خطبة الجمعة (61) 18 ربيع الأول 1423هـ ـ 31 -5-2002م

مواضيع الخطبة:

الإسلام و المرأة (3)- المولد النبوي – لماذا بعثة الأنبياء والرسل ؟

حادث التخريب للمحل في القدم وضرب مواطنة وكسر رجل أخرى في هجوم غير مبرر ارتكبه أمريكان من البحرية الأمريكية في البحرين _ ماذا تسميه أمريكا أهو إرهاب أو غيره ؟! تطاله قوانين البلد أو هو فوق قوانينا نحن الصغار العرب والمسلمين ؟!

الخطبة الأولى

الحمد لله الأول بلا أوليّة، والآخر بلا آخرية، منه المبتدأ واليه المرجع والمنتهى. أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، محيط بما خلق ولا يحيط به خلق، لا يضلّ علمه، ولا تضيق قدرته، ولا يقوم لقهره شيء، ولا يسبق اذنه شيء. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله هادياً ودليلاً وقائداً ومنقذا. اللهم صلّ عليه وآله الأطياب الأطهار.

عباد الله .. ألا فاتقوا الله وأصلحوا ما بينكم وبين الله عزّ وجل يصلح لكم شأنكم كلّه، وان تتوكلوا عليه، وتنصرفوا بهمتكم إلى طاعته يكفكم ما أهمّكم من أمر الدنيا والآخرة، وتجدوا من أنفسكم أنكم تخرجون فعلاً من الظلمات إلى النور، وتجدون من أوضاعكم أنها تنتقل إلى خير. وهل يطلب أحد خيراً لا يجده عند الله؟! وفرجاً تضيق عنه قدرته؟! وغنىً تعجز عنه خزائنه؟! وعزّاً يغلب عليه أمره؟! وأمناً لا يوفِّره حماه؟! ورضىً كريماً يقصر عنه عطاؤه؟! قدرته لا تحدّ، وخزائنه لا تنقد، وعزّه لا يبلى، وحماه لا ينتهك، وعطاؤه لا يقصر.
اللهم انا نستغفرك ونستهديك ونسترشدك ونعوذ بك من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا يا كريم.
أما بعد .. فأعود للحديث عن المرأة في ضوء عطاءات من عطاءات الذكر الحكيم وعلى مستوى بعض الخطوط العريضة:-
جبهتان تقسمان المجتمع:-
}المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إنّ المنافقين هم الفاسقون{ 67 التوبة. هذه جبهة، وهي جبهة النفاق وهي دائمة ولها معالمها التي تحدّثنا عنها الآية الكريمة، نقرأ أن هذه الفئة دأبها أن تأمر بالمنكر، وأن تنهى عن المعروف. والمنكر ما فيه فساد الإنسان والحياة والكون، والمعروف هو ما تنبني به الحياة ويصلح به وضع الإنسان، وينسجم من خلاله كل شيء مع الوضع الكوني العام. السمة الثانية أنهم يقبضون أيديهم في موقع المحكوم وفي موقع الحاكم، إذا بذلوا إنما يبذلون لدنياهم، وإذا أعطوا إنما ليأخذوا ما هو أكبر، وإذا بذلوا إنما ليشتروا الناس وما يملك الناس. هذا الدور التخريبي المفسد؛ هو لازمة النفاق التي لاتنفك عنه، وتجدون أن الرجل هنا في صف واحد مع المرأة، وأن المرأة في صف واحد مع الرجل. إنها الجبهة الواحدة المشتركة، التي قوامها رجل وامرأة بلا أن تفرق بينهما ذكورة وأنوثة.
}والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيز حكيم{ 70 التوبة. الفئة الأولى تعيش نسيجاً }بعضهم من بعض{ يأتلفون ويتناصرون ويدخلون في مؤامرة مشتركة على الإنسان والحياة، يبيعون من أجل دنياهم كل القيم ويرتكبون كل الجرائم من أجل لذة البدن. هذا الدور التخريبي له نهايته، إنّ المنافقين هم الفاسقون والفاسقون من أهل جهنم ومن أهل غضب الله سبحانه. في مواجهتهم جبهة أخرى فيها الرجل والمرأة وهو نسيج متلاحم يشدّ بعضه بعضا، وللمرأة فيه دور كما للرجل دور والمسئولية يتوزعانها مشتركة }بعضهم أولياء بعض{ يتناصرون ولكل منهم على الآخر درجة من الآمرية؛ للرجل على الرجل والمرأة، وللمرأة على الرجل والمرأة درجة من الآمرية ودرجة من الحاكمية هي التي تعطيهم حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما يعنيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من التعرّض لشخصية الآخر والتصرف في شأنه بعض التصرف. هذا التصرف وهذا النيل هو لون من الحاكمية للآمر والناهى بالقياس إلى الآخر على أنهما واجبان على ذات الآمر والناهى.أو ما تقتضيه الحاكمية والآمرية المتمثلة في حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الآخر.
