آية الله قاسم : لابد من كسر هيبة الفكر الآخر

عقد بمقر جمعية التوعية الإسلامية ليل الأربعاء / الخميس الفائت لقاء شبابي مع رئيس الهيئة المركزية بالمجلس الإسلامي العلمائي سماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم حول التعاطي مع المؤسسات التغريبية التي يقصدها شباب المسلمين بقصد الدراسة والتدريب غير أن هذه المؤسسات في بلادنا ـ كما في الغرب ـ ليست سوى أذرع طولى وقواعد متقدمة للعدو الحضاري الذي يستهدف بالدرجة الأولى الاستيلاء على العقول والطاقات الفاعلة أينما وجدت،وبالدرجة الثانية مسخ أبناء وبنات المسلمين حضارياً.

بدأ اللقاء بكلمة هامة ألقاها سماحة الشيخ تناول فيها وضوح الرؤية الإسلامية والبصيرة التي كشفت للمسلمين حاضر أيامهم هذه على لسان الصادق الأمين صلى الله عليه وآله،وصعوبة التمسك بقيم الدين والتزام التعاليم الإلهية الأمر الذي يجعلنا مستوعبين لحركة الباطل فكرياً ونفسياً مما يؤهلنا لمواجهته والتغلب عليه.

وأكد سماحته على أن الحضارة الغربية ” مضطرة ” لمواجهة الإسلام ومشروعه الحضاري الناجح لأن الوعي والشعور الحضاريان يتحولان إلى جزء من الذات،والانتصار للذات انتصار لوعيها وحضارتها فالأمة المتشبعة بالحضارة يدخل في نفسها تقديس حضارتها التي تنتمي إليها معنوياً،فالغرب يدافع عن ذاته وحضارته،وسيفعل المسلمون ذات الشيء متى التحموا بحضارتهم وانتموا إليها معنوياً.

كما بيّن حفظه الله ورعاه أن هدف الغرب الحضاري هو بقاء حضارتهم لأن في ذلك مصلحتهم،وبالتالي فهم في حرب على الإسلام لا تتوقف وتشتد ضراوتها كلما كبرت الصحوة،ولولا العوائق والخطط الغربية لتحول الإسلام عشقاً وهياماً في نفوس الأجيال الحاضرة سريعاً،بل في مقدور الصحوة الإسلامية أن تستوعب شعوب الدنيا كلها،والغرب يعرف ذلك ويقدّره فهو تلقائياً يتحرك باتجاه الحيلولة دون ذلك وله من الوسائل والخطط والبرامج ورؤوس الأموال الكم الهائل الذي يوظفه في سبيل ” احتضان ” الفئات الشبابية المختارة من الجنسين في المعاهد وعن طريق السفارات وتقديم البعثات و . . . إلخ.

وذهب سماحة الشيخ ” أيده الله ” إلى أن المشروع الغربي لأبناء المسلمين هو البحث عن الكفاءات لاستيعابها وضمّها وإعطائها موقعاً وشهرة لأن هذا المشروع يريد أن يأخذ ما هو أكبر من ذلك بكثير، فهو يريد مسخ الأمة واستلاب الحضارة الإسلامية وإنهاء الدين،فلابد لهم ـ والحال هذه ـ من تضييق الفرص وسد الأبواب أمام الشباب المسلم لكي لا يكون له بديل عنهم فيضطر إليهم اضطراراً حتى إذا ما تقدّم باتجاههم ملكوا عليه نفسه وأعادوا صياغتها بما يناسب مشروعهم وهدفهم.

ورأى ” دام عزّه ” أن الشاب المسلم مفرداً وإن ملك الوعي والمعرفة الدينية التي تتناسب وعمره الفتي والصبر والمقاومة إلا أنه وبطبيعة الحال لن يستطيع الصمود ـ في أغلب الأحيان ـ أمام مناهج خاصة أعدّها مفكرون ومختصون،أو أمام دراسات وبحوث عميقة، أو أمام رؤوس أموال طائلة وإمكانيات هائلة تستهدف النيل منه ومن فكره وحضارته.

وخلص سماحة الشيخ أخيراً إلى أنه لابد من تعرية هذه المؤسسات التغريبية إجمالاً وتفصيلاً،وضرورة فضحهم وكشف خططهم لأبناء الأمة وتوفير الطاقات الكفوءة والشخصيات ذات الوزن الثقيل في العلم والثقافة الإسلامية التي يمكنها أن تكسر هيبة وقداسة الفكر الآخر في نفوس الجيل.

حضر اللقاء كل من رئيس جمعية التوعية الإسلامية الشيخ باقر الحواج ومدير الهيئة التنفيذية ومسؤول العلاقات العامة بالمجلس الإسلامي العلمائي السيد محسن الغريفي والسيد محمد هادي الغريفي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى