خطبة الجمعة (60) 12 ربيع الاول 1423هـ – 25-5-2002م

مواضيع الخطبة:

الإسلام والمرأة (2) – الإعلام غير الملتزم

المرأة والانتخابات البلدية  – المقاومة الإسلامية ف لبنان

نحن في ذكرى انتصار المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان أن إسرائيل لم تصمد طويلا أمام أمام نخبة مؤمنة، فئة تربت على الإيمان ولم يكن بيدها سلاح كثير الفاعلية بما يكافئ فاعلية السلاح الإسرائيلي والأمريكي، ويزيد عليه أضعافا مضاعفة إلا سلاح الإيمان

الخطبة الأولى

الحمد لله منتهى النعم ودافع النقم. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا تدركه الأوهام ولا تحده الخواطر ولا يحبط به شيء علماً أبداً. وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله بلَّغ رسالات ربّه، وهدى إلى طريقه، وناهض الجهل، ودعا إلى العلم، وحارب الظلم وركّز العدل. صلى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً.
عباد الله أوصيكم ونفسي الأمارة بالسوء بما أوصى به المرسلون الأممَ من التقوى وملازمة الحق، ومجانبة الباطل، والاقبال على دعوة الله، والنأي عن اغواءات الشيطان، وأن نروّض النفس على الطاعة وإن ثقُلت، وعن المعصية وإن سهُلت، فإنه لا نجاة إلا بالعمل الصالح، وفي العمل السيء الخسران والهلاك.
أمّا بعد فقد مرّ من حديث الجمعة السابقة أنّ المرأة أختُ الرجل أصلاً ومنحدراً فيما يقرره الكتاب الكريم.. أمّا الآن فنتابع الموضوع في عدد من النقاط اليسيرة:-
1. قيمة مشتركة:
بعد اتحاد الأصل والمنحدر بين الرجل والمرأة، وأنهما فرعان على ساق واحد، فهل نتوقع من الإسلام أن يعطي للذكر مرتبة تفوق مرتبة المرأة؟! ثم هل نتوقع من الإسلام أن يعطي المرأة مرتبة تفوق مرتبة الرجل؟! تقول الآيات الكريمة:
?وما خلق الذكر والأنثى?3/الليل. والآية فيها قسم بخلق الذكر والأنثى، وهو إشارة إلى أنه من الخلق العظيم، والخلق الدقيق، والخلق القويم. وعظمة هذا الخلق، واستقامته، واستواؤه، ودقته؛ كل ذلك لافرق فيه بين رجل وامرأة لأنّ الآية الكريمة تجعل الاثنين متعلّقاً واحداً للقسم؛ فهي لا تقسم بخلق الذكر وحده لتضيف إليه القسم بخلق المرأة، ولا تقسم بخلق المرأة ثمّ تضيف إليه القسم بخلق الرجل، إنما هو قسم واحد مشترك بخلق واحد على درجة واحدة من العظمة في ما يعطيه السياق “وما خلق الذكر والأنثى” وليس التعبير وما خلق الذكر وما خلق الأنثى ولا العكس. فهنا قيمة مشتركة واحدة ومستوى واحد ومرتبة واحدة يتبوءها كلّ من الرجل والمرأة.
آية كريمة أخرى:
?الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار?191// آل عمران.
ويستمر السياق إلى أن يقول سبحانه: ?فاستجاب لهم ربُّهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض…? 195/ آل عمران. تجدون في الآية الكريمة الأولى نموذجا رفيعا من الناس، فئة قطعت شوطاً بعيداً على درب الكمال وفي اتجاه الله سبحانه حتى تجاوزت الدنيا وما فيها وشعت منها الروح حتى غدت تتلألأ بنور من نور الله، هذه الفئة فيما تعطيه الآية الأخيرة ?فاستجاب لهم ربُّهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض…? كما تضمّ الرجل تضمّ المرأة، فهناك فئة منها رجالٌ، ومنها نساء؛ تستمر هذه الفئة في رحلة الكمال، وتتجاوز آفاقا بعيدة على ذلك الدرب حتى ينوّه الله سبحانه وتعالى بها في كتابه المجيد “الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار” قلوب تعلقت بربها، أرواح شعّت بنور بارئها، أفئدة كبُرت وسمقت حتى لم يستلفتها على طريقها شيء من زينة الدنيا وزخرفها، أفئدة لا ترى وجودها ولا ترى معناها ولا تسعد لها حياة إلا بأن تتجه إلى الله، تعيش ذكره سبحانه وتعالى، تتغذى بذكره ليغنيها غذاء الذكر عن كل غذاء، ويرتفع بها غذاء الذكر فوق كل منزلة، هذه الفئة فيها رجال وفيها نساء لأن الآية الأخيرة وهي في نفس السياق ?