فهنا دوران متعاكسان تماماً الفئة الأولى تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، الفئة الثانية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. قل لي بربك كيف تتلاقى الفئتان على صعيد اجتماعي واحد لتكون هاتان الفئتان داخلتين في نسيج واحد متلاحم.
}ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة{ هذا دور لبناء الوضع الاقتصادي والوضع الاجتماعي الصحيح، للتقدم بالإخاء، لنشر الأخوة الإيمانية لإحداث التماسك في المجتمع؛ الذي لا يمكن، ولا يتأتى إلاّ على خط الله. أنه لا تماسك في الاجتماع، ولا ائتلاف بين الإنسان والإنسان كما ينبغي ولا يمكن إشادة بنيان مرصوص إلاّ على أساس من قاعدة الإيمان الصلبة الموحدة.
}ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم{ وكفى للدور أن يكون إيجابيا، وأن يكون إصلاحياً وأن يكون بناءً ومتقدماً، أن يكون تحت هدايات الله وتحت أوامره ونواهيه العليمة الحكيمة، وكفى بالإنسان استقامة وإيجابية، وفاعلية خيرة أن يكون مرجعيته الله سبحانه وتعالى.
المطلوب هنا أن نلتفت إلى أن المرأة ليست جبهة، في قبال جبهة أخرى قوامها الرجل، فهذا ليس بالانقسام الذي يؤمن به الإسلام، الانقسام الذي يؤمن به الإسلام هو هذا الانقسام: أن هناك جبهة هي جبهة الإيمان قوامها الرجل والمرأة, وفي قبالها جبهة هي جبهة النفاق والكفر قوامها الرجل والمرأة. فالنساء في الإسلام لسن صفاً واحداً ضد الرجال، ولا الرجال هم صف واحد ضد النساء، إنّ المواجهة ليست بين النساء مجتمعات، وبين الرجال مجتمعين، ولكن بين جبهة من المنافقين والمنافقات، وجبهة أخرى من المؤمنين والمؤمنات.
ولا تلتقي المرأة المؤمنة مع المنافقة في صف واحد وخندق واحد، ولا يلتقي الرجل المؤمن مع المنافق في صف واحد وخندق واحد. الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة يلاقي بينهما الإيمان ويوحّد جبهتهما، وكذلك الرجل المنافق والمرأة المنافقة. والصراع قائم على أساس الإيمان والنفاق، وليس على أساس الذكورة والأنوثة. فليتعلم الرجل المؤمن ذلك ولا يخدع، ولتتعلم المرأة المؤمنة ذلك ولا تخدع.
ومحاولات اختلاق معارك جانبية بين المرأة والرجل، وبين المكان والمكان، وبين نوع من الاختصاص ونوع آخر كلها من أجل أن تضعف جبهة الإيمان بالتمزق والصراع.
بين الزوجين:
الأسرة وحدة اجتماعية أُولى، سرّ عظمة المجتمع من عظمتها، سر نجاحه من نجاحها وسر إخفاقه من إخفاقها، وهذه الخلية الأولى محل عناية كبيرة في الإسلام، ومحل نظام دقيق لا يلتفت إلى الدعايات ولا يلتفت إلى العواطف والانفعالات وانما هذا النظام من رسم يد الإبداع الإلهي، العلم الإلهي الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحاط بها علما، ولا يقرب عنده أحد على حساب أحد إلاّ بما كان لهذا على ذاك من تقوى وإيمان وعلم وعمل صالح يعني الرفعة والسمو والتقدم في واقع هذا الإنسان أو ذاك.
نقرأ بعض الآيات في العلاقة بين الزوجين لنتعرف على معالم من معالمها على مستوى الخطوط العريضة:-
}ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها{ – أنت زوج المرأة التي عقدت بها، وهي زوجك، فكما هي سكن لك، أنت سكن لها بحسب الطبيعة، وبحسب الوظيفة، فكما من وظيفتها أن تكون سكناً لك، أنت من وظيفتك أيضاً أن تكون سكناً لها – }وجعل بينكم مودة ورحمة{ – هذا جعل فيضي، جعل تكويني، جعل خلّقي، وهذا الفيض الخلقي يوازيه بما هو مودة ورحمة على مستوى التشريع والأخلاقية الإسلامية نفسها.هذه العلاقة مايمتن هذا أساس: أساس ما ينبغي في العلقة الزوجية أن تجد الزوجة منك نفساً وروحاً وقلباً يحتضنها ودفئاً وبردا، دفئاً حيث تحتاج إلى الدفء ونسيماً بارداً حيث تحتاج إلى النسيم، وأن تجد أنت الرجل من قلب زوجك هذا كله وأن تقوم العلاقة على البر والتقوى… على البر والإحسان. هناك قانون وأقل ما ينبغي في العلاقة الزوجية أن تخضع للقانون الإلهي العادل. وفوق عدل القانون توجد قاعدة الإحسان في الإسلام وليس أولى بالإحسان من ذوى الرحم القريبة، ومن الزوجين كذلك.
بعد ذلك نأتي للقانون }الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم …{ 34 النساء. كان لابد في التشريع الإسلامي أن تكون النفقة على الرجل لأن الدور الجهادي في ميادين العمل الكادح أول ما يوضع على كاهل الرجل حيث خطط الإسلام لكل من الصنفين بأن يتولى دوراً يتناسب في الأكثر مع اختصاصه، هناك قوة عضل، صلابة إرادة، جنان فولاذي، قدرة على مناطحة الأحداث الصعبة. وهناك عواطف رقيقة، ومشاعر دافئة….نعومة شعور، ونعومة خواطر حتى لكأن المرأة قارورة، والقارورة فيها رقة وفيها نعومة وفيها حساسية أمام الحدث الخارجي أكثر من جسم فولاذي صلب. نعم إذا كان الإسلام يريد للرجل دور العمل خارج البيت أكثر من دوره داخل البيت، وير يد للمرأة دوراً داخل البيت أكثر من دور لها خارج البيت، وكانت المرأة لابد أن تكون أماً في الغالب، وهي القادرة لوحدها أن تقوم بوظائف الأمومة كان لابد من أن تكون النفقة على الرجل دون المرأة.
أما التفضيل فهو تفضيل برباطة الجأش بدرجة أكبر أمام الأحداث العاصفة، وبدرجة أكبر من الروية والحكمة أما ما يثير دوافع الانفعال. والبيت لابد له من حكومة، وكل مؤسسة لابد لها من قيادة، وكانت قيادة الأسرة في يد الرجل ولكن ليس على نحو الإطلاق. إنّ أكبر حاكم في الإسلام يحكم بالدستور، فهو محكوم للدستور، ويقف عبداً خاسئاً أمام الله سبحانه وتعالى، خاضعاًً خاشعاً أمام تشريعات الإسلام. فليست هنا حكومة مطلقة، وليست هنا حكومة تتحكم، إنما هي حكومة تنسق الأدوار، وحكومة تضبط السفينة في عرض البحر، وحكومة تقتدي دائماً بأحكام الله سبحانه وتعالى وتشريعاته وإذا مال السفين على يد هذه القيادة يوجد من يؤدبها في الدنيا، وهي مهدّدة بعذاب أشد وأقسى في الآخرة.
}ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف{ الأصل أن الحق كما هو ثابت للرجل، على الرجل، للمرأة على الرجل، ولا يعني هذا أن كل ما للرجل على المرأة هو ثابت للمرأة أو أن كل ما للمرأة ثابت للرجل والآية الكريمة تقول }ولهن مثل الذي عليهن{ ولا تطلق، إنما تقيد بان هذا يجب أن يكون بالمعروف والمعروف في أوضح مصاديقه هو ما قررته الشريعة المقدسة }ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة{وهي الدرجة التي تحدثت عنها الآية السابقة ـ قوامون على النساء ـ وتضيف هذه الآية مسألة الحقوق من الطرفين. فهناك حقوق عليك الرجل، وهناك حقوق عليك المرأة وليس للرجل أن يزيد على ماحدّه الله من واجبات وحقوق لكل من الطرفين أو ينقص إلاماأعطى لأي منهما أن يتنازل عنه تسامحاً. }وعاشروهن بالمعروف …{ 19 النساء. والعشرة بالمعروف اقل ما فيها التقيد بالقانون، وقد خطط الإسلام إلا أن يرتقي هذا المعروف إلى درجة الإحسان والى درجة التسامح ودرجة الاحتضان ودرجة التغاضي، والمعروف يقرر كلياته العقل والضمير كما يقرر تفصيلاته الشرع الأغر.
}فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف …{ 2 الطلاق. لا علاقة زوجية يفرضها الشارع ويلزم الطرفين بها الشارع إلا حيث تكون قائمة على المعروف عندما تختل هذه القاعدة في مقام التعامل بين الزوجين بفعل الزوج يتدخل الحاكم الشرعي عند طلب الزوجة.
}يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين{ 135 النساء. الحكومة العامة في الأمة والحكومةالخاصة في الأسرة والحكومة الخاصة في كل مؤسسة تخضع لمضمون هذه الآية الكريمة. وهنا أمر الهي لا تسامح فيه وهو أمر للوجوب }كونوا قوامين بالقسط شهدا لله ولو على أنفسكم{ الإسلام يربي هذا النمودج الذي يتخذ وظيفته في الحياة أن يكون قوّاماً بالقسط لا يميل عن خط العدل، والعدل قضية شاملة لا تحكم خصوص العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وانما تحكم كل العلاقات حتى داخل النفس، هذا الخط خط العدل خط مكتوب على الإنسان المؤمن ان يلتزمه وتتكفل التربية الإسلامية وبكل جداره أن تخرج مدرستها نمادج مثالية في هذا المجال حيث لا يستطيع الآخرون أن يسجّلو عليها ميلا ولو قليلا عن العدل. عندك الأنبياء والمرسلون، عندك الائمة الطاهرون، عندك نمادج من الصحابة هي نماذج عملاقة لو تولّى أحدها قيادة العالم اليوم لتغيرت كل أوضاعه من ظلم إلى عدل ومن جهل إلى علم ومن خوف إلى أمن.
القيود على العلاقة الجنسية:-
}حرّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم … والمحصنات من النساء إلاّ ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم …{ 24 النساء. هناك ضبط وتحديد على مستوى العلاقة الجنسية التي نعرفها بين الزوجين
}يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما{ 59 الأحزاب. إذا هنا قيد آخر على العلاقة الجنسية في مسألة الاحتكاك الأقل مستوى مما عليه علاقة الزوجين وحتى في مسألة النظر وان هناك تحديدات قد تتسع بعض الشيء في نظر هذا الفقيه وقد تضيق اكثر في نظر فقيه آخر، إلاّ انه مما لا إشكال فيه بين كل علماء الإسلام ان علاقة النظر بين الجنسين ليست علاقة مفتوحة على الإطلاق وليس المكان مكان تفصيل أنا أريد أن أقول إن العلاقة بين الجنسين ليست مفتوحة ولا يمكن أن نستوردها من أنماط غربية أو شرقية إنما لنا نمطنا الخاص في العلاقة بين الرجل والمرأة فيما ينظمه الإسلام وفيما يهتم به }ذلك أدنى أن يعرفن{ أنهن لسن من الباحثات عن الهوى، ولسن من أهل المشتهى وأنهن من أهل العفة والرفعة والتقوى والإحساس بالإنسانية الغزيرة والكرامة الكبيرة وان المرأة في الإسلام تحس بانسيانتها قبل أن تشعر بأنوثتها مليون مرة وانها يمكن أن تضحي بكل شيء من اجل إنسانيتها، والرجل في الإسلام يمكن أن يسحق ذكورته من أجل إنسانيته. والمرأة في الإسلام يمكن إن تسحق أنوثتها من اجل إنسانيتها ولا يمكن العكس أبداً وعلى الإطلاق ذلك أدنى أن يعرفن بما يهمهن من الشرف ومن العفة ومن الحفاظ والكرامة فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما.
}قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم{ وظيفتان وظيفة أن تحفظ فرجك ولا تتبذل ووظيفة أن تغض بصرك عمّن كان منه تبذّل، … وظيفتان مطلوبتان من الرجل ومطلوبتان من المرأة كذلك }ذلك أزكى لهم إنّ الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن … ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن{ صوت الخلخال الإسلام لا يريد أن تتعمد المرأة إبرازه، لأنه يريدها أن تقوم بدورها الكبير الإنساني وبمسئوليتها السياسية والاجتماعية في حدود تعاليم الإسلام، وأن تقوم بدور فاعل إيجابي يقع على خط خلافة الله عز وجل كما هو شأن الرجل تماماً ولا يريد أن يحولها لعبة بيد الرجال. إذا كان الإسلام يحرص بهذه الدرجة من الحرص على ستر المرأة فلا أدري ما رأيكم في الاقتراب الشديد من المرأة والتمازج الشديد والزمالة الدائمة القائمة على تبادل الابتسامات والقهقهات والمصافحات والنظر المركّز الذي يستوعب من المرأة كلّ دقيقة من دقائق فتنة الوجه وربما فتنة الشعر وما إلى ذلك }وتوبوا إلى الله جميعاً{ ونحن مأمورون في هذا العصر المتحلّل أن نتوب إلى الله في أوساطنا الإسلامية محتاجون أن نتوب إلى الله من هذه الاندفاعة المجنونة
‘e4حو اختلاط غير مسئول، نحو احتكاك غير مسئول، نحو أن تكون علاقة المرأة الأجنبية بالرجل الأجنبي علاقة الزوجة بزوجها إلا في الخصوصية الخاصة، لا يكفي من علاقتك بالأجنبية في الإسلام لكي تكون علاقة إسلامية أن تجتنب الخصوصية الخاصة بين الزوجين ثم تتمتع بكل ما سوى ذلك.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد واغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين وأرحامنا وكل ذي حق خاص علينا، اللهم ولا تجعلنا فتنة للشيطان الرجيم وجنده الغاوين وأكرمنا بطاعتك ولا تهنّا بمعصيتك واجعلنا من الدعاة إليك الدالين على سبيلك، الذائذين عن دينك يا منان يا حنان يا كريم.
