله عز وجل هو أنّه موجود ولا وجود لشيء إلا من وجوده، وأنه حاضر مع كل شيء علماً وإرادة وفاعلية ورحمة وكلاءة وحفظا ورفدا وتدبيرا، وإلا لم يقم شيء على ساق، ولم يكن له وجود، ولا حياة، ولا أثر.
أما حقيقة ذاته وصفاته فيقصُر عن إدراكها كل المخلوقين لكماله ونقصهم، ولتعاليه غير المحدود ومحدوديتهم.
اللهم صل وسلم على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين. واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم لا تسلبنا معرفتك، وزدنا من معرفتك، وأسعدنا بمعرفتك، وأعنّا على حقِّ معرفتك، ووالِ بيننا وبين أهل معرفتك، واجعل لنا دليلاً في كل الأمور من معرفتك، واختم لنا بالدرجة العالية من معرفتك، واجعل لنا غنى دائما، ورضى ثابتا، وسعادة قائمة بمعرفتك يا أرحم من كل رحيم، ويا أكرم من كل كريم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}

الخطبة الثانية

الحمد لله الحاضر الذي لا يغيب عن شيء، ولا يغيب عنه شيء، والغائب غير المفقود والذي لا يدركه شيء. جلّ عن أن يناله حسّ أو حدس، أو يصل إليه علم أو ظن، أو يقترب منه خيال أو وهم إذ كل ما عداه ومن عداه إلى انتهاء، وهو الذي تستحيل عليه الحدود والنهايات، والمحتجب بعزّه غير المتناهي عن اختراق الخطرات.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
عباد الله علينا بتقوى الله، وطلب رضاه الذي لا يُغني عنه رضى، واجتنابِ سخطه الذي لا يعدلُه سخط.
عباد الله إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضتان إسلاميتان قائمتان ما قامت حالة اجتماعية ولو بين اثنين من النّاس، وكان من أحدهما تقصير في أحكام الله عز وجل، ومن ضيّعهما ضيّع الكثير من الإسلام، ورضي له أن يُغيَّب ويُضيَّع.
علينا عباد الله أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونؤدي حقهما، ثم علينا أن تكون ممارستنا لهما على الوجه الذي يرضاه الله سبحانه، وبالشروط والمواصفات التي جاءت بها الشريعة، وإلا لوقعنا في المنكر الذي نهى الله عنه وجانبنا المعروف الذي أمر الله به. حين أأمر بالمعروف بغير المعروف، أو أنهى عن المنكر عن طريق المنكر أكون قد وقعت فيما نَهيت عنه، وفي مخالفة ما أَمرت به.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم أعطنا من الرّشد والعصمة ما يحول بيننا وبين معصيتك، وفقِّهنا في دينك حتى لا نقع في مخالفتك، وألزمنا جانب التقوى حتى لا يستزلنا الهوى يا رحمن يا رحيم يا كريم.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله خاتم النبيين، الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة، وعلى الأئمة الهادين المعصومين حججك على عبادك، وأنوارك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرج ولي أمرك القائم المنتظر، وحفه بملائكتك المقربين، وأيده بروح القدس يارب العالمين.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، الممهد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفقهم لمراضيك، وسدد خطاهم على طريقك، وانصرهم نصرا عزيزا مبينا قائما ثابتا دائما.
أما بعد فهذه متابعة لموضوع سبق وهو موضوع: ولاية غير الفقيه:
تنطرح في الحديث عن الموضوع ثلاثة أسئلة:
1. ما هو التخريج الذي صارت به خلافة الخلفاء غير المعصومين بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله شرعية وملزمة، ولا يجوز ردّها، ويجب على الأمة الأخذ بمقتضاها من الطاعة والنصرة، ومع ذلك لا يجري في مسألة حكومة الفقيه المسلم العادل؟ والسؤال مطروح على كل من يسلّم بخلافة الخلفاء ولا يسجّل عليها اعتراضاً دينيا، ويتعبد بشرعيتها.
