آية الله قاسم والمريخي يلتقيان ويؤكدان أهمية لقاءات علماء الطائفتين

شهدت قرية الدراز مساء أمس الأول (الثلثاء) لقاءً مهماً تحت عنوان «الوحدة الوطنية»، عندما استقبل رئيس المجلس الإسلامي العلماء الشيخ عيسى أحمد قاسم الرئيس الفخري لجمعية مالك بن أنس الشيخ راشد ابراهيم المريخي ووفداً من أهالي المحرق وهو لقاء يأتي في مرحلة «حساسة» تمر بها البلاد إثر تنامي الأصوات المثيرة للفتنة، والتي تستوجب التقاء علماء الطائفتين الكريمتين للتباحث والتشاور ودرء مخاطر الممارسات الطائفية من جهة، والممارسات المثيرة للعداء وإقلاق الأمن من جهة أخرى، كضمانة للاستقرار والسلم الاجتماعي.
وعبر الشيخ قاسم عن سعادته بهذه الزيارة لما لها من آثار ايجابية في تعاضد أبناء البلد، والتأكيد على أهمية التضامن والتعايش بحيث لا تترك الفرصة لأعداء الأمة للنيل من وحدة الصف.
وأكد «أن محبي الفتنة لن يتمكنوا من زرعها في مملكتنا الحبيبة»، مستدلاً في تأكيد ذلك على قرى شارع البديع كمثال للأسرة البحرينية التي تجمع كلتا الطائفتين الكريمتين حيث كان أهالي قرية البديع وأهالي القرى الأخرى مثل الدراز وبني جمرة وسار وغيرها يتزاورون، ولم يكن هناك أي نوع من المشاحنات والخلافات ضيقة الأفق.
ومن جانبه، أكد الشيخ المريخي المضي في اللقاءات والزيارات التي تعزز عنوان «الوحدة الوطنية» بين أبناء البحرين، مستشهداً بلقائه مع رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وتأكيد سموه دعم القيادة ودعمه الشخصي لهذه اللقاءات التي بين علماء الدين والشخصيات من كلتا الطائفتين الكريمتين، وطرح مختلف الآراء والمواقف التي تصب في مصلحة الوطن.
وامتدح الشيخ قاسم جهود الشيخ المريخي ومبادراته التي بدأت بلقاء مع السيد عبدالله الغريفي وزيارة المريخي لمجلس المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري، مثنياً على أثرها الطيب في قلوب محبي هذا الوطن العزيز من أبنائه الغيارى.
وحيا الشيخ المريخي الدور الذي يقوم به الشيخ عيسى قاسم في الساحة المحلية، الأمر الذي يؤكد أهمية دور العلماء في التقارب وزرع المحبة والتسامح في قلوب المواطنين مهما اختلفت مذاهبهم ومشاربهم.
وقال مضيفاً: «مهما تعددت الآراء والأفكار ووجهات النظر، فإنها يجب أن تصب في مصلحة الوطن، وحينها لن تكون هناك إشكالية في طرحها والتباحث فيها لأننا في النهاية نريد الخير لهذا البلد العزيز».
وخلال اللقاء، تبادل الحضور الأحاديث المتعلقة بأهمية العمل الوطني الخالص والدور الذي يتوجب أن يقوم به علماء الطائفتين الكريمتين، وكذلك الوجهاء والشخصيات والناشطين للتحذير من مخاطر المؤامرات التي تحاك ضد أبناء المجتمع أياً كان مصدرها، وتقديم مصلحة الوطن والمواطنين ومد قنوات التواصل مع كافة الأطراف لتحقيق ما يطمح إليه أهل البلد.
وفي ختام اللقاء، وجه الشيخ المريخي دعوة للشيخ قاسم لحضور الندوة الجماهيرية الكبرى التي ستقام مساء اليوم الخميس في بيت القرآن، وستجمع نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدعبدالله الغريفي، ومستشار سمو رئيس دولة الإمارات للشئون الدينية السيد علي عبدالرحمن الهاشمي، كما دعا الشيخ قاسم لحضور مأدبة الغداء التي ستقام بمنزله يوم غد (الجمعة) بحضور علماء دين من الطائفتين الكريمتين.
ومن جانبه، قال المنسق العام للزيارات الميدانية والندوات يوسف بوزبون إن برنامج العمل الذي سيتم تنفيذه يستند إلى منطلقات بحرينية أصيلة تؤكدها القيادة السياسية لتقوية الصف الوطني، معلناً أن هناك ندوة جماهيرية كبرى يجري التحضير للإعداد لتنظيمها في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل تجمع الشيخ عيسى قاسم والداعية الحبيب السيد علي بن زين العابدين الجفري، حيث أبدى الشيخ قاسم مباركته لهذه الخطوة واستعداده للمشاركة.
ومنذ بدء برنامج اللقاءات بين الطائفتين الكريمتين التي بدأت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول بجامع الدير الغربي بقرية سماهيج، واللقاءات التي أعقبتها، حظي البرنامج باهتمام المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني الذين رأوا في مثل هذه الخطوات تحركاً ميدانياً حقيقياً لتقديم الصورة الحقيقية للعلاقات بين أبناء البحرين.

زر الذهاب إلى الأعلى