بسم الله الرحمن الرحيم:

( إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبّح بحمد ربك واستغفره انّه كان توّابا)

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي فطر السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم . أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، لا حكم إلا حكمه، ولا امر إلا أمره، ولا تخلف لشيء عن ارادته، ولا سبق لشيء على اذنه . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله لا ينطفئ هداه، ولا تبلى رسالته، ولا يستغنى عن شريعته . في اتباعه النجاة، وفي التخلف عنه الهلكة . ومن تقدمه لم يهتد الطريق، ومن تأخر عنه لحقه الضيق . اللهم صل وسلم وزد وبارك وتحنن وترحم على عبدك المصطفى محمد وآل محمد كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد .
عباد الله أوصيكم ونفسي الخطَّاءة بتقوى الله الذي لا إله إلا هو، ولا مثوبة كمثوبته، ولا عقوبة كعقوبته، ولا معقّب لأمره، ولا راد لقضائه . ألا وإن نتقِ الله، فالله أهل التقوى وأهل المغفرة، وليس من دونه من هو أهل للتقوى لنفسه، ومن يملك المغفرة من غير أمره ،والشفاعة إلا بإذنه. ألا كل ما سواه خلق له، ومن سواه عبد من عبيده.ولا يملك خلق من خلقه، ولا عبد من عبيده لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولاحياة ولا نشوراً، فكيف يملك شيئاً من ذلك لغيره . إنه لولا العمى الذي تصاب به البصائر لما زاحم في قلب أحدنا خوفَ الله خوفٌ، ولا رجاءَه رجاءُ، ولا حبَّه حبٌ .ولا هيبته هيبةٌ، ولا جماله جمال، ولا جلاله جلال، ولشغلنا ذكره عن كل ذكر،وكان مَلَقًُنا له لا لمن سواه، وتوكلنا عليه لا على من عداه، وانقطاعنا إليه لا للأنداد الموهومة، والأضداد المكذوبة، والآلهة المتعددة الزائفة . نحمد الله ونستغفره ونستعينه ونتوكل عليه .اللهم صل على من زيّنته بأدب العبودية،وأكرمته بإخلاص التوحيد، عبدك المصطفى ،ورسولك المجتبى، ورحمتك لأهل التقوى ،خاتم رسل الله، محمد بن عبد الله، وآله أولياء الله . اللهم صل وسلم على الوصي الأمين على أميرا لمؤمنين، اللهم صل وسلم على القدوة الطاهرة فاطمة النوراء الفاخرة، اللهم صل وسلم على القائدين في سبيلك، واà1إمامين في حكم دينك، والهادين لعبادك الحسن الزكي ،والحسين بن علي الشهيد . اللهم صل وسلم على الأولياء الأتقياء،والأطهار الأزكياء، والأئمة النجباء علي ابن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري الأوصياء الأوفياء . اللهم صل
وسلم على المنتظر القائم ،والحجة العالم، فرع الشجرة المباركة، وارث علم الأنبياء، ونور الأئمة الأولياء، المرتضى و المؤتمن إمام العَصر محمد بن الحسن . اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه، وأظهر به كنوز دينك، وميراث أنبيائك، وذخائر ملتك ،واملأ به الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً يا قديراً لا يطال قدرته شيء، ويا قهّاراً لا يقوم لقهره شيء، يا عزيز يا حكيم يا علي يا عظيم . اللهم انصر العامل على التمهيد لدولته، الموالي لأوليائك، المعادي لأعدائك، الحريص على انقاذ عبادك، الساعي في نصرة دينك . اللهم احمه واكفه وادرأ عنه , ويارك جهده ووفق سعيه ،واشدد عزمه في نصرة الدين والمؤمنين . ووفق وسدد فقهاء الإسلام وحماة الدين ،والمجاهدين والعاملين بطاعتك لعزة المؤمنين يا رحيم يا كريم .
أيها المؤمنون والمؤمنات تستوقفنا حامدين شاكرين، مستلمهين مسترشدين ذكرى الميلاد
الكريم للبشير النذير السراج المنير خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلىالله عليه وآله الطاهرين .