2. كيف صارت بيعة الملوك في زماننا مكسبة لحقّ الحكم ونفوذه، ومصححة لمحاربة الخارج عليه، بينما إذا كانت البيعة لفقيه عادل من فقهاء الأمة من أي مذهب كان، لا تولّيه على من بايعه، وكيف يصلح ذاك ولا يصلح هذا؟ وإذا ولّته كان مسلوب الصلاحيات وممنوع الحكومة؟ وإذا مارسها كان الجبّار، والدكتاتوري، والمستخف بعقول الناس وأقدارهم وأوزانهم وأنه يفرض الوصاية على غيره؟!
السؤال مطروح على من يعطي المَلَكِيَّة المرتبطة بلون ما من البيعة ولو الضيّقة أو الشكليّة بعداً دينياً صارماً ملزماً وحجية شرعية نافذة.
3. ماذا لو رجع أمر الأمة الإسلامية اليوم للاختيار الحر لشعوبها في شأن التولية عليها، واختيار حكومتها الواحدة، أو حكوماتها المتعددة؛ فهل سيجد أهل العلم والدين من كل مذاهبها أو أي مذهب خاصٍّ منها أن الفقاهة والعدالة مانع من سلطة الحكم، ونفوذ الأوامر والنواهي الولائية أو السلطانية كما هو التعبير الآخر، وأنه حتى تنفذ هذه الأوامر والنواهي شرعاً لابد من شرط عدم الفقاهة، وعدم العدالة؟!
هل سيجد أحد منهم من دين الله عزّ وجل ما يقول له بتقديم الجاهل على العالم، والفاسق على العادل؟!
وهذا سؤال مطروح على كل ذي دين من أتباع كل المذاهب الإسلامية.
إنه لمن الغريب جدا أن ينتهي مسلمون ومن ناحية إسلامية إلى أنّ ولاية غير الفقيه العادل ثابتة لا مراء فيها، وأن ولاية الفقيه العادل مُتردَّدٌ فيها بل هي من المنكر الفظيع.
خامساً: لماذا الكلام والبحث في مسألة ولاية الفقيه وحكومته في ساحة ليس لها في حياتها وواقعها السياسي ارتباط بالمسألة كساحتنا، ولها نظامها الخاص المعروف؟ والجواب كالآتي:
1) الكلام في ولاية الفقيه من حيث البعد الديني للقضية، وهل هي منسجمة مع الطرح الديني أو هي بدعة في الدين ومجافية له، وليس الكلام فيها من حيث البعد العملي السياسي والناحية السياسية التي قد يتفق عليها وضعان سياسيان أو يختلفان.
2) الساحة الإسلامية العربية عامة بل الإسلامية والعالمية، وليست الساحة المحلية فحسب صارت مشحونة بالهجمة الإعلامية والتهريج والتنديد والسخرية والكذب والاستهزاء والإثارات الاستفزازية المستهدفة للفكرة وحتّى باسم الدين. وفي هذا تطاول كبير على الدّين، وتحريف له، وتزييف للحقائق لا يصح السكوت عليه.
3) سبق القول بأن كثيراً من المناقشات في الموضوع تنصبّ على أصل الحاكمية للدين بأي وجه من الوجوه، وبأي لون من الطرح، وترفض هذه الحاكمية أساساً وعلى الإطلاق.
4) إن التعطيل العملي لأي فكرة من أفكار الدين يمثّل خطرا عليه، لكن الأخطر من ذلك تشويه هذه الفكرة، ومحاولة إسقاطها حتى على المستوى النظري، وفصلها عنه. وهذا ما صار إليه موقف كثير من أبناء الأمة من هذه الفكرة، فلابد أن يتصدى لمثل هذا التشويه للإسلام.
موسم نداءات التوبة:
1. هذا الموسم يتبناه ويحتضنه المجلس الإسلامي العلمائي، ويعمل على إحيائه سنوياً بمشاركة المؤسسات الأهلية الإسلامية و النشاط المسجدي، وكل محب للدين وخير الإنسان من غيارى المؤمنين والمؤمنات في هذا الوطن الكريم.