فاستجاب لهم ربُّهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض..?تفهمنا ذلك فإذاً ليس غريباً أن تفوق امرأة خمسة ملايين أو عشرة ملايين أو بليون رجل، وليس غريباً أن يفوق رجل واحد بلايين الرجال والنساء، إنها قيمة التقوى ?إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم? وإذا كان الأصل واحداً، والمرتبة من حيث الإنسانية مرتبة واحدة فهذا يؤسس إلى أن تكون المسؤولية مشتركة وأن تكون التكاليف واحدة فإذاً لا غرابة في أن تكون القاعدة في الشريعة الإسلامية هي اشتراك المرأة مع الرجل في كلّ التكاليف إلا ما دلّ عليه دليل خاص، ومواقع الافتراق كما تقدم إنما تنشأ لفوارق عرضية لا تمس أس الإنسانية في ذات الإنسان امراة كان أو رجلا، وهذه الفوارق العرضية إنما تؤسس لفوراق في الدور الوظيفي وليس في القيمة الإنسانية وليس في مستوى المسؤولية التي يتحملها كل من الرجل وكل من المرأة.
مسؤولية مشتركة وتوزّعٌ في الأدوار:
تقول الآيات الكريمات:
?ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا? الناس برجالهم ونسائهم.
?يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم?
?يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة? النداء بيا أيها الذين آمنوا نداء محمول فقهياً على التغليب، والمخاطب فيه الرجال والنساء من المؤمنين والمؤمنات، والكل متفق على قاعدة الاشتراك في الأحكام كما سبق إلا أن يأتي استثناء واضح في هذا المجال.
?يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم? 12/ الممتحنة. هناك بيعة من الرجال لرسول الله صلى الله عليه وآله رسولا وقائدا، والبيعة إنما تكون بلحاظ الولاية والقيادة لا بلحاظ التبليغ، قبول التبليغ أول ما يقوم عليه القناعة، وهذه القناعة تؤسس لإعطاء الطاعة. والبيعة إنما هي من أجل الطاعة. وكما أخذت البيعة على الرجال أُخذت البيعة على النساء، وإن كان هناك نوع اختلاف بينما هو متعلق البيعة بالنسبة للرجال، وبينما هو متعلق البيعة بالنسبة للنساء، والفرق راجع للفوارق العرضية كما سبقت الإشارة إليه، أما أساس البيعة فأمر مشترك والرجال صنفا والنساء صنفا يتحملا ن مسؤولية بناء الدولة الإسلامية في ظل القيادة الشرعية، ويتحملان مسؤولية الحفاظ عليها، وأن يكونوا مجتمعا مؤمناً متراصاً يتحمل مسؤولياته الاجتماعية كل رجل وكل امرأة بحسب كفاءته وبحسب مقدوره وبحسب ما عليه قدراته الخاصة. ?يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا…? وهذا المبايعة على عدم ا لشرك بالله وهو أمر عقيديٌّ إنما كان لوضوحه فلم يبقى فيه بعد الاقتناع الفطري إلا الاستجابة العملية بعدم الدخول في الشرك وما ينسجم مع البيعة الخارجية في الأكثر إنما هو عدم إبداء أيّ موقف من مواقف الشرك وأي مناصرة لخط الشرك، هذا الذي يمكن أن يحاسب عليه في العلاقات السياسية على أساس البيعة أما القلوب فأمرها متروك لله بارئها والخبير بكل خفقة من خفقاتها. ?..ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه..? الزنا وهو كبيرة من الكبائر القذرة، وإتيان البهتان المفترى بين الأيدي والأرجل هو أن تكون المرأة ذات بعل فتخون بعلها، وتأتي بولد من الحرام والولد يأتي عند ولادته بين يدي ورجلي أمه، فهو تعبير عن الولادة المحرمة وفي ظل عصمة الزوج. وفي هذا بهتان لأن الولد هنا سيُنسب زوراً إلى الزوج، فهنا جريمتان جريمة الزنا وهي كبيرة وجريمة هذا البهتان العظيم والله المحاسب والمؤاخذ. ?..ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن..? فمن متعلق البيعة عند النساء هو الالتزام الخلقي والتمشي مع الأخلاقية الإسلامية الرفيعة، من دون أن تثلم المرأة كرامة الإسلام وكرامة الإيمان وهي أهمّ من كرامتها حين تلتوي في سلوكها وتنحرف. ?..ولا يعصينك في معروف..? هناك أمران:
أمر إلهي يبلّغه الرسول صلى الله عليه وآله، وأمر ولائي يصدره الرسول بإذن الله سبحانه وتعالى وهو أمر من موقع القيادة ومن موقع الحكومة ومن موقع كون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم هذا الأمر – أمر القيادة – كما يجب على الرجال اتباعه يجب على النساء اتباعه، وإذا كانت المرأة لم تكلف بالجهاد الابتدائي فهناك تكاليف اجتماعية وسياسية كثيرة يقدرها المعصوم أولا ثم يقدرها الفقيه ثانيا وإذا أصدرت القيادة الشرعية من الموقع الذي يتبؤه رسول الله صلى الله عليه وأله أو أمير المؤمنين عليه السلام أو من نصّبه الأئمة عليه السلام حاكما في الأمة فإن هذه الأوامر الولائية كما تجري في حق الرجال تجري في حق النساء بلا فارق. فالبيعة كانت ثابتة في عنق الرجال للقيادة الشرعية المتمثلة في المعصوم أولا بعد الله سبحانه وتعالى وهي ثابتة أيضاً في أعناق النساء. ?ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم? والمؤمنون أيها الأخوة يحاولون أن يعطوا كلما في وسعهم من إخلاص لله، ومن إخلاص للقيادة التي يرتضيها الله سبحانه وتعالى ومن بعد ذلك يحتاجون للاستغفار لأنفسهم واستغفار الرسول لهم، ولولا غفران الله ورحمته فإن أحدا من الناس لا يستطيع قط أن يوفي حق الله.
?وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً? 36/ الأحزاب. وبعد التشريع وبعد القرار في القضاء، وبعد القرار في الحكومة من القيادة الشرعية لا يبقى أمام المؤمن ولا المؤمنة إلا الانصياع والاستجابة وهي استجابة عن رضا ليثاب هذا المؤمن والمؤمنة وإلا لكانت الاستجابة لا تمثّل طاعة من طاعة الله سبحانه وتعالى.
فالمؤمن والمؤمنة يتحملان مسؤولية مشتركة أمام التشريع الإلهي وأومر ونواهي القيادة الشرعية، وبناء مجتمع الإيمان مجتمع العبادة والعمل الصالح، وأخلاقية الانتاج والنشاط والعدل والإخاء والمساواة والإحسان والقوة والهيبة كلّ ذلك من مسؤولية الجميع من ذكر وأنثى. والقيمة الإنسانية الواحدة، والمسؤولية المشتركة تمثلان معا موضوعا لكون النتائج مشتركة.
2. نتائج مشتركة:
برغم توزع الأدوار تأتي نتائج العمل الصالح مشتركة، وقد يفوق فلاح فقيها في النتيجة، وقد تفوق امرأة رجلاً، والخادم المخدوم، والطالب المدرس، والجندي القائد. أنت في موقع الجندي، وأخوك من أبيك وأمك في موقع القائد. له مؤهلات من رزق الله تجعله قائدا، ولك مؤهلات من فيض الله تجعلك جنديا، والقائد في نظر الناس أعلى مرتبة بكثير من الجندي، لكن إذا أخلص الجندي عمله وقام بدوره متقنا، وأدى وظيفته كما أراد الله، واستقام على الخط في نيته متجها إلى الله، وقصر القائد بمقدار خمسة في المائة من قدراته وفرصه ومواهبه؛ فأيهما أكثر ثوابا وأنجى عند الله؟ إنه الجندي بلا إشكال. وصحيح أن للمرأة دوراً خاصّاً في بعض الموارد وأن للرجل دورا خاصا في بعض الموارد؛ الرجل قد يخوض معارك فيها يبذل نفسه، ويعيش شدة الحرب، ويواجه الموت مواجهة، والمرأة تربي طفلها في المنزل، وتحتفظ بأخلاقيتها الإسلامية وتصون عرضها وتحسن تبعلّها، المقاتل يدخله شيئ من العجب والغرور فيموت على هذا، فلئن ذهب شهيداً إلا أنّ شهادته قد تكون مثلومة، والمرأة تموت وفي يدها طفلها تناغيه استجابة لأمر الله، وخضوعا لأمره ورضا بالوظيفة التي حددها الله سبحانه وتعالى، هذه المرأة، تموت مرضية عند الله، رفيعة المنزلة، وربما تقدمت على من نسميه شهيداً. خاصة في مثل هذه الأزمان التي لا ترتفع فيها المرأة في نظر الناس إلا بأن تتبوأ موقعا سياسيا أو حتى موقع العضوية في المجلس البلدي حين تصغي لأمر الله، وتوازن بين ما فيه رضى الله وما فيه سخطه، بين ما هو أرضى لله وما هو أقل رضى؛ فتختار ما هو أرضى لله سبحانه وتعالى فإنها البطلة في نظر الإسلام، وإنها لتسبق الرجل في ميزان الله سبحانه وتعالى. قد تستطيع التقدم للمجلس البلدي بكفاءة، ولكن الأجواء أجواء الاختلاط وأجواء التبذل وأجواء الزمالة التي يفرضها العمل مع الرجل، وهي زمالة تعيشها شبه يومياً، وما تتعرض له في هذه الأثناء، وقد تختار المؤمنة ترك مثل هذا الموقع زهداً فيه من أجل حفظ العرض والعفة، وهي البطل الأكبر حينئذ في نظر الإسلام من مليون امرأة تتقدم لمثل هذه المواقع من غير ورع ولا تقوى.
?ليُدخل المؤمنين والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفّر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً? 5 / الفتح. نفهم من تربية الإسلام، ومن مجمل أحكام الإسلام أنّه يميل إلىأن تكون المرأة راعية بيت، ومدبرة بيت، وصاحبة عفاف وأنه لم يخطط لأن تكون المرأة شريكة الرجل في أدوار العمل الكادح من أجل المعيشة بقدر ما خطط أن تكون أمينة على الجيل مربية له، محتضنة للرجل، موجدة جوا مفعما بالحب وبالراحة في بيتها وبأن تكون شبه ملكة البيت. الإسلام خطط لأن تكون المرأة مربية راعية للجيل الجديد أكثر مما خطط لأن تكون بناءة ونجارة وحدادة وما إلى ذلك. نفهم ذلك بكل تأكيد، وهذه المرأة التي تموت في بيتها وذلك الرجل الذي يموت وهو يمارس مهنة البناء أو مهمة الجهاد معاً تقول عنهم الآية الكريمة إذا أخلصا لله وكان سعيهما إليه سبحانه ?ليُدخل المؤمنين والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفّر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً?.
?يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنّاتٌ تتجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم. يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب? 12-13/ الحديد. نور ماذا؟ نور الروح، نور الإيمان. لا ظلمة في وجود هذه المرأة، لا ظلمة في وجود هذا الرجل الذي تتحدث عنه الآية، حتى ليفيض النور ويتقدمهم ويفتح لهم طريق الجنة. نتائج مشتركة بين فئة من الرجال والنساء، ونتائج مشتركة بين فئة أخرى من الرجال والنساء. المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم ولهم جنات تجري من تحتها الانهار، أما المنافقون والمنافقات والكافرون والكافرات فلهم باب يسد عنهم عن الرحمة، يسد عليهم دون فرج الرحمة، باطنه العذاب، فهم في وسط العذاب وليس عذابا تحفه رحمة.
اللهم صلّ وسلّم على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين واغفر لنا ولوالدينا وأهلينا ومن كان له حقٌّ خاصٌّ علينا من المؤمنين والمؤمنات أجمعين ولأهل الإيمان والإسلام يارب العالمين.
“اللهم اهدنا ولا تضلّنا، وأرنا الحقّ حقاً فنتبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه يا كريم يا رحيم”.
بسم الله الرحمن الرحيم
(قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولي دين)