وأطرح هنا في أجواء هذه الذكرى العطرة هذا السؤال المحدد الواضح الذي تغيم الإجابة عليه في فهم الكثيرين من أبناء المسلمين اليوم بما يجعلهم عرضة للانزلاق الفكري، والسقوط أمام أي شبة واهية، والتساهل في أمر الدين إلى حد عدم المبالاة
السؤال بتحديد ووضوح:
لماذا بعثة الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟
أليس في الفلاسفة والعلماء في مختلف حقول المعرفة، والمصلحين الإجتماعين والسياسيين الكفاية ؟! ويضاف إلى دور العلم والإصلاح الإجتماعي والسياسي ما يتمتع به الإنسان عامة من هدايات فطرية وضمير خلقي يحميه من أن تستبد به أخلاقية البطش المادي والعدوانية البهيميمة . أليس هذا كله بمغنٍ عن الرسل والرسالات ؟
أولاً :هذه مقدِّمة:
1. الإنسان في صورة منه نجده في هذه الآية الكريمة :}قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ..{ 30 سورة البقرة، وهؤلاء الذين يفسدون فيها ويسفكون الدماء هم علماء الذرة وعلماء الفلك والاحياء والأطباء والمهندسون والفلاسفة ومن يرفعون راية الإصلاح السياسي والإجتماعي، الأرض تغرق في المآسي بفعل من ؟ بفعل عامة الناس ؟! بفعل طبقة الرعاع ؟ أو بفعل الأفكار التي تمتلك مواهب فكرية عليا ؟ من الذين يثيرون في الأرض الخوف ؟ من الذين ينهبون ؟ من الذين يدمرون الشعوب ؟ من الذين يأكلون الناس وأموال الناس ؟ من الذين امتلأت منهم الأرض ظلماً وجوراً ؟ هم الطبقة الخاصة .. طبقة العلماء .. علماء الفلك .. علماء الأحياء .. وعلماء دين غير متدينين وعلماء سياسية واجتماع واقتصاد بلا دين وبلا ضمير.
}إنا هديناه النجدين { وهي قضية وجدانية يعيشها كل انسان، وإن الإنسان ليس لا يرى إلا الحق، وأنه لا يستطيع إلا أن يتبعه، الإنسان يرى الخير والشر وكما يستطيع أن يتبع الخير ويصنعه، يستطيع أن يتبع الشر ويصنعه. حقيقة واضحة وقائمة في داخلنا لا نستطيع أن ننكرها .. هذا هو الإنسان .. الإنسان هديّ النجدين ..
2. هدايات الفطرة والضمير الخلقي رصيد أولي لا يصمد أمام ضغط المادة التي تحاصر أجواؤها الذات الإنسانية وتثقلُ عليها ضغوطاتها. صحيحٌ عندنا ضمير، صحيحٌ عندنا هدايات فطرية، ولولا ما أودعه الله سبحانه وتعالى من أصول فكرية يبقى لها تحديد للمسار الفكري، حتى في أشد الأزمات والميل والإنحراف الفكري، لضاعت الدنيا، ولو لا ما غرسه الله سبحانه وتعالى من ضمير خلقي قد يخفت اشعاعه إلا قليلا، وقد يكون هذا القليل من فعل الديانات السماوية، ولولا هذا الإشعاع لتحولت الأرض إلى خراب.صحيحٌ أن هناك اصولاً فكرية هادية، وأن هناك أصولاً خُلقية هادية عجنت بها فطرة الإنسان
وبنى الله سبحانه وتعالى هذا الإنسان متوفراً عليها، لكن هذا الرصيد الأولى، لايصمد أمام ضغط المادة، وأمام الحضور القوي الصارخ للمادة و الدوافع المادية في داخل الذات أقول هذا باختصار .
ثانياً : لماذا الأنبياء ؟
أما إذا سألنا بشكلٍ مباشر : لماذا الأنبياء ؟
فأقول :
1) حركة الحياة في تقدمها وسموها ووحدة إنسانها وأملها تحتاج إلى عقيدة مقدسة، تنطلق منها حركة الحياة على خط ثابت، وتستمد نفس الإنسان من إرتباطها بهذه القاعدة العقيدية عزماً أكبر، وإيماناً بالحياة، وإيمانا بالدور الفاعل، وإيماناً بالعطاء، وإيماناً بالبذل والتضحية والسخاء، وهذه العقيدة المقدسة لا بد أن تكون حقة، ترتبط بالمثل الأعلى الحق سبحانه وتعالى، لأن كل المثل العليا التي تختلقها النفس، والتي تأخذ قامة من قامات فكر الإنسان المصنوعة، هذه القدوات وهذه المثل العليا تتحول إلى شيء بالٍ وإلى شيء يفقد الإشعاع، يفقد الدفع ويخلق الانانية وينتكس إلى الأرض، والمثل الأعلى الذي يبقى مشعاً بلا أن ينفد إشعاعه، الذي يعطي للسموات والأرض نوراً بلا نفاد، الذي يعطي لهذا الإنسان على الطريق الطويل الصعبأملاً، من غير أن يعيا ومن غير أن يضل، هو ( الله ) سبحانه وتعالى .