والمجلس وكل المنابر الواعية تستحثّ عموم المؤمنين والمؤمنات والمؤسسات الإسلامية الأهلية على أرض البحرين للعمل سويّاً وبأقصى جهد ممكن لتنشيط وإنجاح موسم هذا العام خدمة لإنسان هذه الأرض، وتصحيحاً لأوضاعه الفكرية والنفسية والعملية، والأخذ به إلى طريق الغاية الكريمة، والسعادة المنشودة في الاتجاه القويم الصاعد إلى الله عز وجل، والمخرج للإنسان من الظلمات إلى النور، ومن الضعف إلى القوة، ومن الانحراف إلى الاستقامة، ومن بوتقة العبودية المذلة للعبيد إلى فضاء الحرية الفسيح الذي لا تناله نفس إلا من خلال عز العبودية لله الواحد الأحد، واستعطاء الخير والكمال على طريق السعي إليه.
2. ويوم التوبة هو يوم الزحزحة من النّار إلى الجنّة، والعودة من الغي إلى الرشد، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الغفلة إلى اليقظة، وهو يوم النهوض بعد السقوط، والحياة بعد الموت، والحكمة بعد السفه، والهداية بعد التيه والضياع.
نعم، مستنقع المعصية هو مستنقع لا يعيش فيه إلا الجهل وهو مستنقع موت وسفه وتيه وضياع، ومن أجل أن يتخلص الإنسان من كل هذا لابد أن يرفع وجهه إلى الله عز وجل وأن يقصد بكل وجوده على طريق الله إليه.
وأجواء هذه الشهور الثلاثة المباركة بمناسباتها الكريمة المتكثّرة، وعباداتها المكثّفة، وخصوصيتها المعلومة عند الله سبحانه تزيد في قابلية الصحوة بعد الغفلة، واليقظة بعد السبات، والهداية بعد الضلال، والذكر بعد النسيان، فليستثمر المستثمر هذا الموسم في هداه وتوبته وأوبه إلى ربّه، وفي توب وأوب الآخرين ممن إخوته في الدين فيكون قد حيي بعد موت، وأحيا غيره، ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا النّاس جميعاً. فلنعمل على توبة أبنائنا وبناتنا وأهلينا وكل من كانت له صلة بنا، وقبل ذلك فلنعمل جاهدين على أن نحقق توبة صادقة منّا إلى الله تبارك وتعالى.
ولن يقدّم أحد إلى نفسه خيرا، ولا إلى غيره كما لو تاب وهدى الغير إلى التوبة، فإنه لا كسب كما لو كسب إنسان ذاته، ولا كسب من ذات لذاتها وهي في إدبار عن الله العلي العظيم.
الانتخابات القادمة:
أرى الحديث عن الانتخابات القادمة بإيجابه وسلبه سابق لأوانه. ولا مصادرة مبكّرة لأي خيار.
والأهميَّة كل الأهمية للتركيز على وجوب التعديل العادل لنظام توزيع الدوائر الانتخابية الجائر، والتخلّص من الدوائر الانتخابية العامة، وعلى المسألة الدستورية التي تعدّ الأساس.
هذا فيما يرتبط بالانتخابات من مسائل يجب أن تنصب عليها المطالبة الجادَّة، ولا تفتر. من غير انصراف لمسألة الانتخابات القادمة وتفاصيلها والمعركة عليها.
وفيما يرتبط بقضية الإصلاح العام فإنه سيبقى الإصلاح شعاراً برّاقاً ولكنه خواء، وزيف وكذب ما بقي التجنيس السياسي الكيدي الإضراري، والتمييز الظالم، والسرقات الكبرى، ومصادرة الأراضي، وانتهاب الثروة، ومشكلة الإسكان والملفات الساخنة الأخرى، وكل ذلك يمثّل أزمات حادّة مؤرّقة ومقلقة لا تسمح للرياح بأن تسكن، وللجو بأن يهدأ، وللأوضاع بأن تستقر كما يتمنّى المخلصون ويسعون جهدهم إلى ذلك.
التطبيع مع إسرائيل:
1) تتفق أمريكا مع إسرائيل على ضرورة إنهاء القضية الفلسطينية إما بلا تضحية نهائياً من الجانب الإسرائيلي أو بأدنى ثمن بخس عند الضرورة، والجانب العربي لاهث ومسارع، وداخل في عملية التطبيع فعلا بلا انتظار ثمن، والمتصلّب في هذا الجانب إنما ينتظر ثمناً في دائرة خاصَّة..