الخطبة الثانية

الحمد لله خالق كل مخلوق، وربّ كل مربوب. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يسبقه وجود ولا عدم، سبق كلّ شيء، ويبقى ويفنى كل شيء. وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، صاحب الملّة النوراء والشريعة الغراء. لا تبلى تعاليمها، ولا تنسخ أحكامها، ولا تضعف براهينها. اللهم صلّ وسلّم على حبيبك المصطفى وآله الشرفاء يا كريم.
عباد الله اتقوا الله … وارغبوا فيما وعد به عباده الصالحين، واحذروا مما توعد به أعدائه العاصين، فمن عظّم الله أكرمه، ومن استهان بعظمته أهانه. وما أشقى العبد أن يحلّ عليه غضب من الله، وما أهونه أن يناله من الله مقت، وأن تحق عليه اللعنة وسوء العذاب. ولن يجد أحدٌ من دون الله ملتحدا، ولا يحميه مما أراد به أحدٌ أبداً.
اللهم صلّ وسلّم على المبعوث بالرحمة، والمنقذ للأمة، صاحب الخلق العظيم محمد الهادي الأمين. اللهم صلّ وسلّم على علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين. اللهم صل وسلم على كريمة الرسول فاطمة الزهراء البتول. اللهم صل وسلم على السبطين الطاهرين، والإمامين الرضيين الإمام الحسن ابن علي، وأخيه الإمام الحسين. اللهم صل وسلم على شموس الرسالة وأنوار الولاية، أئمة الهدى وقادة الورى علي ابن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري أعلام العلم والتقوى.
اللهم صلّ وسلّم على مطلع الفجر، وولي العصر، والمبشّر بالنصر، إمامنا محمد ابن الحسن القائم. اللهم أظهره على أعدائه وأعز به أولياءَه، وانصره نصراً عزيزا، وافتح له فتحاً قريبا. اللهم وانصر وسدّد وأيّد الموالي له، السائر على دربه المهتدي بهداه واكفه وجميع فقهاء الإسلام وحصون الدين من المخلصين لك ولأوليائك شر الكفار وكيد الفجار يا من بيده الأمر كله وهو على كل شيء قدير.

أما بعد أيها المؤمنون والمؤمنات …
فان اللغة الإعلامية وفنها الساحر يقومان في المؤسسات الإعلامية غير الملتزمة على الاستهواء النفسي والمغالطات الفكرية، وطريقة المصادرة باتخاذ ما هو مطلوب ومحل البحث، قضية مفروغاً عنها، ومقدمة من مقدمات الدليل، وبذلك يجر الإدمان على القراءة والإصغاء للمادة الإعلامية من هذا النوع من غير فكر ناقذ إلى التسطح الفكري والوقوع في قناعات خاطئة تفتقد الأساس العلمي الكافي لنشوئها. ولا طريق لحماية الفكر من هذه النتائج المتردية إلاّ بالتزود بطريقة التفكير العلمي المنطقي وممارسة القراءات ذات الطابع الموضوعي، والدراسات التي تعتمد التمحيص والتدقيق لما تتعرض له من أفكار وآراء. فما أحوجنا إلى تربية العقلية العلمية التي تعتمد المنهج العلمي الصارم في التفكير.
وأنت إذا دقّّقت صفحة واحدة من كثير مما تكتبه الصحافة وتبثه الإذاعات خاصة في ما يتعلق بالشأن السياسي وما يتصل به، وما يراد تكوينه من قناعات للرأي العام وجدت تلاعباً بأفكار الناس ومشاعرهم وبعداً فاحشاً عن الحقيقة، واعتماداً على رمي الآخرين بنعوت تبرعيّة ظالمة تقزّم هذا، وتسقط ذاك، وتثير النقمة ضد ثالث، وتعزل رابعا وهكذا. ويقع الظلم الفاحش على الفئة الاجتماعية التي تحرم من الدفاع عن نفسها، ورد أقاويل الزور والتهم الرخيصة التي توجه ضدها، وهذا اللون من المحاصرة والحرمان هو واحد من ألوان الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي التي قد تمارس ضد هذه الفئة أو تلك حتى تتم عمليّة التصفية المعنوية لها في غلس الليل مع خنق لا يسمح بانطلاق صوت للمستغيث.
ومن المفارقات الغريبة أن الذين يمتلكون مصادر البث وقنوات النشر المختلفة ويحتكرونها ويشدّدون القبضة الحديدية عليها ويطاردون الكلمة الإسلامية في المسجد وفي كل زاوية من زوايا المجتمع يرمون الاسلاميين بمصادرة الفكر، والإرهاب الفكري، والحجر على الكلمة، وخنق حرية الرأي.