والعقيدة بالله سبحانه وتعالى مغروسة في النفس ولكن الأهواء، والمشتهيات والدوافع المادية، والأوضاع المادية الصارخة في الخارج، كل ذلك يواجه القدر الفطري في العقيدة، ليطمسه وليجعله في حالة من الضبابية، وحالة من الغبش حتى لا يبصر الإنسان من خلاله الطريق
.هناك حاجة إلى العقيدة الراسخة والمثل الأعلى، على أن تكون هذه العقيدة لتفجير الحركة في الحياة لا لتجميدها . و العقيدة المقدسة ليست العقيدة التي تصاغ على يد الإنسان إنما التي تؤيد البراهين كونها من رب الإنسان والكامل المطلق . وأصول العقيدة في النفس يمكن أن يخف حضورها، تحت ضغط الدوافع المادية والأوضاع المادية الخارجية .
2) نحن نحتاج إلى عقيدة، نحتاج إلى نظام منقذ موحد للعالم. والنظام البيئي، والنظام القومي ،والنظام القطري ،والنظام العنصري، نظام أرضي لا يستوعب الأرض والسماء، ولا يستوعب علاقات الكون كلها، ولا يستوعب ما تزدحم به كينونة الإنسان، وهو لا بد أن يكون عنصرياً وهو لا بد أن يكون قومياً، فلا تتوحد الأرض إلا في ظل نظام منقذ من رب الأرض والسماء، لتتحد مسيرة الأرض، وتلتحم بالمسيرة الكونية العامة في تناسق وتناغم، يوصل إلى الهدف الكبير .الحاجة إلى النظام المتقد الموحِّد .. وليس هو إلا النظام الذي يأتي على يد الرسل من خالق الكون كله .
3) الإنسانية ضلت كثيراً في محاولتها لتحقيق السعادة التي تطيقها الدنيا فكيف ترسم الدرب إلى سعادة الآخرة ؟ مرةً ننظر إلى الإنسان على أنه مادة فقط، ضرورات وحاجات ومطامح وآمال مادية، ومرة ننظر إليه على أنه حاجات وضرورات ومطامح مادية وروحية معاً. توازي الضرورات والمطامح والآمال المادية فيه ضروراتٌ ومطامح وآمال روحية عليا.ومرة ننظر إليه أنه ابن الدنيا فقط، ومرة ننظر إليه ابن الدنيا والآخرة. والإنسان في واقعه ابن الدنيا والآخرة ،والإنسان في واقعه مادة وروح. والنظام الذي يكفل معالجة مشاكل المادة والروح ليس هو إلا النظام الذي يأتي من الله سبحانه وتعالى، وكل الخيراء في الأرض يعجزون عن ابداع هذا النظام من دون بعثة الرسل .
4) الأطروحة الكاملة لا تحل المشكل من دون قيادة كاملة . الإسلام الكامل إذا طبق على يد إنسان ناقص أصبح نظاماً ناقصا. أي أطروحة تأخذ حجمها في مقام التطبيق، من مستوى القيادة التي تطبق هذه الإطروحة، لا يمكن أن تكبر الأطروحة من ناحية عملية، القيادة الأمينة على أمرها، الإسلام الإلهي الكبير، الإسلام الأطروحةالمعصومة، لا يمكن أن يبقى في التطبيق العملي معصوماً، ولا يمكن أن يبقى على نقائه السماوي، إلا على يد الرجل الذي ينشد بكله إلى السماء، فلذلك لا بد من أنبياء ولا بد من مرسلين .