2) ولماذا تحرص أمريكا وإسرائيل على التطبيع؟ لتكون البلاد العربية والإسلامية سوقاً مفتوحاً اقتصادياً وثقافياً وسياسياً وعلى المستوى المخابراتي لكل البضائع الساقطة والمسمّمة للساحتين العربية والإسلامية وإنسانهما وأوضاعهما، ولفرض الهيمنة وإحكام القبضة الأمريكية والإسرائيلية على مَقْدُرَات ومُقَدَّرَات أمتنا، وتنفيذ خططهما الخبيثة ضد الإسلام بصورة أوسع وأسرع.
ويتجاوز الطموح الأمريكي الإسرائيلي تحييد الأمَّة العربية أنظمة وشعوباً عند توجيه أي ضربة عسكرية قاسية ضد أي بلد إسلامي مقاوم إلى مشاركة هذه الأنظمة أو عددٍ منها في هذه الضربة.
3) والخاسر الأكبر في التطبيع المشؤوم هو جماهير الأمة ودينها وحضارتها وأخلاقيتها وعزتها وكرامتها ونهضتها المجيدة التي وُجدت وبعدُ لم تبلغ.
4) والحق أن التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي يعني توجيه ضربة قاسية ومقصودة لوجود الأمة المادي والمعنوي، وتآمراً على أمنها في كل أبعاده فلا يقدم عليه إلا معادٍ بها، والمريد لها سوءاً(16).
بعثة الرسول صلى الله عليه وآله:
جاءت بعثته صلَّى الله عليه وآله في فاصلة فراغ طويلة من الرسالات أُصيبت فيها الأمم بظلمة قاتمة، ونومِ عقلٍ وروحٍ وقلبٍ وضميرٍ، وشُلّت حركة إنسانية الإنسان، وتضخّمت الرّوح الحيوانية فيه واستشرت إلى حدٍّ بعيد فكان التخلّف والتقزّم والفتن والحروب، وجفّت عطاءات الحياة على يد الإنسان، وترنّحت الحضارة، وشحّت الخيرات، وعمّ الدنيا الخوف والفوضى والاضطراب، والأسن والوسن.
تجد هذا كلّه وأكثر في وصف علي أمير المؤمنين عليه السلام لزمن البعثة المحمدية المباركة الذي ابتدأه بقوله:”أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم…”(17) والهجعة نوم في الليل.
فكان ليل يسود كل الأمم، وكانت الأمم نائمة، والنائم بلا وعي، بلا تفكير، بلا همّة، بلا حركة، بلا معرفة صديق أو عدو.
كانت الفترة فترة فراغ فكريّ ونفسيّ وروحيّ مروّع إلاّ من التفاهات والأمور الساقطة، وفترة انحراف عن الجادة، وضياع وتيه، وجمود في الفكر، وضحالة في الفهم، وغباء عام سيطر على ذهنية العالم.
تقول الكلمة عن الإمام علي عليه السلام:”أرسله على حين فترة من الرسل، وهفوة عن العمل، وغباوة من الأمم”(18).
فالانتكاسة لم تكن انتكاسة مجتمع أو أمة، وإنما كان العالم كله يعاني من انتكاسة حضارية شاملة مخيفة تتهدد منه المصير، وتضعه على طريق الفناء.
وماذا عن الرسول صلّى الله عليه وآله وشأنه العظيم؟ يجيب علي أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الكلام ومثله وهو كثير:”حتى أفضت كرامة الله سبحانه وتعالى إلى محمد صلى الله عليه وآله، فأخرجه من أفضل المعادن منبتا، وأعزّ الأرومات مغرِسا؛ من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتجب منها أمناءَه…”(19) فهو الإعداد الإلهي المبكّر على مستوى الخلق لرسول العالم كلّه محمد صلى الله عليه وآله.
والرسول صلى الله عليه وآله في وصف علي عليه السلام:”فهو إمام من اتقى(20)، وبصيرة من اهتدى. سراج لمع ضوؤه، وشهاب سطع نوره، وزند برق لمعُه. سيرته القصد(21)، وسنته الرشد، وكلامه الفصل(22) وحكمه العدل(23)”(24).