ومن المفارقات الأخرى الفاضحة أنك تجد عند هؤلاء قائمة طويلة من الشتائم للاسلاميين التي تقذفهم بالرجعية والتخلف والتحجر والتقوقع وضيق الأفق ومعاداة الحداثة والانغلاق الفكري والهروب من الواقع، وهم أنفسهم الذين يثيرون زوبعة من الاستنكار والاستبشاع عندما يتحدث الاسلاميون عن التقوى والفجور، وعن الإيمان والكفر والفسوق، وعن طاعة الله سبحانه ومعصيته وعن الجنة والنار، وعن العفة والتسيب، وعن الحجاب وتبرج الجاهلية الأولى. فأمام الطرح لهذه التقسيمات المستقاة من الكتاب والسنة يرتفع الصراخ منهم بأنكم توزعون صكوك الغفران وبطاقات المرور إلى الجنة، وتعلنون قائمة أهل النار. على أنّ لهذه التقسيمات القرآنية، تحديداتها الدقيقة، ووسائلها الاثباتية المنضبطة التي لا يبيح مسلم بحق لنفسه أن يتعداها، وقائمة الآخرين منها ما يشتم به وهو مفخرة في نفسه، والشتم به لإسقاط قيمته وتشويهه، ومن ذلك الرجعية وهي تعني عندهم الرجوع إلى الأصالة، ومرجعية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله لحركة الفكر والشعور والحياة. ومثل الرجعية في ذلك معاداة الحداثة التي يريدون بها معادة الأفكار المناهضة للاسلام ومجانبة التحلل، ومقاومة الغزو الثقافي.
أما الحديث بما ينفع الناس، وما يلتقي مع سلامة الفكر والدين ولا يثلم من المروءة والخلق الفاضل، فهم يعرفون جيداً أن الإسلاميين يطلبونه ولا يعادونه. ويُشهّر بك بأنك تعادي الحداثة من أجل إغرائك بالوقوع في الحداثة الساقطة والتبعية الذليلة، والمستنقع القذر الذي يخطط للمجتمع الإسلامي أن يقع فيه.
وهذه تساؤلات وملاحظات أخرى مما يتصل بمعترك الحياة وشؤون الناس:
1) تقرأ أو تسمع عن شفقة متزايدة على المرأة، وندباً لحظّها، وذرفاً للدموع الساخنة أو الباردة على تخلفها في انتخابات المجالس البلدية، بل وقد تقرأ أو تسمع أنها ترمى بالتخلف والخيانة الكبرى لبنت جنسها حيث قدّمت عدوّها الرجل عليها.

ويسأل لماذا هذه الحرب التي يؤسس لها بين الرجل والمرأة أو يشعل فتيلها؟ ألصالح الوطن والدّين أو للاستغلال والبحث عن أصوات لمرشحين ومرشحات من اتجاه محدّد؟! المطلوب هذا أو ذاك؟ هذه المعركة تدار لماذا؟ إنها تدار بالقطع من أجل تجميع أصوات ناخبين وناخبات لمرشحين ومرشحات من اتجاه محدد.

ويسأل أين هذه الغيرة على النساء والنصرة لهن من نساء يساء استغلالهن ويكنّ محل عبث الرجل، ومقضى شهوته بالحرام، وسلعةً تجارية يغرى بها الفسّاق من شتات الأرض لتدر من الأرباح في جيوب النفعيين ما يزيد في سعار جشعهم، ويسحق إنسانية المرأة ويدوس كرامتها حتى تكون الدمية التي تتعاطى للعب والتجارة؟! أين الغيرة؟ ألا من غيرة في هذا المجال؟ ألا من نصرة في هذا المجال؟ الأصوات ترتفع لكارثة أن المرأة لم تفز ببعض مقاعد المجالس البلدية، ثمّ ولا كلمة واحدة لما تمتلئ بها فنادق الدرجة الأولى من فسق ومجون وإسقاط لقيمة المرأة وكرامتها؟!