5) البشرية كلها – بكل مستوياتها – تحتاج إلى قدرات تشع بأكبر طاقة ممكنة للإنسان، بالصفات الكمالية لتعطي التربية والتكميل للآخرين . أنتم تجدون أن عمالقة الروح في عالمنا الإسلامي، كما هم عمالقة الفكر يستدفئون بروحية المعصوم، يقتبسون هداياتهم من شخصيات المعصومين عليهم السلام، يشعرون، امام روحية المعصوم عليه السلام. الإمام الخميني وعرفانيته، أبو ذر وزهده وتقواه، سلمان المحمدي وانقطاعه إلى الله .. يشعر باليتم، يشعر بالغربة، يشعر بالفقد، عندما
يبتعد عن المعصوم عليه السلام تلك المنارات التي لا تشع في أفق محدود من الدنيا، إنما أفقها أفق الدنيا بكاملها، أفقها أفق الحياة كلها، أفق اشعاعها، ذلك الأفق الوسيع الممتد لتهتدي كل الأجيال إنما تتجسد في الأنبياء والمرسلين وأوصيائهم المعصومين عليهم السلام. تأتي منارات في الطريق، السيد الإمام منارة، السيد الشهيد منارة، علماء المسلمين من المذهبين يمكن أن يكونوا منارات، لكن هذه المنارات تمتد إلى زمن، تحدث موجاً ويبدو هائلاً إلا أن هذا الموج يبدأ ليختفي، يبدأ ليتراجع مع الأيام، أما
الموج الذي لاينحسر، والمد الذي لا يعقبه جزر، فهو مد نور النبوة، ونور الرسالة، الذي يبقى دائماً يستقي ويستمد من نور الله سبحانه وتعالى، فالنور الذي يكون قدوة، والنور الذي يكون حجة على الأجيال، هو نور ذلك الإنسان الكامل النبي والرسول ووصي النبي والرسول . البشرية كلها تحتاج إلى قدوات تشع بأكبر طاقة ممكنة للإنسان بالصفات الكمالية لتعطي التربية والتكميل للآخرين .وهذه القدوات هم الرسل والأوصياء وانظر إلى ما عليه مختلف الامم من درجة التحلي بالقيم الروحية تجد أنها تتفاوت في ذلك بقدر ارتباطها بخط الرسل . تخفت الروح تماماً، وتبتسر الأخلاق، وتعم الفوضى الخلقية، وتتركز الحيوانية والوحشية، بقدر ما تبتعد أمة عن خط الرسل وهدايات الأنبياء والعكس هو الصحيح .على أن الرسل لم يأتوا بديلاً عن المختصين ولإعفاء الناس من مهمة الإبداع والاختراع إنما جاؤا ليثيروا في الناس الحركة على مستوى كل الأبعاد النافعة ويستثيروا فيهم دفائن العقول ويفجروا فيهم منابع الخير .

أقف مع حدثين خطيرين والتحقيق المنسي :
1- حادث التخريب للمحل في القدم وضرب مواطنة وكسر رجل أخرى في هجوم غير مبرر ارتكبه أمريكان من البحرية الأمريكية في البحرين _ ماذا تسميه أمريكا أهو إرهاب أو غيره ؟! تطاله قوانين البلد أو هو فوق قوانينا نحن الصغار العرب والمسلمين ؟! أمن حق أحد أن يعترض عليه أو أن مجرد الاعتراض ارهاب وجريمة .يُسأل أين حماية المواطن وكرامته في وطنه ومسقط راسه ؟! واين موقع الأمن وقوانينه؟!

2- حادث الشاب المختطف من الشارع مع تغطية عينيه وأخذه إلى مكان مخصص والتحقيق معه في موضوع التظاهر ضد أمريكا قبل مدة وضربه ضرباً مبرحاً ترك آثاره بيّنةً في جسمه من رضوض وغيرها من مرتكبه ؟ إن كان الأمن فهي مصيبة، وإن كان الأمن يستطيع أن يكتشف كل شيء إلا ما فيه إهانة المواطن وسحق كرامته وإيذاؤه فهي مشكلة أخرى. من مرتكب الحادث إذا كان مرتكبه الأمن كما تشير الأصابع،أفهذا أسلوب أمني صحيح؟!، أهذه هي شجاعة القانون ؟ ولماذاالمحاسبة على الإشتراك في مظاهرات سابقة تمثل احتجاجاً عاماً شاركت فيه وفي أمثاله ملايين من انحاء الدنيا تأتي موقنة مع الحادث العدواني في القدم ؟ لماذا تأخر هذا التحقيق إلى هذا اليوم ؟ أهو رسالة من أمريكا ؟ أهو رسالة من الداخل ؟ بأن الإحتجاج على أي لطمة توجّه إلى المواطن يجب أن تواجه بالإبتسامة ؟ ولا يصح أبداً أن تواجه بالإعتراض ؟ هل بدأ تطبيق قانون أمن الدولة عملياً وبشكل صارخ، هذا القانون الذي لا يحكمه قانون ولا دستور؟!
هذه أسئلة تجعل المواطن وهو يعلم بكرامته ويعتز بها ولا يتنازل عنها يبحث عنها من بين ثنايا القانون بعد أن أكدتها إنسانيته ومواطنيته ودينه العظيم الذي لا يرضى له الذل والهوان أبداً . هذه الأسئلة التي يطرحها الواقع تجيب عن طبيعة التعامل معها طبيعة التعامل مع جريمة قتل الشهيد محمد جمعة . ونرجو أن يكون هذا من الظن السيء وإن كان ظناً مبرراً جداً، وأن تثبت كرامة المواطن قانوناً على خلاف ما يريه الواقع .
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد واهدنا بهداهم واحينا محياهم وأمتنا مماتهم وابعثنا مبعثهم واحشرنا في زمرتهم ولا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين يا كريم يا رحيم .اللهم اغفر لنا ولولدينا ولأرحامنا واخواننا المؤمنين والمؤمنات أجميعن وكل من كان له حق خاص علينا منهم يا غفور يا رحيم .

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون

زر الذهاب إلى الأعلى