الرسول صلّى الله عليه وآله نموذج إنساني أوّل من إعداد إلهي خاص مواهبَ كريمةً متميّزةً، وتربيةً خاصَّةً راقيةً، وعنايةً وحراسةً شاملة. وهو مدعوم بكلمة الوحي الهادية، وعصمة من الله كافية.
أما النتيجة فهي أن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قد بعث الله به الحياة في الناس بعد موت، ورفعها قدراً، وأعاد المسيرة إلى الطريق، وسلك بها إلى الغاية، ولم يرحل صلّى الله عليه وآله وسلم إلى جوار ربّه الكريم إلا “وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به”(25) – أي بالكتاب – كما يقول علي عليه السلام.
الرسول صلّى الله عليه وآله فكّ عن الإنسان قيودها وحرَّرها وأخرجها من كلّ سجون الجاهلية، وخلّصها من أوضارها، وعلّمها الكتاب والحكمة وزكاها وطهّرها، ومكّن الإنسان السويّ من الدنيا، وترفّع به عن أفقها الوضيع، وهمومها الصغيرة، ومعاركها الدونية. فكان أكبر من كل الدنيا الكبيرة وأكبرِ دنيا.
أغنى – أي الرسول صلى الله عليه وآله – يد إنسان الرسالة، ولكن قلّل من شأن هذا الغنى عنده بغنى النفس، وما كان لها من زاد الإيمان والانفتاح على الرب العظيم الكريم.
أنقذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أنقذ، وفتح الباب على مصراعيه لإنقاذ كل العالم، وَحَنَا وأشفق على كل إنسان، ووصل من هداه إلى كل أرض هدى، ومن رحمته إلى كلّ قوم رحمة، ومن نور علمه وأسباب بقاء الأمم إلى كل أمة علم وأسباب بقاء، ومن نداءاته الربانية النورانية إلى كل جنبات الدنيا نداء.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم ارزقنا الهدى وثبّتنا عليه، وقوِّنا على طاعتك، وَانْأَ بنا عن معصيتك.
اللهم اجعلنا من أهل المعروف، والآمرين به، المنتهين عن المنكر والناهين عنه، ومن حزبك فإن حزبك هم الغالبون، ومن أوليائك فإن أولياءك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – غرر الحكم ص 389.
2 – غرر الحكم ص 424.
3 – ميزان الحكمة ج3 ص1890.
4 – علمنا، وظننا، وخيالنا، ووهمنا له حد، يقف عند ذلك الحد، ويكون بعد ذلك الحد لا شيء وعدما.
5 – نهج البلاغة ج2 ص194.
6 – ميزان الحكمة ج3 ص1892.
7 – كنز العمال ج3 ص106.
8 – الآمالي ص503.
9 – لك كنه جمال كل العقول أقصر من إدراكه.
10 – ميزان الحكمة ج3 ص1893.
11 – نهج البلاغة ج2 ص55.
12 – التوحيد للشيخ الصدوق ص252.
13 – نهج البلاغة ج1 ص221.
14 – نهج البلاغة ج1 ص99.
15 – ميزان الحكمة ج3 ص1894.
16 – هتاف جموع المصلين بـ(الموت لإسرائيل).
17 – نهج البلاغة ج1 ص156.
18 – نهج البلاغة ج1 ص 185.
19 – شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد ج7 ص62.
20 – فليتّقِ المتقون، وليصعدوا في تقواهم ما يصعدون إلا أن إمامهم واحد، ولئن كانت التقوى تقوى علي عليه السلام فإن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الإمام، وذلك يعني مستوى فوق كل المستويات.
21 – القصد بمعنى الاستقامة.
22 – أتقن حكم، أصدق حكم.
23 – إذا حكم في قضية من قضايا الفكر والعمل فحكمه فصل، وإذا حكم في تنازع فحكمه عدل.
24 – نهج البلاغة ج1 ص 185.
25 – نهج البلاغة ج2 ص 111.

زر الذهاب إلى الأعلى