ولابد أن يؤكّد هنا بأن الإسلام العظيم وهو يحافظ على كرامة المرأة وإنسانيتها وحقوقها حسب الرؤية المحددة العادلة لكل من الرجل والمرأة، ولدور الإنسان في الحياة، وهدفه الصحيح منها، وفي ضوء الأخلاقية السامية التي يحرص عليها الدين، والقيم الرفيعة التي يصرّ على ترسيخها، لا يوافق على التأسيس أو التأجيج لصراع يدار باسم المرأة أخت الرجل وأمه وبنته، واسم الرجل أخي المرأة وأبيها وولدها، كما لا تدار في ضوء تعاليمه معارك وصراعات باسم علماء الحوزات والشباب الجامعي، ولا يحمل نظامه الاقتصادي بذور صراع بين العمال والتجار.
نعم إن الإسلام يمتلك النظام العادل الذي يقضي على الفوراق الفاحشة، فلا يبقي فقيراً متقعا، وتاجراً متعملقاً، لكنه لا يشعل حرباً بين التجار والفقراء، وهو لا يحتاج في علاجاته الاقتصادية إلى مثل هذه الحروب الطاحنة بين طبقات المجتمع الواحد، فبعد أن يقوم إسلام وبعد أن يحكم الإسلام الساحة الاجتماعية والسياسية لا يحتاج في طريق حله للمشكلة الاقتصادية أو غيرها أن يدير صراعات من هذا النوع أو أي لون من ألوان الصراع الأرضي التي تشعل فتيلها الأنظمة من صياغة الإنسان. إن ما يتحدث عنه الإسلام هو صراع واحد طرفاه خط الله سبحانه، وفيه الرجل المؤمن كما فيه المرأة المؤمنة وفيه الغني ومن دونه مرتبة في المال، والمتعلم وغير المتعلم، وخط الشيطان المريد وفيه كل من في الخط المقابل من رجل وامرأة، وغني وفقير، ومتعلم وغير متعلم، ومتزيي بزي الدين وغيره ممن يعيش واقع الكفر أو الفسق والفجور.

2) أين هذه الأصوات المتباكية على تخلّف المرأة في انتخابات المجالس البلدية من صحة المرأة في البيئة الملوّثة المسمّمة بمخلّفات المصانع، والروائح المنبعثة من حظائر الدواجن، وفي الشريحة الاجتماعية الواسعة التي تعاني من نقص الغذاء، وسوء المسكن، وتردي الوضع المادي إلى الحد الذي لا تستطيع مواجهته الصناديق الخيرية وتبرعات الحسينيات والمساجد على تواصلها وغزارتها، بينما القوى العاملة فيها معطّلة، والكفاءات مهملة؟!.,

وعلى مستوى أجواء أخرى عالميّة ينبغي أن يفهم أن إسرائيل ستبقى عاجزة عن توفير الأمن لنفسها مادامت تختار إخافة المسلمين الفلسطينيين واضطهادهم طريقاً إلى ذلك، لأنه لا يمكن بحسب تصميم الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته، وروحية الإنسان المسلم في ظروف الصحوة أن يتم الخنوع والاستكانة أمام الآلة الحربية الفتاكة لإسرائيل، وستستمر المقاومة ولو بالسن والظفر، وما ينطبق في فلسطين ينطبق في أفغانستان وباكستان وأي بلد إسلامي آخر أمام الغزو الأمريكي والغربي عموماً، فلابد أن تستمر وتيرة الخسائر في الجيوش الغازية كلما طال أمدها على أرض الإسلام حتى يتم التفجر الهائل لوجود الأمة. وان العالم كله وعلى مستوى كل بلد بلد وعلى مستوى العلاقات الدولية لا يقبل إلاّ أحد أمرين، والثالث وهمٌ؛ لا يقبل إلاّ أمنا مشتركاً، أو خوفاً مشتركاً، أما أمن منفرد لمن يسمّون بالأقوياء وحدهم، وخوف وقتل وتشريد واضطهاد وظلم سياسي واجتماعي واقتصادي وتهميش ثقافيٌ للآخرين فقد أصبح أمام إرادة الشعوب المضطّهدة والجماعات المستهدفة أمراً مستحيلاً دونه موت هذه الجماعات الذي يعني بالضبط محرقة للجميع.

والمراهنة على قوة السلاح والاحتياطات الأمنية والتخدير الإعلامي وبث الفرقة هي مراهنة على وسائل بدأت تفقد مفعولها أمام وعي الشعوب وصلابة تصميمها، وصارت أمام حالة من نفاذ الصبر على الضيم والهوان.

فالرشيد من الحكام والساسة على مستوى العلاقات الدولية، وعلى مستوى الوضع الداخلي لأي بلد من البلدان هو من طلب لبلده الأمن والتقدم والحياة المستقرة وتحسّن الأوضاع في العدل لا الظلم، وبالفعل الصادق لا القول المراوغ، وبالاعتراف بالآخرين لا الاستخفاف بهم، وبمدّ يد الصداقة لا العداوة، وبتقدير القيم لا هدرها. ودروس الحياة القائمة في كل مكان تؤكد هذا المنطق، وتبرهن على هذا الطرح.
ويكفي درساً لإسرائيل ودرساً لأمريكا ودرساً للعالم كله ودرسا لهذه الأمة التي تستضعف نفسها، قبل أن يستضعفها عدوها، ونحن في ذكرى انتصار المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان أن إسرائيل لم تصمد طويلا أمام أمام نخبة مؤمنة، فئة تربت على الإيمان ولم يكن بيدها سلاح كثير الفاعلية بما يكافئ فاعلية السلاح الإسرائيلي والأمريكي، ويزيد عليه أضعافا مضاعفة إلا سلاح الإيمان، وسلاح الإيمان فاعليته غير محدودة، وغير موقته، وفاعليته لا تشترى بالأثمان. سلاح الإيمان له منبع ثر من داخل الضمير الذاكر لله، الموصول بحب الله، المستقي العزة من عزة الله سبحانه وتعالى. إنه درس للعالم كله بأن هذه الأمة لا يمكن أن تهزم إلى الأخير، وأن هذه الهزيمة موقتة، وقبل أن ينتفض المارد الإسلامي في داخل الإنسان المسلم وقبل أن يستقيم الشباب المسلم، وقبل أن يفيق الشباب المسلم على أنه مخدوع بالفكر الآخر، على أنه مخدوع بالأخلاقية المهترئة المستوردة، على أن إيمانه مستهدف، وأن عزة الأمة مستهدفة من خلال استهدافه، وقبل أن تفيق الشابة المسلمة، والمرأة المسلمة، وتلتفت إلى قيمة الحجاب والعفة والمواقف الصلبة، إلى الإصرار على المبدأ، الإصرار على درب العزة والكرامة والشرف والجهاد. ويوم أن تفيق الإرادة الإسلامية في نفس الشاب المسلم وفي نفس الشابة المسلمة، في الرجل الكهل، في المرأة الكهلة، في كل الأعمار حينئذ لن يبقى بيد العالم كله سلاح يمكن أن يقهر إرادة الأمة. وليتعلم حكام الأمة ولتتعلم الأمة نفسها أن الحكام خانوا الأمة حين أخذوا بها بعيداً عن طريق الإيمان، وإلا فما معنى أن الأمة العربية كلها تقف خاسئة أمام إسرائيل، ثم إن المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان قد استطاعت فعلاًًََ بما في يدها من سلاح الإيمان أن تقهر إسرائيل وأن تطردها؟! وإن ثورة الحجارة في فلسطين لن تهدأ ولن تفيد المساومات ولا المغالطات ولا المؤامرات في إيقاف هذه الثورة وستواصل دربها حتى تكتسح الظالم، وحتى تطهر الأرض المحتلة من دنس أقدام الصهاينة الغاصبين. ولتتعلم الأمة أن تطالب دائما وأبدا في أول ما تطالب به أنظمتها وحكامها بالعودة إلى الإسلام وبالقرب من خط الله سبحانه وتعالى، وبعدم تمييع الأمة، وبعدم بناء اقتصادي ولو عملاق على حساب شرف الناس…. على أنقاض شرف المرأة، علىأنقاض شرف الرجل، وأؤكد لكم أن أي اقتصاد عملاق يقوم على أساس من سرقة شرف الآخرين فإنه لن يصير إلى جيوب المستضعفين، وإنما هو دائما سيصب في جيوب المستكبرين.
اللهم صل على عبدك المصطفى محمد وآله أهل الوفاء، واجعلنا ممن لا يريد في الأرض بغياً ولا فسادا، ولا يثير حقداً ولا بغضاء بين ذوي المودة من أهل الإيمان والصلاح، ولا يسعى في الأرض إلاّ بالخير، ولا يريد للناس كل الناس إلاّ النفع، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين ولوالدينا وأرحامنا وأهلينا وكل من كان له حق خاص علينا يا رحمن يا رحيم يا تواب يا كريم.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون

زر الذهاب إلى الأعلى